حين يتفق دعاة الإصلاح الذين يرتدون عباءة الدين ، على فهم موحد للدين نفسه ، ودوره في قضية الإصلاح ؛ حين ذاك يرمزوا من شاءوا ،
ومن ثم ينخرطوا في مقارعة النظام السياسي ..
الشعب الآن هو الضحية ، وما هذه الفرق المتناحرة ، والتي تدعي أنها تناضل من أجل الإصلاح ، إلا عبء مضاف إلى أعباء شعب يبدو شديد البؤس ....
صراع هذه الفرق يدور حول أمور ، لا ناقة للمواطن فيها ولا جمل ، وهي لا تعنيه أمام أعباء المعيشة التي بدأت تزداد ثقل يوم بعد آخر ...
فلان ، جامي ، فلان سروري ، فلان رافضي ، فلان خرج من الملة فلان داهن ، فلان علماني ، فلان موالٍ للكفار ، وهكذا دواليك ...
وبيضة الدين والسلف الصالح والخلافة الإسلامية ، وبلاد الحرمين ، وابن القيم الجوزية ، وابن تيمية والمجدد محمد بن عبد الوهاب ....
وإسامة وسفر و القاسم والعودة ، ودولة التوحيد ....
كل هذا لا غبار عليه ، ولكن الإشكال في أن المواطن يزداد معاناة ، و الوطن مستمر في طريقه إلى الهاوية ، ونتائج كل تلك المقدمات نتائج غير مشرفة ، بل زادت طين الشعب بلة ....
الواقع المعاصر شيء وتلك الطوباويات شيء آخر .. كانت طموحاتنا فيما سبق أن نلحق بركب الحضارة ، وقلنا في ذات أنفسنا أن ظهور ثلة من دعاة الإصلاح ، سوف تسرع بإذن الله وصولنا إلى ذلك الهدف المنشود ، إلا أن الواقع المر و الذي نعيشه اليوم يجعلنا نردد مقولة [ يا ليتنا من حجنا سالميني ] وبات يرضينا من الغنيمة الإياب إلى ما كنا عليه قبل ثلاثون عاماً ...
هناك خلل جسيم اعتورى فكرنا ، وإن لم نسارع في تدارك الأمر ، سوف لا محالة نقع في نفس المستنقع الذي وقع فيه الأفغان قبل أربعمائة سنة ولم يخرجوا منه بعد ....
لا تزال الحكمة ضالة أغلبنا ، في حين يظن البعض أنه يمسك بتلابيبها وهيهات ....
"تنحو يرحمكم الله "
وكان الله معنا يا أبو فلاح ..
|