أجبت دعوة أحد النبلاء عندما دعاني لمأدبة أقامها على شرف والده الذي خرج من المشفى بسلامة، استويت في مكان الجلوس ،وكم أكون سعيداً بالجلوس في الزاوية ! فإن أنا جلست فيها لا أضطر للقيام المتكرر من أجل أن أخلي المكان لمن يكبرني سناً و قدراً!!
بدأ الضيوف يتوافدون و امتلأ المجلس عن آخره ، وبينا أنا أجري حديثا جانبياً مع ( المعزب ) كان أن سكت فجأة فابتلع ريقه ثم رفع رأسه و شخص ببصره و وثب من محلته على عجل و اندفع إلى الأمام و بصوت مدفعي ترتج له الجدر قال كلماً لم أستظهر منه إلا : بو!! بو!!
ارتج علي و قفزت من محلي واقفاً !! ولما أردت أن أصرخ سائلاً مالخطب نظرت ناحية الباب فرأيت رجلاً و طفله الصغير يحمله بين يديه!! فعلمت أن هذه المسرحية كانت طقساً من طقوس الترحيب!!
كم يحب هذا الشاب المبالغات !!
جلس الرجل البدين في المجلس بعد أن اضطر للخروج من المجلس طفلان ليقعد محلهما، و لما لم يجد طفله محل و ضعه في حجره !!
التقطت أنفاسي و ذهب عني ما وجدت!
و بدأ المجلس يموج بأحاديث متفرقة بدأ بنشرة الأخبارة البارحة و انتهاء بالمزاين ، حتى استلم الدفة شيخ كبير ، و أصدقكم فأنا أحب حديث الشيوخ الكبار فحديثهم واقعي جداً و به مسوح من الأصالة و التجربة ، و بدأ يحدثنا هذا الشيخ عن قصة لأحد رجال البدو الأفذاذ ، حدثنا عن كرمه و شجاعته ، شدني هذا الشيخ بحديثه و كم تدفعني نفسي لإخباركم من هو ، بيد أني سأستبقيه لدواعي أمنية – شغل جرائد - ، إلا أن شيخاً آخر هداه الله ما يفتأ بين لحظة و أخرى يعارض المتحدث خاصة في أمكنة المواقع ، وكنت إذا تحدث أدور بنظري في وجوه المستمعين فأراها مستهجنة لهذه المقاطعة ، وهو يا حافظ لا يأبه بأحد و لا يشعر إلا بنفسه ، يعني بربكم يا أخوة مالفرق أن تكون الموقعة في مرات أو تمير مثلاً ، لا فرق أبداً فنحن لا نبحث عن تاريخ بل عن مواقف و دروس من هذه القصص ، ثم هذه الحكاوي لا مستند لها إلا أحاديث الناس و الجرح و التعديل لا عمل له في هذا النوع من السند ، فالزيادة و التبديل أمر وارد بلا شك في كل القصص التاريخية ، دعوني أبسط الأمر عليكم أكثر ، قبل أيام كنت و جماعة من الأخوة على طريق الملك عبد الله ، و لم نرع إلا بسيارة من نوع مارسيدس تنحرف عن الشارع و ترتطم في عمود إنارة ، توقفنا و قد سبقنا إليها الماره ، كانت السيارة مضلله لا يمكننا أن نستوضح من فيها ، و المثير أن السيارة لم تتضرر كثيراً ، و خرج الرجل سالماً ، بعد أيام جاء أحدهم يحدثني عن هذه الحادثة و يقول: انحرفت سيارة احد رجال الأعمال الكبار و معه في السيارة فتاة جميلة سافرة ، و قد سرق بعض الناس جواله .....
تفاصيل كثيرة لم أرها في تلك الحادثة و أنا متأكد أنها من صنع الرواة ، فقلت له و هل وقفت على تلك الحادثة أنت فقال: لا !!!
فهذه الحادثة مع قرب العهد بها انظروا كيف اختلفت تفاصيلها لما لاكتها الألسنة ، فكيف بحوادث و قصص لها عشرات السنين ، بيد أن المهم كما قدمت أن نظفر من السالفة بالعبرة و الدرس و نفيد منها في حياتنا القابلة ، فعند سماعك لمواقف الشجعان لابد و أن تجد نفسك تسمو و تنزع إلى الشجاعة ، و كذلك الكرم و الأخوة و غيرها من المعان السامية ، بقي أن أأخذكم في برزة ..
!! ( برزه) !!
صلوا على النبي – صلى الله عليه و سلم - يالربع:
أقول إن إحضار الأطفال في مجالس الرجال غير مرضي عند أولي الفهم و الحكمة ، خاصة إذا كان الطفل صغيراً لم يجاوز الرابعة ، فحقه أن يكون في حجر والدته ، ثم إن الرجل الذي يفعل ذلك لا يخلوا من أمرين إما لأن زوجته ضغطت عليه من أجل أن يصحب طفله معه ويريحها من العناية به، أو أن الرجل يجهل ذلك الأمر و يعده نوع من أنواع التربية له بأن يحضره مجالس الرجال، و في الحقيقة أن أخالفه في هذه الرؤية فكثير من المجالس اليوم لا يفيد منها الأطفال إلا أن يحاولوا تقليد الرجال الكبار وفي ذلك قتل لطفولتهم البريئة فهو مثلاً يرحب و يعزم و الرجال من حوله يهللون و يكبرون ، و قد يسحب هذه التصرفات إلى داخل منزله و يطلب من أمه أن تعامله على أنه رجل و هو لتو جاوز الثالثة أو الرابعة من عمره ، فتجدونه مثلاً لا يأكل مع أمه خاصة إذا كان والده خارج المنزل و يطلب منها ان تضع الطعام لوحده لأنه رجل، و عندما يحاول النساء من عماته و أقاربه السلام عليه يرفض و يتعلل بأنه رجل و هذا مشاهد، فينبغي أن لا نقتل طفولة الأطفال و غالباً الأطفال من هذا النوع يعيشون حياة ( هياط و مزالجة ) ونهايتهم في السجون أو .......
أسأل الله أن يحفظ علينا أبنائنا و أبناء المسلمين
سلامتكم !!
##############
نصوير دقيق لبعض ما نشهده في يومياتنا من مواقف كثيره مثل ذلك المعزب الذي قد أنتفض ونفض الجميع لحركته العجلة في ترحيب ضيوفه - موقف مضحك ! - , وما يجرى من الرواة في تنقلات الأخبار والمبالغة فيها بل والكذب الفاحش لبعضها , وأولئك الذين يصطحبون أطفالهم فـبئس هذه العاده التي أراها كثيرآ وهي ما يجعلني أستنقص من يفعلها .
مجمع البحرين لقد أستمتعت لما حكيته لنا وأني لأحترم قلمك الممتع .
أتفق معك أستاذنا فيما ذهبت إليه من إحضار الأطفال إلى المجالس وما يصاحب هذا الأمر من سلبيات .... فالمجالس لها خصوصيتها وآدابها التي لا يدركها الطفل .... جميل أن يدرب الطفل بعد سن السادسة على آداب المجالس وطريقة استقبال الضيوف وصب القهوة وغيرها ولكن بطريقة سهلة وعلى إنفراد كلما أتيحت الفرصة لا أن يقحم طفله في المجالس ويبدأ في تدريبه .... وقبل هذا وذلك يجب ألا يكون هذا الأمر على حساب طفولته ........... فكثير من الناس يحرم صغيره من طفولته بحجة تعليمه على المراجل منذ الصغر ........... فلا يترك مناسبة إلا ويحضر طفله معه .... ولا تأتي مناسبة في منزلة إلا ويشاركه الطفل مهمة استقبال الضيوف وإكرامهم .. دمت مبدعاً أخي مجمع البحرين..
ابا ياسر الله يخليلك ياسر ويمتعك با بره ويمتعه بأحسانك .. وحسن تربيتك له أن شاء الله
اخي أما عن القصص ... التاريخيه والتي توخذ من باب التسليه .. او لمعرفه .. او الروايات التي تبناء على خيال
فلها شانها وما بغيت له
اما قصص المواقف التاريخيه .. التي يبناء عليها غيرها من مفاخر ..او مذام ... او تقيم قيم ومبادئ
ه
فرجوع إلا تمحيصها بما وافق الشريعه من جهه
وتمحيص مصداقيتها .... برجال العدول الضباط للحفظ ... والمحاوله ... لأخذ التاريخ من الكثير وربط فصوله لتحضى على الأقل بصورة قريبه من الواقع ..
وهنا شاهد في هذا الموضوع بما أنك تكلمت عن الجرح والتعديل
كتاب الأغاني : لابي فرج الأصفهاني
وكتاب المستطرف لكل فن مستطرب الشهاب الدين
كلهم في حوزتي ... للإستطلاع والمعرفه ...... ولكنهم لايصلحا كسند صالح ... لأخذ الأدله ... او لا يبنى عليه حكم شرعي . ولا يفاضل فيه بين الرجال لما ورد فيه
أولاً لأنه لاينظر إلى درجات الرجال فيه ... وربما نقل عن فاسق أو رجل أشتهر بالكذب او النسيان .
فضلاً ... عن اشتهار الكتب من هذه النوع .. تشيع او المعتزلين
وهي كتب غنية بالغث والسمين
وعلى حكم هذه الكتب يجري كتب تاريخ القبائل المعصره ... والحروب في عصر ماقبل الإمام محمد ابن عبد الواهاب وما بعده
لأنها ؤخذت من أفوه رجال لايدرى ما حالهم من جهه
ثانياً إتصاف الأغلبيه بالحمية الجاهلية وتعظيم .. ما يخصهم من التاريخ
والحال هذا ثابت ..... ولو أتصلت بأحد روه قبيله ... لوجدت إختلاف كبير بل تناقض شبه كامل من كلام الخصم
أخي ابو ياسير
اما عن الأطفال وأخذهم في المجلس ........
فلأ فضل عدم أخذهم لا لقتل طفولتهم ..... بل حتى لاتقيدهم من العب الذي هو قرة عين الطفل
أعتذر لجميع الأخوةو الأخوات عن تأخري في الرد.. فحقاً أنا آسف جداً ، و كم يؤسفني خلال الأيام القادمة ألا أكون متواجداً إلا في إجازة نصف الأسبوع، لبعض المشاغل صرف الله أوقاتنا جميعاً فيما يرضيه عنا ,.,
نصوير دقيق لبعض ما نشهده في يومياتنا من مواقف كثيره مثل ذلك المعزب الذي قد أنتفض ونفض الجميع لحركته العجلة في ترحيب ضيوفه - موقف مضحك ! - , وما يجرى من الرواة في تنقلات الأخبار والمبالغة فيها بل والكذب الفاحش لبعضها , وأولئك الذين يصطحبون أطفالهم فـبئس هذه العاده التي أراها كثيرآ وهي ما يجعلني أستنقص من يفعلها .
مجمع البحرين لقد أستمتعت لما حكيته لنا وأني لأحترم قلمك الممتع .
...... بــوركت يا أخــــــــــي ......
الأمير الغالي/le prince
شرفت بتعليقك و أشكرك على متابعتك التي أترقبها دائماً ، لا عدمنا هذا التواصل
أما عن ما ضمنته تعليقك فلا تعليق عليه إلا بالشكر، فشكراً جزيلاً لك
أتفق معك أستاذنا فيما ذهبت إليه من إحضار الأطفال إلى المجالس وما يصاحب هذا الأمر من سلبيات .... فالمجالس لها خصوصيتها وآدابها التي لا يدركها الطفل .... جميل أن يدرب الطفل بعد سن السادسة على آداب المجالس وطريقة استقبال الضيوف وصب القهوة وغيرها ولكن بطريقة سهلة وعلى إنفراد كلما أتيحت الفرصة لا أن يقحم طفله في المجالس ويبدأ في تدريبه .... وقبل هذا وذلك يجب ألا يكون هذا الأمر على حساب طفولته ........... فكثير من الناس يحرم صغيره من طفولته بحجة تعليمه على المراجل منذ الصغر ........... فلا يترك مناسبة إلا ويحضر طفله معه .... ولا تأتي مناسبة في منزلة إلا ويشاركه الطفل مهمة استقبال الضيوف وإكرامهم .. دمت مبدعاً أخي مجمع البحرين..
أستاذي الكريم/ زائر الليل
تعليق مسدد كعادتك و فقك الله ، فحزيت خير الجزاء عليه ..
تقبل أعبق التحايا