دمعة شيخ في محراب العبودية!!

النفس البشرية تجتذبها قوتان ، القوة الأولى قوة شيطانية ماردة ، تأخذ ها إلى مدارك السفل و الرذيلة ، و القوة الثانية هي قوة ملائكية خيرة ترتقي بها في مدارج العلو و الفضيلة ، و لم يزل الإنسان منذ خلقه الله متقلباً بين تينك القوتين، و مصداق ما تقدم قوله تعالى: ( إنا هديناه النجدين ) إذ يرى جمهرة من أهل التفسير و البيان أن النجدين هما طريق الخير و الشر ، فمن انتزعته قوة الشيطان و سلك طريق الشر و العصيان كانت الجزاء نار تلظى ، و من سلك طريق الخير و استجاب لداعي الإيمان كانت الجزاء جنة المأوى ، و حال الناس في الدنيا متقلب في أغلب الأحوال فمرة تغلب قوة الخير و تارة تغلب قوة الشر و لا يزال المسلم بهذه الحال إلى أن يلقى الله – جل و علا – فياليت شعري أنلقاه و القوة العاملة قوة الخير أم أنها – و العياذ بالله – قوة الشر، جاء في الحديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال:( و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) ، فعلى كل مؤمن يرجوا لقاء الله و الجنة أن يكثر من الدعاء بحسن الخاتمة و لا يدع في كل سجدة الدعوة بالثبات أسوة بالنبي – صلى الله عليه و سلم – إذ يقول في كل صلاة ( يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك ) ..
في يوم جمعة مضى تغلبت علي قوة الشيطان فنالني شواظ من القسوة و البعد لا عهد لي به، فذهبت لصلاة الجمعة و ألم الغفلة قد عصف بروحي ، و أحسست أني غريب في صحراء الشيطان لا حول لي و لا قوة ، استمعت لخطبة الإمام و لم تحرك في شيء ، و استويت في صفوف المصلين راجياً أن يرحمني الله بهم ، و لما أن انتهت الصلاة و انشغلنا بالتسبيح و التهليل ، حتى رأيت شيخاً كبيراً يتهادى في مشيته متجهاً إلى محراب الصلاة و في يده عكاز يتكأ عليه قد أجهده حمل هذا الشيخ ، فعصفت بي الظنون و استقرت على أن هذا الشيخ يريد أن يسأل الناس أموالهم ، و انتظرت قليلاً إذ بي أرى الشيخ يقف قبالة مكبر الصوت إرادة التذكير و النصيحة فبسمل ثم ثنى بالثناء على الله و الصلاة على رسوله – صلى الله عليه و سلم - ، ثم انطلق الشيخ بحديث بليغ يأخذ الألباب إلى ملكوت السماء، و يرتقي بالأنفس في درجات السمو ، أما إنه ليس بفصيح يجيد التلاعب بالكلم ، و لا بليغ يحسن رصف الكلمات و تنسيقها ، و لا فيلسوف يمنطق الأحاديث و يبوتقها ، لا !! إنما هو شيخ في التصنيف الأكاديمي عامي، و لكنه في تصنيف من استمع إليه فاق بمستواه كبريات الجامعات الشرعية و رجالاتها، فكم من ( دكتور ) يحفظ من الأحاديث المئين و القران الكريم و لم يهتد على يديه واحد بل كان عوناً لشيطان على الإظلال و الغواية.
حدثنا هذا الشيخ عن حقيقة الحياة و أننا عنها راحلين ، و ذكرنا بالقبر و أننا إليه صائرين ، و ما إن انتصف في حديثه حتى أجهش بالبكاء و لم يبق أحد في المسجد يملك قلباً إلا بكى لبكاء الشيخ،فدمعة واحدة تنساب على وجنة شيخ متجعدة لأبلغ من عشرات الخطب و المواعظ، لم يسطع الشيخ أن يكمل حديثه من شدة الجهد و البكاء فانصرف بعد أن أعتق عشرات الناس من أسر الشيطان و أسلمهم إلى حياض الإيمان ، فرحم الله هذا الشيخ وجزاه عنا خير الجزاء ..
إيقاظ:
احرص – يارعاك الله – على قلبك و كلما أحسست ببعده عن الله اجلس إلى الصالحين ساعة و اصطبر عليها ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون و جهه ..)

[ابو مي]

أخي الغالي مجمع البحرين

جزاك الله خير ..موضوع قيم ومشهد بليغ

اللهم أجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك

مشكور أخي الغالي وجزيت خيراً

[مشاعر حالمه]

جزاااك الله خير على الموضوع الرائع

[الكاظم]

جزاك الله خير وتقبل مرور خالك ...
ويعطيك العافيه ...

[حافظ القلم]

إيقاظ:
احرص – يارعاك الله – على قلبك و كلما أحسست ببعده عن الله اجلس إلى الصالحين ساعة و اصطبر عليها ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون و جهه ..)


أخي مجمع البحرين بارك الله فيك وجزاك الله خير .

[معدي]

اللهم اني اسالك بمعاقد العز من عرشك والعظمة من سلطانك واسمك الاعظم وجدك الاعلى وكلماتك التامة ان تحفظ من كتبه وقراءه وان تمن على اخي مجمع البحرين بالصحة والعافية والامن والايمان فكم نحن فعلا مشتاقون من الحين الى الاخر ان نقف ونسمع موعظة تليين هذه القلوب التي لا تكاد تخلو من الغفلة
تحياتي وبالغ تقديري

[مثل العسل]

اقتباس: النفس البشرية تجتذبها قوتان ، القوة الأولى قوة شيطانية ماردة ، تأخذ ها إلى مدارك السفل و الرذيلة ، و القوة الثانية هي قوة ملائكية خيرة ترتقي بها في مدارج العلو و الفضيلة ،

س_كيف يستطيع الأنسان السيطره على القوة الأولى وهي القوة الشيطانية؟
س_وهل هناك غذاء للقوة الاولى والثانية؟
هل يمكن ان يكون سماع الأغاني ومشاهدة التلفاز غذاء للقوة الأولى.
وبالتالي قراءة القرآن وكثرة الدعاء غذاء القوة الثانية.
طرح جميل أخي العزيز مجمع البحرين
جعله الله في ميزان حسناتك

( يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك )

[ناصر بن هذال]

جزاك الله خير اخي مجمع البحرين
ابليس والدنيا ونفسي والهوى=كيف النجاة وكلهم اعدائي
ارى انه ثمت قوه واحده فقط وهي قوة الشر والدنيا ليست دار اختيار فقط بل ابتلاء
فكما يروي ابو هريره رضي الله عنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم"حفت النار بالشهوات,وحفت الجنه بالمكاره"
ولو كان هناك قوة خير نلجأ اليها ونستكن اليها بالمعنى الذي ذهبت انت اليه في بداية حديثك لما قال رسولنا الكريم "يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
والله اعلم.

[طالب الجنان]

جزاك الله خير أخي مجمع البحرين على هذه الموعظه و بارك الله فيك وفي قلمك .

[ابو جعفر]

اسال الله ان يوفقك يا مجمع البحرين وان يرحمنا برحمته ويغفر لنا