أسأل الله بمنه و كرمه أن يثبت أقدامه على طريق الحق و أن ينفع به الإسلام و المسلمين ..
إيقاظ:
أذكر مرة أننا كنا في مجلس فضيلة شيخنا العلامة صالح الفوزان بعد صلاة الجمعة .. وبينا نحن جلوس والشيخ يحدثنا و يجيب على بعض الأسئلة إذ بوالد و طفله يدخلا ن المجلس و يقصدان شيخنا فلبثا عنده هنيهة من الوقت وبعدها انصرف الوالد للجلوس تاركاً ابنه بجانب الشيخ فالتفت الطفل قبالتنا و خطبنا خطبة عصماء - أجزم أن والده أجهده و أمض كبده بمعالجة كلماتها و حفظ جملها - ذكرنا فيها بالموت و الفراق و القبر و الحساب و كنت معجباً أيما إعجاب بطريقة إلقائه و جرائته وما إن انتهى حتى كبر الناس من حولي وارتسمت على محيى الوالد ابتسامة عريضة كادت أن تتشقق لها أوداجه ثم بدأ الناس يكيلون المدائح لطفل و أبيه .. أما شيخنا فقد همس في أذن الوالد أن اعتني بابنك وحفظه القران و السنة ..
وعليه أقول أنه ينبغي على أولياء أمور أولئك الصغار النابغين أيحرصوا على تعليمهم و تثقيفهم العلوم التي تناسب أعمراهم و إدراكهم العقلي دون إبرازهم لوسائل الإعلام لأن في ذلك ضرر من عدة جهات :
الجهة الأولى : العين .. فمن الواجب أن يتقى شر أعين الحساد وهم كثر لا كثرهم الله !!
الجهة الثانية : أن الطفولة مرحلة عمرية لها خصائص لابد أن يعيشها الطفل .. مثل اللعب و السلوان فكل هذه من ميزات مرحلة الطفولة ومع ذلك فأولئك النابغين يمنعون منها عن طريق آبائهم بحجة أنه ممبدع ولابد أن يجلس على الكتاب و التعلم فيصاب الطفل بفصام وقد ينتكس و يكره الدين و أهله لأنه منعه في أول عمره أن يلعب و يمرح مثل لداته و هذا واقع مشاهد للأسف ..
الجهة الثالثة : الغرور .. فترى أن معظم أولئك الأطفال مصابون بداء الغرور و سببه ما يستمعوه من مديح و إكبار عن طريق الآباء و الأقار ب و المعجبين...
هذا ما ساقني إليه الفهم .. و أسأل الله ثانية أن يثبت هذا الطفل على الحق و الدين و أن ينفع به المسلمين ...
الغالية / عابرة سبيل ... أشكرك على هذا الموضوع
|