اخي محايد يعجبني فيك هذا الطرح الجريء والواقعي .
سأدخل مباشرة للموضوع الرئيسي في القضية وهو تجربتنا الإنتخابية الأولى في المجالس البلدية والتي بدأت تلوح في الأفق بوادر فشلها الذريع فنحن منحنا أصواتنا للمرشحين بناء على القبيلة والعائلة والمذهب والشهرة التي يمتلكها الشخص .وهاهم لبسوا البشوت ولم نرى من برامجهم الإنتخابية شيئا .
التجربة الإنتخابية شابها الكثير من الأخطاء وسيشوبها الكثير مستقبلا لأننا كشعب لانملك ثقافة الإنتخابات بمعني أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب وبمعني أشمل أن يقوم المواطن بترشيح من يجد فيه الكفاءة بغض النظر عن اسمه ومركزه الإجتماعي ورصيده البنكي ..
لي عودة أخي محايد
الاصلاح والتغييب يبدأ من القمه ...
من قمة الهرم..
بدأ من مجلس الشورى بتدرج هرمي حتى اخر مركز مسؤول..
اما ما يسمى بمجلس البلديه فهي ذر للرماد في العيون..
فأنا اعلم انهم لا يملكون اكثر من ان يملك اعضاء مجلس الشورى.....
فصلاحياتهم بسيطه مع صعوبة تحقيق بعضها..
ولكن ..ليت قومي يعلمون..
من خلال معرفتنا بمنشأ وأصل ما يسمى بالديموقراطية والأسس التي قامت عليها وأهدافها نرى منافاتها الكاملة لكثير من تعاليم ديننا وعاداتنا الأصيلة بل ويتعدى ذلك إلى الإعتداء السافر على الأخلاق والقيم الإنسانية ........
طبعاً الكلام عن الديموقراطية وحقيقتها طويل ومتشعب وليس هذا موضوع حديثنا .... وما أريد قوله هنا أننا في غنى عن الديموقراطية الغربية المستوردة ......... فلدينا دين الإسلام العظيم الذي جاء كدين وكمنهاج حياة شامل كامل ليحكم سلوك المسلم وتصرفاته في شتى مجالات الحياة سياسياً وإقتصادياً وفكرياً وعلمياً وإجتماعياً ..... الخ
فهل تعاملنا مع الإسلام على هذا الأساس ؟؟!!
الجواب كلا ...............
وهناك الكثير منا اليوم ينظرون للإسلام على أنه دين مقصور على أمور العبادة فقط ولا يتعداها إلى أمور الدنيا وهنا تكمن مشكلتنا التي أصبحنا معها نتوهم أن الحل لما نعانية من أنظمة وفساد سياسي وإداري يكمن في الديموقراطية !!.......... ولم نتعظ مما يعانية الغرب اليوم من بلاء وويلات جرتها عليهم تلك الديموقراطية وأصبحت كثير من الأصوات تتعالى هناك وتطالب بتطبيق تعاليم الإسلام في شتى مناحي الحياة في الغرب وبالذات النواحي الإقتصادية والاجتماعية !!
لماذا لا نعود لديننا ونسبر أغواره ونحمل الفكر الإسلامي الصحيح ومن ثم نصنع لأنفسنا أنظمة راقية ومتطورة فيها روح الإسلام وقيمه الإنسانية والأخلاقية العظيمة لتخدمنا في مجالات حياتنا اليومية وتذيب الكثير من المشاكل والعقبات التي نصتدم بها في شتى القطاعات الحكومية والخاصة ؟!!
الإنتخابات البلدية وغيرها لن تحمل لنا حل لما نعانية من مشاكل وبيروقراطية وفساد إداري مستشري في جميع أجهزة وقطاعات الدولة لعدة أسباب جوهرية تطرق لأهمها الأخوين أبو فلاح وأبو خالد .........
أعتقد أننا بحاجة لصناعة نظام إنتخابي معين أو حتى نظام شورى يتمتع في البداية بالإستقلالية الكاملة ليتجاوز كل السلبيات التي تصاحب مثل تلك الإنتخابات البلدية البائسة .... والكثير من أبناء هذا البلد لديهم العقول القادرة على التفكير وصياغة أنظمة إدارية متطورة وناجحة متى ما حررت وأتيحت لها الفرصة لتفكر وتبدع ....
أتمنى أن نحظى بأكبر قدر من المشاركات والآراء هنا .... وكل الشكر للأخ العزيز محايد على إثارة هذا الموضوع الهام ...
الديموقراطية مصطلح دخيل على المجتمعات المسلمة ، و حتى نقبل به لابد أن نبحث عن الفوائد التي سنجنيها - إن وجدت - من وراءه ، و أصبح من البديهيات ارتباط الديموقراطية بحرية الشعب في اختيار ما يريدون من الأشخاص ليتقلدوا مناصب ريادية في المجتمع تدير دفته كيفما تشاء ، أو حسبما يريد المرشِحين في الظاهر !
و لما كان الفساد الإداري - و التي أحسب اصلاحه من أهداف الديمو...- ينشأ من وضع الرجل في غير ما يناسبه ، كان الغلط الحاصل في الاختيار من أفراد محصورين لهم من حسن الرأي و بعد النظر ما يؤهلهم لحمل هذه المهمة من حيث تنصيب المناسب و اقصاء القاصر كما هو المعروف في الاسلام أقل بكثير من غلط الغوغاء و العامة ...
فالحاصل أن توكيل الشعب في اختيار من يريدون فيه فساد عظيم إذ الغالب عليهم الأهواء و التقليد و اتباع السواد الأكثر ...
و الحديث يطول و لي عودة إن شاء الله ...