باحث شرعي يقول للمسلمين المتقين... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يتكون هذا الموضوع من ثلاثة محاور هي [مقدمة قصيرة الخيالية] و[الآيات الأولى عن تحرك الأرض] و[الآيات الثانية]...
مقدمة قصيرة...
تخيلوا أن هناك آية نزلت في ذلك الوقت تقول بطريق مباشر وصريح بأن الأرض تتحرك... يحتمل أن يكون ذلك سبباً في سخرية كثير من الناس من الإسلام وفتنة كثير من المسلمين عن دينهم إذ أن عقول كثير منهم في ذلك الوقت يمكن أن لا تستوعب ما هية هذه الحركة بينما هو لا يحس بوضوح بحركة هذه الأرض التي يعيش عليها...
ونظراً لهذا الأمر يمكننا أن نتساءل إذاً فنقول... بناءً على ذلك هل هناك دليل في نصوص القرآن أو السنة يتحدث عن تحرك الأرض بشكل غير مباشر يراعي عقليات كثير من الناس وقت نزول الوحي...
الجواب هو نعم...
لقد تدبرت ووجدت في القرآن بعض الآيات التي تدل على ذلك... فمع ما ذكره الله من الآيات التي تشير إلى نعمة الله على الناس فيما يتعلق بالقشرة الأرضية وترسيتها بالجبال التي جعلها الله أوتاداً وفي ذلك إعجاز علمي أيضاً كما في الرابط التالي... لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
نجد أيضاً أن هناك آيات تدل بطريق غير مباشر على أن كوكب الأرض يسبح في هذا الكون بلا توقف إلى يوم القيامة حين تتوقف كواكب السماء والأرض عن الحركة ومن ذلك ما يلي فتدبروا...
أولاً...
قال الله (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ 36 وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ 37 وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 38 وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ 39 لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 40)
ووجه الاستدلال من هذه الآيات أن الله بعدما ذكر في هذه الآيات الأرض والشمس والقمر قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 40)
ولم يقل في هذه الآية وكلٌّ منهما في فلك يسبح كما أنه لم يقل فيها وكلاهما في فلكٍ يسبحان بصيغة المثنى وإلا لقلنا إن السباحة في الفلك المقصود بها هنا الشمس والقمر فقط. بل قالها بصيغة الجمع (وكلٌّ) (يسبحون) "وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" وصيغة الجمع على الصحيح أنها لا تُطلق إلا على ثلاثة فأكثر. وآخر ثلاثة كواكب ذُكِرت هنا هي الأرض والشمس والقمر وهذا يعني أن الأرض في فلكٍ تسبح [تتحرك] فتدبروا...
ثانياً...
قال الله "وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ 25"
ما معنى أن تقوم الأرض هنا. هل هو النهوض؟! هل هي أصلاً جالسة فتنهض؟! الأدلة من القرآن والسنة تدل على أن الأرض لا تنهض أو ترتفع يوم القيامة بل إنها تصبح قاعاً صفصفاً " لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا 107" سورة الحج. إذن، ما معنى تقوم هنا؟ معناها هو: تقف بعد مشي أو جري. يشهد لهذا المعنى من كلمة تقوم قول الله "كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ"
وجه الاستدلال في قول الله "تقوم السماء والأرض" أن الله ذكر أن الأرض هنا تقوم أي تقف يوم القيامة. وكونها تقف يعني أنها كانت قبل ذلك تتحرك جرياً أو مشياً ثم تقوم أي تقف أو تتوقف عن الجري أو المشي ويقوي هذا الاستدلال هنا أنه ذكر أن السماء أيضاً تقوم فهل السماء جالسة فتنهض؟! أم أن السماء تتحرك وتجري فتقف؟ معلوم أن السماء بما فيها من كواكب ونجوم وشمس وقمر تتحرك وتجري وقد قال الله "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ". إذن، تقوم السماء والأرض يوم القيامة أي تتوقف عن الحركة وخاصة المشي أو الجري...
يقول محدثكم باحث شرعي... ولكي تطمئن قلوبكم تمام الاطمئنان لهذا المعنى الواضح القوي اقرؤوا قول الله: "كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 20". سورة البقرة. فهؤلاء المذكورون في هذا المثل المضروب، في ظُلمة الليل، لا يمشون فيها إلا إذا أضاء لهم برق فإذا أضاء لهم مشوا في نوره وإذا توقف عن الإضاءة قاموا أي وقفوا أي توقفوا. لاحظوا أنهم يمشون ثم قاموا. ما معنى قاموا هنا؟ معناها وقفوا. توقفوا عن المشي. وبهذا يتضح لنا معنى قول الله "تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ" أي تقف، تتوقف عن المشي أو الجري. هل هذا واضح الآن...
عجائب الكوكب
العرض العادي
