لقد ضربت مرة مثلاً لذلك، تلك القصة المعروفة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما وصلته حمولة قيل انها الف بعير من القمح والحبوب للمدينة المنورة في وقت كانت تعاني منه من ازمة غذاء وقحط وتسابق التجار لشراء تلك البضاعة، ولكن عثمان اجابهم بما معناه (سبق ان اشتراها من لا تستطيعون مجاراته في السعر... لقد دفع لي عشرة اضعاف قيمتها) وتبرع بها رضي الله عنه صدقة للفقراء... وكلنا نعرف تلك الامثلة الرائعة في عصر الاسلام الاول للتآخي والتآلف والتعاضد بحيث لم يكن يجوز لاحد ان ينام وجاره جائع ويقتسم معه حبة التمر او مد الشعير.
بهذه الاخلاق وبهذا المستوى السامي النبيل من التعاون والتآخي بين سائر افراد المجتمع عاش الاسلام عصره الذهبي في سنواته الاولى عندما كان ضمير المسلم هو القانون... والقانون هو الضمير. والآن، ونحن نعاني من المشكلات العديدة، ونبحث ونناقش افضل السبل لعلاجها والقضاء عليها، لا اجد امامي حلاً افضل وامثل من العودة الى جوهر الاسلام واصالته ومبادئه النبيلة السامية.
بذلك فقط نستطيع حل مشكلة الغلاء: بأن يخشى التجار عقاب الرب ويكتفوا بالرزق الحلال والا يلجأوا الى الاحتكار والغش والتلاعب. حل مشكلة العقار وفقاً للمبادئ نفسها – حل مشكلات المياه والمجاري والطرق والكهرباء والهاتف والبرق والبريد. نعم، والف نعم. فلو ان كل موظف مسؤول عن هذه المرافق اخلص لله في عمله ووضع نصب عينيه مصالح المسلمين في كل ما يفعل لأمكن تخفيف كثير من معاناة الجمهور... ولو ان الجمهور نفسه اخلص لله في عمله ووضع نصب عينيه مبادئ الاسلام السامية ومصالح الآخرين ايضاً... لأمكنه ايضاً المساهمة في التخفيف من كثير من تلك المشكلات، فالمجتمع الاسلامي مجتمع تضامن وتكافل واخاء ومودة ورحمة ورأفة وايثار وزهد وقناعة. هذا هو المجتمع المؤمن. مجتمع بدون مشكلات وهذا هو الحل الامثل لكل مشكلاتنا: الحل الاسلامي.
وبانتظار تحقيق ذلك في ضمائر المواطنين، أعان الله (الدولة) للقيام بواجبها في التدخل الموقت مع الترشيد حتى يتحقق هذا المجتمع الاسلامي الامثل. مجتمع بلا مشكلات، وليس ذلك على الله ببعيد.
سفير سعودي سابق.
الرابط.. لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
|