د.خالد الحليبي 17/1/1428
05/02/2007
كلما أطلّت أزمة جديدة في أمتنا؛ تضرّمت مشاعر، وتململت مضاجع، وهم كلٌ بما في جعبته، وطُرحت ـ على المستوى الفردي ـ حلول فطيرة؛ لا تدل إلاّ على أن من بين شبابنا في عالمنا الإسلامي من لا يزال يفكر بعقلية منفصلة تماماً عن العالم وما يجري فيه.
ودون دراسة للتجارب الماضية تقدم التضحيات الكبيرة؛ بمشاركة فلول الشباب المسلم في قتال المعتدين في أية أرض تفتح الحرب حدودها؛ دون علم شرعي أو إذن ممن يملك الإذن الشرعي.
في هذه الفترة الحالكة من تاريخ الأمة، والعدو المتربص يحدق بها من كل جانب، ويتحين الفرص للطعن في معتقدها، بل والتدخل في بنيتها الأساس، وتغيير منهجيتها، مستخدماً كل وسائل الدمار والفتك، والدبلوماسية الخادعة، ويسفك دماء أبنائها في كل مناسبة تُتاح له، في هذه الفترة يتطلب الخطب من المجتمع تماسكاً لا يتحمل الخلل، وقوة في البناء لا تتحمل الضعف، وترابطاً بين الحاكم والمحكوم، والعالم والمتعلِّم؛ لا يقبل اهتزاز الثقة، ولا القعود عن المشاركة في تدعيم الأمن ونشر أجنحته الظليلة الوارفة؛ متذكرين قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [سورة العنكبوت: 67].
نعم لقد أَمِنَّا حين خاف الناس، وشبعنا حين جاع الناس، وسكنّا حين شُرّد الناس، وشرفنا بالوقوف ـ بقدر استطاعتنا ـ مع إخواننا المسلمين في جميع أنحاء المعمورة في كل عادية مرت عليهم؛ فالشكر لله تعالى على هذه النعمة الكبرى.
وإن الحق يملي على كل غيور حكيم حقائق يجب ألاّ تغيب عن الشباب المسلم، وهم يشاهدون بأم أعينهم هذه المآسي، فربما فارت دماؤهم وتصرفوا بلا حكمة ولا روية.
لذلك ـ كله ـ لابد من نشر العلم بأحكام الجهاد ومتى يجب علينا دون إذن؛ فالجهاد وإن كان ذروة سنام الإسلام يجب على الأمة المسلمة أن تقيمه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فلا بد من استيفاء أسبابه وتحقيق شروطه، ووضوح رايته تحت إمام شرعي البيعة؛ يقيم حكومة شرعية لها حق البيعة أصلاً، وأن يتم النظر فيه من قبل أهل الرسوخ في العلم، بعيداً عن الاجتهادات الخاصة التي قد تمهد للعدو عدوانه، وتعطيه الذريعة لتحقيق مآربه.
كما يجب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن الوحدة قوة، والفرقة عذاب، يقول الله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة الأنفال:46]. فواجب شرعاً البعد عن الاختلاف الذي يقع به تمكين المتربصين بالأمة وتسليطهم على شعوبها وخيراتها، ولعل ما حدث في العراق وأفغانستان وغيرهما نذير لأولي الألباب، فما انحل حبل الأمن وشاع الافتراق بين المسلمين إلاّ واستبيحت حرمات، وتمكن العدو.
في خضم هذه المآسي لابد من بيان العلم الشرعي من أهله المعتبرين، والمقبولين من عامة الناس من أنه ليس لأحد من سائر المسلمين الاجتهاد في السفر للقتال مع أحد خارج البلاد، أو قتل أحد في داخل المجتمع المسلم، سواء أكان مسلماً متهماً، أم كافراً معاهداً، مهما كان رأيه في معاهدته وتأمينه على روحه، وبأية حجة كانت، وإنما ذلك لمن ولاهم الله أمر البلد وإقامة حدوده فيه، بما يقرره علماء الشرع المطهر ويحكمون به.
إن تحقيق الأمن من أخص مقاصد المرسلين وفي قول الله عن الخليل عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) [إبراهيم:35] دليل ظاهر على أن المجتمع المستقر الآمن هو الميدان الفاضل لانتشار دعوة التوحيد ورسوخها.
والشريعة في جميع قواعدها تتجه إلى توحيد الكلمة ونبذ الفرقة التي هي سبب تمزق شمل الأمة وضعفها وسيطرة العدو عليها.
حقاً ما أحوج الأمة كلها إلى الاستعداد للقوة؛ في زمن لا يُحترم فيه إلاّ القوي، ولو طال الاستعداد، المهم أن يبدأ، وذلك يحتاج إلى خطة على مستوى الأمة، وليس على مستوى الأفراد!!
05/02/2007
كلما أطلّت أزمة جديدة في أمتنا؛ تضرّمت مشاعر، وتململت مضاجع، وهم كلٌ بما في جعبته، وطُرحت ـ على المستوى الفردي ـ حلول فطيرة؛ لا تدل إلاّ على أن من بين شبابنا في عالمنا الإسلامي من لا يزال يفكر بعقلية منفصلة تماماً عن العالم وما يجري فيه.
ودون دراسة للتجارب الماضية تقدم التضحيات الكبيرة؛ بمشاركة فلول الشباب المسلم في قتال المعتدين في أية أرض تفتح الحرب حدودها؛ دون علم شرعي أو إذن ممن يملك الإذن الشرعي.
في هذه الفترة الحالكة من تاريخ الأمة، والعدو المتربص يحدق بها من كل جانب، ويتحين الفرص للطعن في معتقدها، بل والتدخل في بنيتها الأساس، وتغيير منهجيتها، مستخدماً كل وسائل الدمار والفتك، والدبلوماسية الخادعة، ويسفك دماء أبنائها في كل مناسبة تُتاح له، في هذه الفترة يتطلب الخطب من المجتمع تماسكاً لا يتحمل الخلل، وقوة في البناء لا تتحمل الضعف، وترابطاً بين الحاكم والمحكوم، والعالم والمتعلِّم؛ لا يقبل اهتزاز الثقة، ولا القعود عن المشاركة في تدعيم الأمن ونشر أجنحته الظليلة الوارفة؛ متذكرين قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [سورة العنكبوت: 67].
نعم لقد أَمِنَّا حين خاف الناس، وشبعنا حين جاع الناس، وسكنّا حين شُرّد الناس، وشرفنا بالوقوف ـ بقدر استطاعتنا ـ مع إخواننا المسلمين في جميع أنحاء المعمورة في كل عادية مرت عليهم؛ فالشكر لله تعالى على هذه النعمة الكبرى.
وإن الحق يملي على كل غيور حكيم حقائق يجب ألاّ تغيب عن الشباب المسلم، وهم يشاهدون بأم أعينهم هذه المآسي، فربما فارت دماؤهم وتصرفوا بلا حكمة ولا روية.
لذلك ـ كله ـ لابد من نشر العلم بأحكام الجهاد ومتى يجب علينا دون إذن؛ فالجهاد وإن كان ذروة سنام الإسلام يجب على الأمة المسلمة أن تقيمه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فلا بد من استيفاء أسبابه وتحقيق شروطه، ووضوح رايته تحت إمام شرعي البيعة؛ يقيم حكومة شرعية لها حق البيعة أصلاً، وأن يتم النظر فيه من قبل أهل الرسوخ في العلم، بعيداً عن الاجتهادات الخاصة التي قد تمهد للعدو عدوانه، وتعطيه الذريعة لتحقيق مآربه.
كما يجب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن الوحدة قوة، والفرقة عذاب، يقول الله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة الأنفال:46]. فواجب شرعاً البعد عن الاختلاف الذي يقع به تمكين المتربصين بالأمة وتسليطهم على شعوبها وخيراتها، ولعل ما حدث في العراق وأفغانستان وغيرهما نذير لأولي الألباب، فما انحل حبل الأمن وشاع الافتراق بين المسلمين إلاّ واستبيحت حرمات، وتمكن العدو.
في خضم هذه المآسي لابد من بيان العلم الشرعي من أهله المعتبرين، والمقبولين من عامة الناس من أنه ليس لأحد من سائر المسلمين الاجتهاد في السفر للقتال مع أحد خارج البلاد، أو قتل أحد في داخل المجتمع المسلم، سواء أكان مسلماً متهماً، أم كافراً معاهداً، مهما كان رأيه في معاهدته وتأمينه على روحه، وبأية حجة كانت، وإنما ذلك لمن ولاهم الله أمر البلد وإقامة حدوده فيه، بما يقرره علماء الشرع المطهر ويحكمون به.
إن تحقيق الأمن من أخص مقاصد المرسلين وفي قول الله عن الخليل عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) [إبراهيم:35] دليل ظاهر على أن المجتمع المستقر الآمن هو الميدان الفاضل لانتشار دعوة التوحيد ورسوخها.
والشريعة في جميع قواعدها تتجه إلى توحيد الكلمة ونبذ الفرقة التي هي سبب تمزق شمل الأمة وضعفها وسيطرة العدو عليها.
حقاً ما أحوج الأمة كلها إلى الاستعداد للقوة؛ في زمن لا يُحترم فيه إلاّ القوي، ولو طال الاستعداد، المهم أن يبدأ، وذلك يحتاج إلى خطة على مستوى الأمة، وليس على مستوى الأفراد!!
تعليق