في عالم الإنسانية المرعب و في أزقت البشرية الموحشة أروي لكم حكاية الطفولة البائسة .. فهيا ياصاح أغمض الفكر و أطلق لخيالك العنان و حلق معي بعيداً بعيداً .. في عالم الطفولة البائسة ..
قصدت بيت الله العتيق لأغسل الروح من درن العصيان و أهذب النفس الطامحة بلجام الإيمان.. حطت بي الرحال في فندق قريب من الحرم تغشاه السكينة و تهب في أرجائه رياح الإيمان .. تخلصت من أمتعتي و شددت إزاري و تلملمت بردائي .. و انطلقت أستحث الخطى صوب الحرم .. اقتحمت جموع المسلمين و رحنا نلهج بالتلبية و الدعاء فحلق بنا طائر السعادة في سماء العبودية و الخضوع و تغشانا طيف الخشوع .. فبينا أنا كذلك إذ بوخز رقيق أحتسه في شقي الأيمن التفت من فوري فلم يرعني إلا طفلة صغيرة تكتسي جمال أخاذاً و حسناً ألاهيا مهيب لا يملك الذوق و الحس إلا أن يسجدا بين يديه .. راح نظري يطيش في هذا الحسن يتأمله و يرشف من معينه العذب حتى وقع على عينان حوراوان تقاوم سلطان النوم الجبار فبدأت قواهما المنهكة تلفظ أنفاسها الأخيرة و راح الدمع يلمع في أهدابها كقطع ألماس مبهرة .. انحنيت تجاهها و تبسمت ابتسامة عريضة لأمتص الخوف من وجنتيها .. تراجعت ثم مدت يدها الصغيرة و ألقت بنظرة مستجدية نحو الأرض و طأطأت رأسها الصغير و انساب شعرها الأشقر على وجهها الأصبح .. ما كان مني إلا أن مددت ريالات معدودة نحوها و قلبي يخفق حزناً و فكري يحلق بي بعيداً في مستقبل هذه البنية التي يستشف منه البؤس و الشقاء.. ياه تغشاني الألم و أسرني الهم فقلت بعد أن وضعت النقود الكبيرة في يدها الصغيرة ماسمك ؟ أصاخت لسؤالي هنيهة من الزمن ثم أطلقت لقدميها العنان و ولت هاربة فرحت أتقصاها بين الجموع إذ بها فرحة طربة تقفز كأرنبة منيت بطعام و فير فأبت إلا أن تشرك جموع الناس بفرحها و إنسها فطقت البسمات السعيدة ترتسم على الوجوه المنهكة و أضحت هذه البنية الجميلة فاكهة حديث لذيذه .. انتهى بها المسار إلى امرأة سمراء بدينة اجتذبت نقودها من يدها بعنجهية و صلف فتوقفت الطفلة وقوف الحيرة و الإبهام!!
عندها تغشتني الحمية و مسني طائف الغيرة فانطلقت أقصد تلك المرأة لأنتصر لطفلة البائسة اقتحمت مجمع الناس ففرقت بين اثنين و وطأت عقب العشرات حتى وقفت على رأس تلك البنية فلما هممت بالكلام حتى فجئت بالبنية وهي تقول ماما وتنظر للمرأة السمراء!! ....
يا سادة لا أريد جواباً لسر قول الصغيرة ماما؟! لأني أحاول جاهداً أن أنسى تلك القصة و أحداثها .. قد تكون أمها أو لا إلا أن الحقيقة تقول بأنها طفلة بائسة ..
يا سادة على امتداد هذا الكون الفسيح هناك بلاين الأطفال البؤساء نتاج الفقر الكاسح و الدين الردي و الخلق الخالق المخزي حتى سمعنا بأن طفل يقتل و بأن طفل يضرب حد التشويه و بأن طفل يغتصب حتى جاءتنا الحالقة بأن أطفالاً يستخدمون لتمثيل الصور الإباحية الحيوانية .. بعد هذا كله حق لكل عين أن تدمع و لكل قلب أن يخفق خفقان خزن و ألم .. ولنصرخ جميعاً بأعلى أصواتنا و نقول: من ينتصر للأطفال البؤساء!!
تحياااااتي
قصدت بيت الله العتيق لأغسل الروح من درن العصيان و أهذب النفس الطامحة بلجام الإيمان.. حطت بي الرحال في فندق قريب من الحرم تغشاه السكينة و تهب في أرجائه رياح الإيمان .. تخلصت من أمتعتي و شددت إزاري و تلملمت بردائي .. و انطلقت أستحث الخطى صوب الحرم .. اقتحمت جموع المسلمين و رحنا نلهج بالتلبية و الدعاء فحلق بنا طائر السعادة في سماء العبودية و الخضوع و تغشانا طيف الخشوع .. فبينا أنا كذلك إذ بوخز رقيق أحتسه في شقي الأيمن التفت من فوري فلم يرعني إلا طفلة صغيرة تكتسي جمال أخاذاً و حسناً ألاهيا مهيب لا يملك الذوق و الحس إلا أن يسجدا بين يديه .. راح نظري يطيش في هذا الحسن يتأمله و يرشف من معينه العذب حتى وقع على عينان حوراوان تقاوم سلطان النوم الجبار فبدأت قواهما المنهكة تلفظ أنفاسها الأخيرة و راح الدمع يلمع في أهدابها كقطع ألماس مبهرة .. انحنيت تجاهها و تبسمت ابتسامة عريضة لأمتص الخوف من وجنتيها .. تراجعت ثم مدت يدها الصغيرة و ألقت بنظرة مستجدية نحو الأرض و طأطأت رأسها الصغير و انساب شعرها الأشقر على وجهها الأصبح .. ما كان مني إلا أن مددت ريالات معدودة نحوها و قلبي يخفق حزناً و فكري يحلق بي بعيداً في مستقبل هذه البنية التي يستشف منه البؤس و الشقاء.. ياه تغشاني الألم و أسرني الهم فقلت بعد أن وضعت النقود الكبيرة في يدها الصغيرة ماسمك ؟ أصاخت لسؤالي هنيهة من الزمن ثم أطلقت لقدميها العنان و ولت هاربة فرحت أتقصاها بين الجموع إذ بها فرحة طربة تقفز كأرنبة منيت بطعام و فير فأبت إلا أن تشرك جموع الناس بفرحها و إنسها فطقت البسمات السعيدة ترتسم على الوجوه المنهكة و أضحت هذه البنية الجميلة فاكهة حديث لذيذه .. انتهى بها المسار إلى امرأة سمراء بدينة اجتذبت نقودها من يدها بعنجهية و صلف فتوقفت الطفلة وقوف الحيرة و الإبهام!!
عندها تغشتني الحمية و مسني طائف الغيرة فانطلقت أقصد تلك المرأة لأنتصر لطفلة البائسة اقتحمت مجمع الناس ففرقت بين اثنين و وطأت عقب العشرات حتى وقفت على رأس تلك البنية فلما هممت بالكلام حتى فجئت بالبنية وهي تقول ماما وتنظر للمرأة السمراء!! ....
يا سادة لا أريد جواباً لسر قول الصغيرة ماما؟! لأني أحاول جاهداً أن أنسى تلك القصة و أحداثها .. قد تكون أمها أو لا إلا أن الحقيقة تقول بأنها طفلة بائسة ..
يا سادة على امتداد هذا الكون الفسيح هناك بلاين الأطفال البؤساء نتاج الفقر الكاسح و الدين الردي و الخلق الخالق المخزي حتى سمعنا بأن طفل يقتل و بأن طفل يضرب حد التشويه و بأن طفل يغتصب حتى جاءتنا الحالقة بأن أطفالاً يستخدمون لتمثيل الصور الإباحية الحيوانية .. بعد هذا كله حق لكل عين أن تدمع و لكل قلب أن يخفق خفقان خزن و ألم .. ولنصرخ جميعاً بأعلى أصواتنا و نقول: من ينتصر للأطفال البؤساء!!
تحياااااتي
تعليق