أبو ياسر
15 / 08 / 2011, 08 : 01 AM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
إطلالة::
آلت الفكر هي العقل ، و العقل عندما يكون مفكراً - أياً كان هذا الفكر! - فهو إذاً يسمو بصاحبه عن حفرة الحيوانية إلى سماء الإنسانية ، هذا من حيث النوع أي أن نوع العقل الإنساني /مبدع أي مفكر ، أما عقل ما خلا الإنسان فهو عقل
مفطور أي غير مفكر ، و هنا يكمن الفرق بين العقل المبدع و العقل المفطور، بأن الأول يسمى صاحبه مفكراً أما الآخر فلا يسمى صاحبه مفكراً و إن كان له عقل ، لأنه مفطور لا يبدع ، ولو أردنا أن نضرب على الأخير مثالاً يمكننا أن نمثله بجهاز الكمبيوتر فترون أن الكمبيوتر توضع فيه عشرات البرامج مسبقاً وبعد ذلك يعمل وقد يكون عملاً خارقاً يفوق قدرات العقل المبدع ، إلا أنه في النهاية لا يسمى عقله بالمفكر لأنه ليس مبدع بمعنى لا يأتي بجديد من تلقاء نفسه ، كذلك قل في حق عقل الحيوان و غيره !!
صدر:
الفكر يكون محموداً تارة ومذموماً تارة أخرى ، والميزان في ذلك هو الناس و عوامل التأثير فيهم ، إذ الفكر يختلف من مجتمع إلى مجتمع ، ومن بيئة إلى أخرى، و يمكن القول أن الاختلاف في الأفكار حاصل ولابد بين البشر ، لأن الحكم على فكرة ما بعلوها أو دنوها مرده إلى الفهم الإنساني ، و الفهوم أولا مختلفة و ثانياً المؤثرات فيها كثيرة بعدد ثقافات البشر و معتقداتهم و عوائدهم ، و لكن من المهم أن نقول أن الفكر في النهاية ينهل في تصوري من ثلاث موارد هي من عملت على رسم حدوده و أبعاده ، المورد الأول: الأديان السماوية ، المورد الثاني: الأعراف المجتمعية، المورد الثالث: العقل ، فهذه الموارد الثلاثة هي من تكون الفكر و يصدر عنها المفكرين ، فبرز لنا في العالم الإنساني مفكرين كبار مزجوا هذه الموارد و أنتجوا أفكار عظيمة لا زال الناس يتفيؤون ظلالها، ونقلوا مجتمعاتهم من درك الشقاوة إلى صرح السعادة ، فرأينا أفكار اقتصادية و اجتماعية و سياسية و نفسية تدرس إلى اليوم في أعرق جامعات العالم ، وكل هذه الأفكار تأثرت ولابد بالموارد الثلاثة ، بفهمها أولاً ثم صياغة فكرة تسندها و لا تعارضها ، وهؤلاء هم الغالب في المفكرين ، غير أن المفكر يكون أكثر تأثيراً و إبداعاً – في تصوري - إذا تخلص من ربقة المجتمع و عاداته ، و اعتمد على موردين فقط هما الدين و العقل ، كما أن المفكر يكون أكثر شذوذاً إذا تجرد من الدين و المجتمع و اعتمد على العقل فقط ، لأن الدين يجيب على أسئلة كثيرة مهما بلغ الإنسان من قوة في العقل و الإدراك سيعجز عن الإجابة عليها لأن الله قال : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليل ) انتهى هذا حكم الله ولا معقب لحكمه .
عجز :
عندنا في الإسلام ، الله تعالى شبه الكفار بالبهائم ، مع أنهم يفكرون و يبدعون في كل مناحي الحياة المادية ، ولكن هذا الفكر في مقياس الإسلام ليس له قيمة لأنه لم يكن سبباً في نجاتهم من غضب الله و ناره، فقال الله تعالى في حقهم : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا [الأعراف:179] لماذا لا يسمعون؟ هل لأنهم ليست لديهم آذان؟ كلا، بل لديهم آذان، ولكن لا يسمعون بها الحق، و لماذا لا يبصرون؟ هل لأنهم لا يملكون أعيناً؟ كلا ولكنها لم تهدهم للحق - سبحانه و تعالى - ، فشبههم الله تعالى بالحيوان و بأحطه قدراً و هي الأنعام فقال:( أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) [الأعراف:179]، بل في الآية أنهم أضل من الأنعام ، فهنا يتضح لنا أن عقل الكافر و إن كان مفكراً ولكنه في سجل الإسلام كالبهيمة العجماء بل أضل، إذ المقياس الديني للمفكر الحقيقي هو من أبصر و عقل طريق الهداية، و أعمل فكره في آيات الله الكونية و السمعية لتتجلى للمفكر الحقيقة الكبرى وهي عبادة الله كما يستحق و يتضح له السر العظيم من الخلق ( وما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون )، فمن نهل من الإسلام الحق ، ثم اعتمد على عقله و أداره في سائر علوم الإنسان فهو في عليين الإنسانية ومن أحجم عن تعاليم الإسلام جملة أو فرادى فهو في دركات جحيم الحيوانية ، وعلا هذا فقس.!!
تعليق مختصر على من يسمون بالمفكرين ، راجياً من الله أن يوفقنا لما ينفعنا و يصرفنا عما يضرنا ، و إلى اللقاء في حديث آخر على مائدة السحور ..
إطلالة::
آلت الفكر هي العقل ، و العقل عندما يكون مفكراً - أياً كان هذا الفكر! - فهو إذاً يسمو بصاحبه عن حفرة الحيوانية إلى سماء الإنسانية ، هذا من حيث النوع أي أن نوع العقل الإنساني /مبدع أي مفكر ، أما عقل ما خلا الإنسان فهو عقل
مفطور أي غير مفكر ، و هنا يكمن الفرق بين العقل المبدع و العقل المفطور، بأن الأول يسمى صاحبه مفكراً أما الآخر فلا يسمى صاحبه مفكراً و إن كان له عقل ، لأنه مفطور لا يبدع ، ولو أردنا أن نضرب على الأخير مثالاً يمكننا أن نمثله بجهاز الكمبيوتر فترون أن الكمبيوتر توضع فيه عشرات البرامج مسبقاً وبعد ذلك يعمل وقد يكون عملاً خارقاً يفوق قدرات العقل المبدع ، إلا أنه في النهاية لا يسمى عقله بالمفكر لأنه ليس مبدع بمعنى لا يأتي بجديد من تلقاء نفسه ، كذلك قل في حق عقل الحيوان و غيره !!
صدر:
الفكر يكون محموداً تارة ومذموماً تارة أخرى ، والميزان في ذلك هو الناس و عوامل التأثير فيهم ، إذ الفكر يختلف من مجتمع إلى مجتمع ، ومن بيئة إلى أخرى، و يمكن القول أن الاختلاف في الأفكار حاصل ولابد بين البشر ، لأن الحكم على فكرة ما بعلوها أو دنوها مرده إلى الفهم الإنساني ، و الفهوم أولا مختلفة و ثانياً المؤثرات فيها كثيرة بعدد ثقافات البشر و معتقداتهم و عوائدهم ، و لكن من المهم أن نقول أن الفكر في النهاية ينهل في تصوري من ثلاث موارد هي من عملت على رسم حدوده و أبعاده ، المورد الأول: الأديان السماوية ، المورد الثاني: الأعراف المجتمعية، المورد الثالث: العقل ، فهذه الموارد الثلاثة هي من تكون الفكر و يصدر عنها المفكرين ، فبرز لنا في العالم الإنساني مفكرين كبار مزجوا هذه الموارد و أنتجوا أفكار عظيمة لا زال الناس يتفيؤون ظلالها، ونقلوا مجتمعاتهم من درك الشقاوة إلى صرح السعادة ، فرأينا أفكار اقتصادية و اجتماعية و سياسية و نفسية تدرس إلى اليوم في أعرق جامعات العالم ، وكل هذه الأفكار تأثرت ولابد بالموارد الثلاثة ، بفهمها أولاً ثم صياغة فكرة تسندها و لا تعارضها ، وهؤلاء هم الغالب في المفكرين ، غير أن المفكر يكون أكثر تأثيراً و إبداعاً – في تصوري - إذا تخلص من ربقة المجتمع و عاداته ، و اعتمد على موردين فقط هما الدين و العقل ، كما أن المفكر يكون أكثر شذوذاً إذا تجرد من الدين و المجتمع و اعتمد على العقل فقط ، لأن الدين يجيب على أسئلة كثيرة مهما بلغ الإنسان من قوة في العقل و الإدراك سيعجز عن الإجابة عليها لأن الله قال : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليل ) انتهى هذا حكم الله ولا معقب لحكمه .
عجز :
عندنا في الإسلام ، الله تعالى شبه الكفار بالبهائم ، مع أنهم يفكرون و يبدعون في كل مناحي الحياة المادية ، ولكن هذا الفكر في مقياس الإسلام ليس له قيمة لأنه لم يكن سبباً في نجاتهم من غضب الله و ناره، فقال الله تعالى في حقهم : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا [الأعراف:179] لماذا لا يسمعون؟ هل لأنهم ليست لديهم آذان؟ كلا، بل لديهم آذان، ولكن لا يسمعون بها الحق، و لماذا لا يبصرون؟ هل لأنهم لا يملكون أعيناً؟ كلا ولكنها لم تهدهم للحق - سبحانه و تعالى - ، فشبههم الله تعالى بالحيوان و بأحطه قدراً و هي الأنعام فقال:( أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) [الأعراف:179]، بل في الآية أنهم أضل من الأنعام ، فهنا يتضح لنا أن عقل الكافر و إن كان مفكراً ولكنه في سجل الإسلام كالبهيمة العجماء بل أضل، إذ المقياس الديني للمفكر الحقيقي هو من أبصر و عقل طريق الهداية، و أعمل فكره في آيات الله الكونية و السمعية لتتجلى للمفكر الحقيقة الكبرى وهي عبادة الله كما يستحق و يتضح له السر العظيم من الخلق ( وما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون )، فمن نهل من الإسلام الحق ، ثم اعتمد على عقله و أداره في سائر علوم الإنسان فهو في عليين الإنسانية ومن أحجم عن تعاليم الإسلام جملة أو فرادى فهو في دركات جحيم الحيوانية ، وعلا هذا فقس.!!
تعليق مختصر على من يسمون بالمفكرين ، راجياً من الله أن يوفقنا لما ينفعنا و يصرفنا عما يضرنا ، و إلى اللقاء في حديث آخر على مائدة السحور ..