تجاهل بلا أمد

[أبو فايز]

ها هو ذا ينظر بإنكسار وألم إلى من حوله في كل ناحية ، ويقرأ تعابير العطف والشفقة تطالعه من هنا وهناك ، ويسمع تلك الكلمات حلوة المبنى مرة المعنى والأثر ...
ربما أساء إليه من أراد الإحسان إليه ، وزاد هيجان حرقته من أراد التخفيف عنه .. هل لأنه لم يعد واثقا من كل ما يسمع أو يرى ؟.. ربما .
آثر كل من يعرف على نفسه ، فآثروا كل شئ عليه ، نفر من الحب والوفاء والمودة وأصبح الحديث عن تلك المعاني يزعجه ويجدد آلآمه ، لأنه كلما طلبها تمنعت عليه وكشفت له عن وجهها القبيح .. حتى ظن أنها خرافة لم يظفر بها إلا أشخاص قلائل داخل القصص الأسطورية ..
عاش بين من يألفهم في تجاهل لا أمد له ، يحدوه الشوق فيقبل مسرعا ، فإذا سمع نحيب القدر تقاصرت خطاه وأحجم .. لقد أنف من المحاولات التي تفضي به إلى اليأس الطويل والندم المقلق المرير ..
إرتسم حزن عميق على محياه حتى أصبح غريبا بين الوجوه ، غربة لا تعني أحدا غيره ، فهم لا يهمهم من شأنه نزر ولا غمر .. إلا ما يطالعه من شذر ابتسامة سخيفة حينما يلقي إليهم ما يستدعي الضحك ..
كانت جسور التواصل حربا على قلبه من كل الجهات وعلى كل الجبهات ، لا يخبوا ضرامها ولا تسكن لها ثورة ، وكان الصمت والوحدة صديقان وفيان له لا يعوزانه حين يشكوا بثه ، ولا يبرحانه إلا حين يلبس لا مته ، ويقدم نحو المجهول ..
عود نفسه أن لا يرى مهزوزا ولا ضعيفا ، ولو كان على حساب صفاء نفسه ، واطراد أنسه .. واسترسل في حياته تلك حتى ألفها وأصبح التغيير شبحا يثير لجاجة المخاوف والتوجس ، إذ لا جديد يدعوا إلى البشر ولا واقع يوقد جذوة الأمل وينعش ذبول نفسه المنهكة ...
ربما أسر بالبكاء حينما يحتدم الألم وتشتد ضراوة الأسى في داخله .. مشهد يبلغ من الشموخ أقصاه ومن النبل غايته ومن الوفاء ذروته .. بكى ليطرد عن البكاء شؤمه ويسر في أذنه أنه يحبه أكثر من الضحك ، ويقول : لو كان البكاء رجلا لكان من النبلاء ..
صور ولوحات جميلة في حياته ذهبت تتكسر واحدة تلو أخرى ... وذكريات عابرة عاطرة ، أذهبت حسنها وروعتها سنوات عجاف ملؤها الجفاء والحنق والتجاهل ..
آه من ذلك التجاهل كم كان يؤرقه ويجري دمعه ويقتل فرحته و يلجمه عن الحديث ..
لا تسألوني فهذه نتف من حياة محزون لا أعرفه .. وربما لو عرفته لشاطرته حزنه وبكيت معه .

[أبو فايز]

سبحان الله وبحمده سبحان لله العظيم

[أبوعبدالله]

آه من ذلك التجاهل كم كان يؤرقه ويجري دمعه ويقتل فرحته و يلجمه عن الحديث ..
لا تسألوني فهذه نتف من حياة محزون لا أعرفه .. وربما لو عرفته لشاطرته حزنه وبكيت معه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابو فايز مسلسل مؤلم في تسلسلة وجرئ في التغلب على المآسي
وكيف بك تكتب عن حياه محزون دون أن تعرفة
تقبل ودددي

[أبو فـلاح]

اقتباس: إرتسم حزن عميق على محياه حتى أصبح غريبا بين الوجوه ، غربة لا تعني أحدا غيره ، فهم لا يهمهم من شأنه نزر ولا غمر .. إلا ما يطالعه من شذر ابتسامة سخيفة حينما يلقي إليهم ما يستدعي الضحك ..

لايوجد إحساس مؤلم يعادل الإحساس بالغربة وسط وجوه تعرفها ...
وما أكثر المحزونون والغرباء في هذا الزمن ..ولعل كبار السن يمثلون الأغلبية فقد رمتهم الأقدار ليعيشوا غرباء في زمن السرعة والبلوتوث ....

دام قلمك أبا فايز

[سلطان بن ذيب]

في كل قصة ناجح، ستجد زاوية لم تنظر منها من قبل، وستجد فيها ما يستحق الإعجاب، ولهذا لا نمل من قراءة هذه القصص أبدا… وأما عن التعليق في هذا الموضوع فهو
مثل ما سبقه من مواضيعك المميزه أخي أبو فايز دمت مبدعآ وقلمآ نافعآ..

[أبو فايز]

اقتباس: ابو فايز مسلسل مؤلم في تسلسلة وجرئ في التغلب على المآسي وكيف بك تكتب عن حياه محزون دون أن تعرفة تقبل ودددي

أخي وحبيبي أبا عبد الله يشرفني مرورك وتعليقك الجميل ..
أما عن التساؤل فألم أقل لا تسألوني !! .. لأن الإفصاح لغة باهتة جدا .

[أبو فايز]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فـلاح     لايوجد إحساس مؤلم يعادل الإحساس بالغربة وسط وجوه تعرفها ... وما أكثر المحزونون والغرباء في هذا الزمن ..ولعل كبار السن يمثلون الأغلبية فقد رمتهم الأقدار ليعيشوا غرباء في زمن السرعة والبلوتوث .... دام قلمك أبا فايز

مشرفنا الغالي .. كم يسعدني أن أرى تعليقك وإضافتك المرموقة على تلك الملامح التي كتبتها ..

وأراك تلفت أنظارنا إلا فئة نالها من الحزن والأسى وطالها من التجاهل شئ ليس بالقليل ..

تقبل تحياتي أيها المشرف العزيز .

[أبو فايز]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحرالنادر     في كل قصة ناجح، ستجد زاوية لم تنظر منها من قبل، وستجد فيها ما يستحق الإعجاب، ولهذا لا نمل من قراءة هذه القصص أبدا… وأما عن التعليق في هذا الموضوع فهو مثل ما سبقه من مواضيعك المميزه أخي أبو فايز دمت مبدعآ وقلمآ نافعآ..

مشرفنا المتميز دعني أهنئك أولا على هذا التشريف والثقة المستحقة ، فألف مبروك وإلى الأمام أيها الحر النادر ..

وأشكر لك هذه المشاركة المتميزة ، وتقبل أصدق تحياتي .

[أبو فايز]

يمكن لمن يشارك في هذا الموضوع أن يسجل ما يلوح له من خاطرة حول هذا المعنى ..