العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات العامه > نزف المحـابر
   
 
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : [1]  
قديم 27 / 05 / 2011, 01 : 02 PM
أبو ياسر
 


Arrow دعوة إلى الثورة!!




بسم الله الرحمن الرحيم
إن القارئ لحال الثورات العربية الحرة اليوم ليجد أنها خير في مجملها، نعم سالت فيها الدماء غدراً، و ذرفت منها الدموع حزناً، و خفقت لها القلوب ألماً، ولكنها أسفرت عن شمس الحرية و الكرامة ، التي طال غروبها إي والله!، فهل يمكن أن نفيد نحن من ثورة مصر و ليبيا و قبلهما تونس و اليوم سوريا و اليمن في حياتنا الخاصة، نعم و ضع تحتها خط عريض ثم تعال أحدثك - يا غالي - ، كم هي العادات السلبية التي تعيق سيرك في الحياة.
حسناً أنا مدرك أنك مثلي تماماً و أنا و أنت مثل جميع البشر لابد وأن فينا عادات مريعة و سلبيات مشينة ، نطأطئ رؤوسنا لها يأساً و ذلاً، ولم نزل نمني النفس بثورة محرقة لا تنتهي إلا بمسح هذه السلبيات بأرض العزيمة ، ولكن الأيام تمضي و العمر ينقضي ونحن لم نزل في أماكننا نراوح، فكم واحد منا حبيس للغفلة عن الله و فكر كثيراً في الثورة عليها و لكنه لم يزل يعتقد بأنه سيضعف و تخور قواه عند أول صرخة للحرية ، وكم منا من يريد أن يكون في الصف الأول من المصلين الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات ولم يزل متأخرا يمني النفس بثورة ولكن طالت ساعتها ، وآخر يريد أن يحفظ القران ولكنها أماني و تحفظ أن الأماني تجارة المفاليس ، وآخر يريد أن يكون من القراء للكتب و لكنه لم يقرأ كتاباً كاملاً في حياته حتى اليوم ، وآخر يريد أن يتخلص من الكسل أو السهر أو الكذب أو الكبر أو الحسد أو الغش أو السخرية من الآخرين و غيرها و غيرها من السلبيات ولكنه واقف لم يحرك قدماً على هذا الخط النوراني الذي لابد له فيه من التضحيات و بقدر كبر الرزية يكون حجم التضحية ، يا غالي تباً ثم تباً للأماني فهي لا تصنع شيء لوحدها ، ما لم تكن واقعاً ملموساً ، لو أن ثوار مصر اكتفوا بالجلوس في بيوتهم وراح كل واحد منهم يتمنى أن يزول حسني مبارك هل سيزول، أبداً لا يمكن ذلك لأنهم – يا غالي – كانوا يتمنون من ثلاثين سنة زوال هذا الطاغية فهل صنعت ثلاثين سنة من الأماني شيء !!، ولكنهم لما ثاروا وتحركوا في شهر واحد انحنى لهم حسني مبارك أولاً ثم واصلوا حتى داسوا على أنفه بأرجل الإباء و سقط مضرج بدماء الأزكياء.
من يريد أن يخط اسمه من أهل الجنة دار المتقين و يمحي اسمه من أهل النار دار الكافرين فلابد أن يهجر الشهوات و يثور على الشيطان حتى ما تستقيم له نفسه كما أرادها الله و على هذا قس كل شيء في الحياة !
فدعك - يا غالي - من ثورة مصر و تونس وغيرها من الثورات المباركة، لو جلست في بيتك وتمنيت أن بين يديك بطيخة حمراء ، خاصة ونحن في فصل الصيف و لا أروع من بطيخة باردة ، نعود للقول هل تعتقد أنها ستدخل عليك يحملها بساط أحمر حتى تستوي على مائدتك ، لا يمكن ذلك ، بل لابد أن تقوم وتلبس ملابس الخروج ، و تسير برجليك إلى متجر الفواكه إن كان قريباً ، و إن كان بعيداً تدير محرك السيارة و تنطلق إلى المتجر ثم تنزل و تماكس صاحب المتجر و بعد ذلك تخرج نقودك و تحمل البطيخة إلى المنزل ، ثم تأخذ سكيناً و تبدأ بالتقطيع ثم بعد ذلك تأكل و لما تشعر بأنك تلذذت بأكلها تدرك حقاً أنك قمت بعمل ولو كان ساذج إلا أنه يشعرك بالرضا عن نفسك .
أرأيت – يا غالي – أن مثل هذا العمل البسيط لن يحصل لك إلا إذا تحركت وعملت ، هذه سنة الله في الحياة ، فمن يريد أن يصل إلى شيء لابد أن يسير إليه ، ويعمل من أجل تحقيقه دون الاكتفاء بالأماني تجارة المفاليس حقاً .
إن الواحد منا قد يكون في أسرة متفككة الأواصر فماذا ينتظر لما لا يثور على هذه الحالة حتى ما يلملم شملها ، وفي مجتمعنا هناك عادات و سلبيات جعلت بيننا هوات كبيرة حتى إن الواحد قد يرى أخاه هناك بعيداً تحجب الأبخرة وجه ، لا لابد أن نثور و نبدد هذه الأبخرة ونردم هذه الهوات حتى نكون أخواناً على سرر متقابلين يضع الأخ يده في يده أخيه ينصره ظالماً أو مظلوماً كما تريد الشريعة السمحة لا العصبية النكدة ، وكم من شاب في شركة لا تقو على مقارعة الشركات الكبرى ، تحتاج إلى ثائر فذ ، فهل فكر أنه يمكن أن يكون ذلك الشاب ، و شاب يجد بأن مرتبه لا يفي بحاجاته و لا يساير طموحاته في الحياة فلو وقف عند هذا المرتب سيكون حياته كلها مستأجراً و لن يسند أطفاله في مستقبلهم إذا ما أرادوا الزواج أو الدواء ، ماذا ينتظر هل ينتظر الوقت إن الوقت لا ينتظر أحد ، ألا تحفظ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، معناه أن الوقت لا ينتظرنا هو نافذ في أعمارنا يقطعها فيجب حقاً أن نثور في وجه ونقطعه بحسان الأفعال وزينات الأقوال .
فإلى أحبابي من أبناء المساردة إليكم أوجه رسالة إخاء مضمونها دعوة إلى الثورة على كل معيب في حياتكم على كل معيب في مجتمعاتكم انتفضوا يا أحبابي و ثوروا ثورة رجل واحد أولاً على أنفسكم فجردوها من كل رزية تعتقدون بأنها تعيق حاضركم و تودي بمستقبلكم أمام الله، فهو المستقبل الحقيقي الذي لا عمل بعده أما المستقبل الدنيوي فإن وصلت إليه تجد بأنك تركض خلف مستقبل جديد دون توقف ، فالزواج و الوظيفة ليست مستقبلاً بمعنى أنك متى وصلت إليها انتهى العمل لا! وستذكر ما أقول لك ، فالمستقبل الحقيقي إذن هو في جنة عرضها السموات و الأرض أو نار تلظى ، هذه الحقيقة ببساطة ، وبعد أن تنتصر على نفسك فعليك بالثورة على مجتمعك الصغير كل ما فيه من نقيصة اجبرها و اعمل على تشذيبها و مسحها من هذا المجتمع ، فقد يكون والدك لا يسلم على ابن عمه من سنوات لأنه اختلف معه حول أرض ، أو قد يكون صديقك لا يكلم صديقه لسوء فهم جرى بينهم يوماً ، فيجب أن يكون لك تأثير في الإصلاح ، اليوم نرى ملتقى قبيلة المساردة ينص على مبادئ وقيم غاية في الجمال متى ! إذا وجدت شباباً يؤمنون بهذه المعاني و يؤمنون بأن العصبيات طريق يودي بصاحبه في نار البعاد و التخلف..
إلى الثائرين من بني قومي على كل رخيص من الأخلاق و العادات سلام عليكم و تحية ، فأنتم من تفيد منهم مجتمعاتهم و أوطانهم ، أما غيركم فغثاء كغثاء السيل فكبروا عليه أربع وأعدوه لدفن ، وإن كان لوجودهم حكمة حتى يميز الله الخبيث من الطيب .. انتهى ما أردت و الله و لي توفيقي وتفيقك .
رد مع اقتباس
   
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 30 : 05 PM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية