فإن الإنسان مدني بطبعه يأنس للناس ويحس بفاقة في نفسه بين فينة وأخرى للجلوس مع صديق أومؤانسة رفيق والانبساط مع أهله وأحبابه
وفي عصر المدنية و الآلات تباعد الناس وركن كل منهم لبيته وأحاط نفسه بجملة أجهزة حجزته عن الاجتماع مع أقربائه وأصدقائه فتصرمت الروابط وتقطعت الأواصر وبات كل منا يعيش معزولا مستفردا بحاسوبه وجواله وعالم الشبكة الفسيح يخاطب أشباحه ويخاطبونه ويسر إليهم وبينه وبينهم مابين المشرقين فأي تواد يحصل من وراء سراب الحروف وأي سكون يُجده في سويداء قلبه حين يخاطب من لايرى منه سوى الرموز و الأرقام
وأنا في مدينة الرياض تمر علي الأيام والشهور لا أرى فيها آدمياً أجالسه سوى امرأتي التي ملت مني كما مملت منها فالحديث هو هو لايتغير والمشاعر تكاد تتصلب والواحد منا يكاد ينفرط أمره وتتضايق أنفاسه من هول الوحدة الآسرة لروحه التي اجتمع عليها ضيق الكون مع ضيق البدن
يظل يروح ويغدو لعمله ووظيفته في هيئة راتبة لاتتغير والناس مجبولة على معاداة المعادات مغرمة بالجِدّة والتبديل والمرء قد يحبس نفسه على مالابد له منه مما يجده في عمله وموضع رزقه ولولا مايمن به الله عليه من الإخوان والأصحاب لانهار وتلف
يعيش حولي من عترتي مايفوق المئة وكأني لوحدي ليس حولي منهم أحد ، بينا أداري أحدهم وألاطفه ليزورني أو أزوره حتى يتملص مني بجملة أعذار لايقوم أضعافها في صده عن مراده ولهوه مع أشباحه وصوره فيما لو أراد ذلك والأمر فادح فليست من أشكو من هذا لوحدي فكم قد رأيت من يشكو من تقطع القرابات و الأرحام مع تيسر الوسائل المعينة على ذلك ولكن من لم يجعل من نفسه على نفسه معاونة لم تُجْد معه وسيلة من غيره وكان لزاماً على كل منا أن يعلم أن لكل حق عليه أن يوفيه إليه فالناس إما قريبا يبلُّه أو صاحبا يصله ويحفظ له وده ولولا ذلك ما تعاشر البشر ومن ضيع الحقوق واستهان بالفروض فلا يأمل من الناس غير ما بادرهم به لاسيما وقد عز الكريم ونَزُر المتسامح وبات الأغلب يؤاخذ بالحقير والقطمير وهو مع ذلك مضطر لهم مفتقر إليهم في صلاح دينه ومعاشه والله المستعان
وفي عصر المدنية و الآلات تباعد الناس وركن كل منهم لبيته وأحاط نفسه بجملة أجهزة حجزته عن الاجتماع مع أقربائه وأصدقائه فتصرمت الروابط وتقطعت الأواصر وبات كل منا يعيش معزولا مستفردا بحاسوبه وجواله وعالم الشبكة الفسيح يخاطب أشباحه ويخاطبونه ويسر إليهم وبينه وبينهم مابين المشرقين فأي تواد يحصل من وراء سراب الحروف وأي سكون يُجده في سويداء قلبه حين يخاطب من لايرى منه سوى الرموز و الأرقام
وأنا في مدينة الرياض تمر علي الأيام والشهور لا أرى فيها آدمياً أجالسه سوى امرأتي التي ملت مني كما مملت منها فالحديث هو هو لايتغير والمشاعر تكاد تتصلب والواحد منا يكاد ينفرط أمره وتتضايق أنفاسه من هول الوحدة الآسرة لروحه التي اجتمع عليها ضيق الكون مع ضيق البدن
يظل يروح ويغدو لعمله ووظيفته في هيئة راتبة لاتتغير والناس مجبولة على معاداة المعادات مغرمة بالجِدّة والتبديل والمرء قد يحبس نفسه على مالابد له منه مما يجده في عمله وموضع رزقه ولولا مايمن به الله عليه من الإخوان والأصحاب لانهار وتلف
يعيش حولي من عترتي مايفوق المئة وكأني لوحدي ليس حولي منهم أحد ، بينا أداري أحدهم وألاطفه ليزورني أو أزوره حتى يتملص مني بجملة أعذار لايقوم أضعافها في صده عن مراده ولهوه مع أشباحه وصوره فيما لو أراد ذلك والأمر فادح فليست من أشكو من هذا لوحدي فكم قد رأيت من يشكو من تقطع القرابات و الأرحام مع تيسر الوسائل المعينة على ذلك ولكن من لم يجعل من نفسه على نفسه معاونة لم تُجْد معه وسيلة من غيره وكان لزاماً على كل منا أن يعلم أن لكل حق عليه أن يوفيه إليه فالناس إما قريبا يبلُّه أو صاحبا يصله ويحفظ له وده ولولا ذلك ما تعاشر البشر ومن ضيع الحقوق واستهان بالفروض فلا يأمل من الناس غير ما بادرهم به لاسيما وقد عز الكريم ونَزُر المتسامح وبات الأغلب يؤاخذ بالحقير والقطمير وهو مع ذلك مضطر لهم مفتقر إليهم في صلاح دينه ومعاشه والله المستعان
تعليق