قبل سنه تقريبا ..ذكر لي احد الاجانب ان صديقا له في امريكا كان واقفا عند احد الاشارات ينتظر الضوء الاخضر..
وفي لحظه اشتعال الضوء الاخضر..
سمع هرنا (بوري )من الخلف بشكل ملفت..المهم الرجل واصل طريقه الى الاشاره التي تليها..
ومن ثم اعاد صاحب السياره ضرب الهرن مرة اخرى ..
فواصل الرجل وهو يحاول تقليب الذاكره لهذا النوع من السيارات..هل مر عليه يوما او كان مع احد اصدقائه..
المهم عند الاشاره الثالثه وعند اعادة الرجل لضرب الهرن وقف الرجل الامريكي ونزل من السياره متوجها الى اخونا السعودي ..
متسائلا..بقوله DO YOU KNOW ME?اي هل تعرفني؟؟
..فما كان من صاحبنا الا التزام الصمت لأنه عرف ما بدر منه واكتفى بتحريك رأسه بالاجابه..بــ لا
وهنا غادر الامريكي وهو واثق ان الرساله قد وصلت..ومتعجبا من هذا الفعل الغريب..
وانا من هنا على يقين ان صاحبنا قد فهم الدرس جيدا..
قصة اخرى..
يقول لي احد الاصدقاء..(وانا هنا اسرد مثل هذه القصص لطبيعة عملي واختلاطي بالاجانب..)
ان احد اصدقاءه الغربيين يقول له..
لم اجد احدا ممن اعرفهم من الجنسيات التي عايشتها كالسعودي .. فهو دائما مستعجل ..
وفي آخر المطاف تجده في مشوار عادي اما ذاهبا الى البيت او السوق او المطعم ..فلا داعي للعجله طالما ان الموضوع يحتمل التأخير او التأجيل..
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................................
تعليقي:
حقيقة متلازمة السعودي والبوري لا تحتاج الى كاتب حصيف ليظهرها للعامه..فالكل يواجهها بشكل متكرر يوميا..
فأنا عند احدى الاشارات وقبل كتابتي للموضوع بفتره..كان خلفي سياره سوبربان جمس من النوع القديم..قير عادي (سأخبركم لاحقا كيف اكتشفت ذلك)
لاحظت بواسطة المرآه في وسط سيارتي وانا انتظر ..ان احدى يديه تتحرك كثيرا على الطاره فعلمت او تيقنت انه من هذا النوع الذي يعاني المتلازمه ..وهذه احدى اعراضها..
وفي لحظة ظهور الضوء الاخضر هم بضرب الهرن وعند تحركي لا حظت انه لم يشرع في تعشيق القير وان السيارة التي خلفة ايضا تعاني من نفس المتلازمه.. وانا آخذا بــالـــ U TERN
رأيته يعاود تشغيل السياره فقد اربكه البوري الذي خلف مما جعله يرتبك اثناء التعشيق فنطفأت السياره..
طبعا الذي خلفه ما انفك عن ضرب البوري حتى اصبحت سمفونيه افراد الاوركسترا التي تعزفها الشارع بأكمله من خلفه..وصاحبنا المايسترو..هنا تسائلت؟؟
ما السبب في تفشي مثل هذه الظاهره التي لا تمت الى التحضر بشيء؟؟
لو كانت المسأله حفاظا على الوقت وتقديرا لقيمته لما كان حالنا هكذا ..مستهلكين من الطراز الغير متكرر في اي حقبه من الزمن..حتى في ايام الاقطاعيين والعوائل الارستقراطيه..
لو كنا نعلم قيمة الوقت ونقدره لكنا اكثر الشعوب قرائة وتعظيما للكتب..
لو كنا كذلك لما كانت امتنا في التصنيف العلمي ضمن دول العالم الثالث...
اخواني قبل التعليق على الموضوع او بعد التعليق ان اردتم ذلك..
ليراقب احدكم عند اي اشاره وسوف يرى بأم عينه كيف ان مجرد ظهور الضوء الاخضر هو عباره عن ضوء أخضر للشروع في المقطوعه البوريه..وليس للمرور..
فأكاد احيانا لا اعلم من الاول ..هل البوري الاول في الشروع ام الضوء الاخضر من سرعة استجابه السائقين للأمر..وهذه حالات متقدمه من هذه المتلازمه ربما من الصعب علاجها..
أبو خالد هي متلازمة يصعب علاجها ...
عشت في الخبر فترة من الزمن في منتصف التسعينات الميلادية وكان يندر أن تسمع هذه السيمفونية العجيبة ربما لتأثر المجتمع بوجود موظفي شركة أرامكو ...حتى أننا كنا عند سماع البوري في اٌلإشارة نتراهن على أنه ليس من أهل الخبر وأنه إما قادم من الاحساء أو من الرياض ...
قدر الله وإنتقلت للعمل في الاحساء ووجدت الأمر عكس ماشاهدت في الخبر ..يندر أن يتحرك أي قائد مركبة دون أن يعزف إسطوانته البورية حتى لو لم يكن هناك زحاما ..وأصبحت أنا في أحيان كثيرة عازف من الدرجة الأولى خصوصا عندما يحتجزك أحدهم وأنت ترغب في النفاذ يمينا عند أي إشارة ضوئية ...
ظاهرة تعبر بجلاء عن غياب التعامل الحضاري بين أفراد المجتمع وكذلك غياب الأنظمة الرادعة لمثل هذا التصرف .......... كل شخص يظن أن الشارع ملك له وحده ........ وله كامل الحق في مخالفة ما يسمى زوراً بانظمة المرور لدينا !!
له الحق في التجاوز من اليمين وله الحق في إزعاج الناس عند إشارات المرور بصوت الهرن وإرباك حركة السير بل له الحق في قطع إشارات المرور إذا لزم الأمر !!
إنعدام التعامل الحضاري في المجتمع وغياب النظام عاملان أساسيان لكثير من المظاهر السلبية والتجاوزات التي نشاهدها يومياً ....
كل الشكر أبو خالد
الأخ العزيز.. ابو خالد ,
أكاد أجزم بأن كل من يعاني من هذه المتلازمة (كما سميتها) يتأخر عن مواعيده
إذا هو قرر أصلاً أن يحضرها والسبب بظني هو أنها تعبر عن فوضى ولا تعبر عن إلتزام ,,
موضوع جميل لعادة غير جميلة أبداً ..
محايد..
نعم ..لو كان هؤلاء الخلق يحترمون مواعيدهم لما رأيتهم في عجلة من امرهم..
يمكن ان ضرب البوري هذا هو اعتراف داخلي بتأخره فعلا عن مواعيده..