يصاب المرء بالدهشة حين يشاهد شاباً قد تجاوز السابعة عشر من عمرة وقد زاده الله بسطة في الجسم ولا يجيد مسك دلة القهوة بطريقة صحيحة !!
المشكلة هنا ليست في مسألة صب القهوة بحد ذاتها .... المشكلة أن من يخفق في القيام بعمل يسير كهذا مع ما يشكله من أهمية بالغة داخل مجتمعات الجزيرة العربية خصوصاً باعتباره إرث ثقافي تليد يتنفس التاريخ ويحمل معاني ودلالات معينة فحاله أسوأ في ما هو أصعب وأكثر أهمية !! ...........
الحياة الرغيدة التي يعيشها كثير منا اليوم قد تتحول إلى نقمة كبرى من حيث لا نحتسب !.....
كثير من الناس الذين يقطنون المدن بالذات يحرصون على تعليم أبناءهم ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل تأمين مستقبلهم ليضمنوا لهم حياة رغيدة ولكنهم في المقابل يغفلون تهذيب نفوس أبناءهم وتنشئتهم على العادات والتقاليد الحميدة وتعويدهم على المجالدة والصبر منذ الصغر مما ينعكس على شخصياتهم في الكبر !!
المدينة باختصار تشكل وباء على الصحة العامة بما تحويه من تلوث وأمراض متنوعة وتشكل أيضاً وباء على التربية والسلوك وبناء الشخصية!! ...
ولا أسوأ من الانغماس في حياة المدينة والتقوقع داخل محيطها والتلذذ برفاهية العيش فيها وتناسي وجود بيئة قاسية خارج حدودها قد يجد المرء نفسه مجبراً على العيش فيها دون سابق إنذار !!.... خصوصاً في هذا الزمن الأغبر المليء بالحروب والكوارث الطبيعية !....
قديماً كان العرب يرسلون أبناءهم الصغار للبادية لإبعادهم عن أمراض المدينة وتعويدهم على معايشة قسوة البيئة الصحراوية والصبر على شظف العيش فيها وقد ورد في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه أرسل للبادية وهو صغير حاله كحال بقية الصبية من أبناء قريش ..
مصطلح أصفر العرقوب أطلق قديماً على الشخص الذي لا أصل له أو الذي لا ينتمي لقبيلة معينة .. لكن المعنى توسع كثيراً حتى أصبح يطلق تندراً على المنغمسين في حضارة المدن من أبناء القبائل لدرجة فقدوا معها كثير من صفات وعادات وتقاليد آباءهم وأجدادهم !..
لا زلت مصراً على أن البدوي المتعلم يعتبر ثروة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى ... فبالإضافة لتفوقه العلمي والعملي فهو قادر على العيش والتكيف في أي بيئة يجد نفسه فيها .. إن ذهب إلى البادية فهو بدوي قح وإن عاد إلى المدينة ظننت أنه لم يعرف البداوة قط !! .. وهو أيضاً الذخيرة الحقيقية للوطن عند اشتداد الخطوب ووقوع الحروب لا قدر الله بما يمتلكه من شجاعة وقدرة على التحمل والصبر تحت أي ظرف كان ....
من المهم جداً بل لعله من الضروريات القصوى أن يحرص الرجل على الخروج بعائلته إلى البر بين كل فترة وأخرى لتعويد أبناءه الصغار على حياة البر القاسية وتعليمهم بعض المهارات المهمة لبناء شخصياتهم مما يعود عليهم بالنفع في مستقبل الأيام ...
احرص على الخروج بولدك الصغير إلى البرية في كل شهر مرة أو مرتين .... دعه ينطلق حافي القدمين على الرمال ولا تهلع إذا انغرست شوكة في قدمه أو إذا أحس بلهيب الرمضاء .... علمه على الاحتطاب وأشرح له بشكل عملي طريقة إشعال النار وإعداد القهوة ..... وفي حالة شملت رحلتكما بقية أفراد الأسرة وتيساً صغيراً فأحرص على أن يكون بجانبك عندما تذبح التيس وتسلخه .... وإذا أشتد عوده قليلاً وقبل أن يصل لمرحلة البلوغ أترك له مهمة تخليص التيس المسكين من أديمه بعد أن تبطش به وأحرص على الاحتفاء به بعد إنهاء مهمته حتى لو لم تعجبك النتيجة !!...
علمه على قيادة السيارة في البرية وأحرص على المرور على أحد الكثبان الرملية الصغيرة واغرس مقدمه السيارة فيها عمداً ثم درب ولدك على طريقة إخراج السيارة من الرمال ... وأحرص كذلك على تعليمه بعض الأساسيات الضرورية في ميكانيكا وكهرباء السيارة .... صدقوني أن هذه الأشياء التي قد تبدو لكم تافهة هي في غاية الأهمية .. وأكبر دليل على ذلك أن المئات من مواطني دولة الكويت الشقيقة قضوا نحبهم في الصحراء إبان غزو العراق للكويت !!.. الكثير منهم علقت سياراتهم في الرمال ولم يكن لديهم خلفية عن طريقة إخراج السيارة من الرمال وتسهيل تلك المهمة بسحب الهواء من إطارات السيارة على سبيل المثال .. والمصيبة الكبرى أن أغلبهم كان يستقل سيارات ذات دفع رباعي !! ... وأعرف أيضاً أشخاص قضوا نحبهم في البرية بسبب سلك إصبع البطارية !!....
كن على يقين بأن إكساب ابنك مثل تلك المهارات الأساسية قد يكون سبباً بعد مشيئة الله تعالى في نجاته من خطر محدق ...
المهم ألا يصل ولدك إلى مرحلة البلوغ إلا وهو يجيد تلك المهارات التي تحدثنا عنها وما شابهها......... هذه المهارات المكتسبة من الحياة البرية لا تقتصر أهميتها على إعداد ولدك لمجابهة أخطار البيئة الصحراوية التي قد يمر بها في سفر أو رحلة برية فقط .... بل تسهم بالدرجة الأولى في تكوين شخصية ولدك منذ الصغر وتعلمه الصبر والجلد ومجابهة أعباء الحياة ومشاكلها وتسهم في توسيع مداركه وزيادة قدرته الذهنية وتمنحه القدرة على التعامل مع المشكلات وتحليلها وإيجاد الحلول ...... خصوصاً وأن أغلب تلك المهارات يتطلب إجادتها حضور ذهني وبدني ...
أيها الأفاضل ... نصيحة أخوية
ليفحص كل واحد منكم عرقوب ولده
!!المشكلة هنا ليست في مسألة صب القهوة بحد ذاتها .... المشكلة أن من يخفق في القيام بعمل يسير كهذا مع ما يشكله من أهمية بالغة داخل مجتمعات الجزيرة العربية خصوصاً باعتباره إرث ثقافي تليد يتنفس التاريخ ويحمل معاني ودلالات معينة فحاله أسوأ في ما هو أصعب وأكثر أهمية !! ...........
الحياة الرغيدة التي يعيشها كثير منا اليوم قد تتحول إلى نقمة كبرى من حيث لا نحتسب !.....
كثير من الناس الذين يقطنون المدن بالذات يحرصون على تعليم أبناءهم ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل تأمين مستقبلهم ليضمنوا لهم حياة رغيدة ولكنهم في المقابل يغفلون تهذيب نفوس أبناءهم وتنشئتهم على العادات والتقاليد الحميدة وتعويدهم على المجالدة والصبر منذ الصغر مما ينعكس على شخصياتهم في الكبر !!
المدينة باختصار تشكل وباء على الصحة العامة بما تحويه من تلوث وأمراض متنوعة وتشكل أيضاً وباء على التربية والسلوك وبناء الشخصية!! ...
ولا أسوأ من الانغماس في حياة المدينة والتقوقع داخل محيطها والتلذذ برفاهية العيش فيها وتناسي وجود بيئة قاسية خارج حدودها قد يجد المرء نفسه مجبراً على العيش فيها دون سابق إنذار !!.... خصوصاً في هذا الزمن الأغبر المليء بالحروب والكوارث الطبيعية !....
قديماً كان العرب يرسلون أبناءهم الصغار للبادية لإبعادهم عن أمراض المدينة وتعويدهم على معايشة قسوة البيئة الصحراوية والصبر على شظف العيش فيها وقد ورد في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه أرسل للبادية وهو صغير حاله كحال بقية الصبية من أبناء قريش ..
مصطلح أصفر العرقوب أطلق قديماً على الشخص الذي لا أصل له أو الذي لا ينتمي لقبيلة معينة .. لكن المعنى توسع كثيراً حتى أصبح يطلق تندراً على المنغمسين في حضارة المدن من أبناء القبائل لدرجة فقدوا معها كثير من صفات وعادات وتقاليد آباءهم وأجدادهم !..
لا زلت مصراً على أن البدوي المتعلم يعتبر ثروة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى ... فبالإضافة لتفوقه العلمي والعملي فهو قادر على العيش والتكيف في أي بيئة يجد نفسه فيها .. إن ذهب إلى البادية فهو بدوي قح وإن عاد إلى المدينة ظننت أنه لم يعرف البداوة قط !! .. وهو أيضاً الذخيرة الحقيقية للوطن عند اشتداد الخطوب ووقوع الحروب لا قدر الله بما يمتلكه من شجاعة وقدرة على التحمل والصبر تحت أي ظرف كان ....
من المهم جداً بل لعله من الضروريات القصوى أن يحرص الرجل على الخروج بعائلته إلى البر بين كل فترة وأخرى لتعويد أبناءه الصغار على حياة البر القاسية وتعليمهم بعض المهارات المهمة لبناء شخصياتهم مما يعود عليهم بالنفع في مستقبل الأيام ...
احرص على الخروج بولدك الصغير إلى البرية في كل شهر مرة أو مرتين .... دعه ينطلق حافي القدمين على الرمال ولا تهلع إذا انغرست شوكة في قدمه أو إذا أحس بلهيب الرمضاء .... علمه على الاحتطاب وأشرح له بشكل عملي طريقة إشعال النار وإعداد القهوة ..... وفي حالة شملت رحلتكما بقية أفراد الأسرة وتيساً صغيراً فأحرص على أن يكون بجانبك عندما تذبح التيس وتسلخه .... وإذا أشتد عوده قليلاً وقبل أن يصل لمرحلة البلوغ أترك له مهمة تخليص التيس المسكين من أديمه بعد أن تبطش به وأحرص على الاحتفاء به بعد إنهاء مهمته حتى لو لم تعجبك النتيجة !!...
علمه على قيادة السيارة في البرية وأحرص على المرور على أحد الكثبان الرملية الصغيرة واغرس مقدمه السيارة فيها عمداً ثم درب ولدك على طريقة إخراج السيارة من الرمال ... وأحرص كذلك على تعليمه بعض الأساسيات الضرورية في ميكانيكا وكهرباء السيارة .... صدقوني أن هذه الأشياء التي قد تبدو لكم تافهة هي في غاية الأهمية .. وأكبر دليل على ذلك أن المئات من مواطني دولة الكويت الشقيقة قضوا نحبهم في الصحراء إبان غزو العراق للكويت !!.. الكثير منهم علقت سياراتهم في الرمال ولم يكن لديهم خلفية عن طريقة إخراج السيارة من الرمال وتسهيل تلك المهمة بسحب الهواء من إطارات السيارة على سبيل المثال .. والمصيبة الكبرى أن أغلبهم كان يستقل سيارات ذات دفع رباعي !! ... وأعرف أيضاً أشخاص قضوا نحبهم في البرية بسبب سلك إصبع البطارية !!....
كن على يقين بأن إكساب ابنك مثل تلك المهارات الأساسية قد يكون سبباً بعد مشيئة الله تعالى في نجاته من خطر محدق ...
المهم ألا يصل ولدك إلى مرحلة البلوغ إلا وهو يجيد تلك المهارات التي تحدثنا عنها وما شابهها......... هذه المهارات المكتسبة من الحياة البرية لا تقتصر أهميتها على إعداد ولدك لمجابهة أخطار البيئة الصحراوية التي قد يمر بها في سفر أو رحلة برية فقط .... بل تسهم بالدرجة الأولى في تكوين شخصية ولدك منذ الصغر وتعلمه الصبر والجلد ومجابهة أعباء الحياة ومشاكلها وتسهم في توسيع مداركه وزيادة قدرته الذهنية وتمنحه القدرة على التعامل مع المشكلات وتحليلها وإيجاد الحلول ...... خصوصاً وأن أغلب تلك المهارات يتطلب إجادتها حضور ذهني وبدني ...
أيها الأفاضل ... نصيحة أخوية
ليفحص كل واحد منكم عرقوب ولده
تعليق