ها قد اشتعلت الحروب والثروات في جزء من الأرض بئيس ليس القتل أهون مصائبه فقد انصبت عليه من النكبات ماقد يكون الموت معها خير من الحياة!
فهذه الشعوب صبغت لعقود بلون غير لونها ولبست ثوبا ليس لها واغتبط لذلك أقوام وأغروا السذج والسفهاء لاتباعهم فاتبعوهم بعد أن خلبوا الألباب ببريق الكلمات: الحرية والمساواة والعدالة والتنمية!
ثم حين استوى لهم الأمر اختصوا بها وبغيرها وحاشوها عن سائر الأتباع!
فعادت الحال أشبه بحال الجاهلية الأولى من تفرق وتمرد وخسة تُشكر معها حال أعراب الجاهلية في قرون مضت
الأمة اليوم تثور وتقاتل وينحر فتيانها دون هدف، يسوقها سراب المستقبل المجهول بقائد ودولة تفشي العدل وتوفر لقمة العيش
والعرب غير العرب ولوا ظهروهم لكتاب ربهم ويمموا للعجم وأساطيرهم في الحكم والأخلاق والسياسة فولى عنهم العز والظهور
إنك لو فحصت ما تتوجس منه أوربا حيال ما يجري الآن لوجدته منحصر في أن يطل الإسلام بوجهه ويتولى زمام السلطة ليبث الفزع الذي سكن في صدور الغرب لقرون بعد أن قيضوا لاطفائه أبناءا لهم من جلدتنا حشوا باطنهم لعداوتنا والكيد منا
الأمة ككل لم تعش تسلطا وبعدا عن شريعتها وثقافتها كهذا الأزمان التي نمر بها منذ سقوط دولة العثمانيين الأتراك وبرهان ذلك ظاهر لمن له عينان يبصر بهما وعقل يعقل به ويتدبر!
الثورة التي تجتاح رقاع كثيرة من بلاد العرب لم يكن وقودها البحث عن العز والسؤدد ، وإن كان غايتها ستؤول لوتم لهم ما أرادوا لحال أحسن عما كانوا عليه في أمور الدنيا التي لا تدوم لأحد ، ويبقى التوجس قائما هل ستنتصر وهل ستقطف الثمرة أم تعود لما كلنت عليه من ذل وشقاء !
الغرب لايكن لنا الخير كيف ذلك وهو من ساند فجرة الحكام ليفعلوا بمحكوميهم ما شاؤوا والغربيون الرومان يرون ويعلمون ما يفعلونه من ظلم واعتداء ونهب وقتل وإفساد في تلك البقع التي لم تزل في قبضتهم في حقيقة الأمر، ويغض الطرف عن ذلك لأمنه من قيام قائمة الدين مرة أخرى مع وجود هؤلاء وأشباههم ممن كانوا يحكمون مصر والشام والمغرب الأقصى الذي توالى سقوطهم هذه الأيام ومن تابع ردة فعل بعض القادة الغربيين بعد أن سقطت بنغازي في مناحي طرابلس من ليبيا وتوجسهم من قيام دولة اسلامية فيها مما اضطر أمير الثوار ليبرز في القنوات مطمئنا لهم بأنها ثورة شعبية لا إسلامية= عرف ما أقول!
تعليق