الموضوع: مساردة سوا
عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 08 / 2010, 52 : 09 PM   رقم المشاركة : [10]
أبو ياسر
 


افتراضي

والدي الغالي/ أبوخالد ..

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...
لقد قرأت ما أملاه جنانك ، فألفيته يستند على موروث كبير من ثقافة متينة عبرت الأقطار ، و اهتمام بين بشأن القبيلة ودراية مغرقة لعلاتها ، فأصدقك -والدي الغالي - أني تصاغرت ردي و ما أحمله من رؤية حيال جنابك الكريم ، كيف ولا وأنا أتحدث إلى شيخ لطالما استفدت ولا أزال أستفيد منه وهو لا يعلم ، فعندما أسمع أحاديثه الزكية في مجلس عمي مسعود - حفظه الله - أصغي لها بتمعن و كثيراً ما أخرج منها بفائدة أزداد لها غبطة..
والدي الغالي .. ولكني بالرغم مما تقدم سأتحدث إليك ، وعذري أني طالب يتحدث لمعلمه ، فقد قرأت هذه الملاحظات من جهات كثر و قلبتها من زاوايا كثر ، فعليه يمكن أن أجمل ردي في عدة نقاط :
النقطة الأولى : مشروع جائزة المساردة ، لم يزل في بداياته الأولى ، فهذا هو عامه الثاني و يعد الجميع بالمفاجئات ، و نحن أمناء الجائزة لم نزل نضيف إليه الأفكار و المقترحات التي تخلصه من كل شائبة قد تعكر صفوه ، ليكون هذا المحفل برداً وسلاماً على قلوب المحبين ، مع إيماننا بأن الخطأ وارد إذ هو طبيعة بشرية لا تنفك ، و بحمد الله أننا نملك الجرأة التي تجعلنا نعترف بالخطأ و الرجوع عنه.
النقطة الثانية: إن القائمين على هذه الجائزة ، غايتهم خدمة الجائزة ، و يحاولون جهدهم النهوض بهذا المشروع لما فيه من المصالح الكبيرة التي تفوق مجرد التكريم ، ففيها – كما لا يخفى على شريف علمك - يحصل التواصل بين الأبناء و آبائهم ، وفيها تجلية للقدوات ليسير الشباب على خطاهم ، و فيها أيضاً من المصالح أن القلوب قبل الأيدي تتصافح ، فكل هذه المصالح تستوجب منا العمل و الثبات ، فما كان من إنجاز يجب إسناده لقبيلة المساردة جميعها من صغير و كبير و من رجل وامرأة ، وما كان من سقوط لا قدر الله فيحمل تبعته كل فرد من أفراد القبيلة ، لأن هذا المشروع هو في النهاية يستهدف أبناء القبيلة و يستمد أفكاره و دعمه من أبناء القبيلة!
إلا أننا نتمنى حقاً أن يقوم على هذه الجائزة في العام الماضي شباب غيرنا ويكملوا المسيرة، و نحن – بتوفيق الله - من سيقف بجانبهم و نمدهم بتجربتنا حيال كل شيء يخدم الجائزة ، حتى تحقق الكثير مما يطمح إليه أمثالك والدي و من هم على ملتك من أولي العلم و الفضل ، وقد عرضنا موضوعاً في الأشهر الماضية طلبنا فيه ترشح من أراد لإدارة دفة الجائزة ولكننا تفاجئنا بعدم اكتمال نصاب الترشيح .
النقطة الثالثة: الدعم المادي يُستَمد من رجال القبيلة و رجال أعمالها ، و حرصاً من اللجنة بأن تكون المشاركة واسعة كان سقفه الأدنى ألفين ريال ، أما عن إنشاء صندوق يدعمها فهذه خطوة جيدة ولكن تحتاج لمزيد من الوقت ، فرأيت - أمدك الله بفضله - أن الجائزة في عامها الأول كان الدعم المادي و المعنوي محدود ، و في هذا العام اتسعت المشاركة ، و نطمح في العام الثالث أن تكون المشاركة أكبر و أكبر ، فهذا نمو طبيعي لأي مشروع حضاري ، فيجب على العاملين عليه و المراقبين له الصبر لكي يبلغوا أمانيهم ، أما مصارف الدعم المادي فالداعمين لهم الحق أن يسألوا عنها ، و علينا واجب الإجابة مع الشكر و التحية .
النقطة الرابعة: عمل اللجنة واضح جداً ، وطريقة الترشيح واضحة هي الأخرى ، فاللجنة تكلف مندوباً عن كل قبيلة من قبائل المساردة هو من يجمع الأسماء المقترحة لتكريم ، و هو من يبلغ أفراد قبيلته بموعد التكريم و أهدافه و يستقبل الدعم المادي منهم ، و بعد أن يجمع هذه الأسماء تجتمع اللجنة لمناقشتها و من ثم إقرارها ، و الجائزة على ثلاثة أقسام /
القسم الأول استحدث هذا العام و هو قسم حفظة القران الكريم ، وهنا تقرر أن يكون المكرم حافظ لأجزاء ثلاثة فأكثر ، و سيتم اختبار المؤهلين لهذه الجائزة في وقت لاحق .
القسم الثاني وهم المتميزون دراسياً ، فالحَكَمُ فيه هي الشهادات العلمية فمن حصل مرتبة امتياز كان من المكرمين ، ويتم التأكد من شهادته .
القسم الثالث فأصحابه كل من له تميز على الصعيد الإعلامي و الاجتماعي و الإنساني ، وعليه يكون الاختيار دقيقاً و بحذر ، فالتميز الإعلامي و الإنساني واضح جداً و يكاد يكون محل اتفاق بين أبناء القبيلة فضلاً عن أعضاء اللجنة ، بقي من له تميز في خدمة المجتمع فهذه تدار فيها الآراء طويلاً، لعلمنا أن كثيراً من أبناء القبيلة قدم و لا يزال يقدم ، وهنا ننتخب انتخاباً أحد هذه الأسماء متفقين أن يكون تكريمهم موزعاً على سنوات الجائزة ، فمن لم يكرم هذا العام سيكون تكريمه في العام القادم مع الاعتراف بفضله و مكانته - ما التوفيق إلا بالله - .
النقطة الخامسة: مشروع جائزة المساردة ، يجب أن لا نحمله ما لا يحتمل ، فهو مشروع تكريمي هدفه الأول تكريم أهل العطاء و التميز ونتوقف عند هذا الحد! ،وما يجب حقاً هو أن تقام مشاريع حضارية على شاكلة هذا المشروع ، تعنى بخدمة أهل جاش ، فنحن نطمح أن تكون في جاش أولاً حلقات لتحفيظ القران الكريم ، و دورات صيفية لتعليم العلوم الشرعية ، و كذلك دورات ثقافية و رياضية متنوعة تملأ أوقات الشباب بكل مفيد ، و أعلم يقيناً أن من أبناء جاش من يملك هذه القدرات و لكنهم يحتاجون لمشروع حضاري يجمعهم هدفه العمل التطوعي الذي يراد به وجه الله و خدمة الإنسان في جاش فحسب! ، نعم نريد أيضاً من يجد في تلبية احتياجات جاش من حيث البنية التحتية ، أما المشكلات التاريخة فما يجب علينا هو أن نميتها بعدم إعطائها أكبر من حجمها ، علينا أن نشغل النشء الجديد بالمشاريع الحضارية عن مثل هذه الترهات التي تنقص العمر ، هكذا ستضمحل هذه الأفكار ، وهذه المقترحات وغيرها تحتاج وقفة صدق من شباب القبيلة و دعم من شيبها المخلصين أمثالك والدي الكريم ، و لكن كل هذا ليس عبر بوابة جائزة قبيلة المساردة ، فجائزة المساردة مشروع حضاري وحيد يحتاج إلى مشاريع مثله و نحن أعضاء اللجنة على أتم الاستعداد لتعاون مع كل مشروع يخدم جاش .
النقطة السادسة : جائزة المساردة ستكون في جاش - بعون الله – و لكن ليس هذا العام ، لأننا نريدها أن تصل لجاش و قد اكتملت و نضجت وكانت محل اتفاق من الجميع، و كون الجائزة في الرياض لعدة اعتبارات قد نتفق عليها و نختلف ، و لكن العبرة أن هذا المحفل يقام باسم المساردة و القائمين عليه أبناء المساردة ..
في ختام مداخلتي أشكرك والدي جزيل الشكر أن نزلت ساحتنا و حاورتنا فبحق هذه خطوة نكبرها ...