[الفجر]

الأخ محمد موفق بإذن الله وإذا ممكن تاخذ معك إثنان أو واحد من طلاب الجامعة من أبناء المنطقة مفوهين قادرين على الكلام بجرأة ولباقة.. والأوراق ماأعرف لو تستطيع أخذ خطاب من محافظ تثليث يبين فيه حاجة أبناء وبنات المنطقة.. وياليت كان فيه فرصة أطول لتوقيع طالبات الجامعة على وثيقة أو طلب والعدد كبير جدآ لكن أملنا بالله كبير .. والوضع محزن بالنسبة للطالبات إلى عشر ساعات خارج المنزل ناهيك عن أن تكون أم .. صحيح أنهيت الجامعة والآن أحمد الله على قسوة ظروف السفر قدرنا نتحمل.. وكان آذان كل فجر أودع والدي ووالدتي خشية العوارض.. مذاكراتي زاخرة بالمواقف الصعبة بدأ بالإستيقاظ الثالثة فجرآ وقد لاننام لظرف الإختبارات ثم إنتظار الحافلة وقد لاتجد إحدانا مكانا فتجلس على الأرضية لمسافة طويلة ومكان يكتسحه الغبار.. ونرتحل دابة السفر مع الخوف من نوم السائق أو تعطل الإطار والأشد أوقات الأمطار.. ماأصعب أن تجد كل الوجوه من حولك يعتريها القلق ولا أمان حتى نصل الجامعة وقد باتت كل أماني التفوق سرابآ أي طموح وأي قدرة على الإنجاز إنهارت .. بقي أن تتقبل أن هذا قدرك وإمتحان لابد من إجتيازه نصطنع الإبتسامة ونحضر المحاظرات ولكن بقلوب يشتد عليها التفكير في السفر عودآ ويتبعثر بقية الجهد مع حرارة صيف بيشة القاتل وهانحن نعود بذكرى جديدة تؤرخها لحظات الوصول بسلام ومرة أخرى تفرح أمي بعد أن بلغ منها القلق مبلغآ .. حتى الصغار يستبشرون وكأننا رحلنا بلاعودة.. الحمد لله ولكن تتكرر المعاناة مع كل يوم أرى أختي مودعة لتجني أمالها بعيدآ عن قسوة من يملك القرار .. عذرآ للإستطراد لكن شيئآ مما يستحق الذكر..