قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم)
تمر الأيام و تتوالى السنون وتسير عجلة الزمن, ومع ذلك يظل فينا نقص في جانب بل قد يكون في عدة جوانب!! قد يكون النقص دينياً ! وقد يكون إجتماعياً.! وقد يكون صحيا . وقد يكون إقتصاديا.!! وفي كل الحالات لا بد لنا أن نسعى لتعويض هذا النقص واستدراكه وسد ثغرته قبل أن يستفحل ضرره ويشتعل شرره.
للأسف تمر السنون وتتوالى الأيام ويبقى حالنا كما هو.! متى يحين الوقت؟
ومتى نستيقظ من سباتنا؟ ومتى نفكر في إصلاح ذاتنا؟ فهيا بنا نجعل هذه اللحظه هي البداية حتى لا نندم ولنصعد إلى القمه قبل فوات الأوان.
أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه.. وأنار قبره قبل أن يسكنه.. وأرضى ربه قبل أن يلقاه.. وصلى الجماعه قبل أن تصلي الجماعه عليه.. وحاسب نفسه قبل أن تحاسبه, وجعلنا الله وإياكم من عباده المخلصين فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل.
أخي..
قف بالمقابر صامتاً.. نعم قف صامتاً متأملاً "قبل فوات الأوان" لترى كيف تحولت العزائم والهمم إلى رمم وكيف اختلطت أحلام الطفوله وتمازج طموح الشباب ورزانة الكهوله وقناعة الشيخوخه, بحيث لم يعد هناك أحلام .. ومطامع ولا رزانة .. وقناعه,, فجميعهن أصبحن الأن تراباً في كساء من الأعشاب أو تراباً لا زهر فوقه ولا أعشاب..!!
قف بالمقابر خاشعاً .. وأنظر إلى هياكلها الأبديه التي لا يرتفع فيهاا لغط ولا ضوضاء فقد تلاشت هناك الأشواق والرغائب وأندثرت الأحقاد والمواجد .. قف هناك أجلالاً للغابرين.. للأجداد والأباء والأصدقاء والعشراء الذين كانوا معنا ثم أنفصلوا بعدما ظلوا فوق التراب زمناً يضحكون ويبتسمون ويهيمون ويتحركون تحرك الأقوياء .. فصاروا الأن لا شيء,, كأنهم لم يكونوا من قبل شيئاً..
تخيل نعم تخيل .. أنك من بينهم ,, لترى عالمهم الخالد,, عالمهم الذي سوف يعيشون فيه ما مواقفهم الأن وما منازلهم ,, تخيل صرخاااات المعذبين وضحكات المرغدين نعم ,, تخيل أين منزلك بعد نهايتك..!
فلنذهب غداً للمقابر لنعتبر أولاً , ولندعو ونترحم ثانياً على أولئك الذين رحلوا.
ولنرجع من المقابر كلنا تصميم لبناء منازلنا ونشد العزيمه ونجعل الهمة عاليه ,,, ونضع شعار الموت أمام أعيننا ,, ونعلم ما ورأه من عذاب شديد أو رغد ونعيم,, فلنصنع ولنعمل ولنجتنب حتى نشيد صروحا عظيمه في جنات الخلد, لنعزم على أن نجتمع ونتقابل ونتنعم برؤية وجه الإله الكريم في قصور من ذهب وفضة تجري من تحتها الأنهار خالدين مخلدين.
ولنكون صادقين .. مخلصين.. جادين.. حتى نحصد الثمار ونحن فرحين مسرورين ...
أخي فلنعمل,, قبل فوات الأوان..!!