عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 04 / 2007, 06 : 08 AM   رقم المشاركة : [41]
أبو ياسر
 


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخالد مشاهدة المشاركة
   مجمع البحرين....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..لك وللزملاء..
ظهور مفاجيء ..ولكن سيستمر بعد ايام ....مداخله بسيطه طالما اتعبت تفكيري واثقلته..
ما رايك بالنظره الابويه التي لا توجد الا في المجتمعات العربيه فقط؟؟؟وهومصطلح فلسفي والمقصد منه...لم يعول المجتمع على الاشخاص والقاده وينتظرون منهم ان يقوموا بكل شيء..وكأنهم خوارق للعاده؟؟ لدرجة الاستسلام ...وبرأيك ما هو الحل..؟؟هل هي العاطفه ام ثقافة عودة صلاح الدين..؟؟
واكتفي بهذا السؤال...

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته ...
مرحباً بمقدمك الكريم أخي القدير / أبو خالد ... بحق اشتقت إليك كثيراً فأرجوا أن تكون بخير من الله و عافيه كما أسأله سبحانه لنا و لك التوفيق و السداد في شؤون دنياك و أخراك .. فألف تحية بك فهذه الزيارة و إن كانت مفاجئه إلا أنها أجمل زيارة على الإطلاق من كاتب أكبره كثيراً .. فأشكرك إبتداء عليها..
ما رايك بالنظره الابويه التي لا توجد الا في المجتمعات العربيه فقط؟؟؟
دعنا نكن دقيقين في التشخيص سيدي -العزيز - لنقل بأن النظرة الأبوية توجد في المجتمعات الجاهله منها بخاصة ..و إلا فهناك مجتمعات عربية على امتداد العالم العربي لا تنظر هذه النظرة أو تعتقدها فرواق العلم اتسع و نوره بدى يلاحق فلول الظلام الحالك في أكثر بلداننا العربية - و الحمد لله - ..
النظرة الأبوية- يطلق عليه البعض النظام الأبوي- الإستبدادية الممقوته في مجتمعاتنا العربية هي واقع للأسف.. و حقيقتها تكمن في عمل الآباء على انتزاع الثقة أو هزها من نفوس الأبناء و إشعارهم - أي الأبناء - بأنهم بحاجة إلى الأباء سيراً على مقالة مفادها أن من كبرك بيوم كان أعلم منك بسنة - وهذه مقالة مغلوطة فكم من كبير فاق بجهله حمار أهله - و إشعارهم بوبجوب الصدور عن آرائهم ليتحقق لهم الفلاح في الحياة و بعد الممات.. و بعد أن تتقرر هذه الحقيقة الزائفة في أذهان الأبناء .. يبدأ بعدها مسلسل الإستبداد البغيض متعدد الحلقات يعده و يخرجه الأب و يجسد حلقاته الأبطال من أفراد أسرته فمن هذه الحلقات المعروضة في السينما السعودية قيام الآباء بفرض الآراء وإغلاق باب الحوار و النقاش في كيان الأسرة و العمل على أن تكون القضايا الأسرية محسومة من قبل الأب سواءً منها القضايا المتعلقة بواقع الأسرة و تطلعاتها أو ماله مساس بمستقبلها الواعد فهناك للأسف من الآباء من يفرض التخصصات الدراسية على أبنائه و منهم - أي الآباء - من يختار الزوجة لابنه و الزوج لابنته دون أن يطلع على آرائهم و منهم من يسلب أموال أبنائه و يحملهم الديون الطائلة بحجة ( أنت و مالك لأبيك ) و إن كان في الأصل لا يحتاج إلى هذا الحديث ليقدم على فعلته .. فما أراه أن هذا النظام الأبوي سبيل من سبل قعود الأبناء و عدم نهوضهم بعظائم الأمور .. فكم رأينا نفراً كثيراً في مجتمعنا أضحوا من المبرزين و المشاهير في الحياة لأنهم أيتام !!!!!
و الحل هو بأن نحارب هذا التصور المقيت بكل عنف حتى ما نستأصله من أذهاننا نحن الجيل القادم أما أسلافنا من الآباء و الأجداد فهذه شريعتهم أخذوها كابراً عن كابر .. و العود الصلب إن أردت تقويمه كسر .. فعلينا نحن الجيل الجديد أن نقدر أبنائنا حق قدرهم و أن نوكل إليهم الأعمال بقدر استطاعتهم و أن نشركهم في حوارتنا الأسرية .. فمنذ الصغر من الجميل أن يعود الأباء أبنائهم على أن يثقوا بأنفسهم و ذلك بعزو بعض الأعمال إليهم مثلاً : طفل عمره أربع سنين من الرائع أن تعطيه ريالين أو ثلاثة وتقول له ابتع لك ولأختك عصيرين و للأسرة ريال خبز ثم ترسله و انت تراقبه بعينيك من بعيد .. فهذا فيه دافع معنوي للأبن و عامل من عوامل زرع الثقة في نفسه .. و طفل آخر تستشيره فيما يمكنه إدراكه من أمور الأسرة .. فهذه صورة في الصغر وهناك عشرات الصور في الكبر يمكنك أن تهتدي إليها بالتأمل ..
لم يعول المجتمع على الاشخاص والقاده وينتظرون منهم ان يقوموا بكل شيء..وكأنهم خوارق للعاده؟؟ لدرجة الاستسلام ...وبرأيك ما هو الحل..؟؟هل هي العاطفه ام ثقافة عودة صلاح الدين..؟؟
إن هذه النظرة سبيل آخر من سبل القعود و الإنهزام في أمتنا الإسلامية .. ومن الأسف أن تكون هذه نظرة أمة دعاها نبيها - صلى الله عليه و سلم - إلى العمل حتى في يوم الفصل وانتهاء تاريخ العالم الأرضي فقال- صلى الله عليه و سلم -((إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل))...
ما أراه أن هذه النظرة تكثر فينا نحن الشباب فأكثرنا يريد حلول سريعة و مصيرية .. فنريد مثلاً ما بين طرفة عين و انتباهتها أن تكون أمتنا قائدة العالم .. نريد أن تخرج جميع الجيوش الغازية بلاد الإسلام الآن و في يوم واحد .. نريد أن نرى الإصلاح في وزارتنا و مؤسساتنا الحكومية جملة واحد دون تدرج .. لذا تجدنا نتطلع لقائد يقود الجيوش العاتية و ينقذ البلاد و العباد في أيام قلائل و هذا مالم يتحقق في زمن الأنبياء المؤيدين بالوحي فكيف بزماننا ..
فكان هذا التصور سبيل من سبل القعود عن العمل فإذا ما جائنا أحد بعد ذلك كله يقول انا عندي خطة إصلاحية لإدارة شؤون الموظفين بوزارة الصحة مثلاً صرخنا به و قللنا من عمله بحجة انه لا فائدة أن تهتم بإصلاح زرار الثوب المشقق!! فعنئذ يكون هذا العمل عملاً ضئيل جداً إذا ما قارناه بالمتصور في أذهاننا ..
فالحل في نظري هو بالعمل و لا شيء آخر و لنكن جميعاً قادة فأنت قائد في إدارتك فاعمل على الرقي بها و أنت قائد في إسرتك فجد في استصلاحها و أنت قائد في نفسك فاعمل على تزكيتها ..
تنبيه: من المهم أن لا نغفل جانب أهمية القائد و أثره في غياث الأمم و الرقي بها .. و ما نفتقده نحن في أمة الإسلام هو القائد و هذه أزمتنا العويصة .. ولكن بجانب ذلك لابد أن نهيئ أنفسنا و نعمل على استصلاح ما بين أيدينا و في مقدمها أنفسنا فإن لم نكن بعد ذلك قادة فقد نكون جنود!! فالنكن خير الجنود !!!
أبو خالد ... شرفت بزيارتك كثيراً .. فشكراً جزيلاً لك