إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كن أنت ذاتك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    كن أنت ذاتك

    [align=center]كن أنت ذاتك
    :
    (1)
    حين تمرُّ بك الحياة.. كأصعب اللحظات،
    وينقطع مع الآخر حبل الوصال والعلاقات،
    حاول أن تتجاوز.. كذبه وافتراءته عليك،
    وكأنهما ضباباً يظهر حيناً، ثم إلى زوال،
    وحدِّث نفسك:
    "إذا كانت الحياةُ ريحاً، فأنا صمودُ الزرعِ على اليابسة"،
    واحذر أن ترهن مسيرتك في الحياة بجدرانٍ..
    تقف حائلاً دون تحقيق رغباتك، فرغباتك..
    بحاجة إلى زمن، وبحاجة أيضاً إلى صبرٍ يقطع هذا الزمن بالسلوان.
    فقط..! اصفح، وغض الطرف، كي تواصل مشوار الحياة.
    :
    واعلم أن الحلول الوسط..
    هي الخيارات الاستراتيجية في التعامل مع الآخر،
    واعلم أيضاً:
    أن العالم أنت، حين تبتعد عن الاتجاه المضاد،
    لذا تعامل مع الآخر كأنه أنت،
    واجعل ما تريد رهان استقلاليتك عنه،
    وحدِّث نفسك:
    "الآخر مألوف والغريب أنا"،
    وعش حياة الآخر،
    ولا تنفرد باسترجاع تفاصيل حياتك معه، حين يكون هو بحاجة ماسة كي تسمعه،
    ستروق له، وسيدعمك،
    وسيكون الدعم الذي تتلقاه منه هو دين لك عليه، وحان موعد الوفاء.

    :
    (2)
    تطلع إلى السعادة، ولكن لا تجتهد في البحث عنها،
    فهي موجودة بداخلك،
    وعش حياتك كأنها لحظة، استمتع بها،
    واعلم أن دولابي اللائمة، والتحكّم..
    يدفعان الأمور إلى حيث الأسوء الذي لا تتوقعه،
    لذا اعمل ما تريد، فأنت دائماً في حالة نمو متواصل،
    أمّا الأخطاء فهي عادةً تصاحب التجارب الناجحة.
    فتوكل على الله ثم وواجه الحياة بانحناء ولكن لا تنثني عن مبادئك.
    :
    وكن مع الجميع بأعمال الخير،
    وابحث عن منْ يشاركك السير على الطريق،
    وكن بمفردك فقط..! في بذل صدقة، ولو بكلمة طيبة،
    ولا تنسَ أن تغلق الأبواب، فلا تتبع الهوى حين تدفعك نفسك..
    إلى السمو أو إلى الشكوى..
    بضرورة أن أحداً عليه أن يهتم بك،
    فأنت ذاتك بوصلة الملاح،
    وأنت الفُلك التي تجري (بإرادتك) في البحر وعلى اليابسة.

    :
    (3)
    اعلم أن لا أحد يتبرع لك بوقته ليحدث تغيراً في حياتك،
    واعمل لمن تحب، ولكن اصنع قراراتك بنفسك،
    وانفتح على المستقبل بإشراقة، وكن دقيقاً، وكن متسامحاً أيضاً،
    وبين الدفَّتين لا تُلغي التصافح حتى مع من استنكر لك،
    فالتنازلات سَمَاحة، أمّا الضعف فهو:
    أن تكون على حق فلا تتمكن بعجلتك الفطريَّة أن تتبيَّنها..
    لمن أعطاك وقته ليسمعك.
    :
    وتذكَّر دائماً أن الذنب هو أن تعود من رحلة صيف خالي الوفاض،
    وجيبك يفتقد إلى درهم يُقلُّكَ إلى منزلك،
    أمّا حقك على نفسك فهو:
    أن تجعل روحك تطوف الدنيا دون دراهم.
    :
    أمّا الحقيقة فهي دوماً في جيبك إذا كنت مع الله،
    إظهرها لمن تريد في الوقت الذي تريد،
    فالله يعلم صدقك، أمّا الآخر إنما ينتقدك،
    لذا كن مسالماً لأن لك رب يحميك.

    :
    (4)
    اعلم أن العهود التي يقطعها الآخر على نفسه لك، تتمدَّد بالصفح،
    فكلما كانت هناك مساحة من صفح (ممنوحة منك)،
    كانت هناك مساحات من وفاء (من غيرك)،
    وكلما تعاملت مع غضب من تحب، سيحبك أكثر،
    وكلما تخلَّصت من غضب نفسك سيحبك الله.
    :
    لذا اتفق على ملامح مفهوم (الإلتزام) مع الآخر،
    وابتعد عن (تحكيم الأشياء)، لا نقد ولا نقصان،
    وتحلى بالاستجابة فهي..
    سمة الأخوَّة الصادقة، وصفات اللين في الإنسان.
    :
    ولا بأس أن تحفُّكَ بعض المخاطر..
    إذا كان القطف هو ثمر نيتك الحسنة،
    إنما لا تسرف في إغلال نفسك بالقيود،
    وفي المقابل حرِّر الآخر من اصرارك،
    وتحرَّر أنت من توقعاتك،
    ولا تقاوم حريّات الآخرين،
    وابحث عن الأفضل،
    وأندمج معه،
    واحذف من قاموس كلماتك:
    القصور والأنانية،
    فلا تنعت بها إلا إياك،
    ولا تعمل عمل الحاكم إلا في التعامل مع نفسك،
    وفي الأمور المفصلية فقط.
    :
    واعلم أن القوة الداخلية.. كظم الغيظ،
    والقوة الخفية.. حِلم، فكن بهما أنت.
    أمّا نتاج عملك المحمود فهو:
    أن ترضى أنت على نفسك،
    لذا اجعل الإخلاص ديدن أفعالك،
    وبالصدق تواصل مع الآخر،
    وكن أنت ذاتك.

    :
    جهاد غريب[/align]

    #2
    رائع كاتبنا الكبير جهاد ...

    أبحرت مع مقالك في كل الأنحاء ...كانت تحدثني بما أقرأ وأفتعل مقارنات بيني وبين ذاتي ..

    إكتشفت أنني أفتقد كثيرا لمزية التصافح ومعرفة الآخر ....

    مقال مميز إفتقدنا وجودك منذ زمن أخي جهاد

    تعليق


      #3
      واعلم أن الحلول الوسط..
      هي الخيارات الاستراتيجية في التعامل مع الآخر،
      واعلم أيضاً:
      أن العالم أنت، حين تبتعد عن الاتجاه المضاد،
      لذا تعامل مع الآخر كأنه أنت،
      واجعل ما تريد رهان استقلاليتك عنه،
      وحدِّث نفسك:
      "الآخر مألوف والغريب أنا"،
      وعش حياة الآخر،
      ولا تنفرد باسترجاع تفاصيل حياتك معه، حين يكون هو بحاجة ماسة كي تسمعه،
      ستروق له، وسيدعمك،
      وسيكون الدعم الذي تتلقاه منه هو دين لك عليه، وحان موعد الوفاء.
      :
      رائع واكثر من رائع
      جميل ماقرأت هنا
      فعلا كلمات تستحق القراءهـ
      لي فترهـ طويلهـ أبحث عن ذاتي
      شكرا موضوع مميز جــــــــــــــدا
      لم أقرأ منذو زمن موضوع رائع مثل هذا الموضوع
      اتمنى انا أقرأ لك المزيد من المواضيع في انتظار جديدك
      ومرحبا بعودتك

      تعليق


        #4
        يعطيكـ الف عافيه
        على الروائع الجميله

        تعليق


          #5
          أبو فـلاح
          :
          كنت وما زلت عامر قلبك بالوفاء معي،
          تغبطني بك روحك..
          تلك التي تمرّ على حروفي، فتبصر معانيها.
          مثلك من الحكمة التمسك وعدم التفريط به.
          :
          صديقي
          إن كان لغيابي إيجابية واحدة فقط،
          سأترجمها بسؤال:
          كيف ترى فرق الطرح فيما كان لي هنا، وما يكون مني الآن؟
          تأكد أن غيرك لا صلاح لي في توجيه مثل هذا السؤال له.
          إنما خالج فكري الآن، فلم أتردَّد بنقره هنا.

          تعليق


            #6
            جمالي من حلا روحي
            :
            يدعمني وقود روحك
            لك شعلة تنتشي الضوء، فتصبح الدنيا على تغريدة من إخاء.
            :
            سأسأل الوادي عن صافرة أقدام مروا من هنا بوجل وبعطاء،
            وسيكون لي مع النهر قصة محبة وصدق، ونسائم وهواء.
            :
            فليبتهج الربيع بقدوم الثناء،
            وعلى الصادقين أصحابها..
            سلام من الأرض حتى أبواب السماء.

            تعليق


              #7
              ابن جبهان
              :
              حين ينتهي القلم من التدوين،
              ويفرغ ما في الرأس من أفكار
              وقبل هذا وبعد النشر..
              أبقى في حالة يقظة..
              حتى يمرّ أحدهم ويقول كما قلت
              حينها أشعر بأن..
              على القلم أن يستريح قليلاً
              وعلى العقل..
              أن يبحث عن منجم آخر يمحصه رؤى،
              ثم أوقظ قلمي ليقدِّم لكم المفيد.
              :
              صديقي:
              لا أضاع الله لك وقتاً دون تسبيح
              كن بخير، وسأدعو الله لك..
              بأن تهنئ في حياتك وتستريـــح

              تعليق


                #8
                أخي جهاد المتألق ، هذا النص الأدبي رائع جدا
                يقدم الوصايا المنهجية الرائعة دون وصاية ، تأخذ ماتريد وتدع ما تريد، في سلسلة مترابطة
                تعكس خلفية ثقافية أكثر تسامحا ووضوحا ، ليس أبافلاح وحده هو الذي أبحر مع هذا
                النص الرائع ، بل كلنا معه في نفس المركب ..... أشكرك من كل أعماقي أخي جهاد غريب

                تعليق


                  #9
                  جهاد لا داعي في كثر المديح لك لأن المدح لايوفيك ودمت كاتب مميزومبدع
                  وتقبل التحيه والتقدير
                  آخر تحرير بواسطة سلطان بن ذيب; 26 / 08 / 2008, 05 : 03 PM.

                  تعليق


                    #10
                    اكثر من رائع ,مشكور اخوي .

                    تعليق


                      #11
                      [grade="008000 FF1493 008000 FF1493 800080"]
                      قُلْ
                      ما تشاءُ
                      لمن تشاءُ
                      كما تشاءُ
                      متى تشاءْ!

                      كان تحليقي مع كلماتك رائع

                      فلله درك!

                      وفقك الله .... [/grade]

                      تعليق


                        #12
                        مشكووووووووووووور استاذى الكبير والكاتب وزميلى فى جريدة الوطن
                        جهاد غريب

                        تعليق

                        يعمل...
                        X