"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""
(يخال بعض الناشئة أن الحرية حق يبيح لصاحبه أن يجهر بكل ما يقدح في فكره من الآراء و ينشر في مقاله كل ما يؤلفه من الهجاء و الأوصاف الشائنة ، و هذا المعنى بضعة من الحرية و لكن بعد سبكه و إفراغه في قالب أصل من الأصول الاجتماعية و الثقافية التي تميز المجتمعات بعضها عن البعض، و قد يروق للبعض الحديث فيقول إن الذين أصابوا الأمة بالتخلف و الرجعية و كانوا كالطود المنيع في وجه الحرية هم من رفعوا راية الدين و نشروا معالمه بين الناس و يغلوا بعضهم في الحكم بتعدي القول الأول إلى القول بأن الآباء و الأجداد هم السبب في الإجحاف في حق الحرية و منعننا من التمتع بها و التقلب في رياضها، فأضحى مصطلح الحرية مصطلحاً فضفافاً لا يمكن حده في قول و الإحاطة به في عبارة، وما ذاك إلا لأن المخالفين فيه لا يمكن أن نلتقي معهم على أصل نرجع إليه وإنما مردهم و مرجعهم إلى الأهواء و الأنفس الشهوانية و العقول السقيمة التي تعمل لغيرها و تفكر لغيرها و تخدم بالتالي مصالح غيرها.
و يمكننا القول بأن الحرية هي أن تعيش الأمة عيشة راضية تحت ظل ثابت من الأمن على قرار مكين من الاطمئنان، ومن لوازم ذلك أن يعين لكل واحد من أفرادها حد لا يتجاوزه، وتقرر له حقوق لا تعوقه عن استيفائها يد غالبة، فإن في تعدي الحد الذي قضت عليه أصول الاجتماع بالوقوف عنده، ضرباً من الإفراط، و يقابله في الطرف الآخر حرمانه من التمتع بحقوقه ليستأثر غيره بمنفعتها، و كلا الطرفين شعبة من شعب الرذائل و الحرية وسط بينهما على ما هو العادة في سائر الفضائل.
و يقوم فسطاط الحرية على قاعدتين عظيمتين هما: المشورة و المساواة ، فبالمشورة تتميز الحقوق و بالمساواة تنتظم أجزاؤها و يطرد نفاذها و كل واحدة من هاتين القاعدتين رفع الإسلام سمكها و سواها.)كتاب: الحرية في الإسلام
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""
(و أرجوا من الأخوة الأعزاء الزيادة والتعقيب، فإن تلاقح الآراء و تضاربها يُظهر بريق الحقيقة.)
(يخال بعض الناشئة أن الحرية حق يبيح لصاحبه أن يجهر بكل ما يقدح في فكره من الآراء و ينشر في مقاله كل ما يؤلفه من الهجاء و الأوصاف الشائنة ، و هذا المعنى بضعة من الحرية و لكن بعد سبكه و إفراغه في قالب أصل من الأصول الاجتماعية و الثقافية التي تميز المجتمعات بعضها عن البعض، و قد يروق للبعض الحديث فيقول إن الذين أصابوا الأمة بالتخلف و الرجعية و كانوا كالطود المنيع في وجه الحرية هم من رفعوا راية الدين و نشروا معالمه بين الناس و يغلوا بعضهم في الحكم بتعدي القول الأول إلى القول بأن الآباء و الأجداد هم السبب في الإجحاف في حق الحرية و منعننا من التمتع بها و التقلب في رياضها، فأضحى مصطلح الحرية مصطلحاً فضفافاً لا يمكن حده في قول و الإحاطة به في عبارة، وما ذاك إلا لأن المخالفين فيه لا يمكن أن نلتقي معهم على أصل نرجع إليه وإنما مردهم و مرجعهم إلى الأهواء و الأنفس الشهوانية و العقول السقيمة التي تعمل لغيرها و تفكر لغيرها و تخدم بالتالي مصالح غيرها.
و يمكننا القول بأن الحرية هي أن تعيش الأمة عيشة راضية تحت ظل ثابت من الأمن على قرار مكين من الاطمئنان، ومن لوازم ذلك أن يعين لكل واحد من أفرادها حد لا يتجاوزه، وتقرر له حقوق لا تعوقه عن استيفائها يد غالبة، فإن في تعدي الحد الذي قضت عليه أصول الاجتماع بالوقوف عنده، ضرباً من الإفراط، و يقابله في الطرف الآخر حرمانه من التمتع بحقوقه ليستأثر غيره بمنفعتها، و كلا الطرفين شعبة من شعب الرذائل و الحرية وسط بينهما على ما هو العادة في سائر الفضائل.
و يقوم فسطاط الحرية على قاعدتين عظيمتين هما: المشورة و المساواة ، فبالمشورة تتميز الحقوق و بالمساواة تنتظم أجزاؤها و يطرد نفاذها و كل واحدة من هاتين القاعدتين رفع الإسلام سمكها و سواها.)كتاب: الحرية في الإسلام
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""
(و أرجوا من الأخوة الأعزاء الزيادة والتعقيب، فإن تلاقح الآراء و تضاربها يُظهر بريق الحقيقة.)
تعليق