يـا فرحتنا بالسعـــــــــــــودة 1و2

[زائر الليل]

" الجزء الأول "


إفرحــــــــــــــــــــوا أيها العاطلون عن العمــــــــل .. فقد جاء الفرج أخيراً ...... وسوف يحقق قرار السعودة كل أحلامكم ............


.... أنت أيها الجامعي سوف تحقق السعودة حلم عمرك وسوف تصبح حلاقاً ماهراً يشار له بالبنان ........
وزميل دراستك الآخر سيحقق أمنيته بالحصول على وظيفة مناسبة وسيصبح بائعاً في أحد محلات الخضار
....وأنت يا حامل الشهادة الثانوية سيبتسم لك الحظ أخيراً وستجد العمل المناسب لمؤهلك العلمي ففي إنتظارك وظيفة ستسهم من خلالها في خدمة وطنك وستجوب الشوارع بمكنستك الذهبية محافظاً على نظافة بلدك وقد تتحقق المعجزة وتتحول تلك المكنسة الذهبية الى مكنسة سحرية تطير بك فوق الغيوم !!!

.................................................. .......

أهذه هي السعودة التي كنا ننتظرها ..........؟
أهذه هي السعودة التي ستقضي على مشكلة البطالة لدينا ........؟
أهذه هي السعودة التي ستنهض بإقتصادنا ........؟
أهذه هي السعودة التي ستنمي مواردنا البشرية؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

........................

تشير آخر الدراسات العلمية الى أننا بحاجة الى أكثر من مائة وأربعون عاماً لكي نلحق بركب الدول المتقدمة علمياً أو دول العالم الأول كما يطلق عليها ... كأمريكا وبريطانيا والصين واليابان ...... الخ
هذا إذا بدأنا منذ الآن .... ولكن المشكلة أننا نتقدم ربع خطوة الى الأمام وعشر خطوات الى الوراء !!!
ولعل أبرز خطواتنا الى الوراء هو سعودة تلك المهن المتواضعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ......

فمالذي ستحققه سعودة تلك المهن للوطن والمواطن ...
هل تصرف الدولة ملايين الريالات سنوياً على قطاع التعليم " المتخلف" ليتخرج أبناءها فراشون وحلاقون ........؟ هل عجزت الدولة عن توفير فرص عمل لخريجوا الجامعات والمعاهد ولم يبقى أمامها سوى سعودة أعمال الهنود والبنجال ؟؟!!!!!!!!
وإذا فرضنا أن بعض الشباب السعودي يقبل بالعمل في تلك المهن فما الذي سيحققه له راتب هندي لا يتجاوز 800 ريال ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
..............
الحل ليس في تلك السعودة السقيمة العقيمة ....
فمشكلة البطالة أكبر من أن تحلها سعودة تلك المهن وأمثالها أو حتى سعودة القطاعات الأخرى التي لم يشملها قرار السعودة ......

ومهما بذلت الدولة من مال في سبيل حل مشكلة البطالة ففي أحسن الأحوال سيكون حل مؤقت لتلك المشكلة التي تتعاظم يوم بعد يوم ..........
وربما الآن الفرصة مواتية لتنفيذ بعض تلك الحلول المؤقتة في ظل الفائض الضخم في الميزانية والذي تحقق نتيجة لإرتفاع أسعار النفط الذي هو أساس إقتصادنا ......ويكون ذلك بتوفير فرص عمل حقيقية تسهم بشكل كبير في حل مؤقت لمشكلة البطالة ........
فمثلاً كم يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة السعودية .... هل نقول 80000 تقريباً لماذا لا يتضاعف ذلك العدد ليحل مشكلة 80000 عاطل ........
وهذا الكلام ينطبق على القطاعات المدنية ... كقطاع التعليم والزراعة والمواصلات.....الخ ..... لماذا لايتضاعف عدد الموظفين في تلك القطاعات ويحل مشكلة البطالة لدى عشرات الآلاف من حملة الشهادات الثانوية والجامعية ؟......أم أن الأمر ليس بتلك البساطة .....وإذا لم يكن بتلك البساطة فما الحل إذاً ؟؟؟؟؟؟
وماذا نستفيد من الفائض الضخم إذا لم يسهم بشكل كبير في حل تلك المشكلة ولو بشكل مؤقت ....؟أم أن هناك ما هو أهم من المواطن ؟؟ كمشكلة الديون مثـــــــــــلاً فالفائض يزيد والديــــــــون الخارجية والداخلية تزيـــــــــد ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

(( يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بع ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

"الجزء الثاني"

لتكملة الحديث حول السعودة وعن جدوى سعودة بعض المهن والحرف التي لاتليق بالمواطن السعودي فنحن والحمد لله دولة غنية ولم يصل بنا الحال الى العمل في تلك المهن المتواضعة والتي تضر بسمعة البلد أكثر مما تفيد .......خصوصاً وأن هذا البلد العظيم مستهدف من قبل أعداء الإسلام وأذنابهم الذين ينبحون من كل حدب وصوب ..........ولكن هذه الدولة والحمد لله قوية بحكامها ومواطنيها وقد وقفت وستقف دائماً شامخة في كل الأوقات وتحت كل الظروف ونحن لا نريد أن نعطي الفرصة لأعدائنا ليصلوا الى مآربهم الدنية ............


فنقول نعم السعودة مطلب ضروري للغاية وهذا عندما تطبق السعودة بشكل سليم وفي شتى القطاعات الحيوية دون إستثناء ....... ونحن ننتظر من وزارة العمل وعلى رأسها الدكتور غازي القصيبي وضع الآلية المناسبة لتطبيق السعودة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن لا أن يكتفي معالي الوزير بقرار سعودة بعض المهن المتواضعة التي لا تفيد الدولة ولا المواطن ........
نعــــــــم يوجد بعض الأعمال التي تحتاج لخبرات أجنبية ...ولكن الى متى ونحن نعتمد على الغير في أمورنا الضرورية .......
يجب أن يؤهل الشاب السعودي ليقوم بعمل الأجنبي سواء بإبتعاثه للخارج لإكتساب العلم والمعرفة أو بإستقطاب الخبرات العلمية لتدريسه حتى يصبح مؤهلاً بشكل كامل ............ومهما بذل من جهد ومال في سبيل ذلك فلن يكون كثيراً نظراً لعظم الفائدة التي ستعود علينا ...............

وبالنسبة لمسألة توفير فرص عمل حقيقية فهذا الأمر يمكن أن يتحقق في ظل الفائض في الميزانية ولكن كما قلت سابقاً فهذا الحل سيكون مؤقت فمشكلة البطالة تتعاظم يوم بعد يوم ولن يكون هناك فائضاً في الميزانية كل عام فأسعار النفط لا يمكن الإعتماد عليها وقد تنخفض فجأة الى أدنى المستويات ودون سابق إنذار ..........
و الحل الجذري لمشكلة البطالة ومشاكل إقتصادنا بشكل عام يكمن في قطاع الصناعة الذي لا زال يحبو عندنا فعندما نصبح دولة صناعية فستذوب كل مشاكلنا الأساسية وعلى رأسها البطالة فتخيلوا كيف سيكون حال إقتصادنا عندما نصبح دولة صناعية منتجة وفي نفس الوقت نملك أكبر إحتياطي نفط في العالم ............. فمتى سيتحقق هذا الأمر ؟؟؟؟

[قـــلب اللـــيل]

[align=right:522aea2593]
أولاً كل عام وأنت بخير يازااااااائر الليل

ماأظنه حلاً لمشكلة البطالة المقننة من وجهة نظر شخصية ليس بتوظيف الفائض لأنه لانقص أو شح في الموارد الأساسية وفي قمتها الدعم المادي ,,, الحل أظنه أعادة صياغة النظام الأداري المتهالك واقصاء ذوي القول المتعفنة على الكراسي بالخبرة وصلة القرابة ومن المؤكد عزيزي أنك بالنظر الى الأرقام الفلكية التي تعتمد للميزانية سنوياً ستلاحظ بلاشك أن الدعم المادي لايحتاج الى المزيد، نحن بحاجة لعقول تصنع نظام يدرس بأحصاءات شبه حقيقية مستوى التطور والأحتياجات المستقبلية ،،، أضافة الى مرونة في أختيار وتطوير الكفاءات الأدارية العليا مع فرض نظام رقابة صارم ونزيه لمراقبة الآلية التي تعمل بها أجهزة الدولة أو القطاع الخاص مع ضرورة قصوى لأعادة النظر في مخرجات النظام التعليمي الذي أظنه سبباً رئيساً في تراكم تلك الأعداد أمام مكاتب التوظيف .

ومن زاوية أخرى فلايوجد اخي زائر الليل وظيفة يمكن أطلاق الوصف عليها بانها لاتليق بمواطن دولة ما أو أحتقار لمزاولي تلك المهنة أجتماعياً فالدول التي ترغب في أن نكون قد أقتربنا منها تنظيمياَ وأدارياً لم تزاول ذلك الشعور وتصفه بالمتخلف حضارياً وأنسانياً اي انه يجب ألغاء ثقافة العيب من المجتمع في نظرته لتلك المهن وتلك هي مهمة مخرجات التعليم ...

وأؤكد لك بان التنظير في هذه المسألة لم يغيب عن تفكير ذوي العلاقة ولكن الصلاحيات الممكن الوصول اليها في حل المشكلة يكاد يكون محدوداً بالنسبة الى المسئوليات التشريفية الملقاة على عاتقهم ولتكن تلك النظرة لشريحة معينة أعتقد شخصياً انه عند إزالة تلك الجسور ستقدم لنا أفكاراً بناءة لتطوير الوطن والمواطن .... [/align:522aea2593]


لك كل ودي وأحترامي

[زائر الليل]

مرحباً بقلب الليل .. كل عام وأنت بخير .........

أشكرك على هذه المداخلة الطيبة والتي أتفق معك فى أغلب ماجاء فيها .. وأرى أيضاً أن ما أقترحته من حلول يدخل في إطار الحلول الجذرية لمشاكل كبيرة وعلى رأسها مشكلة البطالة ...... وربما أكون قد ركزت في مقالي على الحلول المؤقته لمشكلة البطالة نظراً لصعوبة إيجاد حلول جذرية في هذا الوقت بالنظر الى واقعنا المعاصر ولذلك قلت بأنه مهما بذل من مال لحل مشكلة البطالة فسيكون حلاً مؤقتاً في أحسن الأحوال ... وقد ذكرت أن الفائض في الميزانية سيسهم بشكل كبير في إيجاد تلك الحلول الوقتيه .. وأنا أيضاً أتفق معك بأنه يوجد لدينا دخل مادي كبير والحمد لله بغض النظر عن الفائض وإنما أشرت الى الفائض في الميزانية لأن الكثير من الأراء والتصريحات قد عزت مشكلة البطالة الى العجز في الميزانية ولهذا فإن الفائض الذي حصل نتيجة لزيادة أسعار النفط قد سد باب هذه الذريعة والمواطن ينتظر الكثير من هذا الفائض ...........
بالنسبة لمسألة إحتقار بعض المهن ومزاوليها فكما تعلم ياأخي العزيز بأن المجتمع السعودي مجتمع محافظ في أغلب شرائحه ومتمسك بقيمه الإسلامية وعاداته الأصيله وهذا المجتمع يعيش فوق تراب وطن عظيم حباه الله بالكثير من النعم والخيرات فلا أقل من أن يستفيد ذلك المجتمع من تلك الخيرات ويعيش عيشة كريمة ... ومهما حاولنا إقناع أنفسنا بأنه لا ضير من مزاولة تلك المهن أو أن المجتمع سيتقبلها فنحن نغالط أنفسنا .... وحتى لوتقبل المجتمع مثل تلك المهن فما الفائدة التي ستعود على الفرد والمجتمع من أمثال تلك المهن ... وللإنصاف نقول نعم يوجد بعض المهن التي يشملها قرار السعودة والتي ربما يتقبلها أغلب شرائح المجتمع وفي نفس الوقت قد تدر دخلاً طيباً على من يزاولها ولكنها تبقى محدودة وفائدتها محصورة على صاحبها دون أن تحقق أي فائدة إنتاجية للبلد ......
وللحديث عن إعادة صياغة النظام الإداري ليتناسب مع متطلبات الحاضر والمستقبل فهذا بلا شك أحد المطالب الأساسية للوصول الى نظام إداري نموذجي ... وإعادة صياغة النظام الإداري ليس بالأمر اليسير ويجب أولاً أن تزال كل المعوقات التي تقف حالاً دون إعادة هيكلة هذا النظام ليصاغ بطريقة علمية سليمة للوصول الى نظام إداري نموذجي وفاعل على أعلى المستويات .... ولكن لنعد للأساس ونتساءل هل النظام التعليمي لدينا وبوضعه الحالي قادر على تخريج كفاءات بشرية مؤهلة سواء على المستوى الإداري أو المهني ؟؟؟؟؟........

أخي قلب الليل تشرفت بمرورك ..... تقبل حياتي