المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مارايك في الرجل الذي يبكي بسبب الحب؟؟


أبو إيلان
20 / 12 / 2002, 13 : 01 AM
[align=center:7a3308b79d] س /ما رأيك في الرجل الذي يبكي بسبب الحب ؟؟

في لحظة ما .. كثيفة .. وعميقة .. ومثقلة بالشجن .. يقف العاشق حزيناً بائسا ، بعدما اكتشف أن حبيبته كانت كريمة معه تركت له كل الأشياء .. لكنها أخذت سعادته فقط !! ..
فماذا عساه يفعل لحظتها !!

(( سوى أن يتواصل مع من يحب على البعد ببارق التذكار)) على حد تعبير الشاعر الأندلسي ابن الزمرك الذي يقول:



ولولا تألق بارق التذكار = ما صاب وأكف دمعي المدرار

1
ولولا تألـق بـارق التذكـار
ما صاب وأكف دمعي المدرار



وهذا (( كثير عزة )) انشد قبل مئات السنين ، بعد أن رحلت حبيبته ، ليخبرنا أنه لم يعرف البكاء قط ، إلا بعد أن تركت له في القلب غصة موجعة .



وما كنت ادري قبل عزة ما البكاء = ولا موجعات القلب حتى تولت

1
وما كنت ادري قبل عزة ما البكاء
ولا موجعات القلب حتى iiتولـت



ويشاطره الموقف ذاته الشاعر (( ابن الدمينة ))



بكيت كما يبكي الحزين صبابة = وذبت من الشوق المبرح والصد

1
بكيت كما يبكي الحزين iiصبابـة
وذبت من الشوق المبرح والصد



إنها الحقيقة المرة فالعاشق يبكي من الحب .. لحظة عجزه .. وقهره وضعفه وقلة حيلته .. وان كان يبكي في اغلب الأحيان سراً في العتمة كمن اقترف إثما !!
فالمرء منا متى ما أحب بكت كل جوارحه .. بكى قلبه حزناً و أسى ..
ودموع القلب أشد ألما وقسوة من دموع العين وان كانت لاترى بالعين المجردة .
حقاً الرجل يبكي بسبب الحب – وله العذر- فهو إنسان بكل ما في الإنسان من ضعف وحزن وحنين .. يبكي تعبيراً عن صدقه ، وقهره ، وعجزه ، والدمعة تغسل شيئاً من حزنه حتى لا ينفجر أسى ولوعة وحرماناً .

فلقد بكى احد الحكماء على قبر ولده، فقيل له:
كيف تبكي وأنت تعرف أن الحزن لا يفيد ؟
فنظر إلى سائله طويلاً ثم قال متحسراً :
إن هذا هو ما يبكيني ؟

وهذا صحيح تماماً ، فالعاشق عندما يذرف دمعة حبه وصدقه من اجل الحب ومن يحب .. يعلم على اليقين أن بكاءه لن يعيد له ذلك الحبيب الذي هجره بلا رجعة أو خطفته أيدي المنون منه ..



وليست عشيات الحمى برواجع = اليك ولكن خل عينيك تدمعا

1
وليست عشيات الحمى برواجع
اليك ولكن خل عينيـك تدمعـا



هذا ما نطق به ذات يوم الشاعر (( الصمة القشيري )) وهو محق في قوله وهذا ما يؤكده ايضاً .. المثل الياباني القائل ..

(( البكاء ضرورة لكنه ليس حلاً ))

فالبكاء ضروري لصحة الإنسان ، فلقد أثبت العلماء أن للدموع أفضالا كثيرة على الإنسان ولولاها لما احتمل كثيرون حياتهم والمواقف المؤلمة فيها .. فالإنسان في تعاسته يفرز جسمه مواد كيماوية ضارة تساعده الدموع على التخلص منها وتزيد من ضربات القلب .. فتعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين .. فعند الانتهاء من نوبة البكاء تعود عضلات القلب إلى سرعتها الطبيعية وتسترخي العضلات ويتسلل إلى الإنسان شعور غريب بالراحة يساعده على أن ينظر للهموم التي أبكته نظرة أكثر وضوحاً وموضوعية فالدموع تغسل أحزان الروح وتعيد إلى النفس القدرة على التحمل والصبر .فالشاعر(( ابن الرومي )) رثى ابنه محمد والذي فجع به في طفولته حيث يقول مخاطباً عينيه ..



بكاؤهما يشفي وان كان لا يجدي = فجودا فقد أودى نظيركما عندي
ألا قاتل الله المنايا ورميها = من الناس حبات القلوب على عمد

1

2
بكاؤهما يشفي وان كان لا iiيجدي
فجودا فقد أودى نظيركما iiعنـدي
ألا قاتـل الله المنايـا iiورميـهـا
من الناس حبات القلوب على عمد



فهو يقرر حقيقة إنسانية مهمة .. وهي أن البكاء شفاء نفسي ، مع إدراكه لعدم جدوى البكاء في إعادة ولده إلى الحياة ، والدموع أيضا تغسل العين وتجعلها أكثر لمعانا ، فلولا أن العيون مبلله بقليل من الدموع لالتهبت وفقدت القدرة على الإبصار .. لأن الدموع طبقة عازلة وواقية ..

وللأديبة الكبيرة (( مي زيادة )) قول جميل ورائع عن الدموع تقول فيه :
(( إن للدموع أثرا ليس يمحى .. قد ينسى المرء ساعات الأنس ، ولكنه لا ينسى ساعات البكاء لأنها تلقنه أعظم دروس الحياة وهي أهم مراحل ارتقائه .. وقد يكون جاهلا كل لغة وكل معنى، غير انه يفهم لغة البكاء ومعناها لأن جمرة الحسرة واحدة في جميع الصدور، وما كان البكاء إلا إرثا مشتركاً بين بني الإنسان، على أن ما نسميه دموعاً ليس إلا جزءاً من السائل الدمعي العظيم الأهمية لحفظ الصحة .. إن هذا السائل خفي تنشره حركة الأجفان على مرآة العين فيصقل منها الأعصاب ويحفظ المآقي من النشق والجفاف، فإذا هطلت منه كمية كبيرة ، مرضت العين ، وضعف البصر وصار معرضاً للانطفاء والذبول ..
ومن جهة أخرى إذا انقطع السائل الدمعي حيناً وافرز كمية قليلة فقدت العين تألقها البهي ولحقها التهاب وتقرح، كذلك تهبط كمية دمعية معينة إلى مركز حاسة الشم حيث تمتزج بالهواء الداخل إلى الرئتين فتلينه من الرطوبة المقدار اللازم ))

وإذا كان (( سقراط )) رأى أن الدموع سريعة الجفاف كما قال ..
(( لا شيء يجف أسرع من الدموع )) فهذا صحيح إلى حد ما ، ولكن هناك ما هو أهم من كونها مادة سريعة الجفاف ، إذ الأهم أن تكون دموع العاشق من اجل من يحب ، وليس أمامه .. فالمرء عندما يحب ويذرف الدموع ، فهو ينظف أعماقه من الحزن ، والألم ، ويجلو نظرته إلى الحياة والناس ، فلا يرى سوى الصفاء والرضا والسكينة ، مهما كانت المسافة بعيدة ، والذكرى موجعة ومؤلمة .

أليس شاعر النيل (( حافظ إبراهيم )) قال ذات يوم ..



يا من خلقت الدمع لطفاً منك بالباكي الحزين = بارك لعبدك بالدموع فإنها نعم المعين

1
يا من خلقت الدمع لطفاً منك بالباكي الحزين
بارك لعبدك بالدموع فإنهـا نعـم iiالمعيـن



وقبل حافظ إبراهيم بعشرات السنين نطق صوت الفطرة والحكمة على لسان (( ابن الرومي )) والذي قال ..



لم يخلق الدمع لامرئ عبثا = الله أدرى بلوعة المحزون

1
لم يخلق الدمع لامرئ عبثا
الله أدرى بلوعة iiالمحزون



كما أن هناك حقيقة هامة أخرى ، فالدمع ليس مقصوراً على الأسى فقد يكون من رقة وحنان وطرب وشوق وغبطة وانس ونعيم فالإنسان بفطرته ، متى ما صادف شيئا مفرطاً في الجمال .. رغب في البكاء ، فكيف لا يبكي أمام روعة الحب ورقته وشفافيته .. ففي رواية (( تحت ظلال الزيزفون )) للمنفلوطي جاءت هذه العبارة الرقيقة ..

(( اللحظة التي نبكي فيها أمام الروعة .. اعتراف بان كل حياتنا السابقة صحراء .. هكذا يبدأ الجمال بأن يبكينا تأثراً به .. وينتهي بأن يبكينا حسرة على راحة بالنا قبل أن نعرفه ))
فللفرح دموعاً أيضا .. وهذه الدموع هي بطاقة الصدق .. وهي أيضا الخوف من فقد الفرح !
إن الفرح الحقيقي النابع من القلب .. يكون أحيانا حاداً كشفرة سكين .. وكأنه يحمل ملامح من حزن دفين .
فالفرح أو الألم حينما تكون منابعهما أقوى من كل قوة نمتلكها نبكي ..
نبكي جميعاً وحينها لا فرق يذكر ما بين كوننا .. رجلاً أم امرأة .. [/align:7a3308b79d]

مجموعة انسان
20 / 12 / 2002, 49 : 01 AM
[align=center:be54f07ab7]شكرا اخ اسير
واعتقد مافيه غرابه
ان يبكي الرجل بسبب حب
وابشرك انا في حياتي مابعد بكيت من اجل حب
مدري لاني ماحبيت او ان الظروف مازالة مصلحه وزينه
تحياااتي[/align:be54f07ab7]

miss.wnasah
20 / 12 / 2002, 11 : 03 AM
[ele ybki 3alashan el 7ub ... ensan fi gmt rogi elmsha3er .... ensan f3ln y7b o ystahel enah yn7b ... a3tgd en elbki fi tha al7alah ja2z lkramt ay wa7d aw wa7dah

ابن عباد
20 / 12 / 2002, 15 : 03 AM
موضوع جيد يابو ريم وليس بغريب ان يبكي الشخص على عزيز يفارقك (فالوقت يمضي والنكهه تبقى ههههههههههههههههههههههههه)...........تحياتي

محسن المسردي
20 / 12 / 2002, 11 : 07 AM
[align=center:ce7d97d88f]أسير الشــــوق

مشكور وما قصرت

بحث متكامل عن البكاء والدموع والحب

بالفعل البكاء مفيد جداً ويقال أن من يكتم

الحزن يكون له تأثير كبير في نفسية ذلك الشخص

وليس عيباً على المحب الصادق البكاء لفقد حبيبه

وأعتقد أن من يبكي دائماً هو الأسير للأشواق

تحياتي،،،
.
.[/align:ce7d97d88f]

قـــلب اللـــيل
21 / 12 / 2002, 26 : 04 AM
[align=center:5c83bf3f69]عزيزي أسير الشوق :

أذا كان البكاء لأجل الحب فقط (( أي من أجل أمرأة )) فلي رأي يخالفكم جميعا وأحتفظ به لكي أتقي الهجوم الشرس المتوقع (( ذكي صح؟؟؟)) :lol:

أما أذا كان لظلم أو فقد عزيز كبعض الأمثلة التي وردت في موضوعك !! فالحمد لله على ذلك فهو رحمة لنا ..

أشكرك [/align:5c83bf3f69]