المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيده منقوله


ناصر بن سالم
16 / 10 / 2003, 53 : 09 PM
اعزائي هذه قصيده للشاعر يحيى السماوي عراقي مقيم في المنفى وقد تأثر كثيراً بقصيدة ابن زيدون




ومن اجل بغداد وعيون بغداد انقلها لكم



[poet font="Arial,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":d52d16575b]
بغداد ... يا أخت هارون

يا أختَ "هارون" ... ما أنـْصفتِ هارونا
فأنَّ كأسَكِ فاضُ اليوم غِسْـلينا !

يا أخْـتَ "هارونَ" هلا عُـدْتِ ناسكة
عذراءَ تـَلبـَسُ من ديباجِ ماضينا ؟

يا أخت "هارون" ما أبقاك بئر دُجىً
وكان أمْـسُـكِ شمسـًا في مآقينا ؟

يا أخْتِ "هارون" قدْ جـَفـَّتَ حناجرُنا
من الصُراخ وَقدْ ذلتْ صوارينا

دالتْ علينا يَدُ الآثامِ وانـْقـَلبتْ
صروحُنا .. فأذا راياتـُنا الدُونى

فأين منكِ زمانُ كان يَحْسَبُنا
فيهِ الطغاة على ظلمِ بَراكِـينا ؟

وأيْنَ عَهْدُكِ بالمجدِ الذي نـَبَضَتْ
طيوبُهُ في فم الدنيا تلاحينا ؟

كأننا لم نكنْ حقلا لذي سَغـَبٍ
وللعـَدالةِ- في ماضٍ- موازينا !

يا أخْتَ هارون يومي باتَ يُخْجـِلـُني
وباتَ يُخْجـِـلُ "منصورًا" و"مأمونـًا"

فليْتَ "جَعفـَرَ" لم يَجْعَـلكِ دائرة
فـَدْرْتِ فوقَ بنى قومي طـَواحينا !

يا أخْتَ هارونَ هـَلْ نـَرْثي مفاخِرَنا
أم المفاخِـرُ والأيامُ تـَرْثينا ؟

أكلَّ عصرٍ يدُ المأساةِ تعصرُنا
ويستبيحُ الأسى أبهى مغانينا ؟

نحن الذين غـَرَسْنا في أضالِعِنا
سيوفـَنـَا .. وعبثـْـنا في روابينا !

مُسيًّرونَ جموعـًا لا خـَيارَ لها
ونـَحْسَبُ القاتلَ المأجورَ حامينا !

رِماحُنا لم تـَنـَلْ إلا أحِـبـَّـتـَنا
ونارُنا لم تـَنـَـلْ إلا أهالينا !

يا أخْتَ هارونَ أسْلمْنا ركائِـبَنا
عيونـَنا وَمَحضْـناها مَسارينا !

نمشي بها خـَبَبـًا والحزنُ يَزْحَمُـنا
وَقدْ نـُطيلُ وقوفـًا خـَوْفَ آتينا !

يا أخْتَ هارونَ يُغْرينا بكمْ وَسَنُ
وبالرحيل ِ يَقينُ الصحو يُغرينا !

فما لوجهـِكِ لم تضحك به شفة ُ
وكان بالخـَدْرِ الورديِّ يَسْـقينا ؟!

سمومًُنا قد شربْـناها بأيْدينا
حين اتــَّخذنا سوى دين الهدى دِينا !

وأننا- فرْط َ ما نـَسْعى لِتـْفرقـَةٍ
ببعضِنا نـَحْنُ أطمعنا أعادينا !

صناعة الموتِ بَعْضُ من قـَوادِمِنا
وَطـَعْـنـَة الخِلِّ بعضُ مِنْ خـَوافينا !

يا أخْتَ هارونَ والمأساة ُ أفدَحُها
أنَّ الزَّرازيرَ تـَصْطادُ الشواهينا !

وأننا قد رَأينا دون داجيةٍ
مشانقـًا فـَحَسبْناها بساتينا !

يا أخْتَ هارون ألقـَينا هوادِجَنا
إلى المقاديرِ .. نـَدْعوها وتـَدْعونا !

فغادَرَتـْـنا إلى قاع مراكبُنا
وأصْحَرَتْ منذ أجيالٍ مراسينا !

"عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدْتَ" لا وطني (1)
بمقلتيَّ ، ولا غـَنـّى مُحـِبّونا !

دَعَوْتُ يومـًا بوَأد "البَعْث" في وطني
فـَجـَـلجَـلَ الكونُ- كلّ الكونِ- آمينا !

يا أخْتَ هارونَ أقسى ما نكابـِدُهُ
أنَّ الهوى صارَ بعضـًا مِنْ معاصينا !

وَحَسْبـُنا قدْ حَمَـلنا حُبَّـنا نـَسَغـًا
فما نعيشُ إذا ماتَ الهوى فينا !

أضحى التـنائي بديلا عن تدانينـًا (2)
وعن مكارِمِنا نابَتْ مَخازِينا !

تـَبَغـْدَدَ (3) القهر يا ولادتي فأذا
سكينـَة ُ النفس قدْ أضْحَتُ سكاكينا

يا أخْتَ هارون قدْ شـُدَّتْ ركائِـبـُنا
إلى سواكِ ، وما شدَّتْ أمانينا !

نـَنأى عن الدار .. عن دفء وعافيةٍ
وقد غـَدَوْنا- من البلوى- مجانينا !

فيا "سماوة ُ" إن العشق صيّرنا
ولادة "تسْـتبي" في الحبِ "زيدونا"

وما انـتفاعي بمرآتي وقدْ فـَقـَأتْ
يدُ الصبابةِ في المنفى مآقينا ؟

"ولادتي" لـَيْـتـَـنا لم نـَتــَّخذ قـَسَمـًا
على الوفاءِ ، وليت الصدقَ يَجْفونا !

"ولادتي" أشراعٌ دون صاريةٍ
يُغري الرياح فنأتيكم محيينا ؟

"بـِنـْـتـُم وَبـِنـّا" فلا الأعيادُ تـَطـْرِقـُنا
يومـًا ، ولا منكم الأعراس تـَأتينا ؟

مساكنٌ قدْ تركناها على مَضَض ٍ
وَقدْ دَخلنا إلى أخرى مَساكينا !

نـَسْـتـَعْطفُ الدَهْرَ أنْ يُزْري بظالمـِنا
وأنْ يـَمُنَّ على الأضياف بارينا !

ويا "سَمَاوَة ُ" ليت الكوخ يجمعُنا
مع الأحِـبَّـة في بستان ِ شاطينا

كلّ به من عذابِ الشوق ِ مذبحة ٌ
فهـَـلْ يَـنوبُ لقاءٌ عن تجافينا ؟

حرائقٌ قدْ دَخـَلناها طواعيةٍ
بأرْضِنا ، وعلى قـَسْر ٍ مناضينا ؟

ويا "سماوة" قنديلي به عَطش
لسحر ليلك لو عادت ليالينا !

بيني وبينك أسرارُ سأفـْضَحُها
حينـًا أقومُ ، وأجثـْو باكيـًا حِينا !

إنَّ الذي كان سلوانـًا لذي تـَعَبٍ
بقربكم ، صار بعد النفي يُبْـكِـينـًا !

أذلـَّـني منك صمتٌ واسْتبى أملا
وأضْرم الذلَّ حتى في قوافينا !

على جبينك من آثامهم وَسَخُ
وكان يَطفـَحْ رَيْحانـًا ونسرينا !

فزلزلي الأرض إمّا شِئتِ صدْقَ هوىً
ودمري "الكـُفـْرَ" إن شئتِ الهدى دِينا

يا أخْتَ هارونَ إنَّ الموتَ يَـقـْرَبْـني
فـَهَـلْ مَنـَحْتِ الفتى غـُسْلا وتكفينا ؟

أنا ابنُ حَـقـْلِك .. مُدِّي لي بأرغِفـَةٍ
لقد شكرتُ ، طحينـًا كان أوْ طِينا !

مَرابعُ نـَتـَسلـّى في تـَذكـُرِها
"يُميتـُنا ذكرُها حينـًا ، ويُحْْيينا" (4)

يا أخْتَ هارونَ قـُومِي كيْ يقوم غدٌ
عَذبٌ يعيد لنا أحلى تصابينا

لا تـُحْسِني الظنَّ فيمنْ جلُّ مطمَحهم
"قصرُ الخِلافة" .. أو كانوا مُرابينا

مناضلونَ ... ولكنْ في مخادِعِهمْ
وناسكونَ- وما كانوا مُصَـلـِّينا

سبعونَ حزبـًا .. وكلُّ يدعي حِصصـًا
فجاء يحملُ ساطورًا وماعونـًا !

سبعون حزبـًا .. فما أقسى فجيعتـَهُ (5)
جـِسْمُ العراق إذا ما صارَ سَبْعينا !
[/poet:d52d16575b]

قـــلب اللـــيل
17 / 10 / 2003, 17 : 07 AM
[align=center:603d3e400e]

أخي ناصر وشاعرك السماوي وبغداد الكئيبة

أستميحكم عذراً أن أسلبّكم دموعكم الحزينة

فالعشماوي لديه حبّر دموي لتعميق جراحكم

[/align:603d3e400e]


[align=center:603d3e400e]((هــــذا مصيـــرك))

اركض إلى ما تشتهي..
لكن لتجعل كل ركضك للوراء..
فالعصر عصر فيه خوف وامكفاء
والعصر عصر فيه ذل وانحناء.
عصر القساوسة الذين رموا إلى الحاخام أطراف الرداء
وتلفعوا بسواد جبته التي لم تعرف الخلق النبيل ولا الحياء.
وتقوقعوا في ثقب إبرة ناسج الثوب المدنس بالوباء.
لا تمشِ يوما للإمام..
فلربما تهموك أنك سرت تزرع في طريقك..
ما سيحرق كل أوراق السلام.
ولربما وصفوك بالإرهاب واختلقوا الأحاديث الجسام
ولربما عرضوا بصوتك أنت ..
ما لم تنبجس شفتاك عنه من الكلام.
ولربما اتهموك بالقتل الشنيع ..
وأنت لم تمسك برشاش ، ولم تسلك طريقا للخصام.
إياك أن تبكي إذا أبصرت في الأرض الدماء.
ورأيت جيش المعتدين يدك دور الأبرياء
يرمي الرجال بألف صاروخ ..ويغتصب النساء.
ورأيت وجه الصبح مخنوق الضياء
وسمعت أقصانا الجريح يقول : يا بغداد...
يا ظمأى ... وفي يدها السقاء..!!
أواه يا بغداد أين الأوفياء.!!؟
لا تلتفت أبدا..!!
ولا تسمح لعينك بالبكاء..!
لا تنتقد من يسلبونك حق دمعتك الحزينة ..!
حين يدهمك الشقاء.
لا تلفت أبدا إذا أبصرت " خارطة الطريق "
يسير فيها السامري كما يشاء .
ورأيت فيها بعض من شربوا الغثاء.
ورأيت فيها ألف سرداب وصورة خنفساء.
لا تلفت أبدا إذا أبصرت أشمط قومه ..
يمشي إلى " أقصاك " مشية كبرياء.
انظر إلى الأخبار في القنوات..
تقرؤها وجوه تختفي...
خلف الطلاءْ.
فيها التقارير التي ما صاغها إلا ذكاء الأذكياء.
أو قل غباء الأغبياء...!
اسمع .. وقل :
أحسنت .. لاتنقد إساءة من أساء
كن لعبة أو دمية ...
تمشي بأزرار مكهربة .. وقطعة مومياء..
حتى يراك المارد الغربي تمشي ...
فوق أشواك الطريق بلا حذاء.
فلربما في حينها تحظى بركلة مشفقٍ..
توحي بعطف الأقوياء
هذا مصيرك أيها المسكين ...!!
مادامت رياحك لا تهب بما تحب سفينة الحزن المحطمة البناء..
مادام ليلك لا يريك سوى قراصنة المساء.
مادام قلبك بالعقيدة لا يضاء....!!!

عبدالرحمن العشماوي [/align:603d3e400e]

تالي الليل
18 / 10 / 2003, 14 : 12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أبو عبدالله بو الوليد أشكركم جزيل الشكر على هذا التعاون الجميل فيما بينكما لنقل هاتين


القصيدتين الرائعتين وهي تظهر التعاون المجمل بروح الانتقاء الجميل كما عهدتكما رائعين


تحياتي لكما


تالي الليل

ناصر بن سالم
18 / 10 / 2003, 58 : 03 AM
قلب الليل


لقد اضفت الى الجرح جرحاً آخر


ويا لقلوبنا كم تحتمل


ويا لرقابنا كم تنحني


فقد الفنا الانحناء


وانا هنا انحني للعشماوي وقلب الليل


مع اجمل تحياتي

ناصر بن سالم
18 / 10 / 2003, 02 : 04 AM
تالي الليل


اهلاً بك دائماً

هل اعجبك الانتقاء

انها مذبحة قلوب


خطها السماوي والعشماوي


وموادها الخام متوفره هذه الايام

في متناول الشعراء

تقبل تحياتي واحترامي

محسن المسردي
19 / 10 / 2003, 27 : 01 AM
[poet font="Arial,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":9544a944b4]

سمومًُنا قد شربْـناها بأيْدينا
حين اتــَّخذنا سوى دين الهدى دِينا !

[/poet:9544a944b4]

[align=center:9544a944b4]اختيار موفق أبو عبدالله

وقد قرأتها أكثر من مره

وقلوبنا ما عادت تحتمل

هذه الجراحات المتواليه

والمتوقع حدوثها مستقبلاً

أشكرك أبو عبدالله ...

والشكر موصول الى قلب الليل

تحياتي للسماوي والعشماوي
.
.[/align:9544a944b4]

ناصر بن سالم
19 / 10 / 2003, 06 : 02 AM
ارحب يابونايف

ومشكور على المرور والتنسيق واحنا دائماً متعبينك معنا بالتنسيق ومتعبين قلبك بجروح امتنا

ولكن ماذا اقول للسماوي عندما اقراء


يـا أخْـتَ هـارونَ قُومِـي كـيْ يـقـوم iiغــدٌ
عَـــذبٌ يـعـيــد لــنــا أحــلــى تصـابـيـنـا


لا تُحْسِنـي الظـنَّ فيـمـنْ جــلُّ iiمطمَحـهـم
"قـصـرُ الخِـلافـة" .. أو كـانـوا iiمُرابيـنـا


مناضـلـونَ ... ولـكــنْ فـــي iiمخـادِعِـهـمْ
ونـاسـكــونَ- ومــــا كــانـــوا iiمُـصَـلِّـيـنـا


سبعـونَ حزبًـا .. وكـلُّ يدعـي iiحِصـصًـا
فـجــاء يـحـمـلُ سـاطــورًا ومـاعـونًــا ii!


سبعون حزبًا .. فمـا أقسـى فجيعتَـهُ ii(5)
جِسْـمُ الـعـراق إذا مــا صــارَ سَبْعيـنـا ii



الله اكبر

يقول الفاروق انه لو رثعت بغلة بالعراق لكان مسؤلاً عنها


وماذا نقول وقد سقط العراق:قهر:

تقبل تحياتي