المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هي ؟


همّ داعيه
02 / 02 / 2012, 19 : 11 PM
على مر السنين وبين طيات التاريخ لم أراء لها هزيمةً تُذكر, فلقد تحدت الرجال, وارتقت الجبال لتصل إلى القمم, نصرة أهلها وأصحابها ورفعة منازلهم وقدرهم, جعلت الصخر يشكو من قوتها فصنعت منه الأمال, حيرت أهل العلم والإهتمام فوقفت سيدة لا يوجد لها مثال , لا تنظر إلي بتعجب!! فلقد أعجبتني قبل أن تتعجب, إنها جعلت من اللا شيء أشياء بقدرة الرحمن ثم بما تحويه من قوه, و يزيد عجبي أنني رأيتها لا تفنى وإنما تغفو من حين لأخر, تظهر في مكان وتنتقل لمكان, جميلة في رونقها و جوهرها فتغنا بها الشعار وذكرها الحكماء وكتبوا عنها الكتاب, سطرت في أوراق التاريخ كيف صنعت الحضارات, وأسست من الجهل علوم و معلومات ولما لا !! وهي سيدة الأسياد والكبار .
.
.
إنها من حملها الرسل والأنبياء ليوصلوا رسالتهم!!
إنها من جعلت الإنسان ينتقل من شخص حجري إلى شخص يتحكم بالعالم من خلال أزرار!!
إنها من أوصلت الإنسان حتى أعتلى الأقمار وتعدى حدوده الكونيه التي كان يعيش بها!!
إنها من جعل الفتوحات تصل لمشارق الأرض ومغاربها!!
إنها من جعلت ابن فرناس يغامر بحياته ليفتح للعالم فكرة الطيران !!
إنها من جعلت الخوارزمي يسهر اليالي حتى يصل لعلم المثلثات الذي أستخدم للوصول إلى المجرات!!
إنها من جعلت الدعات يتركون أبناءهم وأهليهم ليعيشوا حياة بأئسه في براري أفريقيا الخطره للدعوه إلى طريق الحق!!
إنها من تجعلك تحتار لتبحث خلف طيات هذا الموضوع لتعرف من هي!!
.
.
دعني أبحر بعقلك بين أمواج الفكر ودعنا نبحث عنها في كلام الخلاق سبحانه
قوله سبحانه ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )
وقوله تعالى (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )
وقوله عز و جل (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )
وقوله تعالى و آمراً بها : (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا )
أظن بأنك لا زلت تريد معرفتها فدعني أعطيك شيء من وصف رسولنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
ففي الحديث عن الحسن بن علي رضي - الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، و أشرفها ، و يكره سفاسفها )
أما زلت تتخبط بين أمواج فكرك باحثا ماذا تكون إذا خذ من بعض أقوال أهل العلم وحكماء والشعراء عنها
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( و ضعف الإرادة ، و الطلب من ضعف حياة القلب ، و كلما كان القلب أتم حياة ، كانت همته أعلى ، و إرادته ؛ و محبته أقوى ، فإن الإرادة ؛ و المحبة تتبع الشعور بالمراد المحبوب ، و سلامة القلب من الآفة التي تحول بينه ، و بين طلبه ؛ و إرادته ، فضعف الطلب ، و فتور الهمة إما من نقصان الشعور ، و الإحساس ؛ و إما من وجود الآفة المضعفة للحياة ، فقوة الشعور ؛ و قوة الإرادة دليل على قوة الحياة ، و ضعفهما دليل على ضعفها ، و كما أن علو الهمة ، و صدق الإرادة ؛ و الطلب من كمال الحياة ، فهو سبب إلى حصول أكمل الحياة ، و أطيبها ؛ فإن الحياة الطيبة إنما تنال بالهمة العالية ، و المحبة الصادقة ، و الإرادة الخالصة ، فعلى قدر ذلك تكون الحياة الطيبة ، و أخس الناس حياة أخسهم همة ، و أضعفهم محبة ، وطلبا ؛ و حياة البهائم خير من حياته ، كما قيل :
نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وتكدح فيما سوف تنكر غبه
تسر بما يفنى وتفرح بالمنى
وليلك نوم والردى لك لازم
كذلك في الدنيا تعيش البهائم
كما غر باللذات في النوم حالم .

و يقول ابن القيم : ( لذة كل أحدٍ : على حسب قدره ، و همته ؛ و شرف نفسه ؛ فأشرف الناس نفساً ؛ و أعلاهم ؛ و أرفعهم قدراً من لذته في معرفة الله ، ومحبته ، و الشوق إلى لقائه ، و التودد إليه بما يحبه ؛ و يرضاه ، فلذته في إقباله عليه ، وعكوف همته عليه )
و قال بعض الحكماء : ( الهمة راية الجد ) ، و قال بعض البلغاء : ( علو الهمة بذر النعم )
.
.
هل بدأ نور الفكرة يتضح لعقلك النير أعرفتها
نعم إنها الهمه والعزيمه

أبو ياسر
03 / 02 / 2012, 38 : 08 PM
رائع جداً ما قرأته ، لا يمكن للإنسان أن يحقق شيء بعد توفيق الله بدونها ، الموت الحقيقي هو موت العزيمة ، ولا أشد على نفس الرجل من فقد العزيمة ، وهي العجز الذي استعاذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ( اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل .. ) ...
موضوع قيم بقلم راقي كل التحية ..

همّ داعيه
08 / 02 / 2012, 05 : 03 AM
أخي أبا ياسر يعدت بمرورك وتشرفت بردك الرائع الذي لا يخلو من البلاغه والأدب حفظك الرحمن

فالح حمد المسردي
09 / 02 / 2012, 26 : 07 AM
شكرا هم داعيه موضوع جميل جدا جدا زيدينا بهذه الدرر تحياتي

عابد نضال ابومعيلق
10 / 02 / 2012, 28 : 03 AM
مشكور وبارك الله فيك .

محمد بن مفلح بن عرهب
10 / 02 / 2012, 48 : 03 PM
موضوع جميل ورائع واسأل الله أن ينفع به