أبو ياسر
06 / 09 / 2011, 34 : 02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وكل العام وجميع الأصدقاء و الأخوة بخير ..
أيها السادة و السيدات .. قاتلة الأفراح .. فتكت بالأسر و شردت الأطفال و أيمت النساء، وكل يوم و آخر يتناقل الناس أخبار ضحاياها، استلبت من بيننا زينة الشباب خلقاً ودينا ، و أعملت مخالبها في صدور كمل الرجال عقلاً و قدر ،فخلف الضحايا ورائهم جبالاً من الهموم و الآلام تربض على صدور أحبابهم، لم تستثن قسوتها أحداً حتى فجعت الطفل الصغير في والده و انتزعت الفرحة من صدره ، و لم ترحم عجوز ضعيفة تنتظر بشغف رؤية ابنها بعد طول فراق، فتظهر هذه القاتلة بوجهها المرعب و تفترس ابنها على مسمع من أذن الكون كله، لترتد الحسرة و تقتل الفرحة في نفس العجوز المسكينة ، أنت يا من تقرأ لي الآن تلك القاتلة لابد و أنها زارت قريباً لك أو صديقاً فقتلته ولم تملك إلا أن تقول إنا لله و إنا إليه راجعون ..
كنت على موعد مع هذه القاتلة قبل أيام العيد بليلة ، حيث الناس يملؤون الدكاكين ، و يتهيؤون لفرحة العيد ، فذاك طفل صغير بين يدي والده منتصب و الوالد يقيس على رأسه طاقية و يزينه بالشماغ و العقال، و عند بائع الحلوى ترى الرجال و النساء متكدسين كل ينتظر دوره لشراء الحلوى، وفي الطرقات و على الأرصفة ترى الناس منشغلين بأجهزتهم النقالة يرسلون التهاني إلى أصدقائهم و أقاربهم في كل مكان، تركت كل هذا الصخب و اتجهت إلى مسجدي لصلاة القيام ، الساعة الثانية صباحاً و كانت هذه الليلة آخر ليالي القيام ، و بينا أنا في الطريق إذ تراء لي من بعيد أضواء لسيارات الإسعاف و الشرط ، بدأت أقترب من المنظر ، فتناهي إلى مسمعي صراخ يقطع نياط القلب ، أوقفت سيارتي و ترجلت أمشي ناحية سيارة الشرطة ، فرأيت العساكر يمسكون رجلاً و هو يتفلت من يديهم و يبكي بكاء مراً ، سألت أحد العسكر ما الخبر فقال انظر إلى هذه الناحية فرأيت ما أفجعني و الله ، سيارة لا تستطيع تميزها ، كأنها صفيحة من الحديد الخام مستوية لا ترى فيها عوج ، و بالمقربة منها جثث ثلاثة مغطاة بالقصدير ، قتل هذا المنظر الفرحة في صدري ، و رأيت الناس من حولي و قد أصابهم الوجوم و الحزن ، تأخرت قليلاً و لما هممت بالعودة إلى السيارة رأيت عربة أطفال ملقاة على الأرض ، إنها لطفل صغير ولابد ، طفل ينتظر والده ليضمه إلى صدره في العيد و يقدم له الحلوى ، ولكن لم يعد له والد الآن إنه يتيم، الله له يخلفه و يرعاه، عدت إلى سيارتي و أدرت محركها ودواليب الذكريات تدور في رأسي ، لقد ذكرني هذا الحادث حادثة خالتي و أسرتها عليهم رحمات الله ، ذكرتني حادثة خالي غفر الله له ، ذكرني حادث ابن عمي عليه رحمة الله ، ذكرتني حوادث أبناء المساردة قبل رمضان مات أخوان في حادث واحد و في نهاية رمضان مات أخوان في حادث واحد أيضاً، و كذلك عشرات بل مئات من أبناء قبيلة المساردة ماتوا بسبب هذه القاتلة ، و آلاف من السعوديين ذهبوا بسبب هذه القاتلة، فالرحمة و الغفران على من ذهب ، و العظة و الاعتبار لمن بقي أن يتقوا حوادث السيارات ، و أن يجتهدوا كل ما أمكنهم في اتقاء هذه القاتلة لأنها السبب الأول و الأكبر في حوادث السيارات ، أظنكم عرفتموها ، حسناً قاتلة الأفراح هي السرعة ..
أسأل الله أن يقينا شر الحوادث و أن لا يفجعنا في أحبابنا ، كما أسأله أن يغفر و يرحم لمن مات بسببها و يجمعنا بهم في جنات النعيم ..
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
أيها السادة و السيدات .. قاتلة الأفراح .. فتكت بالأسر و شردت الأطفال و أيمت النساء، وكل يوم و آخر يتناقل الناس أخبار ضحاياها، استلبت من بيننا زينة الشباب خلقاً ودينا ، و أعملت مخالبها في صدور كمل الرجال عقلاً و قدر ،فخلف الضحايا ورائهم جبالاً من الهموم و الآلام تربض على صدور أحبابهم، لم تستثن قسوتها أحداً حتى فجعت الطفل الصغير في والده و انتزعت الفرحة من صدره ، و لم ترحم عجوز ضعيفة تنتظر بشغف رؤية ابنها بعد طول فراق، فتظهر هذه القاتلة بوجهها المرعب و تفترس ابنها على مسمع من أذن الكون كله، لترتد الحسرة و تقتل الفرحة في نفس العجوز المسكينة ، أنت يا من تقرأ لي الآن تلك القاتلة لابد و أنها زارت قريباً لك أو صديقاً فقتلته ولم تملك إلا أن تقول إنا لله و إنا إليه راجعون ..
كنت على موعد مع هذه القاتلة قبل أيام العيد بليلة ، حيث الناس يملؤون الدكاكين ، و يتهيؤون لفرحة العيد ، فذاك طفل صغير بين يدي والده منتصب و الوالد يقيس على رأسه طاقية و يزينه بالشماغ و العقال، و عند بائع الحلوى ترى الرجال و النساء متكدسين كل ينتظر دوره لشراء الحلوى، وفي الطرقات و على الأرصفة ترى الناس منشغلين بأجهزتهم النقالة يرسلون التهاني إلى أصدقائهم و أقاربهم في كل مكان، تركت كل هذا الصخب و اتجهت إلى مسجدي لصلاة القيام ، الساعة الثانية صباحاً و كانت هذه الليلة آخر ليالي القيام ، و بينا أنا في الطريق إذ تراء لي من بعيد أضواء لسيارات الإسعاف و الشرط ، بدأت أقترب من المنظر ، فتناهي إلى مسمعي صراخ يقطع نياط القلب ، أوقفت سيارتي و ترجلت أمشي ناحية سيارة الشرطة ، فرأيت العساكر يمسكون رجلاً و هو يتفلت من يديهم و يبكي بكاء مراً ، سألت أحد العسكر ما الخبر فقال انظر إلى هذه الناحية فرأيت ما أفجعني و الله ، سيارة لا تستطيع تميزها ، كأنها صفيحة من الحديد الخام مستوية لا ترى فيها عوج ، و بالمقربة منها جثث ثلاثة مغطاة بالقصدير ، قتل هذا المنظر الفرحة في صدري ، و رأيت الناس من حولي و قد أصابهم الوجوم و الحزن ، تأخرت قليلاً و لما هممت بالعودة إلى السيارة رأيت عربة أطفال ملقاة على الأرض ، إنها لطفل صغير ولابد ، طفل ينتظر والده ليضمه إلى صدره في العيد و يقدم له الحلوى ، ولكن لم يعد له والد الآن إنه يتيم، الله له يخلفه و يرعاه، عدت إلى سيارتي و أدرت محركها ودواليب الذكريات تدور في رأسي ، لقد ذكرني هذا الحادث حادثة خالتي و أسرتها عليهم رحمات الله ، ذكرتني حادثة خالي غفر الله له ، ذكرني حادث ابن عمي عليه رحمة الله ، ذكرتني حوادث أبناء المساردة قبل رمضان مات أخوان في حادث واحد و في نهاية رمضان مات أخوان في حادث واحد أيضاً، و كذلك عشرات بل مئات من أبناء قبيلة المساردة ماتوا بسبب هذه القاتلة ، و آلاف من السعوديين ذهبوا بسبب هذه القاتلة، فالرحمة و الغفران على من ذهب ، و العظة و الاعتبار لمن بقي أن يتقوا حوادث السيارات ، و أن يجتهدوا كل ما أمكنهم في اتقاء هذه القاتلة لأنها السبب الأول و الأكبر في حوادث السيارات ، أظنكم عرفتموها ، حسناً قاتلة الأفراح هي السرعة ..
أسأل الله أن يقينا شر الحوادث و أن لا يفجعنا في أحبابنا ، كما أسأله أن يغفر و يرحم لمن مات بسببها و يجمعنا بهم في جنات النعيم ..
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .