المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقول الثلاثة[12]


أبو ياسر
12 / 08 / 2011, 51 : 11 PM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
طلب من لا أملك لطلبه رد ، أن أسير قلمي الكليل و فكري العليل ، حول توقيع قديم كنت أذيل مواضيع به ، لما له من دلالة عميقة و معنى دقيق، تصف لك العبارات التي في التوقيع حال البشر عند النظر و التحليل، وتقسم عقولهم إلى أقسام ثلاثة .
وفي الحقيقة يا سادة أن جمال هذه العبارات و الحكم يفسدها التعليق عليها ، و يذهب بريقها الأخاذ نقر الأقلام حولها ، لأن سر تميزها في صناعتها البيانية، و محل تأثيرها في عرضها مختصرة بهية ، و هؤلاء الحكماء عندما يطلقون مثل هذه العبارات تكون دلالتها عامة ، فإذا علقنا عليها حصرناها وقتل عمومها ، غير أني أستأذن الصينيون واضعي هذه الحكمة أن أنقب حكمتهم و أعلق عليها لتكون قريبة من الفهوم، ولتزداد العقول بها تعلقاً ، تقول الحكمة : ( العقول الصغيرة تناقش في الأشخاص ، و العقول المتوسطة تناقش في الأشياء ، والعقول الكبيرة تناقش في المبادئ ) ، أرأيتم كم هي جميلة ، فتعالوا إذن أفسدها بهذا المثال ، لأن أسهل طرق الإيضاح ضرب الأمثلة ..
لو أن رجلاً اسمه ( محمد ) وهو ( مسلم ) وهو بالتأكيد ( إنسان ) ، لو طرح المدعو محمد كتاباً في السوق يتحدث عن نظرية جديدة متى عملت بها الشعوب انتقلت من حفرة التخلف إلى قمة التقدم ، ومن جور الجهل إلى عدل العلم ، مازلتم معي تقرؤون.. حسناً!
ذهبنا إلى المكتبة و اشترينا من هذا الكتاب ثلاث نسخ ، و أهدينا النسخة الأولى لأصحاب القسم الأول في حكمتنا وهم ( أصحاب العقول الصغيرة التي تناقش في الأشخاص ) ، و النسخة الثانية أعطيناها أصحاب القسم الثاني وهم ( أصحاب العقول المتوسطة التي تناقش في الأشياء ) ، أما النسخة الأخيرة بالتأكيد ستكون من نصيب أصحاب القسم الثالث وهم ( أصحاب العقول الكبيرة التي تناقش في المبادئ ) ، ثم طلبنا من كل فريق أن يعطونا تقريراً عن الكتاب !!
بعد فترة جاءتنا التقارير ، فوجدنا أن أصحاب العقول الصغيرة ، لم يقرؤوا الكتاب أصلاً لأنهم راحوا يتساءلون من هو محمد هذا ، وما وظيفته ، وما هو لونه هل هو أبيض أم أسود، ولماذا هو بالذات من تكلم في هذه النظرية وليس غيره ا.هـ ، فهنا أدركنا أن عقولهم صغيرة جداً انشغلت بالشخص، لأن ما عندهم من المعرفة و الثقافة لاتتجاوز ذلك ، ولما كان من الضروري أن يتحدثوا لم تسعفهم عقولهم في الحديث حول النظرية و راحوا يتحثدون عن الشخص فقط ، كما أنهم يتأثرون بالأشخاص النافذين وينبهورن بهم و يطبلون حولهم بكرة و عشيا حتى و إن قالوا باطلاً يشيب له الغراب ،أما العلم و المعرفة و البحث فلا يعيرونها أي اهتمام ما دام أنها لم تخرج من شخص كبير في عيونهم، فنخلص أنهم فقط يهتمون و يتحدثون عن الشخص فقط دون ما يحمله من معرفة، فاستحقوا بذلك درجة صفر من عشرة .
________________________________
أما القسم الثاني وهم أصحاب العقول المتوسطة التي تناقش في الأشياء ، فنرى أنهم تجاوزوا الشخص و انشغلوا بدينه ، فيقولون هل هو مسلم حقاً ، و إذا كان مسلم ما هو مذهبه الفقهي ، ومن أي بلد هو ، ومن هم شيوخه ، وما هي منطلقاته الفكرية و الفلسفية ، فهذه مهمة نعم ولكنهم انشغلوا بها عن الأهم وهي النظرية نفسها ، فقال الصينيون إن هؤلاء أصحاب عقول متوسطة نعم لم تأبه بالشخص و لكنها غرقت في الأشياء ففقدت الحيادية في الحكم على الكتاب ، و أضاعوا الوقت في أمور لا علاقة لها أبداً بموضوع الكتاب الأصلي ،فيمكن أن نعطيهم درجة خمسة من عشرة لأنهم قرؤوا الكتاب وإن لم يستفيدوا الاستفادة التامة منه .
______________________________
أما القسم الثالث وهم أصحاب العقول الكبيرة التي تناقش المبادئ ، فهم ينظرون إلى مؤلف الكتاب على أنه إنسان( المبادئ) ، لا يهتمون لشخصه( الأشخاص) ولا لدينه( الأشياء) ،فنرى بأنهم قرؤوا النظرية بحيادية تامة ، و أعطوا حكمهم العدل عليها ، و إن وجدوا الحق في هذه النظرية عملوا بها ، لأنهم ينطلقون من مبدئ( الحق ضالة المسلم إذا وجده فهو أحق به ) ، فهذا الفريق هو الذي ننادي أن نكون جميعاً مثله ، لا الفريق الأول ولا الثاني ، وبهذا الفريق تتقدم الأمم ، و أصحاب هذا الفكر تروج في مجالسهم الأفكار و الحكم من كل شعوب الأرض و من كل البشر علو في أعين الناس أم سفلوا ، فهم بذلك يستحقون عشرة من عشرة .
هذا المثال أنموذج فقط ، ويمكنك أن تقيس عليه الكثير الكثير مما تراه في مجتمعك ، فلو كنت في مجلس مثلاً و عرضوا قضية من القضايا يطلبون لها حلاً ، ترى أصحاب العقول الصغيرة ينتظرون الأشخاص الذين لهم مكانة في المجتمع أن يجدوا الحل لهذه القضية ولا يهمهم أكانوا أصحاب تخصص أم لا ، و أصحاب العقول المتوسطة ينظرون لأصحاب التخصص فقط مثلاً أو لأشياء أخرى مثل أن ينظروا لمن كان صاحب تخصص و ملتزم بالدين ، أما أصحاب العقول الكبيرة فالمهم عندهم هو الحل فهم بذلك يستمعون للجميع دون تفريق و بعد ذلك ينتخبون الرأي الصائب ..
على مائدة السحور نلتقي .. للجميع الود و الحب

المسامح
13 / 08 / 2011, 57 : 12 AM
اسجل اعجابي بقلمك النير

ابوخالد
13 / 08 / 2011, 54 : 01 AM
رائع جدا
ذكرتني بنقاش دار حول رواية ابوماجد
وكانت الفئات الثلاثة حاضره..

le prince
13 / 08 / 2011, 03 : 04 AM
وأنا كذلك سأفسد هذه الحكمة وسأعلق عليها ..
لدينا عقول ثلاثه يعلمون بأن ((فالعجلة الندامه وفالتأني السلامه)) :
فالعقل الأول منهم يرى منهم كبيرون في نظره يقودون السياره بسرعة جنونيه ولآيتبعون أنطمة المرور وسواءاً كانت سيارته التي يقودها جديدة وآمنه أم قديمه وغير آمنه فيفعل مثلهم ويسرع والعكس صحيح ..
والعقل الثاني تكون قيادته على حسب السيارة التي يقودها فإن كانت جديده وسريعه وآمنه أسرع ، وإن كانت قديمة وبطيئه وليس آمنة قادها بتأني ..
أما العقل الثالث فهو الذي دائماً مايكون متأنياً في قادته للسيارته ومتبع لأنظمة المرور لأنه قد علم وعمل بالمبدأ الذي يقول ((فالعجلة الندامه وفالتأني السلآمه)) ..
فالزبدة منها كله أن إبن آدم العاقل يعرف أن الحق مع المبادئ المعترف بها كمثل ما قد أمرنا الله ووصى به نبيه أو ما يقال من حكم وأمثال من العلماء العقلاء الصائب رأيهم ، وهذا ما يجب أن نعوِد أنفسنا عليه وعلى من حولنا كي نكون من أصحاب العقول الكبيره وليس غيرها ..
.................

تحياتي وتقديري الخاص لك أخوي مجمع البحرين ..

تستاهل التقييم وأكرمك الله وبوركت’’

محمد بن خالد آل حيدان
13 / 08 / 2011, 22 : 08 AM
شكرًا لك اخي الغالي ابو ياسر مبدع ومتالق بطرحك الرائع الهادف فكما تكرمت بوجود اصحاب العقول الثلاثه وهذا شئ طبيعي ولابد من وجودهم جميعا فلو كان الناس جميعهم في عقل واحد لم تقم الحياه بالشكل المطلوب ،وعلى ما قال المثل اصابع أيديك ماهي بسوى فلا بد من تفاوت بين الناس في العلم والمعرفه وقبل هذا كله حتى الدين ،فأسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلح شأننا والمسلمين جميعا،،وتقبل مني خالص تحيه وتقدير لكل كلمه خطتها يدك

عابد نضال ابومعيلق
13 / 08 / 2011, 55 : 02 PM
مشكور اخي الفاضل ابوياسر على طرحك هذا الموضوع القيم .

أبو ياسر
14 / 08 / 2011, 01 : 12 AM
اسجل اعجابي بقلمك النير

لك الشكر يا غالي .. وأنا سعيد بتواصلك و تعليقك .. بوركت

أبو ياسر
14 / 08 / 2011, 01 : 12 AM
رائع جدا
ذكرتني بنقاش دار حول رواية ابوماجد
وكانت الفئات الثلاثة حاضره..

نعم هؤلاء تراهم كثيراً ، وللأسف أصحاب العقول الصغيرة هم الأكثر ..
لك الود أخي الغالي أبوخالد .. ولا حرمتك

أبو ياسر
14 / 08 / 2011, 03 : 12 AM
وأنا كذلك سأفسد هذه الحكمة وسأعلق عليها ..
لدينا عقول ثلاثه يعلمون بأن ((فالعجلة الندامه وفالتأني السلامه)) :
فالعقل الأول منهم يرى منهم كبيرون في نظره يقودون السياره بسرعة جنونيه ولآيتبعون أنطمة المرور وسواءاً كانت سيارته التي يقودها جديدة وآمنه أم قديمه وغير آمنه فيفعل مثلهم ويسرع والعكس صحيح ..
والعقل الثاني تكون قيادته على حسب السيارة التي يقودها فإن كانت جديده وسريعه وآمنه أسرع ، وإن كانت قديمة وبطيئه وليس آمنة قادها بتأني ..
أما العقل الثالث فهو الذي دائماً مايكون متأنياً في قادته للسيارته ومتبع لأنظمة المرور لأنه قد علم وعمل بالمبدأ الذي يقول ((فالعجلة الندامه وفالتأني السلآمه)) ..
فالزبدة منها كله أن إبن آدم العاقل يعرف أن الحق مع المبادئ المعترف بها كمثل ما قد أمرنا الله ووصى به نبيه أو ما يقال من حكم وأمثال من العلماء العقلاء الصائب رأيهم ، وهذا ما يجب أن نعوِد أنفسنا عليه وعلى من حولنا كي نكون من أصحاب العقول الكبيره وليس غيرها ..
.................

تحياتي وتقديري الخاص لك أخوي مجمع البحرين ..

تستاهل التقييم وأكرمك الله وبوركت’’

أحسنت هذا مثال موفق ، بأي حال هي كلمات كبيرة يأتي تحتها الكثير من الأمثلة ...
أشكرك أخي الغالي .. فأنت من أرشدتني لهذا الموضوع لأكتب حوله ، و أرى بأنه مفيد جداً .. لا حرمنا الأجر

أبو ياسر
14 / 08 / 2011, 04 : 12 AM
شكرًا لك اخي الغالي ابو ياسر مبدع ومتالق بطرحك الرائع الهادف فكما تكرمت بوجود اصحاب العقول الثلاثه وهذا شئ طبيعي ولابد من وجودهم جميعا فلو كان الناس جميعهم في عقل واحد لم تقم الحياه بالشكل المطلوب ،وعلى ما قال المثل اصابع أيديك ماهي بسوى فلا بد من تفاوت بين الناس في العلم والمعرفه وقبل هذا كله حتى الدين ،فأسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلح شأننا والمسلمين جميعا،،وتقبل مني خالص تحيه وتقدير لكل كلمه خطتها يدك

يا مرحبا يا أبا خالد ... ما ذكرته حول تفاوت الناس أصادق عليه ، و أشكرك على هذه اللمحة المميزة .. بوركت

أبو ياسر
14 / 08 / 2011, 05 : 12 AM
مشكور اخي الفاضل ابوياسر على طرحك هذا الموضوع القيم .
العفو .. شرفت بتعليقك .. بارك الله فيك