المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معضلة المسمين بـ( المثقفين)


لهيب
05 / 08 / 2011, 36 : 03 AM
بالأمس كنت بمنزل أحد الأخوة ودار بيننا نقاش حول " المثقفين السعوديين" هكذا أسماهم كما رآهم يزعمون ذلك أيضا
وهذا اللقب يكاد يتفق الجميع على أن معناه هو يصدق على العالم الأديب الذي بقر بحور العلم ولم يدع فنا إلا وقد سبح فيه وحقق معانيه وأحاط به إحاطة كلية وهو معنى عظيم
كما ترى يقابله في تراثنا : العلامة والمحقق والأديب والمتفنن والأستاذ... ولذا تراهم يطلقونه في مقابل العامة وأغلب من يحمل هذا اللقب وينتسب إليه هو كالمتشبع بما لم يعط فبالكاد يطيق أن يكتب كتابة مستبينة صحيحة فضلا أن يعرف معنى ما يدرك
ومن ذلك لفظة الثقافة نفسها التي يؤول معناها في اللسان إلى مطلق الحذق والإجادة وإن كان في الشيء اليسير ولاتمت بصلة لشيء مما يعنونه بها، فلن تجد أن لهذا اللفظ الموهم أي ارتباط بما اصطلح هؤلاء اطلاقه عليه
وإن كان لامشاحة في الاصطلاح فهذا في مجال الجدل والمناظرة وإلا فكل من يزعم أنه يتكلم بلسان عربي عليه أن يتقيد به ولايستعمل الألفاظ العربية إلا فيما وضعت
له فالأصل السماع لا الابتداع
وهذا قد يدل على أن هذا اللفظ من بقايا ما خلفه المستشرقون في كتبهم وتداوله صبيانهم من بني جلدتنا على عواهنه دون تحقيق إن صح أنهم من أهله أصلا
بداية
أريد أن أبين أني حين أتحدث عن ابهام هذا اللقب فإني أستحضر أمام ناظري جملة كتاب الصحافة في بلادنا هذه الذي استأثروا بهذا اللقب ممن يطلق لسانه في الحديث عن الشأن الثقافي والاجتماعي المحلي والدولي والسياسي وحتى الشرعي وهو يجهل صلاته وطهارته بفن الإنشاء والبيان وعلم الاجتماع والسياسة وهم كثير
وقد استرعتهم تلك الصحف واحتوتهم بعد أن لفظهم الناس وهم يشكلون أزمة كبرى من حيث جهلهم المطبق من جهة وقلة حيائهم في طرق مواضيع هي أكبر منهم بكثير بطريقة سخيفة لاينقضي منها العجب
وقد أشار لذلك غازي القصيبي نفسه في لقاء له في قناة العربية،
وهي أزمة مستفحلة أسهمت في ضعف الوعي المتفشي في المجتمع المتابع لها في مجمله حيال إدراك هذه المعاني الاجتماعية والشرعية العميقة كمشكلة الفقر والعنوسة والعطالة وتقسيم الثروة ونظام الحكم في الإسلام وكون الحاكم لايعد أن يكون نائبا عن عموم المسلمين في تدبير شؤون الدولة الإسلامية وتولي إقامة الحدود ونصب الولاة وجبي الخراج والأموال وتوزيعها بين المسلمين دون أن يكون له مزيد فضل على أدنى فرد فيهم ومبدأ الشورى والمعاهدات الدولية وطرق ابرامها وما يجب الاتزام به مما لايجب ومددها وأسباب نقضها وغيرها من تلك المفاهيم التي يعد سبرها والتحقق منها أمراً يستبعد من هؤلاء التحلي به وهم يكتبون بنفَس سطحي يستجلب الضحك
ومن وقف على بعض مقالاتهم عرف ما أقول ويكفي للتدليل على ذلك أن تتناول أقرب مقال بأي صحيفة حديثة وكان لديك قليل من إدراك بأصل ما يُكتب عنه
وأبرز ما تتصف به تلك العصبة هو اختلاق جدال سفسطائي عقيم مع واقعة افتراضية وأشخاص يخالفونهم في الطريقة والمبادئ ويظلون على هذا أزمانا وهو مصرون على تكرار تلك الجدليات التي لن تكون منصفة أبداً فيما لوكانوا أهلا للجدل في تلك الأمور من أصله لأن الجدال في ظل تكميم الأفواه كما هو الواقع في صحافتنا سيكون أشبه بإلقاء الأوامر والمسلمات
وعلى المتابع والمعني بذلك الشأن أن يتجرع ما يقال بكل أسى متقمصا دور العبد المأمور المغلوب على نفسه فما بالك وهم لم يكتبوا حرفاً صحيحا يقبله العقل والواقع محل الجدال والمناقشة لاسيما حين يخوضون في فروع الشرعية المحضة !
إن ذلك الكساء الفضفاض والمدعو بال(المثقفين) لابد من وضع حد فاصل له يعرف منه من ينطبق عليه ممن لايستحقه وهو بريء منه ، وإغفاله هو ما جعلنا في أشبه بفضاء عائم غير محدد المعالم من المصطلحات على غرار كثير من المصطلحات التي يختلقونها نحو : الصحويين والمتشددين والمثقفين والمعتدلين والتنويرين والليبراليين ...الخ
ينتقي منها كل فرد في المجتمع ما ناسب هواه دون تعقل لمعناها أو سعي صادق لبيان ماهيتها والصحافة هي الكفيل بإبراز ما يناسبها من هؤلاء المتلقبين متى كان يساير الطريق الذي انتقته الجريدة لسلوكه والالتزام به وإن كان مضاداً لدستور الدولة مضادة مطلقة في تناقض عجيب لاينفك عنه واقعنا المحلي في الصحافة وغيرها والله المستعان
بقي أن يقال إن الناظر لحال الإرث العربي و الإسلامي من علوم وفنون وحضارة يجده متراكبا متسلسلا آخذا بعضه برقاب بعض في تناسق عجيب لايطغى صغيره على كبيره ولاحديثه على قديمة فكل العلوم الموروثة كانت تعنى بالتسلسل المعرفي مراعاة لضيق الإدراك المبدئي لدى الإنسان الذي يتوسع تدريجيا بطول الممارسة وليس من أول وهلة كما يظن هؤلاء دون انتقاء أو إغفال لشيء من هذا الفن الذي يحيط مطالعه بكل جوانبه إحاطة تكسب من يتقيد بها بتلك الملكة التي ترسخ في النفس ولاتكاد تنفك منه وما فعل هؤلاء هو ضرب من الانتقاء والخلط عجيب حتى ظهر ذلك جليا في اطروحاتهم الفكرية التي عبثاً قد ترقى للاطلاع على مضض وهذا يبين لك أثر ما فعله هذا الخلط في لجوء هؤلاء للتشبث برأي وافق ما بداخله ومالت له نفسه دون تحقيق وحيث عدم المناظر والمحاور في عالم الصحافة فإن تلك الآراء تمر دوما دون نقاش مما يوسع هوة الثقافة ويزيد من عتمتها وإبهامها وبذلك تنحدر (الثقافة) بفعل (المثقفين ) انفسهم
-على التسليم بصحة هذا اللقب وكونهم من ماصدقاته- لواد مظلم سحيق يتخبط فيه كل من ولجه ورضي بأن ينحدر فيه...

الأمير السنافي
05 / 08 / 2011, 18 : 04 PM
يعطيك العافية لهيب مشكور على هذأ الطرح
وكل عام وانت بخير تقبل مروري العطر
على صفحاتك الجميلة تحياتي لك

كش ملك
11 / 08 / 2011, 11 : 10 AM
هذا المقال الذي أراد صاحبه فيما أفهمه الإطاحة أكثر من أي شىء آخر .. يثر تعجبي من الجرأة على الإلغاء للمصطلح ومدلولاته !!

وقد لا استغرب هذا هنا على الأقل فقد كتب أحدهم يوما ما مقالا ينفي فيه أن يكون هناك مفكر أو فكر بالمعني المعقول على المستوى العلمي .. وهذا المقال الذي بين يدي هو ابن أخت خالته .. نسف للمفاهيم تحت ذريعة عدم وضوح المصطلحات .. ومن المفارقات أن الكاتب يشير إلى المقولة المتداولة (لا مشاحة في الإصطلاح ) فهلا كان هذا المصطلح أحدها .!!.

أعلم تماما أن قاعدة لا مشاحة في الإصطلاح ليست مطلقة ، فلو ألف إنسان كتابا في الجغرافيا مثلا ، واصطلح على تسمية الشمال جنوبا ، والشرق غربا ، والبحر يابسة ، وما أشبه ذلك ، لشاححنا في الإصطلاح .. لكن مثل هذا يقال فيما هو ثابت بأصل الوضع ، على اختلاف أهل اللغة في أصل الوضع ، أو فيما أصبح حقيقة عرفية لا تقبل التغيير والتبديل .. لكن حينما يكون المفهوم شبه حادث – نظرا لحداثة بعض العلوم – فإن حداثة الإصطلاح شىء بدهي .. وإلا لزم من هذا الكلام نسف كثير من المصطلحات العلمية على كثير من المستويات وفي كثير من الميادين ..!

وفي المقابل ينبغي التنبيه على التمييز بين هذه المصطلحات عند التعاطي معها ، ووضعها في السياقات المعرفية المناسبة .. فليس كل مصطلح يتسق مع السياق الذي يدرج فيه .

الأخ الكريم بدأ بمقدمة مغلوطة تماما ،وبنى عليها نتائج وإن كنت لا أختلف كثيرا معه فيها ، إلا أنه ليس لها علاقة بالمقدمات التي انطلق منها في التحليل .. كيف حدث هذا ، أوضح ذلك بما يلي :

التعريف الذي عرف به الأخ المثقف تعريف خاطىء بل موغل في الخطأ ، ومع ذلك ينقل شبه الإجماع على تعريف المثقف ( أي في اصطلاح الفقهاء قول الجمهور ) وهذه مجازفة أو مخاطرة لا أدري كيف تورط فيها .. فيرى أن المثقف هو "العالم الأديب الذي بقر بحور العلم ولم يدع فنا إلا وقد سبح فيه وحقق معانيه وأحاط به إحاطة كلية " والعجيب أنه استخدم بعض صيغ العموم في هذا التعريف .. مثل النكرة (فنا )في سياق النفي (لم يدع ) ومثل كل في قوله (كلية ) وهذا ما لا أفهمه ولا أعرف مخلوقا على وجه الأرض أحاط بالعلوم كلها إحاطة كلية ..!

ولم يدع فنا إلا وقد سبح فيه !! .. كيف والله يقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ).. وهل عرَّف أحد العالم أو العلاًّمة بصيغة المبالغة بهذا التعريف ؟!

فضلا عن المثقف الذي ظن البعض خطأ أنه يغوص على المعاني ويحلل المفاهيم وأنه أعلى رتبة من العالم !

ثم دعوى شبه الإجماع ما مستندها ؟ ومن من المعنيين بهذا الشأن عرف المثقف بما عرفته ؟ ثم ما وجه اشتراط أن يكون أديبا ؟

ثم الخلل الأكبر الذي يكشف عن تصدع البنية الفكرية ، هو جعلك المثقف مرادفا لمصطلحات عدة لكل منها كيانه الشبه مستقل ، وله محدداته ومدلولاته الخاصة ، أعلم أن بعض علماء اللغة قال إنه لا يوجد ترادف في اللغة بالمعنى المطلق أي من كل وجه كما في كتاب (الفروق) لأبي الهلال العسكري ، لكن ليس ماذكر هنا من هذا القبيل .. فكيف يقابل المثقف في تراثنا " العلامة والمحقق والأديب والمتفنن والأستاذ" (إنها لإحدى الكبر ) !!

فالعلامة له معنى والمحقق له معنى والأديب والمتفنن والأستاذ كذلك .. ولا أدري ما علاقة هذا الأخير بالموضوع !!

.. ويتضح هذا المعنى عندما نقول ليس بالضرورة أن يكون كل علامة محقق والعكس ، وليس كل أديب متفنن أو محقق أو علامة والعكس ، قد يجتمع بعضها في شخص ولكن لا يلزم ذلك اجتماعها في كل أحد وهنا تفترق .. وإن كنت أرى أن أقربها لتعريف المثقف وأكثرها شبها هو المتفنن مع اشتراط عدم الإستقصاء .. أقول إذا كان المثقف مرادفا لهذه المعاني كلها فقد أصبح المثقف كل شىء !!!!

وهذا العموم سرى حتى على بعض المداخلين فعرف المثقف تعريفا مبتورا وألزمه لوازم لاتلزم .. فلا عجب أن تقرأ عبارة من مثل "ولذلك قد تواجه مثقفا يجهل التاريخ" !!!

وواضح الفرق بين عدم الإحاطة بالشىء والجهل به أصلا !!

يقول عبدالكريم بكار : المثقف / شخص قد تجاوز تخصصه الأساسي ، ووسع دائرة اهتمامه على صعيد القراءة والمطالعة وعلى صعيد التأثير ، فهو في خطابه يستهدف شريحة واسعة من الناس ، وهو في الوقت نفسه يمتلك ملاحظات نقدية وينتج بعض الأفكار والمفاهيم ذات الطابع العلاجي والمتصلة بتطوير الواقع واستشراف المستقبل .

فلاحظ الدقة في قوله ( وهو في الوقت نفسه يمتلك ملاحظات نقدية ) ولم يقل الإحاطة بالعلوم أو الجهل بأصل العلم ، والدقة في قوله ( ينتج بعض المفاهيم والأفكار ذات الطابع العلاجي ) بينما المفكر وهو أعلى درجة من المثقف -والمفكرون في العالم العربي قليلون جدا - هو بحسب بكار ( من يؤسس لقراءة الماضي والإستفادة منه ويحاول توفير قواعد لفهم الحاضر واكتشاف العلاقات بين القوى المؤثرة فيه ) يعنى من مهامه الأساسية صناعة المفاهيم ، وتصحيح النظرة للأشياء ، والربط بين المعارف ، واكتشاف العلاقات بينها .. وليس مجرد المعالجة المرحلية كما هي عند المثقف .

فلا يظن أحد أن المثقف هو الأفضل في الميادين المعرفية ، فهناك العالم والمفكر والفيلسوف ممن تجاوزو مجرد الإطلاع إلى معرفة الحقائق ، وفهم العلاقات ، وصناعة المفاهيم وغير ذلك .

وبهذا تعرف الحجم الطبيعي لبعض كتاب الصحف وأن كثيرا منهم مجرد كاتب ولم يصل إلى مستوى المثقف أو المثقف الموسوعي فضلا عن المفكر .. فأنا أوافقك على ضعف المحتوى في الصحف كما هو الضعف في هذا المقال وبعض المداخلات ، وأذكرك في النهاية بشىء هام .. الإسلام أقوى من أن يدافع عنه بنسف الحقائق !!

لهيب
11 / 08 / 2011, 16 : 01 PM
بداية أقول ما ذكرته حول ماهية المثقف هو ما تتداوله أوساط خواص الناس وعوامهم لما يروه من تهويل يتبادر عند ذكر هذه اللفظة وما أشبهها من مفكر ونحوه وأما فيلسوف فلفظة قديمة ولها مدلول واضح لايمكن سلخها منه وإدراجها في قائمة الألفاظ- لاالمصطلحات!- الموهمة والعائمة كما هو الحال في مفكر ومثقف وناقد وووو
فهذا المعنى ينعقد في الذهن من واقع ما يحيط بمن يحمله من بريق وزهو وتصدر وحيث ولد دون أن يكون له حدودا منضبطة فإنه قابل للتوسع و الانجذاب دون حدود إلا أن الكثيرين يتفق على ما ذكرته ممن قابلت وعرفت وما عرفه به بكار على الرغم من غموضه وما يتخلله من إشكالات فهو يختص به هو لايختص بهذا اللفظ من حيث نشأته
فهو على ما أعتقد نشأ قديما تحت أوضاع مأسأوية من الاستعمار كان يعيشها عالمنا العربي وهزيمة نفسية ساحقة لكل ما هو إسلامي أصيل ولذا لن تجده في شيء من تراثنا إلا بعد سقوط الدولة العثمانية
(((((المثقف / شخص قد تجاوز تخصصه الأساسي ، ووسع دائرة اهتمامه على صعيد القراءة والمطالعة وعلى صعيد التأثير ، فهو في خطابه يستهدف شريحة واسعة من الناس ، وهو في الوقت نفسه يمتلك ملاحظات نقدية وينتج بعض الأفكار والمفاهيم ذات الطابع العلاجي والمتصلة بتطوير الواقع واستشراف المستقبل!))))
اذا تجاوزنا تلك اللغة العصرية الركيكة التي امتلأ بها هذا التعريف فإن يصدق في النهاية على كل أغلب من يحمل تلك الألقاب التي سلف وأن ذكرتها : علامة وأديب متفنن...
وقف على تراجمهم لتعرف ما أقول فما من عالم إلا وله ميدان يبرع به وإلمام بميادين أخر شرعية كانت أو لغوية أو حتى فلكية أوغيرها من العلوم التجريبية والتطبيقية ولهو فيها اسهامات و(ملاحظات نقدية وينتج بعض الأفكار والمفاهيم ذات الطابع العلاجي عنها)
لذا فحديثك عن حداثة المفهوم محل نظر
((لكن حينما يكون المفهوم شبه حادث – نظرا لحداثة بعض العلوم – فإن حداثة الإصطلاح شىء بدهي .. وإلا لزم من هذا الكلام نسف كثير من المصطلحات العلمية على كثير من المستويات وفي كثير من الميادين ..!))
فالمفهوم والماصدق قديم قدم العلم بصورة عامة ونسف المصطلحات فيما لوسلمنا بكون المثقف يندرج بها قد يحمد فاعله فيما لو استحدث مصطلح جديد لمصطلح قديم لبلبلة الناس ومسايرة قنوات أخرى ليس إلا كما هو مؤدى الكلام هنا
وما أردت الوصول إليه وإن كان الحديث ذو شجون ولي مع كلامك وقفات عدة يدور حول شيئين:
*غموض المصطلحات الوافدة -قطعا- ومنها المثقف والمفكر والناقد والناشط وووو والتي نشأ عنها دخول كثيرين فيها دون شرط أو قيد أنفة عن قبول ما يقابلها في تراثنا ورغبة في مسايرة الغرب
*أن أغلب من يحملها مستحق للذم أكثر منه للمدح لكونه خالي الوفاض مما يدعيه من انتسابه لهذا الفريق أو ذاك
وإن كان يحمل شيئا من المعلومات فهي في مجملها معلومات ضارة محاربة لكل ماهو اسلامي أو حتى عربي
ولي عودة

كش ملك
13 / 08 / 2011, 43 : 06 AM
في هذه المداخلةأنت أكثر وضوحا من ذي قبل .. وإن كان هناك بعض الأحكام الغير مسؤولة ، والغير مفهومة في بعض الأحيان .. مثل قولك ( هذا التعريف يصدق على كل أغلب من يحمل تلك الألقاب ) وأرجو أن تكون "كل" هنا خطأ مطبعيا .. ولعلي أرجئ الكلام عن محتوى الجملة السابقة إلى حين ..

ومثل دعوى تداول المصطلح بالمفهوم الذي عرفته ..ومثل قولك (إن أغلب من يحملها - أي الألقاب - مستحق للذم أكثر منه للمدح ) .. فإن كان من ينتمي لهذا المفهوم وأغلبهم من "الإسلاميين" وهم الغالبية العظمى في الوطن العربي ، مستحقون للذم فلا رد عندى على هذا ، وإن كنت تقصد التقييد بالوسط الإعلامي أو الصحفي على وجه الدقة فقد كان البيان واجبا ..

ولا أريد أن يكون الحوار محصورا داخل هذه الدائرة الضيقة ، حتى لا يكون من قبيل أيهما أقدم الدجاجة أم البيضة ..!

ولكني أعرج على نقطة هامة في هذا السياق ، وهي أني عندما قلت (المفهوم شبه حادث) فـ (ال) هنا للعهد الذهني ، أي مفهوم المثقف بالمعنى التداولي ، وضمن سياقه التاريخي ، وليس مجرد الحد المعرفي للمصطلح .. ومع ذلك فإني قلت الشبه حادث ، ولم أقل الحادث ، وهذا كان ينبغي أن يفهم منه عدم الفصل التاريخي بين مفهوم المثقف قيدما وحديثا ، ولم أرد أيضا أن الماصدق حادث ، وقد بينت أني أرت المعهود الذهني .

هناك آفاق أوسع للحوار خارج حدود الماهية للمصطلح ، وتاريخ نشأته ، يمكن أن نوسع فيها دائرة النقاش ، ولو لاحظت أن مداخلتي كانت منصبة على السطرين الأولين من مقالك ، ولم أجاوزهما إلا استطرادا ، وحتى الفكرة الرئيسية وهي علاقة المقدمة بالنتيجة ، لم أتكلم عنها بتوسع ومزيد بيان .. مع أهميتها ، ولكن لعل هذا يكون بعد قراءة ما وعدت به عند عودتك .. وأرجوا أن يكون هناك آفاق خصبة وواعدة في هذا النقاش .

كش ملك
15 / 08 / 2011, 20 : 09 AM
في ميدان الفكر والثقافة هناك قوى متصارعة إذا استعرنا عبارة هنتجتون و(صراع الحضارات) ، فإن جاز الكلام عن وجود صراع حقيقي بين الحضارات هو من طبيعة الثقافة وطبيعة الإنسان في بسط نفوذه على عدة مستويات ، والذي تكرسه المنجزات الحضارية في شخصية المجتمعات المتحضرة ، والمثقف ابن مجتمعه ، ويكرسه الإنتماء البشري لدين أو حضارة أو تاريخ أو عرق أو مصير مشترك ، فإن السجال الفكري والنزاع القائم بين التيارات ، للسيطرة أو لنقل لكسب مجتمع ما ، هو أحد مظاهر هذا الصراع الذي هو المواجهة على الأرض –وهو هنا المجتمع –لفرض الهيمنة الكاملة أو الشبه كاملة ..

في مجتمع مثل مجتمعنا الإسلامي بل بخاصة مجتمعنا السعودي ، الذي يعد من أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة ، أجد أن من المغالطات الكبيرة هو وصف الإسلام بالتيار ، بينما الإسلام هنا هو الدستور ، هو المؤسسات ، هو الكيان التعليمي ، والنظام الحاكم ، بل وحتى أصغر الممارسات في الحياة اليومية للفرد يكون التوجيه الإسلامي حاضرا ، نعم هناك تجاوزات وهناك خلل في عمل بعض المؤسسات في تبني حرفية الأحكام الإسلامية ، وحتى على المستوى الفردي لا يخلو الواقع من كثير من المخالفات والتجاوزات ، والتي يفسرها لك قوله تعالى ( ولو شاء ربك لهدى الناس جميعا ) ، ولكن هذا لا يلغي هيمنة الإسلام على واقع المجتمع ، وعلى كيان الدولة بحكم أن السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية تستمد أحكامها وعملها من الموروث الإسلامي وتدور في فلكه ..

إذا أدركنا هذا فإنه يعطينا مؤشر واضح ودلالة كبيرة على تبني المجتمع للمنهج الإسلامي ، ورفضه لكل ما يتعارض مع الثوابت الدينية الأصيلة ، وهذا يعني على الصعيد الفكري أن الرفض للأطروحات الدخيلة لمجرد الرفض ، ليس منهجا علميا أصيلا ، لأن الأخطاء التي يرتكبها من يدافعون عن المنهج الإسلامي ، تتيح فرصة كبيرة لأصحاب الأفكار الدخيلة بتوسيع دائرة الشك ، ونزع الثقة ، من العاملين في هذا الحقل من "الإسلاميين" ، ولو بأساليب رخيصة ..

التحدي الحقيقي الذي يكشف زيف الأفكار هو وضعها على المحك ، والنظر في المنجزات ورصيد هذه المشاريع الإصلاحية من القضايا الكبيرة النهضوية ، وقضايا الفرد والمجتمع الأساسية ، والحق أن الواقع لا يعطي دلائل واضحة في هذا الميدان ، بل إن العمل التطوعي وهو الذي يعكس تقدم المجتمع في الجوانب الأخلاقية وترجمة القيم ، ينحاز كليا للوسط الإسلامي ، مؤسسات وأفراد ، ومن جهة أخرى فالإسلاميون هم الأكثر عملا على دفع المسيرة التنموية ، ولك أن تنظر في البارزين في المجالات التعليمية وتتأكد من ذلك ، في المجال الطبي والهندسي والتقني وغيرها من المجالات ، المتدينون حاضرون حضورا ملفت .. وهذا يعني أن الإسلام ليس بينه وبين المنجزات الحضارية والعلوم الحديثة أي خصومة .. الخصومة فقط في أذهان من يريدون الفصل بين الإسلام ومبادئه العامة وقيمه الراسخة ..

وقد أعود لا حقا .

لهيب
15 / 08 / 2011, 08 : 06 PM
الرفض للأطروحات الدخيلة لمجرد الرفض ، ليس منهجا علميا أصيلا ، لأن الأخطاء التي يرتكبها من يدافعون عن المنهج الإسلامي ، تتيح فرصة كبيرة لأصحاب الأفكار الدخيلة بتوسيع دائرة الشك ، ونزع الثقة ، من العاملين في هذا الحقل من "الإسلاميين" ، ولو بأساليب رخيصة ..الاطروحات الجديدة إن كنت تعني ذات الصغة الاجتماعية والمدنية وهو ما أظنك تعنيه هنا فإن الواقع يؤكد تسربها لكثير من الاوساط الاجتماعية دون انتظار رؤية من هنا أو هناك ومن حيث التنظير فإن الأصل موازنتها بالشرع فما رفضها نرفضها من منطلق كون الإسلام هو الحاكم على كل شيء وإنما يتنازع المهتمون بمناقشتها حول مدى مصادمتها للدين الاسلامي من عدمه منطلقين في ذلك من عدة اعتبارات قد يتفقون عليها من حيث التقعيد ويختلفون في التفريع ولذا أفرز لنا ما تراه من جدل تخلله الطعن في المقاصد والنيات والمزيد من التشنج والتصعيد والتحريض وهو خلل خلقي يعتور هذه الأمة من قديم ولكن قد يحتدم في أوساط صغار طلبة العلم بين بعضهم البعض ما لايمكن أن تراه في الأشياخ وكبار العلماء من دون مقارنة بما يحدث بين سائر التيارات الغريب الحديثة التي نشأت هي الأخرى لعدة عوامل أغلبها خارجية نظرا لظروف الواقع المأساوي الذي نعيشه والتي تقتات هي الأخرى على نتاج تأجيج مثل هذه الاختلافات لتخلق لها موضع قدم على هذه الأرض وعندما تكون الآلة الإعلامية مشوهة أصلا فإنها ستشوه الصورة التي عليها غالب أهل العلم تجاه تلك الاطروحات فتعمد للانتقائية لإثارة التصادم والتشغيب حتى لواضطرها هذا لاعمال البتر وافتعال الأحداث وخلق الأكاذيب فالحاصل أن الرفض لمجرد الرفض بعيد بالجملة عن المنهج الصحيح فلكل الفريقين من المؤيد والمعارض من المبررات من يجعله يتخذ هذا الموقف أو ذاك بل أستبعده حتى لدى الذين لايعبأون بالرؤية الشرعية فلرفضهم وتأييدهم لطرح ما مبررات تسوق لهم ذلك لدى المتابع