المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقرؤوا التاريخ[2]


أبو ياسر
03 / 08 / 2011, 55 : 01 AM
قراءة التاريخ تضيف للإنسان عمراً و علماً ، وتزيده عقلاً و حِكمَ، شريطة أن تكون قراءته للعبرة و العظة ، لا أن تكون مجرد سياحة و تسلية و كأنما يقلب صفحات جريدة يومية، لا! قراءة بتمعن و استبصار ، لتبلغ غور التاريخ و تستخلص غرره ، فإذا رأى دولة كان لها في التاريخ مكانة علية ، توقف قليلاً و تأمل عوامل علوها و مكامن قوتها ، و إذا ما مر بدولة واهنة مكسوفة ، ينقب عن أسباب هوانها، فتخيلوا رجلاً كانت قراءته بهذه الطريقة ، سيتربع على صرح الحكماء بلا ريب!، و لن يفاجأ بغدرات الأزمان ، و إرعادات الأقدار .
قرأت قبل أشهر تاريخ الدولة العثمانية ، كنت أطوي الصفحات طياً دون أن أشعر ، حلقت بأجنحة الخيال فوق قصور الأستانة ، حضرت مجالس الأمراء المرفهين ، ونزلت بساح معارك القادة المظفرين ، كل هذا و أنا في غرفة مكيفة و آمنة بأمان الله، فكأني عشت مئات السنوات ، ثم عدت لقراءة تاريخ الدولة الأموية ، و طالعت زمان الدولة العباسية ، و قرأت مختصراً في تاريخ الأيوبيين ، ترون أني لم أسر على سنن التاريخ و لكن هكذا قرأت ! ، ثم توقفت عن القراءة لأن تاريخنا انتهى بسقوط آخر حاكم عثماني! ، ياه! يا أحبتي كم كنت سعيداً و أن أقرأ بل أقسم أني لم أجد متعة تضاهي إمتاع تلك الليالي التي كنت أقرأ فيها ، و أذكر في إحدى تلك الليالي و كانت ليلة الخميس ، كان الأقارب مجتمعين في جلسة سمر ، اعتذرت وكان الذي يتصل بي يسأل ما عذرك فأقول أنني في ضيافة سليمان القانوني ، أغلق السماعة متعجباً وهو يقول خله يأكلك عيش ، سليمان القانوني – يا أحبتي - هو الخليفة العثماني المحنك ، بلغت الخلافة العثمانية في زمنه أوج قوتها ، وسمي القانوني لأن القوانين صيغت في عهده وكتبت المجلة العدلية المشهورة ، ولكنه كان من أهم عوامل هدم الدولة العثمانية ، ويمكن القول أنه أول من نخر في جدران قلعة الدولة العثمانية ، فكنت أقلب الرأي فيه و أعجب من تنازلاته للغرب مع أنه كان في قوة ومنعة ، فشرَّع لهم تنازلات عجب منها المؤلف و لم يحر لها جواباً ، ولما سمح القانوني للغربيين في التدخل في شؤون الدولة العثمانية أسقطوها ولم يخرجوا من شؤوننا حتى يوم كتابة هذه المقالة ،هنا أيها الكرام خرجت بفائدة أننا متى سمحنا للغرباء أن يتدخلوا في بلادنا فنحن بذلك نساعد على هدمها ، ما رأيكم إذن بالعاهرات اللواتي استعن بالساقطة الكبرى هلاري كلنتون لتضغط على بلادنا بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ، وليت أنها نصرتهم بعد أن استعانوا بها بل تقيأت عليهم وقالت: هذا شأن داخلي ، ولكنها ورقة ضغط ستظل في أدراج الخارجية الأمريكية تنتظر الوقت المناسب لإخراجها ، إن عاهرات بلادنا لا يقرؤون التاريخ بالتأكيد ، مشغولات بقراءة كتب التجميل و الأزياء ، أو إذا ما قرؤوا قرأن روايات على وزن روايات هاري بورتر الساحر الصغير و إذا ما شعرن أنهن قليلات أدب قرأن لغازي القصيبي شقة الحرية ليغذين جانباً من الشبق الـ ، لا تتعجبوا من غضبي إن ما يقومون به خطر جداً ، فيا أيها العقلاء خذوا على أيدي سفهائكم فإنهم لا يعلمون ، فهل رأيتم كيف أنني استفدت هذه الفائدة من قراءة التاريخ ، ولم أكن لأستفيدها لولا قراءة التاريخ .
كيف تقرأ كتب التاريخ ، لابد أن يكون معك قلم رصاص ، وتبدأ القراءة وهو قريب منك أو في يدك ، و إذا رأيت فائدة أو عبرة أطربتك توقف ، وعد إلى أول الكتاب ستجد صفحة فارغة ، ضع رقم واحد ثم شرطة و اكتب رأس الفائدة فقط و رقم الصفحة ثم واصل القراءة ، في النهاية ستخرج بفوائد كبيرة إذا عدت للكتاب بعد زمن سترقص لها طرباً ، و إن كان الأمر مرهون بحسن الاختيار و الذوق في الاقتناء ، و إذا لم تعتد القراءة سترى بأنك تقيد فوائد باردة لا قيمة لها و لكن اصبر واستمر و ستجد نفسك تتطور كل ما تقدمت في القراءة ، و أختم بدلالة على سلسلة كتب لمؤلف أعجبتني طريقته في كتابة التاريخ ، و الحقيقة أني وجدته بعد أن قرأت و لا بأس أن أرشدكم إليه ، هو الليبي الدكتور / علي الصلابي له سلسلة متميزة و برؤية إسلامية فذة في النقد و التحليل ، و إذا لم ترق لك طريقته في العرض ، فالمكتبات تضم مؤلفين غيره بإمكانك زيارتها لترى ، و ابدأ أولاً بقراءة سيرة النبي – صلى الله عليه و سلم – و أنصحك هنا بالرحيق المختوم كتاب من تأليف صفي الرحمان المبارك فوري ، ثم عصر الخلفاء الراشدين ، ثم الخلفاء الأمويين ، ثم العباسيين ثم العثمانيين ، ثم اقرأ بعد ذلك تاريخ مصر لأن مصر أم الدنيا بحق و مصر هي من دفعت بالمفكرين و الأدباء إلى أقطار دول العرب ليعلموهم ، وأي زعزعة في تاريخ مصر سيمتد ليضرب كل بقعة عربية ، ثم تسلى! بقراءة تاريخ نجد لابن غنام ، و الدولة السعودية في أطوارها الثلاث ، ثم توقف و لا تقرأ لأن تاريخنا انتهى منذ زمن ، الله أسأل أن يعيد زمن الأمجاد و أن يجعلنا نراه قريباً لا بعيداً ... و إلى اللقاء على مائدة السحور

خيال العوجا
03 / 08 / 2011, 00 : 03 AM
يعطيك العافيه.
وتعليق على موضوع الغرب وانا نستعين بهم اذ أجد في ذلك غرابه
واجدنا نتجاهل قوله تعالى " ولن ترضى عنك اليهود و ...."الايه

le prince
03 / 08 / 2011, 30 : 05 AM
لنا فالتاريخ دروس وعبر وديننا الإسلامي وتاريخنا الماضي المشرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده والتابعين إلى وقت قريب هي من تشفع لنا في أن نفتخر حتى قيام الساعة إن شاء الله ..
ولكن هذا قدرنا نحن من أبناء هذا التاريخ الحديث الأشبه بالتاريخ الذليل نعوذ بالله المُذلُ من الذُل ..
فعسى الله أن لآيعاقبنا بما فعله السفهاء منَا ..
مائدة دسمه أكرمك الله ..

أبو ياسر
04 / 08 / 2011, 43 : 12 AM
يعطيك العافيه.
وتعليق على موضوع الغرب وانا نستعين بهم اذ أجد في ذلك غرابه
واجدنا نتجاهل قوله تعالى " ولن ترضى عنك اليهود و ...."الايه

الأخ الغالي : خيال العوجا .. عافاك الله و الشكر لك على تفاعلك و تعليقك ....
و استدلالك بالآية في موضعه الصحيح .. بوركت

أبو ياسر
04 / 08 / 2011, 44 : 12 AM
لنا فالتاريخ دروس وعبر وديننا الإسلامي وتاريخنا الماضي المشرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده والتابعين إلى وقت قريب هي من تشفع لنا في أن نفتخر حتى قيام الساعة إن شاء الله ..
ولكن هذا قدرنا نحن من أبناء هذا التاريخ الحديث الأشبه بالتاريخ الذليل نعوذ بالله المُذلُ من الذُل ..
فعسى الله أن لآيعاقبنا بما فعله السفهاء منَا ..
مائدة دسمه أكرمك الله ..

مرحباً ألف بالأخ الغالي/ le prince..
زيارتك للموضوع زادته نوراً .. لا حرمت تواصلك

ابو علاء الاردن
04 / 08 / 2011, 18 : 01 AM
الاخ ابو ياسر اشكرك على ما ذكرتنا بة اقول ان الامة التى لاتاريخ لها ميتتة بحكم الزمن فالماضى عنوان جميل للحاضر حيث حياتنا وعلينا المحافظة علية وتاريخ امتنا شاهد على ذلك ولابد ان يكون هناك زلات وهفوات تاريخية يجب ان يستفيد القارىء منها وكذلك السامع اشكرك مرة اخرى وارجو لك التوفيق

الأمير السنافي
04 / 08 / 2011, 37 : 02 AM
بارك الله فيك يـــــــــــــاأبو ياســـــــــــــــر والله يكتب لك الأجـــــــــــــر وعتقآ من النــــــــــــــــــار

مشكـــــــــــــــــــــور طال عمرك على الطــــــــــــــــرح الممـــــــــــــيـــــــــــــز
والله يصلح حـــــــــــــــال الـــــــــــــمسلمين في مشارق الأرض ومغـــــــــــاربــــــها
آآآآآآآآآآآآآآآمين
اشكرك وتحياتي لشخصك العـــــــــــزيز علينا جـــــــــــــــــميع

أبو ياسر
04 / 08 / 2011, 28 : 04 PM
الاخ ابو ياسر اشكرك على ما ذكرتنا بة اقول ان الامة التى لاتاريخ لها ميتتة بحكم الزمن فالماضى عنوان جميل للحاضر حيث حياتنا وعلينا المحافظة علية وتاريخ امتنا شاهد على ذلك ولابد ان يكون هناك زلات وهفوات تاريخية يجب ان يستفيد القارىء منها وكذلك السامع اشكرك مرة اخرى وارجو لك التوفيق
الغالي / أبوعلاء الأردن ... العفو و شرفت بتعليقك البهي .. لاعدمتك

أبو ياسر
04 / 08 / 2011, 29 : 04 PM
بارك الله فيك يـــــــــــــاأبو ياســـــــــــــــر والله يكتب لك الأجـــــــــــــر وعتقآ من النــــــــــــــــــار

مشكـــــــــــــــــــــور طال عمرك على الطــــــــــــــــرح الممـــــــــــــيـــــــــــــز
والله يصلح حـــــــــــــــال الـــــــــــــمسلمين في مشارق الأرض ومغـــــــــــاربــــــها
آآآآآآآآآآآآآآآمين
اشكرك وتحياتي لشخصك العـــــــــــزيز علينا جـــــــــــــــــميع

العفو أخي الغالي / الأمير السنافي .. دائماً ما تشرفني بتعليقاتك .. لاعدمتك

حلو المعاني
11 / 08 / 2011, 55 : 07 AM
اهلا وسهلا بكـ اخي ابا ياسر ..
دائما يشدني اسلوب كتابتك . وبما ان هذا الموضوع من تخصصي (التاريخ) حقيقة اعجبني حبك للتاريخ فهو شئ اساسي في الحياة ويستبسطه الكثير من مجتمعنا وهو في العالم الغربي يعد من التخصصات الاولى والاهم فالتاريخ . لا اقول هذا لانني ادرس التاريخ ولكن هذه حقيقه .
تكلمت عن الدولة العثمانيه واستغربت انك لم تذكر السلطان عبدالحميد الثاني ذلك الرجل الذي دافع عن الاسلام والمسلمين . فقد نهر هرتزل اليهودي عندما اتى هرتزل وكانت الدولة تعاني من اقتصادها وفي نفس الوقت تقوم بانشاء سكة الحديد التي تربط بالحجاز والمدينه والتي كانت نفقتها من الحكومه العثمانيه والمسلمين اتى وعرض على السلطان عبدالحميد المال لكي يقطعه ارض في فلسطين مقابل هذا المال فقال كلمته المشهوره ( ارض نزفت دماء اباءنا لاجلها والله لن اتنازل شبرا من فلسطين ما دمت حيا ) .وطرده وبعدها باقل من سنه كانت تعرض على السلطان عبدالحميد اسماء الذين يتبرعون وعرض اسم هذا اليهودي فأرسل عبدالحميد سفير الدوله في اوربا الى هرتزل ليرجع له ماتبرع ويكتب عليه تعهد لكي لا يتبرع مرة اخرى .كانت نظرة السلطان عبدالحميد الثاني بعيده. لا اريد ان اطيل في الحديث لكن اقرأ سيرة هذا الرجل وستستمتع بالقراءة .

أبو ياسر
11 / 08 / 2011, 39 : 05 PM
اهلا وسهلا بكـ اخي ابا ياسر ..
دائما يشدني اسلوب كتابتك . وبما ان هذا الموضوع من تخصصي (التاريخ) حقيقة اعجبني حبك للتاريخ فهو شئ اساسي في الحياة ويستبسطه الكثير من مجتمعنا وهو في العالم الغربي يعد من التخصصات الاولى والاهم فالتاريخ . لا اقول هذا لانني ادرس التاريخ ولكن هذه حقيقه .
تكلمت عن الدولة العثمانيه واستغربت انك لم تذكر السلطان عبدالحميد الثاني ذلك الرجل الذي دافع عن الاسلام والمسلمين . فقد نهر هرتزل اليهودي عندما اتى هرتزل وكانت الدولة تعاني من اقتصادها وفي نفس الوقت تقوم بانشاء سكة الحديد التي تربط بالحجاز والمدينه والتي كانت نفقتها من الحكومه العثمانيه والمسلمين اتى وعرض على السلطان عبدالحميد المال لكي يقطعه ارض في فلسطين مقابل هذا المال فقال كلمته المشهوره ( ارض نزفت دماء اباءنا لاجلها والله لن اتنازل شبرا من فلسطين ما دمت حيا ) .وطرده وبعدها باقل من سنه كانت تعرض على السلطان عبدالحميد اسماء الذين يتبرعون وعرض اسم هذا اليهودي فأرسل عبدالحميد سفير الدوله في اوربا الى هرتزل ليرجع له ماتبرع ويكتب عليه تعهد لكي لا يتبرع مرة اخرى .كانت نظرة السلطان عبدالحميد الثاني بعيده. لا اريد ان اطيل في الحديث لكن اقرأ سيرة هذا الرجل وستستمتع بالقراءة .

مرحباً بأخي الغالي/ حلو المعاني ..
لا ينس فضل و قدر الحاكم العثماني عبدالحميد ، وهو الحاكم المظلوم من المؤرخين كثيراً ، لم أقرأ عنه إلا كلاماً مقتضباً في الحقيقة ، وذلك لأن الكتاب الذي قرأته كتب في عهد الدولة العلية و يظهر أنه نشر قبل سقوط الخلافة ، و في طبعات الكتاب الجديدة زاد المحقق صفحات في الحديث عن عبدالحميد ولكنها لا ترو الغليل ، وفي النهاية الهدف من المقالة هو الحث على قراءة التاريخ و الاستشهاد بالقانوني و قصة المطالبات بقيادة المرأة للسيارة ، أما عن الخليفة عبدالحميدر فأعدك - بإذن الله - أن أقرأ عنه ، الشكر لك أخي الكريم على هذه المداخلة القيمة .. فشكراً جزيلاً لك