المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على مائدة السحور ( مقالات يومية)!


أبو ياسر
31 / 07 / 2011, 12 : 02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مرة عن روائي شهير استضافته إحدى الجامعات الأمريكية و عقدت له محاضرة عنوانها ( كيف تكتب) تجمع الطلاب في القاعة حتى فاضت بهم ، ولما أطل عليهم قال: (ماذا تنتظرون كل ما عليكم فعله ، هو أن تفتحوا أجهزتكم و تكتبوا هذا كل شيء )ثم استأذن و خرج من القاعة ، سأعمل بنصيحته و أكتب دون أن أطيل في المقدمات ، فيسرني أن أقدم بين أيديكم - يا سادة- مقالات متنوعة أضعها على مائدة السحور كل ليلة من ليالي رمضان الفضيل ما عدا العشر الأواخر ، سأنحى في كتابتها الأسلوب الأدبي السهل، عارضاً لعدة قضايا منها ما هو شخصي و منها ما هو اجتماعي ، و سأتجنب ما استطعت القضايا الفكرية و العلمية و ما توفيقي إلا بالله .
والكتابة الأدبية – يا سادة - مثل رسم لوحة فنية، فالرسام عندما يبدأ يرسم أمامك لوحة فأنت لا تدري كيف بدأ و أين يريد، بل لو تعجلت لحكمت على لوحته بالفشل و أنها شخبطة تدعو للسخرية ، و لكن متى استمر في الرسم وتحليت أنت بالصبر ، تبدو لك ملامح اللوحة تظهر شيء فشيء ، لتقف أمامها في النهاية متعجباً و مكبر ، هكذا هي الكتابة الأدبية فلا تبدو لك إلا في تفصيلاتها و تراكيبها و كل ما قرأت كلما ازددت بها تعلقاً ، فالقصص و الروايات مثلاً وهي كما تعلمون جناح الكتابة الأدبية الإبداعي –على وزن الجناح العسكري - ، لا جديد فيها إلا في الأساليب التي رويت بها و التواصيف البديعة التي ابتكرها الكاتب الملهم ، وإلا فكل قصة شبيهة بأختها ، فقصص الحب مثلاً نحن نعلم قبل أن نقرأها أن هناك فتى سيحب فتاة و يلتقيان أو يفترقان في النهاية ، لكن السر في قلم الكاتب و أسلوبه وهنا يميز الله البارع من الفارغ .
على مائدة السحور ، أحاديث متنوعة كمائدة السحور تماماً فقد تكون وجبة مستوية تلذ الأذواق بأكلها ، وقد يعتريها خلل فأزيد في ملحها أو أنقص فتلفظها النفوس، وحيناً تحترق لأني زدت في نارها أو غفلت عنها ، هكذا ستكون على مائدتكم فإن شئتم ضعوها على المائدة و إن شئتم انسوا أمرها و كأن لم تكن موجودة ، لا أعتقد أني سآتي بجديد فيها ، و لكني سأجتهد أن أعتق كل قديم و أحرص على طرح ما أره فريد ما استطعت إلى ذلك سبيل ، وما أمدني الله به من علم و ذوق ،و لن أكون في هذه الأحاديث كجندي أرسل في مهمة ينفذها في وقت محدد ويعود في وقت محدد و وراءه ضابط ينتظر تقريراً مفصلاً عن هذه المهمة ، لا سأكون فيها كسائح يجول في البلدان يسير على خط طويل واضحة حدوده، و لكن قد يتوقف من أجل أن يستنشق شذى وردة على حافة الطريق ، أو لسماع غناء طائر جميل على غصن رقيق ، هكذا سيكون حديثي إليكم فالمائدة لا تحتمل حديث جامداً ، يسد النفس و يعكر الجو ، وقد يعافه القارئ وينام من دون سحور ، الخفة في اختيار المواضيع و الرشاقة في الأسلوب ، لتكون عن جدارة تستحق أن تكون على مائدة السحور .
لماذا كانت مع السحور لأن النبي – صلى الله عليه و سلم – أخبر أن البركة في السحور ، فأسأل الله بكرمه أن يطرح في ما أكتبه البركة و تأخذ بيدي و أيديكم إلى جنات النعيم .. و لا يفوتني أن أهنئكم بمقدم هذا الشهر الفضيل ، و الله أسأل أن يوفقنا جميعاً لصيامه و قيامه ، و أن يمدنا بالعفو و المغفرة ، ويدخلنا الجنة و ينجينا من النار .. اللهم آمين ، و إلى اللقاء على مائدة السحور
#وقت تنزيل المقالات: بعد الساعة 12 من كل ليلة في منتدى نزف المحابر

الأمير السنافي
01 / 08 / 2011, 17 : 01 AM
يعطيك العافية أبو ياسر طرحك ومواضيعك جميلة بارك الله فيك
والله يحفظك من كل شر
تقبل مروري وتقديري لشخصك الكريم
وكل عام وأنت بخير

نمر بن عدوان
01 / 08 / 2011, 39 : 07 PM
ابو ياسر بارك الله فيك وفي قلمك، ونحن في انتظار مائدتك لعلها تفتح شهيتنا على السحور
فأن في السحور بركة . . تقبل مروري

أبو ياسر
02 / 08 / 2011, 26 : 02 AM
يعطيك العافية أبو ياسر طرحك ومواضيعك جميلة بارك الله فيك
والله يحفظك من كل شر
تقبل مروري وتقديري لشخصك الكريم
وكل عام وأنت بخير

شاكر لك المرور و التعليق .. و تشرفني متابعتك

أبو ياسر
02 / 08 / 2011, 28 : 02 AM
ابو ياسر بارك الله فيك وفي قلمك، ونحن في انتظار مائدتك لعلها تفتح شهيتنا على السحور
فأن في السحور بركة . . تقبل مروري

مرحباً بالصديقي الغالي ... تشرفني متابعتك