البعد الرابع
18 / 07 / 2010, 16 : 06 PM
السؤال كقيمة وهدف
يقصد بقولنا " سؤال " أسلوب لغوي للاستفهام عن أشياء مبهمة أو معلومات غامضة . وهو في اللغة العربية " سؤال " و يصاحب لفظياً بالتنغيم الدال على الاستفهام , وكتابياً بعلامة الاستفهام " ؟ " , وإنجليزياً " Question " ويصاحبه لفظياً تنغيم مناسب للاستفهام وكتابياً أيضاً علامة الاستفهام " ?"
وفي الحقيقة أن السؤال هو أهم أداة من أدوات التفكير و العلم أو البحث عن المعرفة وإن كثرت أشكالها وأنواعها . هذه الأداة هي التي كشفت للإنسان الكثير من الغموض , وأنارت له الكثير من الظلام .
وإذا لاحظت كمسلم كتاب الله عز وجل تجد الكثير من الآيات التي تبدأ بالتعبير عن التساؤل , منها قوله تعالى { ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس .....} البقرة219 , ومنها قوله تعالى { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ...} البقرة 222 ,وقوله { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً ...}سورة طه 105, وقوله {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ...} البقرة 215 , وقوله { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله ...} البقرة 217 , وغيرها كثيرٌ في القرآن الكريم .
وفي البدء بطرح السؤال , استثارة حب الفضول لدى المتلقي للبحث عن المعلومة بطرح التساؤل .
لكن هل كل الأسئلة تطرح وهل كل سؤال هو أداة ومفتاح للعلم والمعرفة ؟ وهذا هو أخطر سؤال !
وهنا لا بد أن ننبه أن الناس تختلف من حيث العلم والتعالم والفرق بينهما جد كبير .
قال عالم حكيم : الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
وهنا نتفق أن السؤال يبقى الأداة السحرية للعلم , لكن هل كل الناس تستخدمها ؟
إذا كان الشخص من الفئة الأولى من الرجال فهو بلا شك قد استخدمها بل وأحسن استخدامها , وكذلك إن كان من الفئة الثانية , أما الفئة الثالثة فما منعه إلا الحياء من كونه في حاجة غيره ليعلمه .
أما من كان الفئة الرابعة فما منعه إلا الكبر وجزاء المتكبر في الآخرة من جنس العمل , فما تكبّر إلا وضيع أو ناقص وما توشح بعباءة الكبر إلا ليغطي عيوبه و نقائصه !؟
اتفقنا أن السؤال بوابة المعرفة والمعلومات , لكن هل كل سؤال يُطرح ؟ وهل كل تساؤل يُجاب عليه ؟
هل تصدقون ؟ أن بعض الأساتذة يأخذ انطباعاته الأولى عن تلاميذه ؛ من خلال تساؤلاتهم " طبعاً هذا البعض يدخل في نطاق شخصيات الأساتذة الأذكياء فقط مع الاعتذار لغيرهم " فالتساؤل الذكي والمنسق والمحدد بحيث يسأل فقط عن المعلومة المبهمة فقط ؛ ينم عن تفكير راق وذكاء منظِّم ومنظَّم .
دون الأسئلة الغبية " عفواً " ! التي تنم عن غباء الشخصية المتسائلة , أو حتى عن تشتت توجهاتها أو فوضوية تفكيرها .
وهناك شخصيات تلح في السؤال عن أشياء تافهة أو غير ذات مضمون أو بلا هدف وهذه الشخصيات لا تعلم أنه كما أن العلم في أغلب مواقف الحياة نعمة جميلة , لكنه قد يبقى للجهل في بعض الأحيان فوائد جمة , بالأخص عندما تكون المعلومة محزنة ومفاجئة أو الحقيقة مُرّة مرارة العلقم ؛ حينها سيكون الجهل أكثر راحة على أقل الأوصاف إيجاباً , أليس كذلك !
وفي هذا قال الله عز وجل { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } المائدة 101 , وفي هذا أيضاً قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما أهلك من كان قبلكم قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال "
ولنضرب الآن مثلاً : في حياتنا اليومية في الحوارات العادية التي تدور في الهاتف نحن " بصراحة " لا نحترم الوقت !, فنضيعه في السؤال عن الأهل وأفراد الأسرة الأحوال وووو , كثير من التساؤلات الغرض منها فقط الفضول لمعرفة أوضاع الآخر! , ثم في نهاية المكالمة نورد الهدف من المكالمة , و ابتداءً من قولنا " آلو " , على العكس من الغربيين مثلاً , فتجد المتحدث أو المجيب لا يستخدم كلمة " آلو " هذه أبداً , إنما مباشرة يقدم نفسه بتنغيم الاستفهام قائلاً : الفلاني فلان ؟ يجيبه الآخر : الفلاني فلان , بتنغيم الإجابة . الأول مباشرةً : تحدث ! " يعني ماذا لديك ؟ مباشرة ".
بصراحة أذكياء في استخدام واحترام الوقت والكلام والجمل .
أما نحن فهل أضعنا الوقت ولم نحترم السؤال كقيمة وهدف , لا أدري ؟
يقصد بقولنا " سؤال " أسلوب لغوي للاستفهام عن أشياء مبهمة أو معلومات غامضة . وهو في اللغة العربية " سؤال " و يصاحب لفظياً بالتنغيم الدال على الاستفهام , وكتابياً بعلامة الاستفهام " ؟ " , وإنجليزياً " Question " ويصاحبه لفظياً تنغيم مناسب للاستفهام وكتابياً أيضاً علامة الاستفهام " ?"
وفي الحقيقة أن السؤال هو أهم أداة من أدوات التفكير و العلم أو البحث عن المعرفة وإن كثرت أشكالها وأنواعها . هذه الأداة هي التي كشفت للإنسان الكثير من الغموض , وأنارت له الكثير من الظلام .
وإذا لاحظت كمسلم كتاب الله عز وجل تجد الكثير من الآيات التي تبدأ بالتعبير عن التساؤل , منها قوله تعالى { ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس .....} البقرة219 , ومنها قوله تعالى { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ...} البقرة 222 ,وقوله { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً ...}سورة طه 105, وقوله {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ...} البقرة 215 , وقوله { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله ...} البقرة 217 , وغيرها كثيرٌ في القرآن الكريم .
وفي البدء بطرح السؤال , استثارة حب الفضول لدى المتلقي للبحث عن المعلومة بطرح التساؤل .
لكن هل كل الأسئلة تطرح وهل كل سؤال هو أداة ومفتاح للعلم والمعرفة ؟ وهذا هو أخطر سؤال !
وهنا لا بد أن ننبه أن الناس تختلف من حيث العلم والتعالم والفرق بينهما جد كبير .
قال عالم حكيم : الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
وهنا نتفق أن السؤال يبقى الأداة السحرية للعلم , لكن هل كل الناس تستخدمها ؟
إذا كان الشخص من الفئة الأولى من الرجال فهو بلا شك قد استخدمها بل وأحسن استخدامها , وكذلك إن كان من الفئة الثانية , أما الفئة الثالثة فما منعه إلا الحياء من كونه في حاجة غيره ليعلمه .
أما من كان الفئة الرابعة فما منعه إلا الكبر وجزاء المتكبر في الآخرة من جنس العمل , فما تكبّر إلا وضيع أو ناقص وما توشح بعباءة الكبر إلا ليغطي عيوبه و نقائصه !؟
اتفقنا أن السؤال بوابة المعرفة والمعلومات , لكن هل كل سؤال يُطرح ؟ وهل كل تساؤل يُجاب عليه ؟
هل تصدقون ؟ أن بعض الأساتذة يأخذ انطباعاته الأولى عن تلاميذه ؛ من خلال تساؤلاتهم " طبعاً هذا البعض يدخل في نطاق شخصيات الأساتذة الأذكياء فقط مع الاعتذار لغيرهم " فالتساؤل الذكي والمنسق والمحدد بحيث يسأل فقط عن المعلومة المبهمة فقط ؛ ينم عن تفكير راق وذكاء منظِّم ومنظَّم .
دون الأسئلة الغبية " عفواً " ! التي تنم عن غباء الشخصية المتسائلة , أو حتى عن تشتت توجهاتها أو فوضوية تفكيرها .
وهناك شخصيات تلح في السؤال عن أشياء تافهة أو غير ذات مضمون أو بلا هدف وهذه الشخصيات لا تعلم أنه كما أن العلم في أغلب مواقف الحياة نعمة جميلة , لكنه قد يبقى للجهل في بعض الأحيان فوائد جمة , بالأخص عندما تكون المعلومة محزنة ومفاجئة أو الحقيقة مُرّة مرارة العلقم ؛ حينها سيكون الجهل أكثر راحة على أقل الأوصاف إيجاباً , أليس كذلك !
وفي هذا قال الله عز وجل { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } المائدة 101 , وفي هذا أيضاً قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما أهلك من كان قبلكم قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال "
ولنضرب الآن مثلاً : في حياتنا اليومية في الحوارات العادية التي تدور في الهاتف نحن " بصراحة " لا نحترم الوقت !, فنضيعه في السؤال عن الأهل وأفراد الأسرة الأحوال وووو , كثير من التساؤلات الغرض منها فقط الفضول لمعرفة أوضاع الآخر! , ثم في نهاية المكالمة نورد الهدف من المكالمة , و ابتداءً من قولنا " آلو " , على العكس من الغربيين مثلاً , فتجد المتحدث أو المجيب لا يستخدم كلمة " آلو " هذه أبداً , إنما مباشرة يقدم نفسه بتنغيم الاستفهام قائلاً : الفلاني فلان ؟ يجيبه الآخر : الفلاني فلان , بتنغيم الإجابة . الأول مباشرةً : تحدث ! " يعني ماذا لديك ؟ مباشرة ".
بصراحة أذكياء في استخدام واحترام الوقت والكلام والجمل .
أما نحن فهل أضعنا الوقت ولم نحترم السؤال كقيمة وهدف , لا أدري ؟