سكروب
19 / 03 / 2010, 46 : 11 PM
قد أكون مصيباً حينما أقول أننا ما دمنا هنا في السعودية فنحن في أكثر بلد يصدر أنظمة يعجز عن حصرها وتفهمها المعنيين بها فضلا عن تطبيقها ومعايشتها واقعاً مشاهداً ، فلدينا أنظمة ومواد ولوائح تصعب على الحصر ولا أظن أحدا يختلف معي في أن الفضل والتميز ليس في كثرتها بغض النظر عن تطبيقها وابداء شيء من الاحترام تجاهها
المفارقة العجيبة أننا من أكثر الشعوب تهاوناً مع النظام أياً كان ومع هذا فهيئة الخبراء تمطرنا بين الفينة والأخرى بكم هائل من تلك الأنظمة والتقعيدات .
قد يكون هذا خطأ سلوكيا يحتاج منا لسنين مضينة من التربية على الانضباط والتقيد وفق قواعد تنظم سير الحياة ككل إلا أن المشكلة الأعظم هي في مناقضة تلك الأنظمة بل ومعاداتها والوطء عليها
إذ التهاون في تطبيق بعض الأنظمة ليس أمرا مستغرباً في بلد سرت فيه الفوضى في منذ وطئ الأرض بقدر مصادمة تلك الأنظمة في تحد سافر لمنظمها ومصدرها والمتربع على قمة الهرم في نظام هذه الدولة .
ومن تلك المصادمات العجيبة ما تطالعنا به صحفنا الصفراء من مخالفات صريحة لما نص عليه نظام المطبوعات و النشر والصادر بالمرسوم الملكي رقم م32 وتاريخ 3/9/1421 والذي ينص في مادته الثالثة على (( يكون من أهداف المطبوعات و النشر الدعوة إلى الدين الحنيف و مكارم الأخلاق و الإرشاد إلى كل ما فيه الخير و الصلاح ، ونشر الثقافة والمعرفة )) ولعلك يا عزيزي ستقف مذهولاً عندما تعلم أن هذا الهدف الأسمى أضحى من جهة أخرى عدو جعلت الصحافة جل اهتمامها في التقلي من شأنه وتغييبه عن واقع صفحاتها ما عدا بضع صفحات تعنى بنشر ثقافة دينية باردة تتعلق بالقشور دون الأصول ، تناول أقرب صحيفة لديك وطالع صفحاتها مطالعة خاطفة لتقف على ما أقول واضحا جليا بل قد أكون أخفقت في الوصف المناسب تجاه ما قدمته تلك الصحف صوب هذا الدين الحنيف !!
ونتابع قراءة هذا النظام لنطالع أن المادة الثامنة تقول (( حرية الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية و النظامية)) والواقع المؤلم من خلال مطالعة تلك المطبوعات الصحفية أياً كانت يرى أنه اقتصر على الجزء الأول من المادة ، بل قد قلبت لتكون تلك الحرية مسلطة بكافة الأشكال لمحاربة تلك الأحكام الشرعية ومن يقررها من أهل العلم و الفضل ، يدرك هذا من كان كان المهد ... والأمثلة على هذا أكثر من أن تحصر.
وفي المادة التاسعة ما نصه (( يراعى عند إجازة المطبوعة ما يلي : 1- ألا تخالف أحكام الشريعة الإسلامية ... 7- ألا تفشي وقائع التحقيقات أو المحاكمات إلا بعد الحصول على إذن من الجهة المختصة )) وكمثال بسيط على مصادمة الصحافة للفقرة الأولى أضرب لك مثالاً بأمر لا ينكره كل مسلم ، فالأمة جمعاء متفقة على تحريم ظهور المرأة متبرجة حاسرة الرأس والصدر لايخالف في هذا من استقر الإيمان في قلبه ، ومع هذا فلن تجد صحيفة تخلو من تلك الصور ، فلو أن الصحافة لم تتبنى هدف الدعوة للدين الحنيف وتركته هملا وأفرغت صفحاتها عن الحديث عنه ونشره لكان الأمر أخف وطئاً من أن تصادم ذلك الدين وتحاربه !!!
وأما ما أشارت إليه المادة في فقرتها السابعة فهو أخف خطراً من الأول إلا أنه كغيره من حيث تجاهله والخروج عليه إذ هو قوت الصحفيين وقوام الصحافة بشكل عام ، فنشر القضايا على الملاْ وهي في طور الترافع لدى الجهات القضائية أمر شائع لا تكاد تخلو منه صحيفة واحدة من صحف بلدنا المنظم!
كل هذا دعا خاشقجي أثناء لقائه بوزير الإعلام عبر قناة العربية في أن يظهر هذا التضاد الذي ضاق به ضرعاَ لينفث ذلك المتهور من صدره تلك الدعوة بتغيير تلك المواد التي صيغت -كما يقول- في زمن تأثر بالطروحات الصحوية!!
فلنتابع!
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
أرأيتم ! كيف يصف هذا النظام بأنه صيغ تحت تأثير صحوي ، وأن هذا الدين الحنيف الذي تنادي به هذه المواد يحد من الإبداع -كما يزعم- !!
هذا ما أراده خاشقجي وهو يعبر عن خلجات كثير من رؤوس الصحافة في ربوع بلادنا الحبيبة !
والله المستعان ونحن بالانتظار هل ستمر كلمات خاشقجي دون محاسبة!
المفارقة العجيبة أننا من أكثر الشعوب تهاوناً مع النظام أياً كان ومع هذا فهيئة الخبراء تمطرنا بين الفينة والأخرى بكم هائل من تلك الأنظمة والتقعيدات .
قد يكون هذا خطأ سلوكيا يحتاج منا لسنين مضينة من التربية على الانضباط والتقيد وفق قواعد تنظم سير الحياة ككل إلا أن المشكلة الأعظم هي في مناقضة تلك الأنظمة بل ومعاداتها والوطء عليها
إذ التهاون في تطبيق بعض الأنظمة ليس أمرا مستغرباً في بلد سرت فيه الفوضى في منذ وطئ الأرض بقدر مصادمة تلك الأنظمة في تحد سافر لمنظمها ومصدرها والمتربع على قمة الهرم في نظام هذه الدولة .
ومن تلك المصادمات العجيبة ما تطالعنا به صحفنا الصفراء من مخالفات صريحة لما نص عليه نظام المطبوعات و النشر والصادر بالمرسوم الملكي رقم م32 وتاريخ 3/9/1421 والذي ينص في مادته الثالثة على (( يكون من أهداف المطبوعات و النشر الدعوة إلى الدين الحنيف و مكارم الأخلاق و الإرشاد إلى كل ما فيه الخير و الصلاح ، ونشر الثقافة والمعرفة )) ولعلك يا عزيزي ستقف مذهولاً عندما تعلم أن هذا الهدف الأسمى أضحى من جهة أخرى عدو جعلت الصحافة جل اهتمامها في التقلي من شأنه وتغييبه عن واقع صفحاتها ما عدا بضع صفحات تعنى بنشر ثقافة دينية باردة تتعلق بالقشور دون الأصول ، تناول أقرب صحيفة لديك وطالع صفحاتها مطالعة خاطفة لتقف على ما أقول واضحا جليا بل قد أكون أخفقت في الوصف المناسب تجاه ما قدمته تلك الصحف صوب هذا الدين الحنيف !!
ونتابع قراءة هذا النظام لنطالع أن المادة الثامنة تقول (( حرية الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية و النظامية)) والواقع المؤلم من خلال مطالعة تلك المطبوعات الصحفية أياً كانت يرى أنه اقتصر على الجزء الأول من المادة ، بل قد قلبت لتكون تلك الحرية مسلطة بكافة الأشكال لمحاربة تلك الأحكام الشرعية ومن يقررها من أهل العلم و الفضل ، يدرك هذا من كان كان المهد ... والأمثلة على هذا أكثر من أن تحصر.
وفي المادة التاسعة ما نصه (( يراعى عند إجازة المطبوعة ما يلي : 1- ألا تخالف أحكام الشريعة الإسلامية ... 7- ألا تفشي وقائع التحقيقات أو المحاكمات إلا بعد الحصول على إذن من الجهة المختصة )) وكمثال بسيط على مصادمة الصحافة للفقرة الأولى أضرب لك مثالاً بأمر لا ينكره كل مسلم ، فالأمة جمعاء متفقة على تحريم ظهور المرأة متبرجة حاسرة الرأس والصدر لايخالف في هذا من استقر الإيمان في قلبه ، ومع هذا فلن تجد صحيفة تخلو من تلك الصور ، فلو أن الصحافة لم تتبنى هدف الدعوة للدين الحنيف وتركته هملا وأفرغت صفحاتها عن الحديث عنه ونشره لكان الأمر أخف وطئاً من أن تصادم ذلك الدين وتحاربه !!!
وأما ما أشارت إليه المادة في فقرتها السابعة فهو أخف خطراً من الأول إلا أنه كغيره من حيث تجاهله والخروج عليه إذ هو قوت الصحفيين وقوام الصحافة بشكل عام ، فنشر القضايا على الملاْ وهي في طور الترافع لدى الجهات القضائية أمر شائع لا تكاد تخلو منه صحيفة واحدة من صحف بلدنا المنظم!
كل هذا دعا خاشقجي أثناء لقائه بوزير الإعلام عبر قناة العربية في أن يظهر هذا التضاد الذي ضاق به ضرعاَ لينفث ذلك المتهور من صدره تلك الدعوة بتغيير تلك المواد التي صيغت -كما يقول- في زمن تأثر بالطروحات الصحوية!!
فلنتابع!
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
أرأيتم ! كيف يصف هذا النظام بأنه صيغ تحت تأثير صحوي ، وأن هذا الدين الحنيف الذي تنادي به هذه المواد يحد من الإبداع -كما يزعم- !!
هذا ما أراده خاشقجي وهو يعبر عن خلجات كثير من رؤوس الصحافة في ربوع بلادنا الحبيبة !
والله المستعان ونحن بالانتظار هل ستمر كلمات خاشقجي دون محاسبة!