kk
10 / 03 / 2010, 46 : 06 AM
[COLOR="DarkRed"]الاصلاح في السعوديه.. مقال يجب قراءته
مقال صحيح وفي محله.. يجب قراءته لتتفهم الأمور
الاصلاح في السعودية .. ليس مسألة فقهية
إبراهيم السكران
أطالع بين الحين والآخر مقالات يكتبها بعض الشباب السعودي المثقف.. سواء في الصحف أو في المنتديات السعودية.. يتحدثون فيها عن ضرورة 'الاصلاح الديني' ..
وأن التنمية تمر أولاً من بوابة (التغيير الديني) ..
وأن جوهر المشكلة في مجتمعنا تتركز في (التصور الديني) ؛ ولذلك فلابد من البداية بتطوير هذا التصور الديني ذاته ..
ويتم في هذا السياق استجلاب حقب تاريخية (كعصر الأنوار مثلاً) للتدليل على أولية هذا المدخل ..
وبعضهم يردد العبارة الطرابيشية (لن يوجد فولتير عربي قبل لوثر مسلم) وهو تكثيف بلاغي يركز هذا الايمان المطلق بهذا المسار التاريخي في التراث الغربي..
وأننا لايمكن أن ننهض إلا وفق (منظور ديني) جديد ..
وسيل من المشاركات الشبابية الإلكترونية واحدة تلو أخرى حول دور المشائخ التقليديين في عرقلة التنمية، ودور المتدينين في توريط المجتمع في حالة المعاناة والبؤس الاجتماعي الخ..
والحقيقة أنني تشبعت تماماً بمثل هذا الكلام .. وأصبحت أحفظ بعض مقطوعاته عن ظهر قلب ولله الحمد.. وتأثرت به كثيراً لدرجة أن فكرت مرة أن لا أترحم على البخاري ومسلم وابن قدامة وابن تيمية حين يرد ذكرهم.. بسبب ماتسببوا فيه من هذه المعاناة الاجتماعية..
فمن غير المعقول أن يتواطأ كل هؤلاء الكتاب على تأكيد هذه الحقيقة .. وتصبح في النهاية مجرد وهم ..
وفعلاً .. بدأت أبحث عن دور ابن كثير وجماعته في مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية..
وأخذت أتأمل 'ملفات التنمية':
هل كان المشائخ هم اللاعب الرئيسي فيها فعلاً؟
هل البعد الديني هو المؤثر الجوهري في الموضوع؟
من المؤكد أن هؤلاء الكتاب رأو شيئاً لم أره .. فيجب البحث عنه..
والحقيقة أنني وجدت قضايا الاصلاح والتنمية المطروحة على مستويين:
إذا كانت قضايا الاصلاح والتنمية هي (قيادة المرأة، وبطاقة المرأة، وتوسيع الاختلاط، والحفلات الموسيقية، والسينما، وحرية التجديف السردي، الخ)
فأعترف بكل وضوح أن المشكلة هاهنا 'مشكلة دينية' فعلاً ..
وأعترف تبعاً لذلك أن الصحيحين والمغني وفتاوى ابن تيمية هي المسؤول الأول عن حالة الممانعة الاجتماعية ضد هذه الملفات .. حيث قدمت هذه المصادر مفاهيم وتصورات دينية تتحسس تجاه هذه القضايا ..
لكن إن كانت قضايا الاصلاح والتنمية هي قضايا (الاسكان، والتعليم، والصحة، والمواصلات، والتضخم، والدين العام، والفساد الاداري، الخ)
فلست أدري أين الاشكالية الفقهية هاهنا ياترى؟
ولنكن واقعيين أكثر .. ودعونا نطالع (الأسرة السعودية) ومعاناتها الحقيقية:
يشارف الفرد السعودي اليوم على التقاعد وهو لم يتمتع بمسكن خاص..
وحين يصل الابن لمرحلة الثالث ثانوي تعلن حالة الطوارئ بحثاً عن قبول جامعي..
وحين يتخرج شقيقي تبدأ العائلة كلها في استجداء كل العلاقات حتى الجد العاشر بحثاً عن واسطة توفر له أية وظيفة .. أية وظيفة ..
وحين تمرض والدتي لا ألجأ إلى الواسطة فقط .. بل ألجأ إلى (الواسطة بالأسانيد) يعني واحد يعرف واحد، وهالواحد يعرف آخر، لين نصل إلى شخص مقرب من مدير المستشفى ليوفر لها سريراً ..
وتنخفض القوة الشرائية لراتبي مقابل ازدياد قيمة السلع .. وراتبي هو هو لم يتغير ..
وتزداد الطرق كل صباح اختناقاً مرورياً ..
ويتناقص الأمن بصورة مرعبة تبدأ بالأحياء الفقيرة والمكتظة حتى تصل إلى أحياء الطبقات الوسطى .. ليصبح كسر السيارة والتهام كل محتوياتها بما فيها حاسوبك الشخصي الذي يحوي كل ملفاتك وأعمالك = أمراً عادياً لايستدعي من الضابط الذي يتلقى البلاغ إلا أن يشعرك ببروده أن قضيتك عادية جداً، وتصير كل يوم كم مرة، ولاتكبر الموضوع يعني..
وأكثر ساعات قراءتي هذه الأيام تكون في اليوم الذي أراجع فيه وزارة من الوزارات.. لأن ساعات الانتظار الطويلة تتسع لجرد أغلب الكتاب ومشاهدة المارة بالقدر الكافي جداً..
وحين أصل المطار قبل نصف ساعة .. يشيح الموظف بوجهه عني ويقول 'الرحلة قفلت'.. وفي الرحلة التي بعدها يؤخروننا ساعة كاملة لأن أحد أبناء الذوات اتصل بهم من جواله الشخصي وقال إنه في الطريق ..
الخ .. الخ .. الخ ..
بالله ياسادة .. إشرحوا كيف استطاع الصحيحان وابن قدامة وابن تيمية خلق كل هذه الأزمات ؟
أين الاشكالية الفقهية التي تسببت في تراكم هذه المشاكل المعقدة ؟
حسناً .. لنمارس شيئاً من الخيال .. افترض أننا استطعنا فعلاً منع 'الصحيحين والمغني وفتاوى ابن تيمية' من إعادة طباعتهما ومنعنا تداولهما قطعياً.. ووزعنا بدلاً منهما 'فتاوى شحرور وجمال البنا' .. وتجاوز الناس كل محرمات الاسلام.. ولم يعد هناك أي حواجز شرعية ضد أية ممارسة:
فهل سيتوقف نفوذ علية القوم في القضاء تلقائياً؟
وهل سيتوقف الاقطاع العقاري لأبناء الذوات؟
وهل ستتوقف حالات اجتياح شركات رجال الأعمال الناجحين وفرض المشاركة عليهم جبراً؟
وهل سيتوقف صراع اقتسام الكعكة بين الأجنحة المتنافسة على السلطة؟
وهل ستتوقف حمى ارتفاع الأسعار؟
لنكن عقلانيين .. ثمة دول ومجتمعات 'لادينية' بكل ماتحمله الكلمة من معنى.. أي لاتعير الدين أصلاً أي اهتمام.. كبعض مجتمعات شرق أوروبا وأفريقيا.. ومع كل هذه النزعة المحايدة تجاه الدين= نجدها تعاني من فساد ضخم ينخر أجهزة الدولة.. وخدمات في غاية السوء.. وحالة أمنية مزرية..
افتراض أن (التساهل الفقهي) هو الذي يجلب (التنمية) اختراع سعودي مضحك ..
وافتراض أن إعادة تفسير النصوص لتتناسب مع المفاهيم الغربية هو الذي سيصلح لنا من أزمات الاسكان والصحة والفساد .. هذا كله مجرد إضاعة وقت، واستفزاز لمشاعر المتدينين فقط..
بل هو تضليل للوعي الاجتماعي عن مصدر الكارثة الحقيقية .. وهذا التضليل يصب في مصلحة المتنفذين طبعاً .. ولذلك يدعمون هذا النوع من الكتاب ..
ثمة مجتمعات 'كافرة' أصلاً لاتدين بأية شريعة سماوية .. ومع ذلك تعيش الأكثرية فيها بأحط مستويات دخل الفرد .. فهل صنع لها هذا الانفلات الديني 'تنمية' ؟!
أكبر خديعة معاصرة ابتلعها الشاب السعودي المثقف هي إيهامه أن 'مصادر التراث هي التي صنعت أزمة التنمية' !
وهذه الخديعة بالذات هي أكبر خدمة تلقاها المتنفذون على مر تاريخنا المحلي ..
حين يستطيع المتنفذون تصريف طاقة النضال في الشاب من الشجاعة في الصدع بالحق في وجوه الظلمة إلى الشجاعة في التجرأ على عقيدة المجتمع ذاته.. فهذا مكسب سياسي لامحدود..
فأفضل وسيلة للاحتفاظ بالنفوذ (تغذية النزاعات الخفيفة المحدودة والمحكومة استراتيجياً) كما كان يقول العم كيسنجر (Low intensity conflicts) .
لكن من أين جاء هذا الوهم ياترى؟
أقصد كيف تصور هؤلاء الشباب المخدوعون أن المشكلة التنموية هي مشكلة دينية في الأساس؟
ربما من مصادر هذا الوهم النقل الحرفي لتجربة عصر الأنوار في التراث الغربي باعتبارها مسار حتمي ..
ومع ذلك ففي تقديري أن أهم عوامل هذا الوهم الشائع هو (التصور المبالغ فيه لنفوذ المشائخ) في مجتمعنا ..
البعض يتصور أن المشائخ عندنا قادرين على تحريك خيوط اللعبة كلها .. وأنهم لو ضغطوا باتجاه ما .. لسارت الدولة في هذا الاتجاه .. وتفريعاً على تغولهم السياسي هذا فالمسؤولية مسؤوليتهم ..
وأن المشائخ لو أججوا الشارع للمصالح الشعبية لتحققت ثورة نهضوية، ونحو هذه التصورات البسيطة جداً ..
[/
COLOR]
مقال صحيح وفي محله.. يجب قراءته لتتفهم الأمور
الاصلاح في السعودية .. ليس مسألة فقهية
إبراهيم السكران
أطالع بين الحين والآخر مقالات يكتبها بعض الشباب السعودي المثقف.. سواء في الصحف أو في المنتديات السعودية.. يتحدثون فيها عن ضرورة 'الاصلاح الديني' ..
وأن التنمية تمر أولاً من بوابة (التغيير الديني) ..
وأن جوهر المشكلة في مجتمعنا تتركز في (التصور الديني) ؛ ولذلك فلابد من البداية بتطوير هذا التصور الديني ذاته ..
ويتم في هذا السياق استجلاب حقب تاريخية (كعصر الأنوار مثلاً) للتدليل على أولية هذا المدخل ..
وبعضهم يردد العبارة الطرابيشية (لن يوجد فولتير عربي قبل لوثر مسلم) وهو تكثيف بلاغي يركز هذا الايمان المطلق بهذا المسار التاريخي في التراث الغربي..
وأننا لايمكن أن ننهض إلا وفق (منظور ديني) جديد ..
وسيل من المشاركات الشبابية الإلكترونية واحدة تلو أخرى حول دور المشائخ التقليديين في عرقلة التنمية، ودور المتدينين في توريط المجتمع في حالة المعاناة والبؤس الاجتماعي الخ..
والحقيقة أنني تشبعت تماماً بمثل هذا الكلام .. وأصبحت أحفظ بعض مقطوعاته عن ظهر قلب ولله الحمد.. وتأثرت به كثيراً لدرجة أن فكرت مرة أن لا أترحم على البخاري ومسلم وابن قدامة وابن تيمية حين يرد ذكرهم.. بسبب ماتسببوا فيه من هذه المعاناة الاجتماعية..
فمن غير المعقول أن يتواطأ كل هؤلاء الكتاب على تأكيد هذه الحقيقة .. وتصبح في النهاية مجرد وهم ..
وفعلاً .. بدأت أبحث عن دور ابن كثير وجماعته في مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية..
وأخذت أتأمل 'ملفات التنمية':
هل كان المشائخ هم اللاعب الرئيسي فيها فعلاً؟
هل البعد الديني هو المؤثر الجوهري في الموضوع؟
من المؤكد أن هؤلاء الكتاب رأو شيئاً لم أره .. فيجب البحث عنه..
والحقيقة أنني وجدت قضايا الاصلاح والتنمية المطروحة على مستويين:
إذا كانت قضايا الاصلاح والتنمية هي (قيادة المرأة، وبطاقة المرأة، وتوسيع الاختلاط، والحفلات الموسيقية، والسينما، وحرية التجديف السردي، الخ)
فأعترف بكل وضوح أن المشكلة هاهنا 'مشكلة دينية' فعلاً ..
وأعترف تبعاً لذلك أن الصحيحين والمغني وفتاوى ابن تيمية هي المسؤول الأول عن حالة الممانعة الاجتماعية ضد هذه الملفات .. حيث قدمت هذه المصادر مفاهيم وتصورات دينية تتحسس تجاه هذه القضايا ..
لكن إن كانت قضايا الاصلاح والتنمية هي قضايا (الاسكان، والتعليم، والصحة، والمواصلات، والتضخم، والدين العام، والفساد الاداري، الخ)
فلست أدري أين الاشكالية الفقهية هاهنا ياترى؟
ولنكن واقعيين أكثر .. ودعونا نطالع (الأسرة السعودية) ومعاناتها الحقيقية:
يشارف الفرد السعودي اليوم على التقاعد وهو لم يتمتع بمسكن خاص..
وحين يصل الابن لمرحلة الثالث ثانوي تعلن حالة الطوارئ بحثاً عن قبول جامعي..
وحين يتخرج شقيقي تبدأ العائلة كلها في استجداء كل العلاقات حتى الجد العاشر بحثاً عن واسطة توفر له أية وظيفة .. أية وظيفة ..
وحين تمرض والدتي لا ألجأ إلى الواسطة فقط .. بل ألجأ إلى (الواسطة بالأسانيد) يعني واحد يعرف واحد، وهالواحد يعرف آخر، لين نصل إلى شخص مقرب من مدير المستشفى ليوفر لها سريراً ..
وتنخفض القوة الشرائية لراتبي مقابل ازدياد قيمة السلع .. وراتبي هو هو لم يتغير ..
وتزداد الطرق كل صباح اختناقاً مرورياً ..
ويتناقص الأمن بصورة مرعبة تبدأ بالأحياء الفقيرة والمكتظة حتى تصل إلى أحياء الطبقات الوسطى .. ليصبح كسر السيارة والتهام كل محتوياتها بما فيها حاسوبك الشخصي الذي يحوي كل ملفاتك وأعمالك = أمراً عادياً لايستدعي من الضابط الذي يتلقى البلاغ إلا أن يشعرك ببروده أن قضيتك عادية جداً، وتصير كل يوم كم مرة، ولاتكبر الموضوع يعني..
وأكثر ساعات قراءتي هذه الأيام تكون في اليوم الذي أراجع فيه وزارة من الوزارات.. لأن ساعات الانتظار الطويلة تتسع لجرد أغلب الكتاب ومشاهدة المارة بالقدر الكافي جداً..
وحين أصل المطار قبل نصف ساعة .. يشيح الموظف بوجهه عني ويقول 'الرحلة قفلت'.. وفي الرحلة التي بعدها يؤخروننا ساعة كاملة لأن أحد أبناء الذوات اتصل بهم من جواله الشخصي وقال إنه في الطريق ..
الخ .. الخ .. الخ ..
بالله ياسادة .. إشرحوا كيف استطاع الصحيحان وابن قدامة وابن تيمية خلق كل هذه الأزمات ؟
أين الاشكالية الفقهية التي تسببت في تراكم هذه المشاكل المعقدة ؟
حسناً .. لنمارس شيئاً من الخيال .. افترض أننا استطعنا فعلاً منع 'الصحيحين والمغني وفتاوى ابن تيمية' من إعادة طباعتهما ومنعنا تداولهما قطعياً.. ووزعنا بدلاً منهما 'فتاوى شحرور وجمال البنا' .. وتجاوز الناس كل محرمات الاسلام.. ولم يعد هناك أي حواجز شرعية ضد أية ممارسة:
فهل سيتوقف نفوذ علية القوم في القضاء تلقائياً؟
وهل سيتوقف الاقطاع العقاري لأبناء الذوات؟
وهل ستتوقف حالات اجتياح شركات رجال الأعمال الناجحين وفرض المشاركة عليهم جبراً؟
وهل سيتوقف صراع اقتسام الكعكة بين الأجنحة المتنافسة على السلطة؟
وهل ستتوقف حمى ارتفاع الأسعار؟
لنكن عقلانيين .. ثمة دول ومجتمعات 'لادينية' بكل ماتحمله الكلمة من معنى.. أي لاتعير الدين أصلاً أي اهتمام.. كبعض مجتمعات شرق أوروبا وأفريقيا.. ومع كل هذه النزعة المحايدة تجاه الدين= نجدها تعاني من فساد ضخم ينخر أجهزة الدولة.. وخدمات في غاية السوء.. وحالة أمنية مزرية..
افتراض أن (التساهل الفقهي) هو الذي يجلب (التنمية) اختراع سعودي مضحك ..
وافتراض أن إعادة تفسير النصوص لتتناسب مع المفاهيم الغربية هو الذي سيصلح لنا من أزمات الاسكان والصحة والفساد .. هذا كله مجرد إضاعة وقت، واستفزاز لمشاعر المتدينين فقط..
بل هو تضليل للوعي الاجتماعي عن مصدر الكارثة الحقيقية .. وهذا التضليل يصب في مصلحة المتنفذين طبعاً .. ولذلك يدعمون هذا النوع من الكتاب ..
ثمة مجتمعات 'كافرة' أصلاً لاتدين بأية شريعة سماوية .. ومع ذلك تعيش الأكثرية فيها بأحط مستويات دخل الفرد .. فهل صنع لها هذا الانفلات الديني 'تنمية' ؟!
أكبر خديعة معاصرة ابتلعها الشاب السعودي المثقف هي إيهامه أن 'مصادر التراث هي التي صنعت أزمة التنمية' !
وهذه الخديعة بالذات هي أكبر خدمة تلقاها المتنفذون على مر تاريخنا المحلي ..
حين يستطيع المتنفذون تصريف طاقة النضال في الشاب من الشجاعة في الصدع بالحق في وجوه الظلمة إلى الشجاعة في التجرأ على عقيدة المجتمع ذاته.. فهذا مكسب سياسي لامحدود..
فأفضل وسيلة للاحتفاظ بالنفوذ (تغذية النزاعات الخفيفة المحدودة والمحكومة استراتيجياً) كما كان يقول العم كيسنجر (Low intensity conflicts) .
لكن من أين جاء هذا الوهم ياترى؟
أقصد كيف تصور هؤلاء الشباب المخدوعون أن المشكلة التنموية هي مشكلة دينية في الأساس؟
ربما من مصادر هذا الوهم النقل الحرفي لتجربة عصر الأنوار في التراث الغربي باعتبارها مسار حتمي ..
ومع ذلك ففي تقديري أن أهم عوامل هذا الوهم الشائع هو (التصور المبالغ فيه لنفوذ المشائخ) في مجتمعنا ..
البعض يتصور أن المشائخ عندنا قادرين على تحريك خيوط اللعبة كلها .. وأنهم لو ضغطوا باتجاه ما .. لسارت الدولة في هذا الاتجاه .. وتفريعاً على تغولهم السياسي هذا فالمسؤولية مسؤوليتهم ..
وأن المشائخ لو أججوا الشارع للمصالح الشعبية لتحققت ثورة نهضوية، ونحو هذه التصورات البسيطة جداً ..
[/
COLOR]