مسعود فهد المسردي
09 / 11 / 2009, 12 : 02 PM
آخر الشعراء الصعاليك في الصحراء العربيه
هكذا وصفه الباحث الهولندي مارسيل كوربر شوك انه الشاعر عبدالله الدندان والذي تردد لأجله هذا الباحث سنوات من عمره يتقصى فيها شعره وحياته أثمرت في تأليف كتاب اسماه
بــ(البدوي الأخير ) يرمز بذلك إلى الدندان وانه أخر شعراء البدو الجوالين في صحراء الجزيرة العربية ومع إن من يسمع أو يقرا عنوان الكتاب يظن انه يتحدث عن الدندان وحده نظرا لعنوانه, بيد ان الكتاب مقسم إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول عن قبيلة عتيبه
القسم الثاني عن قبيلة شمر
القسم الثالث عن قبيلة الدواسر
القسم الأخير عن الدندان
وهو لم يتطرق لنسبه أو حياته بالتفصيل ولكن أشار إلى ذلك إشارات عابرة مع وقفات قصيرة لبعض المواقف التي جمعته بذلك الشاعر العملاق كما استعرض لبعض قصائده والتي نالت إعجابه واستحسانه ولا أخفيكم سرا أن هذا الكتاب من أمتع الكتب التي قرأتها ولذلك أعدت قراءته مرات عديدة لأسلوب مؤلفه البارع في سرد أحداث رحلته ولمعرفته التامة لملابسات حياة البدو وتفصيلاته الدقيقة في الجزيرة العربية مع اختلاف في بعض وجهات نظره وما ذكر عن الإسلام والذي انوي إن شاء الله تنفيذه في المشاركات القادمة كقراءة في ذلك الكتاب واستعراض أهم ما ورد فيه
اما الدندان فهو عبدالله بن محمد بن حزيم من ال راشد من العييضات من قبيلة الرجبان الدواسر ولد عام 1340هـ تقريبا
في اللدام بوادي الدواسر يعد من فحول شعراء النبط ت اشتهر شهرة فائقة في وصف الإبل والمطر وذلك لأنه عاش طيلة حياته مع إبله يتتبع بها مواقع الكلأ ومنابت القطر في ديار قومه هضب آل زايد في عالية نجد الجنوبية قال عن الشيخ عبدالله بن خميس انه أشهر شاعر تغنى في الإبل وقاله عنه الدكتور سعد الصويان أستاذ الانثربولوجيا في جامعة الملك سعود ( لو أن ابن سلام الجمحي حياَ لعد الدندان من طبقة فحول الشعراء) اشتهر بلقب الدندان يقول عنه مارسيل كوربر شوك ( الدندان هو الاسم الفني الذي اطلقه على الشاعر أفراد قبيلته والكلمة مشتقه من الدندنه بجرس موسيقي الأبيات تكاد تكون ملموسة عنده وهي تأتيه خافقةََ أجنحتها من كل حدب وصوب وتغطي قلبه كاسراب الجراد الذي يحط على شجرة في المساء ونظم الشعر عنده فعل لا إرادي الدندان لا يستطيع أن يغير أبياته حتى إذا أراد )
وقال عنه في موضوع أخر( انه واحد من أخر الحلقات في سلسة الشعراء الأميين الجوالين المهددين بالانقراض بعد ماغنوا للحياة في الصحراء منذ 1500 سنة أو أكثر هكذا قالوا عن هذا الشاعر الكبير الذي عاش حياة الكفاف مع إبله يجوب بها الصحاري والتي كانت اعز ما يملك في هذه الحياة فهو لم يتزوج ولم يستقر في المدينة حتى أنهكه المرض وأعيته السنين ففي نهاية عام 1989 م أصاب إبله مرض وكانت تتكون من 24 رأس وأودى بأكثرها وكان قد ضعف بصرة وطعن في السن فترك حياة الترحال وانظم إلى احد أقاربه حتى وفاته المنية في شهر
ذو الحجة من عام 1418 هـ في مستشفى الشميسي بالرياض على اثر حريق شب في خيمة كان يقطنها وبهذا تكون قد طويت صفحة شاعر كبير من أعظم شعراء النبط ومن أعظم من تغنوا في الإبل والمطر إما عن شعره فهو لم يجمع في ديوان مستقل وإنما هو متناثر في تسجيلات صوتيه خاصة وفي كتاب يسمى بواحة الشعر الشعبي لمؤلفه عبدالله بن حمير السابر الدوسري وفي كتاب البدوي الأخير السالف الذكر وغيرها وهنا اختار لكم هذه القصيدة لهذا الشاعر يصف فيها المطر والإبل حيث أنها نالت إعجابي فعسى أن تنال إعجابكم
يقول رحمه الله :
لبيت رجم (ن) بنى الرحمن صاعوقه **** رجم (ن) غدا لسمر الجنحان مدهالي
رجم(ن) جنوب من الصوان من فوقه **** عقب العرب ماوطا في الدار نزالـــــي
يامل قلب(ن) تنف النود طـــــــاروقـه **** نف الذعف من غدير(ن) تو ماسالــي
يالله بليل حقـــــوق تصفق بـروقــــــه **** يردم عقابه رزين فيه زلزالــــــــــــــي
يمطر من الحزم لا الميعال ووسوقـة **** على النواصف ربابه له تعزالـــــــــــي
وبـلــه مــن شــقق راس صعفــوقـــه **** ينثر على الشق وبل له ترزالــــــــــــي
يفــرح به اللـــي عياده ماوفــا سوقه **** وترجع به اللي من المقراب هزالـــــي
شول حـــــلايا رقاب الصيـــد بعنوقــه **** حم الذرا اللــي ثمنها دايمـــا غالـــــي
سود الوبر كالفحم نيه بنا فــوقــه **** شيب العثانين والله مالها امثـالــــي
يازينها جعلها بالخير مرزوقــــــه **** شابا القرا جعلها الله طـول لمهالـي
كن صوتها لقبلت للحشـو مسيوقه **** صوت الرعد في قنيف له تشعمالـي
لا عوطت بالحنين وقلــت مسيوقـه **** تـرايعـت لـولات لجلـهـا الـتــالــــــي
هجت عليها خفاف الحشو مضيوقه **** كنهـا شريـف يسيـر بجمـع جهالـــي
*العرق/المقصود به عرق وادي الدواسر
*الحزم/ارض واسعة بالقرب من الهضب
*الصوان- النواصف / مواضع في الهضب
*حم الذرا / الابل
* عياده / النخل الباسق الطول
هكذا وصفه الباحث الهولندي مارسيل كوربر شوك انه الشاعر عبدالله الدندان والذي تردد لأجله هذا الباحث سنوات من عمره يتقصى فيها شعره وحياته أثمرت في تأليف كتاب اسماه
بــ(البدوي الأخير ) يرمز بذلك إلى الدندان وانه أخر شعراء البدو الجوالين في صحراء الجزيرة العربية ومع إن من يسمع أو يقرا عنوان الكتاب يظن انه يتحدث عن الدندان وحده نظرا لعنوانه, بيد ان الكتاب مقسم إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول عن قبيلة عتيبه
القسم الثاني عن قبيلة شمر
القسم الثالث عن قبيلة الدواسر
القسم الأخير عن الدندان
وهو لم يتطرق لنسبه أو حياته بالتفصيل ولكن أشار إلى ذلك إشارات عابرة مع وقفات قصيرة لبعض المواقف التي جمعته بذلك الشاعر العملاق كما استعرض لبعض قصائده والتي نالت إعجابه واستحسانه ولا أخفيكم سرا أن هذا الكتاب من أمتع الكتب التي قرأتها ولذلك أعدت قراءته مرات عديدة لأسلوب مؤلفه البارع في سرد أحداث رحلته ولمعرفته التامة لملابسات حياة البدو وتفصيلاته الدقيقة في الجزيرة العربية مع اختلاف في بعض وجهات نظره وما ذكر عن الإسلام والذي انوي إن شاء الله تنفيذه في المشاركات القادمة كقراءة في ذلك الكتاب واستعراض أهم ما ورد فيه
اما الدندان فهو عبدالله بن محمد بن حزيم من ال راشد من العييضات من قبيلة الرجبان الدواسر ولد عام 1340هـ تقريبا
في اللدام بوادي الدواسر يعد من فحول شعراء النبط ت اشتهر شهرة فائقة في وصف الإبل والمطر وذلك لأنه عاش طيلة حياته مع إبله يتتبع بها مواقع الكلأ ومنابت القطر في ديار قومه هضب آل زايد في عالية نجد الجنوبية قال عن الشيخ عبدالله بن خميس انه أشهر شاعر تغنى في الإبل وقاله عنه الدكتور سعد الصويان أستاذ الانثربولوجيا في جامعة الملك سعود ( لو أن ابن سلام الجمحي حياَ لعد الدندان من طبقة فحول الشعراء) اشتهر بلقب الدندان يقول عنه مارسيل كوربر شوك ( الدندان هو الاسم الفني الذي اطلقه على الشاعر أفراد قبيلته والكلمة مشتقه من الدندنه بجرس موسيقي الأبيات تكاد تكون ملموسة عنده وهي تأتيه خافقةََ أجنحتها من كل حدب وصوب وتغطي قلبه كاسراب الجراد الذي يحط على شجرة في المساء ونظم الشعر عنده فعل لا إرادي الدندان لا يستطيع أن يغير أبياته حتى إذا أراد )
وقال عنه في موضوع أخر( انه واحد من أخر الحلقات في سلسة الشعراء الأميين الجوالين المهددين بالانقراض بعد ماغنوا للحياة في الصحراء منذ 1500 سنة أو أكثر هكذا قالوا عن هذا الشاعر الكبير الذي عاش حياة الكفاف مع إبله يجوب بها الصحاري والتي كانت اعز ما يملك في هذه الحياة فهو لم يتزوج ولم يستقر في المدينة حتى أنهكه المرض وأعيته السنين ففي نهاية عام 1989 م أصاب إبله مرض وكانت تتكون من 24 رأس وأودى بأكثرها وكان قد ضعف بصرة وطعن في السن فترك حياة الترحال وانظم إلى احد أقاربه حتى وفاته المنية في شهر
ذو الحجة من عام 1418 هـ في مستشفى الشميسي بالرياض على اثر حريق شب في خيمة كان يقطنها وبهذا تكون قد طويت صفحة شاعر كبير من أعظم شعراء النبط ومن أعظم من تغنوا في الإبل والمطر إما عن شعره فهو لم يجمع في ديوان مستقل وإنما هو متناثر في تسجيلات صوتيه خاصة وفي كتاب يسمى بواحة الشعر الشعبي لمؤلفه عبدالله بن حمير السابر الدوسري وفي كتاب البدوي الأخير السالف الذكر وغيرها وهنا اختار لكم هذه القصيدة لهذا الشاعر يصف فيها المطر والإبل حيث أنها نالت إعجابي فعسى أن تنال إعجابكم
يقول رحمه الله :
لبيت رجم (ن) بنى الرحمن صاعوقه **** رجم (ن) غدا لسمر الجنحان مدهالي
رجم(ن) جنوب من الصوان من فوقه **** عقب العرب ماوطا في الدار نزالـــــي
يامل قلب(ن) تنف النود طـــــــاروقـه **** نف الذعف من غدير(ن) تو ماسالــي
يالله بليل حقـــــوق تصفق بـروقــــــه **** يردم عقابه رزين فيه زلزالــــــــــــــي
يمطر من الحزم لا الميعال ووسوقـة **** على النواصف ربابه له تعزالـــــــــــي
وبـلــه مــن شــقق راس صعفــوقـــه **** ينثر على الشق وبل له ترزالــــــــــــي
يفــرح به اللـــي عياده ماوفــا سوقه **** وترجع به اللي من المقراب هزالـــــي
شول حـــــلايا رقاب الصيـــد بعنوقــه **** حم الذرا اللــي ثمنها دايمـــا غالـــــي
سود الوبر كالفحم نيه بنا فــوقــه **** شيب العثانين والله مالها امثـالــــي
يازينها جعلها بالخير مرزوقــــــه **** شابا القرا جعلها الله طـول لمهالـي
كن صوتها لقبلت للحشـو مسيوقه **** صوت الرعد في قنيف له تشعمالـي
لا عوطت بالحنين وقلــت مسيوقـه **** تـرايعـت لـولات لجلـهـا الـتــالــــــي
هجت عليها خفاف الحشو مضيوقه **** كنهـا شريـف يسيـر بجمـع جهالـــي
*العرق/المقصود به عرق وادي الدواسر
*الحزم/ارض واسعة بالقرب من الهضب
*الصوان- النواصف / مواضع في الهضب
*حم الذرا / الابل
* عياده / النخل الباسق الطول