المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على سامي النشار تحت المجهر


أبو فايز
06 / 09 / 2009, 57 : 11 PM
من الكتب التي لقيت إنتشارا واسعا في الوسط الثقافي كتاب ( نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ) لعلي سامي النشار .. وقد تأثر به بعض المفكرين من حيث جعلوه - أي الكتاب - عمدة في الكلام عن الفلسفة في الإسلام عند عرض أطروحاتهم الفكرية والثقافية ذات العلاقة .. وقد قام شيخنا أبو زيد مكي حفظه الله أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى بنقاش النشار حول مذهبه الفكري والعقدي في رسالته الدكتوراه تحت عنوان ( الدكتور علي سامي النشار وموقفه من الفرق .. عرض ونقد )* وقد قال لنا الشيخ ذات مرة أن هذا الرجل ضرب من كل فرقة بسهم ، فتفرقت به السبل حتى أراد أن يكون كل شئ ففقد أشياء كثيرة .. ففيه تشيع وهو أشعري وفيه تصوف وشوب اعتزال وغير ذلك .. وقد آلى الشيخ على نفسه أن يكون منصفا ما استطاع إلى ذلك سبيلا .. وفي هذه السطور تلخيص لبعض ما جاء في رسالة الشيخ ..







" هو علي سامي بن أمين ، ينتمي إلى عائلة النشار الدمياطية.
- ولد في مدينة القاهرة في اليوم السابع عشر من شهر يناير عام 1917م. ينتمي إلى أسرة مصرية شرقاوية دمياطية، أمه: وهيبة بنت عبدالرحمن النشار. وإخوانه: الأستاذ محمد، والمستشار حسن وصفي، والأستاذ سعد، والدكتورة همّت.
- عادت أسرة النشار من القاهرة إلى دمياط، موطنها الأصلي، وابنها ما يزال صغيراً، فنشأ بها، وتلقى مراحل تعليمه الأولى فيها.
- وفي عام 1935م أرسلته أسرته إلى القاهرة، ليكمل مراحل تعليمه في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والتي كانت تسمى حينذاك بالجامعة المصرية.
- وقيل إن النشار وجمال عبدالناصر أخوان من الرضاعة، وكانا صديقين حميمين، وقد أكدت ذلك ابنته الأستاذة منى.
- وقد شارك النشار في ثورة يوليو 1952م، التي كانت بقيادة جمال عبدالناصر، وكان النشار مستشاراً في مجلس القيادة.
- يقول الدكتور محمد عاطف غيث: "لم يكن النشار بعيداً عن ثورة يوليو 1952م، ولعل فكره وصداقته مع جمال عبدالناصر كانت رافداً مهماً من الروافد التي شكلت نظرة عبدالناصر وموقعه من الحركة الوطنية، ومستقبل مصر، وأبلغ دليل على ذلك ما كتبه عبدالناصر في الطبعة الأولى من كتابه (فلسفة الثورة)، حقاً لم يتابع علي سامي النشار مسيرة الثورة ممثلة في مجلسها الذي كان يعد مستشاراً له، لأسباب لا داعي للخوض فيها الآن، إلا أنه ظل مختلفاً ومخلصاً وصديقاً لعبدالناصر حتى وفاته، وإني على يقين من أن علي النشار لابد أن تُكتب عنه صفحات هامة عندما يُكتب التاريخ الحق لثورة 23 يوليو 1952م".
- عاش النشار حياة حافلة بالعلم ؛ بحثاً وتأليفاً وتعليماً، وكانت آخر سنوات حياته في دولة المغرب، في مدينة الرباط، حيث كان أستاذاً في قسم الفلسفة بجامعة محمد الخامس، منذ عام 1973م، وكان يتمنى أن يعيش بقية حياته في المغرب، وقد تحقق له ما أراد.
وقد أصيب النشار في آخر حياته بمرض السرطان، وعندما اشتد به المرض، نُقل إلى مدينة القاهرة لتلقي العلاج فيها، فبقي في المستشفى سبعة عشر يوماً ثم وافته المنية لتكون وفاته في القاهرة في يوم 1/9/1980ن، وله من العمر ثلاث وستون سنة " .

ثم قال الأستاذ أبوزيد في خاتمة رسالته ( ص 984 – 987 ) :

" الخاتـمة وخلاصة البحث :

1-أن النشار تبوأ مكانة عظيمة عند دارسي علم الكلام والفلسفة والمنطق، وكان يدعو إلى تلمس الحضارة الإسلامية بمعناها الواسع في منبعها الأصيل وهو الكتاب والسنة، ويرفض السير خلف الحضارة الغربية المعاصرة.

2-يعتقد النشار الأشعرية، ويعظم الصوفية، أصحاب الزهد البدعي، وينكر على صوفية وحدة الوجود، ويوافق الشيعة على تقديم علي رضي الله عنه في الفضل والخلافة على أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، لكنه ينكر القول بالنص والتعيين، وينكر عقائد الشيعة في الإمامة والإمام وغير ذلك من عقائدهم الغالية.

3-صحة ما ذهب إليه النشار من أن فلسفة الفلاسفة من أمثال ابن رشد والفارابي والكندي وابن سينا، وفلسفة المتصوفة، وغلاة الشيعة، كلها فلسفات مستمدة من غير دين الإسلام.

4-صحة ما وصف به النشار المستشرقين ؛ إذ وصفهم بالخيانة العلمية والتعصب للنصرانية ، والسعي إلى غزو المسلمين فكرياً.

5-صحة ما ذهب إليه النشار قديماً من أن السلف هم الذين تابعوا النبي وصحبه الكرام دون ابتداع في الدين، وخطأ ما ذهب إليه أخيراً من تقسيم السلف إلى: متقدمين يصف عقيدتهم في الصفات بالتفويض، ومتأخرين يصف عقيدتهم بالتمثيل والتجسيم.

6-خطأ ما ذهب إليه النشار من أن السلف أعملوا النقل وأهملوا العقل.

7-خطأ وصف النشار عقيدة السلف في التوحيد بأنها محصورة في توحيد الذات والصفات.

8-جهل النشار الشنيع بمعتقد السلف ؛ إذ نسب إليهم القول بأن الاسم غير المسمى، ونفي الأسباب، وأن متأخريهم لا يعظمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته.

9-عدم معرفة النشار الفرق بين إرجاء الحسن بن محمد وبين إرجاء الفقهاء، وعدم معرفة الفرق بين إرجاء الفقهاء وإرجاء الأشاعرة.

10-جرم النشار الشنيع في الطعن في الصحابة: فاعتبر الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم قد اغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه، وكفّر أبا سفيان ومعاوية -رضي الله عنهما- !! وطعن في عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم، وسب عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.

11-بطلان الصلة التي يقول بها النشار بين الفرق الضالة وبين الحسن بن محمد وابنيه، وكذلك بطلان نسبة العقائد المبتدعة من قدرية ونحوها إلى الحسن البصري –رحمه الله – .

12-بطلان قول النشار بالصلة بين الأئمة الأربعة وبين الكلاّبية والماتريدية والأشعرية.

13-ظلم النشار عمر بن عبدالعزيز والأوزاعي وأيوب السختياني ؛ إذ اتهمهم بالنفاق !

14-خطأ النشار في مدح المختار بن أبي عبيد وغيلان الدمشقي ، وهما من أئمة الضلال.

15-اعتقاد النشار أن التأويل العقلي لنصوص الصفات فلسفة إسلامية عظيمة، أقيم عليها الفكر الإسلامي هو سبب الضلال عنده في مواقفه من الفرق المتعددة: فعظم المبتدعة من أمثال الجعد، والجهم، وواصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، والنظام، والعلاف وغيرهم.

16-خطأ النشار في دفاعه عن عقائد الفرق الكلامية ؛ من جهمية ومعتزلة وكلاّبية وأشعرية وماتريدية.

17-صحة وصف النشار مذهب الجهم في الإيمان بالشذوذ.

18-أخطأ النشار فيما ذهب إليه من أن المعتزلة امتداد للصحابة الذين اعتزلوا الفتنة، وأن اللقب أطلق عليهم عندما اعتزلوا الناس إبان تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه كراهية لما حدث.

19-صحة إبطال النشار السند المعتزلي، وخطؤه نفي تأثرهم بمصادر غير إسلامية.

20-إصابة النشار في إبراز مكانة ابن كلاّب في العقيدة الأشعرية والماتريدية، وخطؤه في تصحيح مذهب الكلاّبية في نفي الصفات الفعلية.

21-خطأ النشار في إطلاق لقب أهل السنة والجماعة على الأشعرية والماتريدية، مع مخالفتهم أهل السنة والجماعة في أصول كثيرة.

22-خطأ ما ذهب إليه النشار من الصلة بين أبي حنيفة وبين الماتريدية في العقيدة، وخطؤه في نسبة علم الكلام إليه.

23-خطأ النشار في تصحيح سند الأشاعرة، وفي ربط مذهبهم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

24-صحة ما ذهب إليه النشار من رمي ابن كرّام بالحشو، وخطؤه الشنيع في القول بالصلة بين الكرّامية وبين ابن تيمية –رحمه الله- .

25-إصابة النشار في إبطال قول علماء الشيعة أن التشيع نشأ منذ مطلع الرسالة ، وفي نقده عقائد الشيعة عامة، والغلاة خاصة.

26-بطلان قول النشار بالصلة بين زيد بن علي وبين واصل بن عطاء، وصحة بيانه سبب خذلان الشيعة لزيد بن علي.

27-خطأ النشار في ميله إلى أن عبدالله بن سبأ شخصية خيالية ، وخطؤه في دفاعه عن أبي الخطاب الأسدي.

28- أجاد النشار في حصر الأقوال في التصوف، لكنه جعل همه دفع كل قول من شأنه أن يربط التصوف بمصادر غير إسلامية ؛ مما أبعده عن الوصول لحقيقة التصوف.

29-رغم اقتراب النشار الكبير من الكشف عن حقيقة التصوف ، إلا أنه حاد عنها ؛ خشية القول بأن في التصوف عقائد غالية، إذ فرّق النشار بين الزهد الشرعي والزهد البدعي، وفرق بين الزهد البدعي والتصوف، إذ اعتبر الأول مرحلة عملية، والثاني علمية، وفرق بين التصوف الفلسفي والزهد البدعي، إلا إنه دافع عن التصوف العلمي بأنه خالٍ من العقائد الغالية !

30-ظلم النشار كلاً من : عامر بن عبد الله بن عبد قيس، وأبي العالية رفيع بن مهران، وصلة بن أشيم، ومطرف بن عبدالله الشخير، والحسن البصري، ومالك بن دينار، والفضيل بن عياض ، وعبدالله بن المبارك ، وسفيان الثوري، والربيع بن خثيم ، إذ نسبهم إلى أصحاب الزهد البدعي، وهم من أصحاب الزهد الشرعي.

31-صحة رأي النشار في تصنيف فرقد بن يعقوب السبخي، وعبدالواحد بن زيد ، وأبي سليمان الداراني، وفتح بن سعيد الموصلي، وإبراهيم بن أدهم بأنهم من أصحاب الزهد البدعي.

32-خطأ النشار في عدم جزمه بأن جابر بن حيان، ورياح بن عمرو القيسي، ورابعة العدوية من أهل التصوف الحقيقي القائم على العقائد الغالية.

33-صحة رأي النشار في أن شخصية أويس القرني حقيقية، وخطؤه حين صحح جميع الفضائل المنسوبة إليه.

34-ليس صحيحاً ما قاله النشار في كعب الأحبار وأبي مسلم الخولاني من الدخول في الإسلام بغرض الطعن فيه من الداخل.

هذا غيض من فيض من النتائج التي توصلتُ إليها أثناء البحث أختمها بنتيجة عامة هي : أن كل من خاض في دراسة الفرق بغير معتقد السلف، فلابد أن يجانبه الصواب في أحكامه على العقائد والأشخاص، وأن كل من وقف في وجه الحضارة الغربية بغير علم شرعي فسينحرف إفراطاً أو تفريطاً، لذا فمن الواجب على أي باحث في الفرق والمذاهب والأديان دراسة المعتقد السلفي أولاً ، ثم الخوض في تلك القضايا بعد ذلك، والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم ) .


=================

* الرسالة كانت تحت الطبع عام 1427 ولم أجدها في المكاتب حتى الآن وقد أخذت من الشيخ أجزاءا مصورة من الكتاب وهي جديرة بالمطالعة والعناية .

أبو فـلاح
14 / 09 / 2009, 56 : 04 AM
أبو فايز ....
كما تعودنا منك دوما ...طرح راقي وقراءات مميزة في كتب تسبر أغوارها لتقدم لنا الخلاصة على طبق من ذهب .....
لي عودة بس قراءة يواكبها تمعن أكثر ...

زمان يافن
14 / 09 / 2009, 48 : 06 AM
مشكوووووووووووووووووووووور
ابو
فاااااااااااااااايز
متعوديين على مواضيعك المميــــــــــزه