المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رووووووعة..... الشاعر: محمود سامي البارودي


احب الزين
08 / 07 / 2009, 24 : 07 PM
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُـبِّ أو رَاقِـي ؟=يَشْفِـي عَلِيـلاً أخـا حُـزْنٍ وإيـراقِ
قَدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًـا=حَتَّى جرى البَيْنُ ، فاستولى على الباقي
حُزْنٌ بَرَانِي ، وأشواقٌ رَعَـتْ كبـدي=يا ويحَ نفسـي مِـنْ حُـزْنٍ وأشْـوَاقِ
أُكَلِّفُ النَفْـسَ صَبْـراً وهـي جَازِعَـةٌ=والصبرُ في الحُبِّ أعيـا كُـلَّ مُشتـاقِ
لافي ( سرنديبَ ) لِي خِلٌ ألُـوذُ بِـهِ=وَلَا أَنِيـسٌ سِـوى هَمـي وإطراقِـي
أبِيـتُ أرعـى نجـوم الليـلِ مُرْتَفِقًـا=في قُنَّةٍ عَـزَّ مَرْقاهـا علـى الراقـي
تَقَلَّدَتْ مـن جُمـانِ الشُهـبِ مِنْطَقـةً=مَعقُـودةً بِوِشَـاحٍ غَـيـرِ مِـقْـلاقِ
كـأن نَجْـمَ الثريـا وهـو مُضْطَـرِبٌ=دُونَ الهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ فـي طـاقِ
يا ( روضة النيلِ (! لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْــدَاقِ
ولا بَرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ فـي حُلَـلٍ=مِنْ سُنْـدُسٍ عَبْقَـرِيِّ الوَشْـيِ بَـرَّاقِ
يـا حبـذا نَسَـمٌ مِـنْ جَوِّهَـا عَبِـقٌ=يَسرِي علـى جَـدْوَلٍ بالمـاءِ دَقَّـاقِ
بل حَبَّذا دَوْحَـةٌ تَدْعُـو الهدِيـلَ بِهـا=عِنـدَ الصَّبَـاحِ قَـمَـارِيٌ بـأطـواقِ
مَرْعى جِيادي ، ومَأوَى جِيرتي ، وحِمى=قَومـي ، وَمَنْبِـتُ آدابـي وأعراقـي
أصبو إليهـا علـى بُعْـدٍ ، ويُعجبنـي=أني أعِيـشُ بِهـا فـي ثَـوْبِ إمـلاقِ
وكيفَ أنسى ديـاراً قَـدْ تَرَكْـتُ بِهـا=أهـلاً كِرامـاً لَهُـمْ وُدِي وإشفاقـي ؟
إذا تَذَكَّـرْتُ أيامـاً بِـهِـم سَلَـفَـتْ=تَحَـدَّرَتْ بِغُـرُوبِ الـدمـع آمـاقـي
فَيَا بَرِيـدَ الصَّبـا بَلِّـغْ ذَوِي رَحِمِـي=أنـي مُقيـمٌ عَلَـى عَهْـدي ومِيثاقـي
وإن مَرَرْتَ عَلَى ( المِقْياسِ ) فَاهدِ لَهُ=مِنـي تحيـةَ نَـفـسٍ ذاتِ أعــلاقِ
وَأَنتَ يـا طائـراً يبكـي علـى فَنَـنٍ=نفسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَـاقٍ علـى سَـاقِ
أَذْكَرْتَني مَا مَضـى وَالشَمْـلُ مُجتَمِـعٌ=بِمِصْرً والحربُ لم تنهض على سـاقِ
أيـامَ أسحـبُ أذيـال الصِبـا مَرِحـاً=فِـي فِتْيـةٍ لِطَرِيـقِ الخيـر سُـبَّـاقِ
فَيَالَهـا ذُكْـرَةً! شَـبَّ الغَـرَامُ بِهـا=نَاراً سَـرَتْ بَيْـنَ أردانـي وأَطْوَاقـي
عَصْرٌ تَوَلَّى ، وأبْقَى فِي الفُـؤَادِ هَـوى=يَكَـادُ يَشْمَـلُ أحشـائـي بـإحـراقِ
وَالمرْءُ طَوْعُ الليالـي فـي تَصَرُّفِهـا=لا يملكُ الأمـرَ مِـنْ نُجْـحٍ وإخفـاقِ
عَلَـيَّ شَيْـمُ الغَـوَادي كلمـا بَرَقَـتْ=وَمَـا عَلَـيَّ إذا ضَـنَّـتْ بِـرقْـراقِ
فـلا يَعِبْنـي حَسُـودٌ أنْ جَـرى قَـدَرٌ=فَلَيْسَ لي غَيْـرُ مـا يقضيـهِ خَلَّاقـي
أسلمْتُ نفسي لمولًـى لا يَخِيـبُ لـهُ=راجٍ عَلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقـي
وَهَوَّنَ الخطـبَ عِنـدِي أننـي رَجُـلٌ=لاقٍ مِنَ الدهرِ مَـا كُـلُّ امـرِئٍ لاقـي
يا قَلْـبُ صَبْـراً جمِيـلاً ، إنـهُ قَـدَرٌ=يجري على المرءِ مِنْ أَسْـرٍ وإطـلاقِ
لابُدَّ لِلضيقِ بَعْـدَ اليـأسِ مِـنْ فَـرَجٍ=وَكُــلُّ داجِـيَـةٍ يـومـاً لإشــراقِ