أبو فايز
22 / 10 / 2008, 22 : 11 PM
إن كنت تريد بالحب حب شئ ما .. فأنت على ما جرت عليه عادة الناس وسارت عليه طبائعهم ، وستلقى في هذا الشأن ما لاقوا ، بقدر ما أخذت من الحب وبقدر ما أخذ منك .. وإن كنت تقصد الحب لأجل الحب فهذا
شأن آخر وواقع مختلف ، سيربطك بالحب دون سبب ولا واسطة ..
ولا تقل هل يحب أحد شيئا لا وجود له ؟!! أو يحب شيئا ليس له وجود حسي على الأقل !! ..لأن الجواب
سيكون بنعم .. نعم هناك من يحب الحب ويحب لأجل الحب ويحب لأنه بحاجة إلى الحب .. أما سمعت الأديب
الكبير علي الطنطاوي وهو يصف شعر الشريف الرضي ويغرق في وصفه ومديحه حتى يصل إلى اسنتاج
جميل وهو أن الشريف كان يحب لأجل الحب ، وينسج أشعاره على ذلك المنوال الرائق المطرد ..
يقول الشريف ..
خذي حديثك عن نفسي من النفس *** وجد المشوق المعنى غير ملتبس
فأجابه النفس - بفتح الفاء - قائلا ..
الماء في ناظري والنار في كبدي *** إن شئت فأغترفي أو شئت فأقتبسي
هل ذهبت لأتكلم عن الشريف وأشعاره ؟ ... لا تلوموني فإني مولع بما قاله الشريف وابراهيم ناجي
في الحب والغزل العفيف النقي ..
قال إبراهيم ناجي ..
يا فؤادي رحم الله الهوى *** كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله *** وارو عني طالما الدمع روى
وقال أيضا ..
ياغراما كان مني في دمي ** قدرا أو كالموت في طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه ** و قضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه ** واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي ** أين يمضي هارب من دمه
لا تقولوا ما بال هذا الشيخ أطلق عنانه في الكلام عن الحب والشوق ، وتلحقوني من العتب شواظا .. فقد
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له يا أمير المؤمنين إني قد أحببت امرأة
وكلفت بها أشد الكلف ، فهل علي في ذلك شئ ؟ قال فقيه النفوس عمر رضي الله عنه ( ذلك ما لا تملك )
صدق فذلك والله ما لا يملك ، لأن كل قلب يحب ، وكل قلب يهوى ويعشق ، ويجد من لهيب الوجد وعظيم
الجوى ما يشغل عقله وروحه وحركته وسكونه ... كل يحب ما قدر الله له أن يحب ، ويتعلق قلبه بما يشاء
الله أن يتعلق به ، فقد وجد كل أحد ما تصبوا نفسه إليه ، وقد علم كل أناس مشربهم .
ها هو ذاك المحب مشبوب القلب ، فتي العاطفة ، مفعم الروح ، يعيش مع الذكرى والخواطر ، في ذهول
عما حوله ، وفي غيبة عن عالم الحس والسمع والمشاهدة .. قد شدت روحه رحالها ومضت في طريق طويل
إلى مدائن الشوق ، ومراتع العشق ، ورياض المحبين .
ذهبت لتروي نهمها ، وتسد رمقها ، وتشبع فاقتها .. وهذا هو دأبها وعملها الذي لا تبرحه ولا تنفك
عنه ما وجدت إلى ذلك سبيلا ..
حينما يجري نبع الحب الصافي داخل الوجدان ، ويتشكل في جداوله بين خمائل الروح والجسد ، فإنه يأتي
على كل غصن ذابل فيرويه ويقومه ، وعلى كل بقعة مجدبة فيحييها ويمنحها الإبتسامة الساحرة ..
الحب بستان الحياة الحالم ، ذو الظل الوارف والمنظر البهي والرائحة الطيبة ، تنشده العصافير من كل ناحية
وصوب ، وتصدح في أطرافه البلابل بأصواتها الندية ، وتتلاعب فوق أغصانه هنا وهناك ..
الحب هو ذاك العالم الفسيح المفعم بالواقع والخيال .. عالم أبيض ناصع ، تراه كتلال الثلج اللامعة عند
أنفاس الصباح الأولى ... عالم لا عتمة فيه ولا ظلمة وليس للكآبة فيه موطئ قدم .. ترى ملامحه عند كل
نفحة زكية ، أو خاطرة عابثة حية ..
لا تقل إن للشوق والجوى نارا تحرق القلب وتذيب شمعة الوجدان .. فهي نار أرحم وأرق وألطف من أتون
السكون ، وغفوة الحس وموت المشاعر .. لأن الحب هو خلطة الجمال السرية التي تريك الحسن حسنا
والجميل جميلا ، وهو الموئل الرحب الذي تستجم فيه النفوس وتشرب فيه سلسبيل الحياة البارد بهناء ..
والحديث عن الحب طويل وشيق .. لذا سأترككم تكملونه .
شأن آخر وواقع مختلف ، سيربطك بالحب دون سبب ولا واسطة ..
ولا تقل هل يحب أحد شيئا لا وجود له ؟!! أو يحب شيئا ليس له وجود حسي على الأقل !! ..لأن الجواب
سيكون بنعم .. نعم هناك من يحب الحب ويحب لأجل الحب ويحب لأنه بحاجة إلى الحب .. أما سمعت الأديب
الكبير علي الطنطاوي وهو يصف شعر الشريف الرضي ويغرق في وصفه ومديحه حتى يصل إلى اسنتاج
جميل وهو أن الشريف كان يحب لأجل الحب ، وينسج أشعاره على ذلك المنوال الرائق المطرد ..
يقول الشريف ..
خذي حديثك عن نفسي من النفس *** وجد المشوق المعنى غير ملتبس
فأجابه النفس - بفتح الفاء - قائلا ..
الماء في ناظري والنار في كبدي *** إن شئت فأغترفي أو شئت فأقتبسي
هل ذهبت لأتكلم عن الشريف وأشعاره ؟ ... لا تلوموني فإني مولع بما قاله الشريف وابراهيم ناجي
في الحب والغزل العفيف النقي ..
قال إبراهيم ناجي ..
يا فؤادي رحم الله الهوى *** كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله *** وارو عني طالما الدمع روى
وقال أيضا ..
ياغراما كان مني في دمي ** قدرا أو كالموت في طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه ** و قضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه ** واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي ** أين يمضي هارب من دمه
لا تقولوا ما بال هذا الشيخ أطلق عنانه في الكلام عن الحب والشوق ، وتلحقوني من العتب شواظا .. فقد
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له يا أمير المؤمنين إني قد أحببت امرأة
وكلفت بها أشد الكلف ، فهل علي في ذلك شئ ؟ قال فقيه النفوس عمر رضي الله عنه ( ذلك ما لا تملك )
صدق فذلك والله ما لا يملك ، لأن كل قلب يحب ، وكل قلب يهوى ويعشق ، ويجد من لهيب الوجد وعظيم
الجوى ما يشغل عقله وروحه وحركته وسكونه ... كل يحب ما قدر الله له أن يحب ، ويتعلق قلبه بما يشاء
الله أن يتعلق به ، فقد وجد كل أحد ما تصبوا نفسه إليه ، وقد علم كل أناس مشربهم .
ها هو ذاك المحب مشبوب القلب ، فتي العاطفة ، مفعم الروح ، يعيش مع الذكرى والخواطر ، في ذهول
عما حوله ، وفي غيبة عن عالم الحس والسمع والمشاهدة .. قد شدت روحه رحالها ومضت في طريق طويل
إلى مدائن الشوق ، ومراتع العشق ، ورياض المحبين .
ذهبت لتروي نهمها ، وتسد رمقها ، وتشبع فاقتها .. وهذا هو دأبها وعملها الذي لا تبرحه ولا تنفك
عنه ما وجدت إلى ذلك سبيلا ..
حينما يجري نبع الحب الصافي داخل الوجدان ، ويتشكل في جداوله بين خمائل الروح والجسد ، فإنه يأتي
على كل غصن ذابل فيرويه ويقومه ، وعلى كل بقعة مجدبة فيحييها ويمنحها الإبتسامة الساحرة ..
الحب بستان الحياة الحالم ، ذو الظل الوارف والمنظر البهي والرائحة الطيبة ، تنشده العصافير من كل ناحية
وصوب ، وتصدح في أطرافه البلابل بأصواتها الندية ، وتتلاعب فوق أغصانه هنا وهناك ..
الحب هو ذاك العالم الفسيح المفعم بالواقع والخيال .. عالم أبيض ناصع ، تراه كتلال الثلج اللامعة عند
أنفاس الصباح الأولى ... عالم لا عتمة فيه ولا ظلمة وليس للكآبة فيه موطئ قدم .. ترى ملامحه عند كل
نفحة زكية ، أو خاطرة عابثة حية ..
لا تقل إن للشوق والجوى نارا تحرق القلب وتذيب شمعة الوجدان .. فهي نار أرحم وأرق وألطف من أتون
السكون ، وغفوة الحس وموت المشاعر .. لأن الحب هو خلطة الجمال السرية التي تريك الحسن حسنا
والجميل جميلا ، وهو الموئل الرحب الذي تستجم فيه النفوس وتشرب فيه سلسبيل الحياة البارد بهناء ..
والحديث عن الحب طويل وشيق .. لذا سأترككم تكملونه .