هو فـجحان بن مران بن بخيت الفـراوي , من فخـذ المـريخات من واصـل من بريه من مطـير , ولد سنـة
1232هـ , الموافق 1817م , هو من عقـداء وفرسان واصل من مطـير , وهو فارس شهـير له الكثـير من المعارك والمغازي الشهـيرة وله من الشجاعه ما يكفي لتسطير اروع البطولات , وكان معروف لدى الامراء والحكام وجليس للملوك والائمة وله معارف كثيرة في قبائل شبة الجزيرة العربية وكان من الشخصيات القليلة المحبوبة لدى كل القبائل فكان مرحب به في ديار كل القبائل وكان اشهر من نار على علم , وايضا كان شاعرا فحلا وعلما من اعلام الشعر في عصره , وله العديد من القصائد المحفوظة في ذاكرة الناس والمدونه في بطون الكتب , وجمع المجد من طرفيه الشجاعه والامارة وكذلك شعر , حيث كان مقدما في قومه وفي قبيلته , وقد عاصر العديد من مشايخ قبيلة مطير والقبائل الاخرى , وقد عاش فجحان طويلا حيث عمر الى ما يقارب التسعين سنة , حيث توفي سنة 1314 هــ , الموافق 1897م , ويعتبر من اشهر الشخصيات القبليه في الجزيرة العربيه في القرن التاسع عشر الميلادي , وقد ذكر في كتب الادب المختلفه , وله من الابناء ثلاثة هم فريج وزيد وبخيت , رحم الله فجحان الفراوي واسكنه فسيح جناته ياارحم الراح
ثانيا - اشعاره وقصائده :
قد استعرضنا طرفا من سيرة فجحان الفراوي واخباره فهلم بنا الى ان نعرف المزيد عن شعره وقصائده وقد
جمعت منها مايقارب الخمسة والعشرون قصيدة وقد استغرقت في جمع هذه الماده التاريخيه زمنا ليس
بالقليل , واليكم قصائده :
لفجحان الفراوي قصيدة قالها على لسان الامير محمد بن رشيد المتوفي سنة 1315هـ ,
الموافق 1897م , ومنها هذا البيت :
حنا الضيــــاغم اصلنا بقحطــــاني **** وانتم بني وايــــــــل صدقا بلا من
هذا البيت هو لفجحان الفراوي المطيري على لسان الامير محمد العبدالله الرشيد المتوفي يوم
الاحد 7 من رجب سنة 1315هـ , الموافق 28 من نوفمبر سنة 1897م وقد ارسل القصيده
للامير محمد بن سعود بن فيصل المعروف " بغزالان " المتوفي سنة 1305هـ , عندما كان في
يقال بأن اول من قال هذا المثل هو الشاعر عجران بن شرفي السبيعي شيخ آل علي من أهل العارض من سبيع ,المتوفي سنة 1318هـ , الموافق 1900م , في معركة الصريف وكان عجران شاعرا فحلاً كفيف البصر ويظهر ان بصره كف في آخر حياته لان له قصائد حماس ووصف والله اعلم لكني ارجع الى قصة المثل (أسد يا أسد) وهذا المثل يضرب عندما يكون الخصمان متكافئين بالقوة بالشعر او القوة او الشجاعة اي يقال اسد يا أسد اي انا قوي وانت قوي او انا شاعر وانت شاعر وهكذا يقال بان عجران بن شرفي السبيعي حل ضيفا على فجحان الفراوي من كبار شعراء وكرماء ووجهاء قبيلة مطير وكان يسكن بالصمان وكانت الاسواق والقرى بعيدة عن المراتع ووسائل النقل بطيئة لنقل الطعام او القهوة او الهيل فقد ينفذ الهيل مثلاً ويبقى صاحب البيت مدة بدون هيل وهكذا وهذا ما حصل لفجحان الفراوي عندما ضافه عجران السبيعي وقام الفراوي وذبح الخروف وامر بطبخه وعمل القهوة ولم يجد هيلاً فوضع فيها شيئا من الزنجبيل ويقال القرنفل (العويدي) ويقال بانه قدمها بدون هذا كله وكان الفراوي لا يعرف بان ضيفه هذا هو عجران علماً بانه يسمع به وشهرته ذائعة وكذلك عجران لا يعرف بان هذا هو الفراوي شاعر وكريم من كبار قبيلة مطير فعندما قدّم الفراوي الفنجال لضيفه عجران وذاق القهوة واذا هي بدون هيل قال: ايه:
الدله اللي ما تبهّر من الهيل **** مثل العجوز اللي خبيثٍ نسمها
لكن الرجل الذي امامه شاعر مثله او يفوقه حين قال:
ترى نحط الهيل ومفطح الحيل **** ومرٍ نخلي الموجبة من عدمها
عندها عرف السبيعي ان مضيفه شاعر وكريم فقال: السبيعي (اسد يا اسد) يعني ان الذي امامي اسد مثلي فيجب على الاعتراف به بالشعر وكذلك بعذره لانه عرف بأن الهيل قد نفد وان الظروف لا تساعد في بعض الاحيان والرجال يقدرون ويعرفون كما قال احمد الناصر الشايع (العرب تعرف الصادق من الكذاب).
بعد ذلك عرّف كل واحد منهم الاخر بنفسه السبيعي والمطيري وقضيا ليلتهما بالشعر والقصص هم ومن معهم على .
000000000000000000000000000000000000000000000000
وفي ذلك يقول فجحان الفراوي المريخي يرثي الحميدي بن فيصل بن وطبان الدويش امير قبيلة مطير المتوفي سنة 1274هـ , الموافق 1858م , رغم الاختلاف الحاصل بين الرجلين في أمور كثيرة :
مات الدويش ومـات له عـن بـضايع **** شعاع والصـمان وكروش والشرف
000000000000000000000000000000000000000000000000
نــزح الشاعر " فجحان الفراوي " رحمه الله , , عن قومه في إحدى السنوات ونـزل مع الفــردة , عند
جماعة الشيخ " ضيف الله بن حماد " المتوفي سنة 1315هـ , الموافق 1897م , وقد قاموا بإكرامه
إكراما بالغا , وأحسنوا جواره كعادتهم ,وبعد مدة , جاءه رجلان من قومه يطلبان منه العودة إلى ديار
قبيلته , وأكثر أحدهما في لومه على تركـه لجماعته ونزوله مع الأجنـاب , فكان مما قال له : لماذا رحت من
عند جماعتك , أو نحو ذلك , فرد عليه "الفراوي " بالقصيدة التالية التي يمدح فيها الشيخ ابن حماد شيخ
وعلمنا ان فجحان الفراوي كانت له علاقات متعدده بالقبائل وله مع زعمائها صداقات عديدة ، وقيل
أن إبن سويط شيخ الظفير منحه حق ( الحيافة والعرافة ) بمعني أنه لاتحاف إبل الفراوي وترد إليه
متى ما عرفت أنها له ، وقد قام ابن سويط فعلاً بإرجاع إبل الفراوي عندما أخذها الظفير في إحدى
الغزوات إعترافاً بهذا الحق وذلك حين جاء إليه فجحان في قصة اليكم تفاصيلها :
وذلك ان أباعر الفراوي أخذها جازع أبا ذراع شيخ الصمده من الظفير المتوفي مابين عام
(1250هـ – 1280هـ ) الموافق ( 1834م – 1863م ) , وقيل للفراوي أن أباعرك وخذت فقال :
بل أباعري محفوظة عند أهلها , وعندما يطلعون الظفير من الشطوط أعترضهم في الشامية ويردون
علي أباعري .
وركب الفراوي مع أبنه وذهب الى الامير نايف بن سويط قد ذكر سنة 1898م ,الموافق 1315هـ
امير قبيلة الظفير وكان بين بن سويط وأبا ذراع نوع من الخصومة وجلس الفراوي مدة من الزمن عنده
ولم يفاتحه بالموضوع , وذات مرة عزم الفراوي عبد من عبيد السويط في بيته على القهوة وذهب معه
ولما جاء الشيخ لم يجد الفراوي على غير عادته في المضيف فسأل عنه واخبروه به فذهب اليه عند
العبد فقال (بن سويط ) عندما رآه :
يالفراوي يقولون إن الضيف إذا لقى خيرآ من معازيبه ضافهم ,
فقال الفراوي على الفور :
أنـا إليا مـنه بـدى اللازم أبــبدي **** أنصى الشيوخ اللي تعرف المبادي
جيت الشيوخ وجيت حر وعبدي **** ورجــعت للـي مثـل طـيـر الهـدادي
والله مـايــبـرد لهــيـبـن بـكـبـدي **** إلا تــقــول الــذود مـاهـــو بـغــادي
فقال الشيخ نايف بن سويط ( ماهو بغادي )
وبعد يومين أتى الشيخ (جازع ) لزيارة الشيخ بن (سويط ) لترضية النفوس واخذ معه عدة رجال
من قومه وذهبوا , ولما جلسوا ودار الحديث بينهم قال الفراوي ( أنا مرخوص يابن سويط ) فقال
بن سويط ( إذا رخصلك أبا ذراع ) فقال أبو ذراع :
من هذا الرجل , فقالوا هذا { الفراوي } ,, فقال أبا ذراع ( هذا الرجل راعي السوالف الزينه ) ,
فقال الفراوي :
اللي مجالسهم بروس النثــــــــايل **** ياعنك ماحطيت منهم خـــــديني
يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت منذ أكثر منمائة سنة تقريبًا فهي واقعية .. يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبليسماناً يكاد أن يُفجَر الربيع الحليب من ثديها ، كلما اقترب ابن الناقة من أمهدَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنهاخلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ، فقلتُ والله لأتصدقن بهذهالناقة وولدها لجاري ، والله يقول : لن تنالوا البر حتىتنفقوا مما تحبون [آل عمران:92] .. وأحب مالي إلي هذه الناقة ،
يقول : أخذتهذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري وقلت خذها هدية مني لك ..
يقول: فرأيتالفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول ، فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظروليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!
فلما انتهى الربيع وجاء الصيفبجفافه وقحطه ، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ ، يقولشددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول : هي حفر في الأرض توصل إلى محابسمائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو ،
يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماءحتى نشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !
وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتىيئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانواوالعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال، فذهبوا إلى البيتوقسموا الميراث
فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره ، إن جارناهذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ،فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار
وقالوا: أخرج الناقة ..
قال : إن أباكمأهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبرالنبي، فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآنعنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !
قال : أشكوكم إلى أبيكم ..
قالوا : اشكِ إليه فإنه قدمات !!
قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟
قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج ،
قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ، فلماذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثمربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج .. ويشم رائحة الرطوبة تقترب ، وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلامويتلمس الأرض ، ووقعت يده على طين ثم على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعدأسبوع من الضياع ، فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمروسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولادهلا يعلمون ،
قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !!
قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلتالدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه, ولكنالجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ..
يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوعمني كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبنيتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ، ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ماسبب انقطاعه ؟
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
السالفة تدور وتنتهي على الشجاع المعروف صياح المرتعد ، شيخ قبيلة اليمنه من الجعافرة من ولد سليمان من قبيلة عنزة الشهيرة ، وحصل مره انه كان مسافر مع بعض جماعته ، وفي طريقهم مروا على بيوت من العرب واردوا ان يخطرون عندهم كضيوف ، وكان من عادات البادية في الزمان السابق (انهم اذا صار عددهم كثير فأنهم يتوزعون على بيوت العرب الذين يريدون ان يضيفونهم ويكون كل عشرة في بيت حتى لايثقلوا عليهم ويقدر صاحب البيت ان يقوم بواجبه نحوهم) وجاءوا وتوزعوا على حسب العاده ، فقد جاء صياح وبعض جماعته عند احد البيوت الي هو بيت (مطير السويدي الشمري) ، والباقية من اصحابه تفرقوا على البيوت الاخرى ، وعندما جلسوا على محل الدلال (المجلس) ، وهم ينتظرون صاحب البيت ولكنه لم يحضر ، ولم يكن في البيت غير الزوجة ،
وقد لاحظوا عليها حالة غريبة بعد وصولهم ، فقد رأوها تكثر الخروج من البيت والرجوع اليه عدة مرات ، فأستغرب صياح من امرها وأراد ان يسألها عن سبب ترددها ،
ومن وراء القاطع قال : مابالك يا النشمية ،
فقالت : اني في حيرة من امري وضايقة بي دنياي ،
فقال : ما السبب ،
فقالت : السبب انني لم اجد في بيتي ما اقدمه لكم من اكل وهذا هو الذي يضايقني وراعي البيت ليس موجود ،
فقال صياح : الامر سهل للغاية وانت معذورة ، احضري القدر وصبي فيه ماء واوقدي النار وضعيه عليها ، ففعلت مثل ما هو قال لها ، وبذلك ارتفع الدخان من النار وكان له مقصد من ذلك ،
وبعد ذلك قال: هل عندك شي من الدهن ، فقالت : عندي قليل من الدهن القديم ، فقال : عطيناه فاعطته الدهن ، فأخذ من الدهن ودهن به وجهه وايديه ولحيته ووزعه على الجماعه الذين معه ، وفعلوا مثل ماهو فعل ، وبعد هذا شكر النشمية وقال اكتمي الخبر ، ثم غادر الجميع كل جماعته لهذه البيوت التي خطروها ، وفي الطريق بعد ان تجمع القوم وراح الكل يذكر اللي هو حصل عند البيت اللي هو جاء عنده ، اما صياح عندما قال للمرأة اوقدي النار ،اراد ان يرى الجميع اللي هم الجماعه اللي معه الاخرين المتوزعين على البيوت الاخرى ان أهل البيت اللي هو خاطر عندهم قاموا بواجبهم ، وطلب كذلك الدهن حتى ان يراه ويجدون ريحه على ايديهم ويكون هذا هو اثر الاكل الدسم ، فعل هذا وانقذ المرأة المسكينه التي احتارت في امرها ، وهذا دليل على الثقة المتبادله بين العرب وحرصهم دائما على السمعة الطيبة سواء لهم او لغيرهم وعدم تفشيل معازيبهم، وبعد هذا حضر زوج الحرمه واخبرته بما حصل مع هذا الرجل فقال زوجها : هل عرفتيه ، قالت : نعم ، اني قد سألته عن اسمه واقسمت عليه بالله ان يخبرني بأسمه ، فاخبرني وقال انا صياح المرتعد ، فقام الرجل واشترى له ذبيحه وقال لجماعته القصة كاملة ، واخبرهم ان يكون عندهم علم بأن هذه الذبيحه هي ذبيحة صياح المرتعد ، وهذا حقة علينا ، لاننا عندما جاءنا لم نعطيه حقة واللي معه ، وهو لايزال يطالبنا بذلك ، وظلت هذه الذبيحه الا ان توالدت وصارت حوالي 30 رأس من الغنم ، وارسل عليه وطلب منه ان يحضر بعد ان وجد مكانه ، فحضر صياح وقال له هذا الرجل : لقد سترتنا ياصياح وفعلت فعله طيبه ، وانت لاتزال تطالبنا بحقك علينا ، وحقك هذا هو ، وهو يقصد الثلاثين رأس من الغنم ، فقال صياح : انني لم اكن وحدي بل كان معي جماعه ، فقال له صاحب الذبيحه : هذا حقك انت وحدك وجماعتك اللي معك حقهم محفوظ ، فقال صياح : انني سوف اقسمها حيث تكون عشر لي وعشر للجماعه اللي معي وعشر لزوجتك التي قامت بواجبنا فقال له الرجل : على ماترى ياصاحب الجميل الاول ، وبعد هذا قال صاحب البيت له قصيدة يذكر فيها كل اللي قام به صياح من طيب ، يقـــــول :
يالمرتعد واجبـك حـق وصايـب=حق على اللي يعرفون المواجيـب
وسمتها بحضـور كـل القرايـب=ذبيحتك يا منقـع الجـود والطيـب
لو ما بغينا مـا علينـا غصايـب=لا شك ضيف البيت له حق ومصيب
جملتنا ياشـوق ضافـي الذوايـب=وذي عادة الطيب يستر المعازيـب
يفداك منهـو ضاريـن بالسبايـب=لا ضاف علق بالمعـزب كلاليـب
وبعد هذه القصيدة والتي بين فيها مثل ما ذكرنا وقال من ضمن ابياتها :
وسمتها بحضور كل القرايب : أي الذبيحه
فجاوبه صياح المرتعد ردا عليه :
الطيب بحجاج المشيب وهايـب=طيب الفتى من عند ربه مواهيب
ثلث لنا وثلـث لـزود حلايـب=مقسوم بين الضيف هو المعازيب
ومعزبتنا يافتـى وانـت غايـب=نشمية تسوى كثيـر الرعابيـب
نشمية تسـوى كثيـر الحبايـب=لو غبت ما داخلك شك ولا ريب
ومن جرب الدنيا وشاف النوايب=تراه ما يشنا ولا يطري العيـب
واللي يسب لشبعة البطن خايـب=اصل القرا زين النبا والتراحيـب
بسم الله الرحمن الرحيم
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد ,
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ...
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ...
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .. وبعد ما يقاربَ
خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ... وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ...
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة .. وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ
والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية
حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ
المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي
ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال , لكنْ ...
هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟: