ما جمعته سيدي الكريم لايعدو أن يكون حقوقا متفرقة أقرتها الشريعة تحت مسمى الشرع والإسلام والأخوة الإسلامية لاتختص بوطن دون آخر أو بلد دون آخر فالوطنية بمفهوها الحالي دخيلة على الشرع الحنيف ولاتمت له بصلة وكذلك الجنسية و الحدود والعروبة ...الخ من الفاظ يراد أسلمتها بشتى الطرق
الوطن لايعدو أن يكون منشأ الإنسان الذي ولد وترعرع فيه فهو يشكل بقعة صغيرة من هذه الدولة المترامية الأطراف فالرياض والدمام مثلا لايمكن أن تكون وطنا لمن عاش ونشأ وترعرع وقضى أيام صباه في بلدة كجاش لكن اتفق أن تكون هذه البلدان تحت إمرة واحدة كما صار غيرها من بلدان المسلمين كمصر والشام والعراق تحت إمرة إنسان آخرين وهذا لايسلبها حقوق الشرعية وحقوق اهلها ثم ذلك الحنين الفطري تجاه الأوطان والذي به يشتاق الجاشي لجاش والجداوي لجدة والحساوي للأحساء لايمكن تعميمه ليشمل سائر أنحاء المعمورة وهو شعور جبلي لم يمنعه الإسلام ولم يرتب عليه أي حكم إلا إن تعارض مع أمر الشارع الحكيم كما في قوله سبحانه (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ) ولذا كانت الأخوة الإسلامية والمحبة والولاء في الإسلام ارتكزت على الديانة دون التفات لوطن أو لون أو عرق فالأمر يدور مع الدين فمن اتفق معك فيه فهو أخوك وله من الحقوق بحسب حاله ومن نابذ الدين فهو المبعد المستحق للعداوة والذم
|