الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلت أمتنا أفضل الأمم
[align=justify:0a31a34b76]أبو ماجد وكل الأعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
كأن أنفي يشم رائحة عدم رضاكم عما قلته أنا ، أو ربما عدم قناعتكم فيما ذهبت إليه أنا رداً على رأي أبو ماجد الأخير وشاب أنيق وفوق حول صحيفة الوطن ! .
لذا قررت شرح المزيد لهم ولغيرهم من الأعضاء الذين تحفظوا تناول موقف صحيفة الوطن من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – رغم قناعتي بأن تناول مثل هذا الموضوع الشائك يحتاج إلى براعه ومهارة فوق العادة لتوضيح البيان - فالله يستر من القادم.[/align:0a31a34b76]
[align=center:0a31a34b76]بسم الله الرحمن الرحيم[/align:0a31a34b76]
[align=justify:0a31a34b76]بما أن الدين ليس ملكاً لأحد ، وليس تجارة أو بضاعة .
فمن الخطأ أن نزكي على الله أحداً
إن المجتمع هو المصنع الذي ينتج ويفرز موضوعات تتحدث بها وسائل الإعلام.
فإذا كان هناك أراء لكتاب تتعارض مع السلبيات التي يقع فيها بعض المسؤولين ، وغير المسؤولين باعتبار أنهم بشر يصيبون ويخطئون .
لذا فإن من الظواهر الصحية أن يتولى هؤلاء الكتاب امتعاض هذه الأفعال من باب عدم السكوت والتردد في قول كلمة الحق .
لذا أرى أنه ليس من الحكمة بمكان الطعن في مقاصد أولئك الكتاب أو بعضهم ، لأن الخطأ المغلف بالانتهازية لا يمكن أن تنتهي صلاحيته.
سأتجاوز هنا دور الكتاب حتى أبلغ دور الصرح الإعلامي كاملاً ، وأقصد تحديداً المؤسسة الصحفية فهي :
الرحم الذي يخرج منه الكاتب من ظلمة الخندق إلى نور الهضبة.
نعم !
تتعامل الصحيفة مع الأقلام كما يتعامل الأستوديو مع الأفلام، أما الخلل في فلم ما ، وأقصد بالفلم (مشكلة اجتماعية) لا ينتقص من دور وتقنية الكاميرا ، وأقصد بالكاميرا (الصحيفة).
يجب أن نعلم جيداً أن قبول الواقع على عـّلاته سيتيح فرصة التفكير بالأفضل بعد تذويب الخلل وإلغاء طاقته من الوجود قبل أن يثور كالبركان فيعطل عجلة الازدهار من التقدم ، وديننا الحنيف بتعليماته يعتبر حجر الأساس للتقدم .
إن فكرة إعاقة مؤسسة إعلامية في مجتمع مسلم واتهامها باستنصار غير الدين على الدين قضية خطيرة جداً ! ، لأنها تكشف جلياً قصور الوعي ! ، هذا الغائب الذي أدى غيابه إلى اختلال في فهم المراد والاستعاضة عنه بفهم الظاهر ومحاكمة الحروف الأبجدية وعدم قبول شفاعة المعنى لها. ما أود قوله هو :
إن المشكلات التي ترشح على سطح المجتمع ما هي إلا إفرازات بحاجة إلى عقاقير وقاية للحد من انتشارها فأقلام الكتاب إن صدقت هي العقاقير التي ستحمي المجتمع من بكتيريا سؤ الفهم واللاوعي.
بعد هذه المقدمة ، سأتحدث عن موضوع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخطاء بعض عناصرها التي نشرتها صحيفة الوطن ما هي إلا مجرد وقائع لها جذور منها قوية الامتصاص (على حق) ، أما إذا كانت هذه الوقائع جافة (على باطل)، فالعاتق على المصدر الذي يعتبر أحد عناصر المجتمع .
إنني في هذا المقام لست أنصب نفسي للدفاع عن مؤسسة صحفية، أردت فقط أن أطرح بعض التساؤلات والغموض في محاولة للتوصل إلى نتيجة ربما ظهرت واضحة لكل من يقرأ هذه السطور .
الجميع يعلم أن الهدف السامي والنبيل من وجود جهاز بحجم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو بلا شك لا يقل أهمية عن أية جهة حكومية أخرى، وطالما أن العناصر التي تعمل في هذا الجهاز هي من خيرة أفراد المجتمع أو يفترض أن يكونوا كذلك !
لأنهم يطبقون الهدف من وجود مثل هذا الجهاز وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلماذا لا يكونوا ضمن قائمة الأولويات في الموضوعات المتناولة ؟
لماذا يريد البعض استثناء هؤلاء العناصر من الحديث عن سلبيات بعض أفعالهم ؟
الكل يعلم أن نظام الهيئة يعتمد على عناصر بعضها متعاونة وليست نظامية هم من فئة الشباب وبما أن المؤهل والتحصيل العلمي غير مهم في الانتماء إلى هذا الجهاز ، علماً بأن هذا الجهاز الأكثر احتكاكا بالمجتمع .
إذن !
من المحتمل وجود من بين هؤلاء الشباب من لا يملك أية أدوات للتخاطب مع الآخرين بالطريقة المطلوبة، فهم لا يخضعون إلى أية دورات علمية أو تأهيلية تسهل عليهم مهمة التعامل مع أفراد المجتمع، وإن حصل فهي مبادرات من الشباب أنفسهم .
وبما أن الاحتكاك مع أفراد المجتمع بحاجة إلى أناس مؤهلون، لذا وجب إخضاعهم جبرياً لمثل هذه الدورات .
سأسوق لكم مثالاً على ذلك :
رجال المرور ورجال الدفاع المدني، ممن يمتلكون دورات علمية وعملية تحصنهم من الوقوع في الأخطاء، لذا نجدهم يجيدون التعامل وفق صلاحيات واضحة فبإمكان أي فرد في المجتمع أن يعترض على من يخرج عن النص منهم .
أما في جهاز الهيئة فلا يوجد نص واضح للصلاحيات الممنوحة لهم ، الأمر الذي لو تعرض لك أحدهم ، فله الحق أن يطلب منك ما يريد دون الاعتراض ، وإن فعلت ! حكم عليك بتهمة الابتزاز لهم ، ونشر الفتنه بين الناس .... هكذا دون سابق إنذار ! ، لتجد نفسك بعد ذلك وقد حملت صفة العاصي والطاغية الكبير - في نظرهم - .
ثمة تساؤلات هامة جداً هي :
- ما هو أبعد مدى ممكن أن يتعامل رجال الهيئة مع أفراد المجتمع؟
- هل له صلاحيات يتوقف عندها أم أن فضاءه أرحب من باقي مؤسسات الدولة ؟
- كيف نعرف إذا تخطى حدوداً معينة باستخدام صلاحيات نصب نفسه على ممارستها وربما كان من غير اللائق أن يقوم بها؟
لا أحد يستنكر دور الهيئة ولكن !
كلنا يستنكر دورنا اتجاه رجال الهيئة هذا الجهاز الذي له شرعية في قيامه ولا ملامح لصلاحيات عناصره غير النظاميين، أقصد المتعاونين منهم .
ماذا يمنع أن تتبنى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكرة تأسيس مركز تدريب أو معهد ؟
كمعهد الجوازات والمعهد الدبلوماسي ومعاهد التمريض والإدارة العامة بغرض منح منتسبيها ( النظاميين غير المتعاونين ) دورات علمية وعملية تعلمهم أبجدية التعامل مع الغير بلطف ولباقة ورحمة، نتوخاها من رجال الهيئة قبل غيرهم- وهم إن شاء الله كذلك - .، بشرط واحد فقط وهو أن لا يكون من بينهم فضاً غليظ القلب – هذه العبارة وردة في القرآن الكريم وكانت موجهة إلى النبي محمد أفضل خلق الله – .
نعم ! أقول إن البشر خطاءون .
فمن بين هؤلاء البشر من هو غليظ القلب ولا تستثنى هذه العبارة من بعض رجال الهيئة لأنهم غير منزهين ، والكل رأى شباب في الثانوية العامة من بين رجال الهيئة وهم غير نظاميين، بل متطوعين ، قد سبق لهم أن أخطئوا التصرف واعترفوا بذلك . ولا حرج عليهم من هذا الاعتراف بل يسجل لهم وليس ضدهم .
من هذا المنطلق أكرر مطلبي بأن لا يكون أحد منهم فضاً غليظ القلب ليتقرب إليهم الجميع ويلتفوا من حولهم في أجواء لا تحتمل إلا الكلمة الطيبة وهي بالتأكيد صدقة.
عودة للدورات التدريبية سالفة الذكر ، أقول إن الغرض منها أن تأهلهم وتساعدهم على القيام بمهامهم وفق صلاحيات واضحة تذوب فيها المشاكل وتظهر معها الحلول وتمنحهم مرتبات كسائر القطاعات الحكومية الأخرى بما يخدم مصلحة الدين أولاً ثم الوطن والمواطن والمقيم .
أرجو أن يكون فيما كتبته إشارة واضحة لكل الإشكاليات المطروحة عن صحيفة الوطن وتناولها " بعض " أفعال " بعض" رجال الهيئة ، كان الغرض من التناول هو انتقاد سلبية هذه الأفعال ، وليس تناول الدين ومنهجياته ، فالدين لا يجرؤ عليه إلا كافر.
أنا لا أريد أن يقع أحدكم في محظور : " من كفر مسلماً فقد كفر " .
هذا والله وحده أعلم بالنيات والمقاصد والسرائر وهاجس النفوس .[/align:0a31a34b76]
|