تابع المحطة الثالثة لناصر بن سالم
3- ما هي علاقة جهاد غريب بالفلاسفة ؟
قبل الحديث عن الفلاسفة وعلاقتي بهم يجب التطرق إلى علم الفلسفة ، فهو كما يعلم الجميع دراسة المسائل التي ينحصر إثباتها بالأدلة العقلية ، وبعض يطلق عليه علم الكلام .
وفيما يلي تذكير ببعض أسماء أوكنيات الفلاسفة العرب :
أبن سينا ، وأبن الهيثم وأبن باجه ، وأبن رشد ، وأبن النفيس ، والإدريسي ، والبغدادي
أما عن الفلاسفة العجم فإسمحوا لي أن أذكر واحداً فقط منهم وهو الفيلسوف اليوناني سقراط حيث كان ميلاده سنة 470 قبل الميلاد بأثينا وتوفي بها.
أما عن أسماء الفلاسفة من النساء فأنتهز الفرصة وأسوق لكم الخبر التالي :
أصدرت دار نشر فرنسية كتاب عن الفلاسفة النساء في العصور القديمة وترجم من اللاتينية إلى الفرنسية بعنوان قصة نساء من الفلاسفة من إعداد جيل ميناج في عام 1690 - أحد المتخصصين في النحو والصرف في اللغة الفرنسية – حيث أشار إلى وجود مجموعة كبيرة من النساء المفكرات الفلاسفة في العصور القديمة وفقد عمد إلى حصر أسماء نحو 65 سيدة من المفكرات وقد قسم الكتاب أولئك المفكرات إلى مدارس متفرقة ومتميزة .
أما علاقتي بالفلاسفة السلف منهم والخلف فهي :
كعلاقة العجين بالتنور وليس بالضرورة أن يكون الناتج دائماً هو الخبز فالأمر يعتمد على أمانة الخباز ونزاهة أدواته .
وإن مثل أسماء هؤلاء العلماء يحفزني ويجعلني أحاول انتهاج مبدأهم حيال البحث والتنقيب عن الأدلة العقلية فقط .
وربما ظهر شيئاً من هذا من خلال حشر بعض الأدلة العقلية في مقالاتي .
الأمر الذي دفع أبن سالم أن يسألني بمثل هذا السؤال ، حيث ظهر تأكيد ذلك في إصراره على إلحاقه بسؤال أخر عنهم كما يلي .
4- ما هو موقف الفلاسفة من القرآن والسنة ؟
ليس المهم هو موقف الفلاسفة من القرآن والسنة المهم هو موقف القرآن منهم .
قال تعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبة (33) .
وقال تعالى : ( إنا نحن نزلنـا الذكر وإنـا له لحافظون ) الحجر(9) .
على كل حال لا تزعل يا بن سالم فبعد معرفة البريد الإلكتروني لكل فرداً منهم وتوجيه هذا السؤال لهم سنحصل على إجابة موثقة لموقفهم.
ومع ذلك أنا على يقين أن منبع كل العلوم هو القرآن الكريم ، أما السنة فهي عبارة عن دروساً نتعلم منها كل أمور ديننا ودنيانا ، وأهم شيء هو أننا نتعلم من السنة كيف نفسر القرآن الكريم فهي الشرح الصحيح له ولا أغفل دور العلماء المسلمين واجتهاداتهم حول تفسير القرآن الكريم .
لا شك أن هناك من الفلاسفة من كان لهم مواقف وأفكار مدمره عن الإسلام تصدى لهم أبن تيمة وأبو حامد الغزالي وهناك بعض الفلاسفة من لهم انتماءات مذهبية ومنهم الباطنيون وأهل الفلسفة المحضة ، وفلاسفة الصوفية ، ومنهم غير ذلك كفلاسفة المنتسبين للإسلام .
وهناك قول مشهور استعرته لكم هنا وهو : " يوماً يمانٍ إذا لاقيت ذا يمن, وإن لقيت معدياً فعدناني". قائل هذا الكلام هو فيلسوف قرطبة ابن رشد, الذي خاض مع أبي حامد الغزالي بعد مئة عام وأكثر من موت هذا الأخير, ذلك السجال الفلسفي الذي يعتبر الأكثر شهرة في تاريخ الفكر العربي, والذي تجلى في كتاب ابن رشد "تهافت التهافت" الذي يرد فيه على فكر الغزالي ولا سيما على كتاب "تهافت الفلاسفة", الذي يعتبر, إلى جانب " احياء علوم الدين " الأهم والأشهر بين كتب الغزالي قاطبة.
|