العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات الأدبية > واحة الأدب
   
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 / 08 / 2003, 23 : 06 PM   رقم المشاركة : [31]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي أعتذر لتأخري

نظر الي كمن يقول ولماذا هذا السؤال الان؟؟

لم اجد تفسيرا لتوقيت سؤالي فحاولت ان افسر سبب السؤال على الاقل..

- انا قدرت عمرك في اول يوم رأيتك, باثنين وعشرين عاماً.. الان بعد ان علمت انك تحضر الماجستير وتعمل في الجامعه اصبحت اشعر بأنك أكبر من ذلك...

- ضحك وقال لا انا لست بأكبر من ذلك بكثير .. ولدت في السابع من فبراير قبل اربع وعشرين سنة.. هذا يعني انني في الخامسة والخمسين أليس كذلك؟...

- هل انت واثق انك تدرس الاقتصاد وليس الاثار؟

ضحك ليث وقال:
- لا لا الاقتصاد ولكنني لا احفظ جدول الضرب..

شعرت بأنني ارى جانبا جديدا في شخصيته وانه يملك روحاً مرحةً بشكل كبير..

- اوه نحن الان في منتصف نوفمبر.. لم يبقى سوى شهرين ونصف تقريبا ونغني لك بعيد ميلادك..

- وأنت هل سنراك تكبرين؟ ام ان النساء لا يكبرن..
- أظنني أكبر بسرعة ..

- انا ولدت في نهاية هذا الشهر..
- هذا جميل...اذا هو قريب,,

- كيف تعودت الاحتفال بعيد ميلادك؟
- احتفل به بين اخوتي وامي وابي.

- وهذه السنة..
- سؤال صعب يا ليث, ربما لانه ليس لي اصدقاء في هذه الجامعة بعد,
سأحتفل به وحدي مع سيدة,,

- هل تسمحين لي ان انظم اليكم؟
- هذا يفرحني..

- قراتسي نورا..
- هل نبدأ الدرس؟

- نعم يجب ان نبدأ..

وبدأ الشرح...
كان شرحا هادئا بسيطا عن محتويات الجهاز واجزائه, للمرة الاولى احسست بأن ليث استاذ او مدرس فعلا..

كان يشير الي بأن اكتب جميع ما يقوله لكي اراجعه بعد خروجه وسيكون عليّ المراجعه دون وجود الجهاز لذلك يجب ان ارسم بعض الاشياء احيانا..

استمر الدرس لمدة ساعة كاملة دون انقطاع وبجدية تامة, نظر ليث الى ساعته وقرر نهاية الدرس.. اغلق الجهاز ووضعه في حقيبته اغلقها.. وقف وحمل الحقيبة وأستأذن للانصراف.. حاولت انتزاع الصفحات التى استخدمتها من الدفتر الصغير لاعيد اليه الدفتر والقلم ولكنه قال..

- اشتريته هذا الصباح خصيصا لطالبتي الاسبانية , يمكنك الاحتفاظ به..
- اوه هذا كثير يا استاذ, يجب ان ادفع لك اتعاب الدرس بدلا من توفر لي مواد الدرس ..

- لا , كنت في مكتبة صغيرة واعجبني هذا القلم وقررت انه لك..
- سأحتفظ به ليذكرني بأستاذي العربي..

- يجب ان أذهب الان..
- قراتسي ميل ليث,,


أوصلته الى باب الشقة ... تردد قليلا ..
ثم قال:
- اسمحي لي ان اشكرك على الغداء اللذيذ, والجو العائلي الذي افتقده كثيرا..
- لا تشكرني, لانني أحس بأنني اثقل عليك, وخصوصا انك تقتطع الكثير من وقتك لتعليمي,,

- لا يا نورا انا لم امزح عندما قلت لك ان هذا يحسسني بأنني قريب من امي ووطني..
- هّلا شكرتي زيا سيدة بالنيابة عني..

- هي تنام قليلا بعد الغداء لولا هذا لكانت هنا لتودعك بنفسها,,
- حسنا نورا يجب ان انصرف الان, بونا نوتي سنيوريتا..

- بونا نوتي ليث..
اغلقت الباب وناديت سيدة وشكرتها واوصلت لها شكر ليث, وذهبت الى غرفتي..

كأنني اعود من رحلة جميلة, عاد الي ذلك الشعور القديم الذي ينتابي عندما اعود من رحلة جميلة مساء يوم الجمعة مع ابي وامي واخوتي..ذلك الشعور بالتعب والسعادة والامتنان, تعب بعد جري ولعب, سعادة لوجود من احبهم بجانبي يشاركونني اللعب والضحك, سعادة لا تشبه سعادة الكبار, سعادة ليس لها وصف, وامتنان لوالدي لما قدماه لنا طوال يوم رائع..

شعرت بألامتنان لليث على هذه الامسية البسيطة التى منحها لي دون ان يعلم ما يعني لي ان امضي مسائي مع انسان مهذب وكريم أعطاني الشعور بوجودي وسط اسرتي..

عاد ذلك الوحش الصغير الذي ينطنط في غرفتي كلما احسست بالامتنان لما يقدمه لي ليث, عاد يذكرني بكذبي, ينبهني لانانيتي, تربع هناك فوق تسريحتي ليواجهني وانا اجلس في سريري في يدي دفتر قدمه لي ليث قبل دقائق وقلم جميل سيظل لونه الترابي يذكرني بزيارتي للعراق في شعر السياب بلسان ليث..


تربع واخذ ينظر الي وضع يده تحت دقنه وظل يبحلق بي, ينقل نظره من وجهي الى يدي التي تمسك بالدفتر, ينقلها الى القلم ويظل يبحلق بالقلم طويلا,, قال لي لماذا لم تعترفي له اليوم؟!

هل مازال اللعب يستهويكِ؟ الا زلت تتمتعين بأنانيتك الطفولية؟ لن اسمح لكِ ان تلعبي اكثر.. الا تنوين الاعتراف؟ لنفرض ذلك..لا لست معي في أي امر لأفرض ذلك وحدي, سأفرض انك تستكملين اللعب! الى متى؟ سأفترض يوما انه اكتشف هذا الكذب, هل سيفهم انك تعبثين؟ وبماذا؟ هل سيقول ان هذه الشابة كانت تكذب لان شقاوة كشقاوة الاطفال تسكنها؟!

هل سيصدق ليث انك لا تقصدين ايذاء مشاعره؟ هل سيفهم انها مجرد مزحة؟!

اي نوع من الصبايا انتِ؟

حسنا حسنا, لن اتحدث اليكِ اكثر..مازلتِ عنيدة كما كنتِ..ولكن انا احذرك لن تكون هذه المرة سهلة ابداً..هو ليس مصطفى اللذي لعبت معه يوما وقلت له انك راحلة خلال شهر, وانك ستتركين المدرسة وتتركي دمشق ايضا..

اتذكرين كيف بدء مصطفى يحزن وانت تراقبين حزنه؟! هل تذكرين كيف جمع مصروفة ليقدم لكِ سلسة الفضة لتذكريه بها..لن تنسي فأنت مازلت تحتفظين بها الى اليوم في صندوق حليُّك الصغير..

هل تذكرين ماذا فعل عندما اكتشف انك كنت فقط تمارسين لعبك معهم... صرخ في وجهك وانصرف...

يومها اتيت لي تبكين, قلت انك قصدتي اللعب فقط, لم تقصدي ان تغضبيه, ساعدتك يومها لتسترجعي ثقة مصطفى البائس ..

ليث ليس كمصطفى وانت لست تلك الطفلة...انا احذركِ..

رفعت رأسي اليه لاتأكد من نواياه فلم اجده, أختفى كعادته عندما يغضب من تصرفاتي ويقرر الرحيل..

لم يرحل ابدا بقى يظهر ويغيب, ظل كشبح ضخم يغطي رؤيتي, يحسسني بظلمي لليث حتى وانا اشرب الماء اراه في قاع الكوب..

لم اعد قادرة على الجلوس, حاولت صرف هذا الشعور بالذنب ولم استطع..بدلت ملابسي واخذت دراجتي وخرجت, قبل ان اخرج عدت الى كيس الاشرطة حيث تركته في الغرفة واخذت شريطا لمحمد عبده كنت اشتريته في الصيف قبل مجيئي الى مودنا...


اخذت معي حقيبة ظهري ووضعت الووكمن بداخله..

لم اكن اعرف اين سأذهب ولا ماذا سأفعل..

كنت قد سمعت هذه الاغنية قبل ان اشتري الشريط فأعجبتني.. سمعتها بعد ان اشتريته مرتين او ثلاث لا اذكر وكانت بعض مقاطعها تطير بي في عالم آخر..

وضعت الهدفونز وضغت التشغيل, اتجهت الى لا شيء, اخذتني دراجتي الى حيث تشاء, وأخذني صوت ابو نورة الى عالم نسيت معه ذلك الذي يؤنبني طوال الوقت..

"ناديت ما كن السنين اللي مضت راحت, كنا افترقنا البارحة والبارحة صارت عمر...ياجمرة الشوق الخفي نسيت انا نسيت انا وجرحك وفي"..
بدأت اطرب واعود لجو حميمي..احسست انني انام على رجل امي وهي تحكي لي حكايات الصغار,, رأيتني اكبر وانا على ركبتها وقصصها تكبر لتحكي حكاية الصبيّة والاصرار على التحدي والنجاح,, وكبرت وانا على ركبتها اسمعها تخبرني عن بنت صديقتها وكيف اصبحت عروس...

سمعت صوتها وهي تذكرني ان اضع مصحفي الصغير في شنطة يدي قبل ان اذهب الى المطار... اخذني صوته يغني عن السنين الى الكثير الكثير..

اكتشفت انني ادور حول حديقة الحي القريبة,, والتي لم يبقى بها من الاطفال والامهات احد, ذهبو جميعا بعد ان اصبح البرد اشد من ان يحتمله رضيع او جدة عجوز...

لم يبقى سوى بعض الاصدقاء في شلل من اولاد وبنات ينتمون جميعا الى مدرسة الحي الثانوية..اصبحت اعرف اشكالهم جميعا لانني اراهم كل صباح وقت خروجي للجامعة..

ابتعدت عن الحي وقررت الذهاب الى مواقف الجامعة ربما اجد بعض زملائي فأتسلى معهم... عندما بدت المواقف من بعيد علمت انني واهمة فلا يوجد احد سواي في ليلة الاحد يسمع اغنية من خلال ووكمن ويركب دراجة في الساعة التاسعة..في هذا الوقت في اي مكان في اوروبا الجميع يكمل استعداده للخروج مع صديقته او صديقه او مع زوجته او زوجه..

اقتربت اكثر وقررت ان ادور في المكان لاكمل سباحتي في صوت محمد عبده وماضي جاء مع اغنيته...

لم انظر الى مبنى الجامعه في هذا الليل لم يكن ليستهويني النظر للمباني في الظلام, كان النظر للاشياء في الليل يحسسني بالخوف واحيانا يأخذني لخيال مرعب يمكن ان يستدعي صراخي,,, امضية ليلي في الصراخ مرةً وانا في السابعة عندما رأيت دراجة اخي الصغير في منتصف الليل وقد بدت لي وكأنه كلباً ضخم يقف في غرفتي..


اخذت احوم المكان, احسست بأن شيئا ما يتحرك في الظلام, حاولت ان احدد مكان الحركة ولكن الظلام كان اقوى من ان استمر في البحث.. ابعدت الهدفونز عن اذني علني اسمع شيئا.. ولكنني لم استطع الاستمرار كثيرا.. قررت الانصراف ..لا ليس الانصراف بل الهرب مرعوبةً...

في هذه اللحظه بان لي خيال رجل طويل كان يجلس على الدرج في احد مداخل المباني التى تواجه مواقف الجامعة.. لم ارد ان اظهر خوفي وقررت ان انعطف عكس اتجاهي ولو كان هذا سيطيل الطريق علي...


يتبع....... :غمزه:
توقيع سمارا
 كنت فقيرا حين كنت من العشاق

ولإخفاقي في منح الهدايا

كنت أمنح الكلمات ..

شاعر الفقراء _ أوفيد _ رومانيا.
سمارا غير متصل  
قديم 01 / 08 / 2003, 50 : 10 PM   رقم المشاركة : [32]
مجموعة انسان
*!* مشرف سابق وعضو شرف*!*
 





مجموعة انسان will become famous soon enoughمجموعة انسان will become famous soon enough

افتراضي

[align=center:9053810331]احم احم :خايف:

فقط للتذكير تراني معك على الخط :رهيب:


تقبلي تحياتي :يصفق1: [/align:9053810331]
مجموعة انسان غير متصل  
قديم 10 / 10 / 2003, 45 : 02 PM   رقم المشاركة : [33]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

أخي الكريم مجموعة انسان

أتشرف أن تكون من متابعي روايتي هذه

وسعيدة جداً لمرورك الجميل على موضوعي الوحيد

يتوجب علي الاعتذار لابتعادي زمناً

ولكن ها أنا ذا أعود ،، لأكمل ما بدأته.

تقبل تحياتي أخي.
توقيع سمارا
 كنت فقيرا حين كنت من العشاق

ولإخفاقي في منح الهدايا

كنت أمنح الكلمات ..

شاعر الفقراء _ أوفيد _ رومانيا.
سمارا غير متصل  
قديم 10 / 10 / 2003, 50 : 02 PM   رقم المشاركة : [34]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

لم يمهلني, اراد ان يطمئنني بصوته عندما عرف انني اتجه عكس طريقي فقط لأتفادا هذا الشبح..فضحك وقال ..لم اتصور ابدا ان اراك اليوم مرةً اخرى.. لم ينتظر جوابي واكمل,,

لماذا غيرت اتجاهك؟...

يالله... كيف اخذني الى هذا الرعب وكيف انقذني هو منه..

توجهت اليه... وقبل ان احييه او ارد على اسئلته...
سألته:

- ماذا تفعل هنا؟
- ماذا تفعلين انتِ؟

- كنت احاول تمضية بعض الوقت, لا أفعل شيئا مساء السبت عادةً...
- وانت؟

- امضيه وحدي, اقرأ ,,, اشاهد التلفزيون,,, ارتب شقتي ,,, واحيانا اشتاق لاكلة معينة فأحاول ان اصنع شيئا يشبهها, ويبدو انني لن اعود لهذه الاخيرة بعد غداء اليوم..

- لا تتردد في طلب الاكل العربي من "سيدة" انها تجيد الطبخ بأنواعه..
- قراتسي نورا..

- هل ستمضين الليل هنا؟........
- هل تمانعين ان تشربي معي عصيرا في مكان قريب؟

- لا مانع لدي, ولكنني لن استطيع البقاء كثيرا لم اتعود التأخير, ستقلق سيدة,,
ترجلت عن دراجتي ومسكتها بيدي لاسحبها بجانبي وليث يرافقني الى اقرب مقهى يمكن ان يكون مفتوحا في هذا الوقت,, تحرك ليث الى الجهة الاخرى ليمسك بالطرف الآخر للدراجة حتى يسهل علي المشي لمسافة تعتبر طويلة ...

- لا اعتقد ان "اليقرا" مفتوحا اليوم فهو يفتح كل ايام الاسبوع,,
- حاولت الذهاب اليه قبل ان آتي الى بوابة كلية الموسيقى ولكنني ولاول مره انتبهت انه كتب على بابه مغلق ايام السبت والاحد....

- غريب!
- مالغريب؟

- امضيت سنين طويلة في مودنا, درست في الجامعه منذ اكثر من ست سنوات, واكتشفت ان اليقرا لا تفتح في نهاية الاسبوع اليوم فقط؟!
- اوه صحيح هذا غريب .. وضحك بصوت مرتفع لدرجة اني سمعت صدا لضحكته .

- لم تفكر ان تتجه الى اليقرا قبل هذا لانك كنت تجدا مكانا آخر في نهاية الاسبوع؟
- لا, لانني لم ابحث عن اي مقهى في وقت كهذا من قبل..

- تمضي المساء مع اصحابك في مكان آخر اذا,,
- لا, امضي المساء في البيت فقط وانام باكرا,, وانتِ؟

- امضي المساء في البيت فقط..
- كل سبت؟

- سي,,
- اليس لك اصدقاء؟

- من قبل ان التحق بالجامعة كنت امضي ايام قليلة في مودنا في الصيف فقط مع عائلتي ولم اتعرف بأحد في البناية او في الحي,,

التحقت بالجامعة ولم اجد من يمكن ان يصبح صديقا لي او صديقة, لكنني اقضي ساعة او ساعتين احيانا مع رفاق الكلية يوم الاربعاء,,

قادنا الحديث الى مقهى صغير, في وسط شارع فرعي في حي بقرب الجامعة.. لا اذكر انني رأيته قبل ذلك اليوم,,
وجدنا طاولة صغيرة في طرف المقهى, طلب عصير برتقال وطلبت نوعا من الايسكريم الجاهز يقدم على شكل كرات شوكولاتة صغيرة...

استغرب طلبي, لكنه لم يعلق !! كان طبيعيا على الاقل ان اطلب كأسا من البيرة في ليلة اجازتي وفي هذه الساعة من الليل..

ولكنه صدق بأنني لا استسيغ طعمها -هكذا اقنعت نفسي- بالسبب الذي جعله لا يسأل...

المقهى الصغير كان مليئا بالمراهقين من الحي.....
توقيع سمارا
 كنت فقيرا حين كنت من العشاق

ولإخفاقي في منح الهدايا

كنت أمنح الكلمات ..

شاعر الفقراء _ أوفيد _ رومانيا.
سمارا غير متصل  
قديم 10 / 10 / 2003, 00 : 03 PM   رقم المشاركة : [35]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

كان وجودنا يبدو غريبا بينهم, هم جميعا يعرفون بعضهم وكان واضحا انه مكان تجمعهم الدائم في ليالي العطل...

في المدن الصغيرة في ايطاليا يشعر المرء وكأنه في حي قديم من احياء دمشق وبيروت الحياة فيها عائلية بشكل غريب...عندما تصحو في الصباح وتفتح نافذة غرفتك سترى جارك او جارتك الذي يلقى التحية كما يلقيها على اهل بيته يناديك بأسمك ليسألك كيف كان نومك؟ هل ستمضي نهارا متعبا اليوم؟ هل دبرت امر تصليح سيارتك؟ وهل كان لديك الوقت الكافي لتزور صديقك المريض في نهاية نهارك...

بين شعوبا كهذه يختفي التكلف ولا يجب ان تأخذ موعدا لتشرب القهوة مع جارك, ربما شممت رائحة القهوة تنبعث من شقته وانت في طريقك للخروج , ستطرق الباب لتشربها معه...

هذا ما جعلنا انا وليث نشعر بالغربة فهم جميعا لهم اسماء في المكان وانا كنت سنيوريتا وليث سنيور...لم يحاول احدهم ان يسأل من اين اتينا ولكن عيونهم كانت تقول ما أغربكما...

هذا الشعور جعل ليث يقترب بكرسيه بحيث اصبح كلينا يعطي المقهى بمن فيه ظهره واصبح وجهينا الى الخارج لان المقهى كان له واجهات زجاجية قابلة للفتح وخاصةً في ايام الحر...

- لماذا اليوم فقط حاولتِ ان تبتعدي عن البيت..
- ولماذا اليوم فقط اكتشفت ان "اليقر" تغلق بابها في نهاية الاسبوع؟


- هل ستجاوبين سؤال بسؤال طوال الليل؟
- من قال انني سأمضي الليل استقبل اسئلة؟!

- ظننت انني سأجد جوابا لاحد اسئلتي..
- وهل وجدت؟

- مازلت تسألين؟
- ومازلت لا تجيب!

- اجيب ماذا؟
- اسئلتي..

- وأسئلتي؟..ايو لا دونا ليث..
- داكويردو...

سكت ينتظر ان ابدأ انا بالبحث عن اجوبتي, وسكت لانني اضعت الاسئلة هذه المره..

- اليس هناك سؤال؟

فكرت قبل ان اجيب ووجدت انني في مأزق لو سألني عن سبب خروجي مرة اخرى وقد اتفقنا انني سأجيب هذه المرة ولا مجال للمرواغة ...

- لماذا خرجت اليوم ؟ ولماذا فقط اكتشفت ان "اليقرا" لا تفتح اليوم؟ ولماذا اليقرا بالذات؟
- انتِ السبب

اوه ليث يال شجاعتك, لم اتوقع منك هذا الجواب, ولكن ماذا يجب ان افعل الان , اصمت واترك لعقلي كل مجالات التفكير بجوابك , ام يجب ان استحث هذه الجرأة واستنطق هذه الشجاعة لانهي حيرةً ربما ابقتني طوال الليل احدث نفسي عما تعنيه....

لم يترك لهواجسي اي مجال ولم يدع لي اي وقت لابحث عن سؤال او تعليق..

- الان اجيبي..

كنت احاول كسب الوقت دون اي فائدة, لانني لا يمكن ان اجد جوابا يقنعني انا اولا قبل ان يقنع ليث..

وأراوغ مرةً اخرى,,,

- اسأل اولا لأجيب..

- ابتسم فأحرجني ... وقال.. لماذا خرجت الليلة؟

هل اقول له ان لك نصير يضايقني في غرفتي؟ ام اقول له انني لم استطع ان ابقى وحدي مع ضميري في غرفتي... هل اقول له ان لعبتي اصبحت تأرقني عندما لا تكون معي؟

- انت السبب......
توقيع سمارا
 كنت فقيرا حين كنت من العشاق

ولإخفاقي في منح الهدايا

كنت أمنح الكلمات ..

شاعر الفقراء _ أوفيد _ رومانيا.
سمارا غير متصل  
قديم 10 / 10 / 2003, 11 : 03 PM   رقم المشاركة : [36]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

آثر الصمت, لم يسألني عن قصدي , كان واثقا جدا مما يريد, لم أسأل لانني لم ارتب افكاري ولم يسأل لانه قرر ان يستلذ بالحيرة...او ربما كان يجد تفسيرا محدد لجوابي...

مضى وقت ظننته طويلا دون ان يتكلم ودون ان احاول انا ايضا الكلام...
وجدت نفسي احتاج للخروج من هذا الصمت ومن افكاري...

- كيف تقضى نهارك غدا؟ هل تقضيه ايضا في البيت؟
- لا تعودت ان اذهب في رحلات قصيرة اتعرف على مدن الشمال وفي كل مرة اكتشف جديد...

- هذا رائع.. ولكن اليس متعبا ان تسافر كل يوم احد؟

- على العكس, انا انام باكرا عادةً واصحو قبل الجميع, تكون الطرق لم تكتض بعد بالمسافرين من انحاء ايطاليا الى الشمال... احينا اخرج قبل الشمس وارى الفجر في الطريق... اقرر في الليلة السابقة اين اتجه واضع دائرة حول هدفي على الخارطة...


أجهز سيارتي وأتجه الى المكان المحدد, عادة اتناول افطاري في هذه المدن, واحيانا احتاج الى ان اتناوله في الطريق اذا كان مقصدي بعيدا..او أخرني سوء الاحوال الجوية...

أعود في المساء قبل ان يعود الجميع, يحاول الجميع ان يقضي اطول وقت ممكن للاستمتاع بإجازته وانا استمتع باكرا فأعود باكرا..قبل ان يزدحم الهاي وي وخصوصا نقاط الدخول والخروج اليه...

- الم يحدث ان تعرضت لمشكلة تأخرك؟

- كنت في رحلة في ديسمبر قبل ثلاثة اعوام الى "كومو" فحصل انهيار ثلجي في الجبال على الطريق, اضطر الجميع الى تغيير الطريق الى الطرق الزراعية خلال القرى ولكن ذلك كان اخطر في منطقة ثلجية كهذه فأضطررت الى الاقامة في فندق صغير بالقرب من "منتوفا" امضيت فيه ليلة جميلة ولم احضر محاضراتي يوم الاثنين لانني وصلت متأخرا ذلك المساء...

توقف عن الكلام , وتوقفت عن السؤال...

مازال يشرب العصير ومازال الايسكريم جامدا في صحني... لم يكن من الطبيعي ان ادعي ان الوقت تأخر ولكن شعوري الداخلي جعلني احس بأنني امضيت شهرا في مكاني ذاك...

نظرت اليه ورأيت في عينيه سؤالا لم استطع ان أقرأه, ووجدت على لساني جوابا لسؤال لم يُسأل..

وفي نفس اللحظة التي اراد ان يتحدث كنت انا ابدأ حديثا, صمت لأكمل وصمتُ ليكمل...

- ماذا اردتِ ان تقولي؟
- ....ماذا اردت انت ان تقول؟

- سأخبرك حتما ولكن, الحديث يبدأ بك أنت...
- حسنا, كنت سأكرر طلبي بأن تحضر عيد ميلادي, ليس هذا بالجديد ولكن..

- سي...
- اردت ان اطلب طلبا بسيطا,,

- ماهو نورا..
- هل ستنفذه؟,,

- حتما, الا ان يكون شيئا لا يمكنني فعله..
- يمكنك ذلك,,

- اردت ان لا تحضر لي اي هدية في ذلك اليوم,,
- حسنا لك ماشئتِ, ولكن كنت انوي ان احضر لك شيئا رمزيا يدوم فقط لتتذكري به صديقا عربيا عبر في حياتك يوما...

- لا اريد هدية هذه السنة حتى ولو كانت تذكارا جميلا من شخص رائع مثلك,,
- حسنا لك ما شئتِ..

- وماذا كنت تريد ان تقول؟
- اردت ان اخبرك ان الليل يجعل لعينيك لونا مختلفا,, وانك في هذا المقهى تبدين عربيةُ اكثر...
- قراتسي ليث,,

- ولكن لماذا ابدو عربيةً اكثر هنا؟
- ربما لاننا اغراب هنا, ولان شعوري بالغربة بينهم جعلك اقرب وجعلني اوسع خيالا...
قال هذا وهو يضحك ..

لم تسيطر علي اي نزعة دفاعية هذه المرة, لم ارد ان اتشبث بكذبتي, ولم تعد اللعبة ممتعة, فأبتسمت بهدوء...
لم افكر هذه المرة بالاسبانية ولم اخف ان يستغرب العربي انني لم ادافع عن جذوري وعن رفضي ان اكون صورةً في خيالة لا تشبهني....
وجدت ان الصمت سيقربني من ضميري الذي نفر مني وهربت منه اليوم.. وجدت ان شيئا بداخلي يمنعني ان امضي قدما في لعبة غبية بدأتها ولا أعلم اين تقودني...

وضع كأسه فارغا, وكنت قد تناولت نصف ما في صحني من كورات شوكولاتة مثلجة..
- هل نمضي ليث؟
- كما تشائين..

- لقد تأخرت كثيرا,,
- حسنا.

اشار بيده للنادل وطلب منه الحساب دفعه ومضينا...

مرة اخرى لم احاول التصرف كأوروبية, ولم احاول منعه من دفع حسابي..اعلم انه سيقنعني بأنه من عزمني... فلم اطلب الدفاع عن حقي في الدفع او حتى الدخول مرة اخرى فيما يشبه لعبتي المملة...
اصر ان يوصلني الى البيت لان الساعة اصبحت العاشرة وانه لا يصح ان اعود وحدى في هذا الوقت خصوصا ان الطرقات في الغالب اصبحت فارغة لان الجميع الان في اماكن السهر...

في الطريق سألني عن تاريخ محدد لعيد ميلادي, وأخبرته انه لم يبقى سوى أحد عشر يوما...
قلت له مازحةً..
- لماذا تسأل, هل تخاف ان اخفي عليك الموعد فلا تتذوق الكعكة , ام انك من هواة اطفاء الشموع,,
- ضحك وقال لا انا من هواة الغناء للاطفال...

احسست بالضحك يتملكني مع غيظ لذيذ اشعرني برغبة في ان ارد بطريقة مماثلة.. فقلت له..

- هذا رائع...لن احتاج الى مهرج تلك الليلة اذا,,
اخذ يقهقه وقال...
- هل ستلبسين سيدة فستان بسبعين لونا؟
- لماذا اجهد سيدة وقد عرضت المشاركة,,

اخذنا نضحك سويا , وقد توقفنا عن الاستمرار لانني اكتشفت انني لن اصل الى نهاية مرضية لي معه و أعتقدت انه شعر بنفس الشعور...
حين وصلت الى البيت ساعدني في حمل دراجتي الى المصعد.. وقال..
- اذا احسست بالخوف وانت في غرفتك عدي الخراف صغيرتي...
اذا لم يكن قد انتهى,, ومازال يحاول النيل مني ....

- سأفعل, لا تنسى شرب كوب الحليب قبل النوم فهذا يساعدك على النمو,,
ضحك بصوت منخفض حتى لا يوقض اطفال البناية وعجائز الحي, وقال...
- هل استطيع ان آخذ رقم هاتف منزلك؟

طلبه جاء غريبا في هذا الوقت, واول ما تبادر لذهني هذه المرة انه سيدعوني في رحلة ما يوم احد ليس ببعيد وربما يكون غدا... لم اعد تلك الحذرة المتحفزة لحماية اللغز او السر او اللعبة او الكذبة, لم يعد تركيزي الوحيد هو بعد ليث عن سيدة او عن تللك اللعبة العجيبة....
توقيع سمارا
 كنت فقيرا حين كنت من العشاق

ولإخفاقي في منح الهدايا

كنت أمنح الكلمات ..

شاعر الفقراء _ أوفيد _ رومانيا.
سمارا غير متصل  
قديم 10 / 10 / 2003, 28 : 03 PM   رقم المشاركة : [37]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

- نعم لا مانع لدي..
اخرج مفكرة صغيرة من جيبه وسجل الرقم, وقال:
- ربما احتاج ان اقول لك شيئا عندما لانكون في الجامعة مثلا...هل يضايقك ذلك..
- لا ابداً,,
- بونا نوتي بمبا..
لم اجد الا ان اقول له
- بونا نوتي بمبي,,

- قراتسي ليث, امضيت وقتا رائعا معك الليلة ,,
- قراتسي نورا, امضيت معك يوما لن انساه...
وجدت سيدة تنتظرني في مدخل الشقة, ساعدتني في حمل الدراجة...

نظرت الي بسؤال.. علمت انها كانت تنتظرني وانها كانت تراني من النافذة اعود مع ليث..
لم ارد ان اقول لها وجدته صدفة لم يكن ذلك ذو معنى ربما, ولم أشأ ان ابرر لا شيء..

قلت لها انني تناولت شيئا في الخارج وانني لا اشعر بالجوع تستطيع النوم اذا شائت وذهبت الى غرفتي..

لم يكن لدي نفس الضيق ولا نفس الوسواس, نسيت كل هذا...
شعرت بشعور جميل بعد هذه الساعة مع ليث, احسست بأنني بدأت حل مشكلتي مع نفسي...

غيرت ملابسي وحاولت النوم , فلم استطع, اخذت استرجع احداث يومي كاملة.. شيئا ما كان يسيطر على افكاري,, هذه المرة ليس الكذبة التي ابتدعتها..

شعرت برغبة الى سماع اغنية ما,, لم استطع تحديد ما اريد, اخذت اشرطتي,, وضعتها على السرير واخرجت الهدفونز من الحقيبة واخذت احاول ان اجد ما يرضي تلك الرغبة للطرب...

بدأت بأم كلثوم, حاولت ان اطرب لها ككل مساء ينتابني أرق به فأنام على صوتها.. لكنها كانت غريبة تلك الليلة, استبدلتها بصوت العندليب العذب, ولكنه كان بعيدا عني ايضا..

بدلت اشرطة كثيرة لم اجد ما يطربني,, حاولت القراءة لم استطع التركيز...

لم استطع النوم, نهضت من سريري ذهبت الى الصالة حاولت تقليب بعض القنوات العربية, لم اجد منها ما يشدني, حاولت ان اجد برنامجا مسليا في احد القنوات الايطالية ولكنني وصلت الى نفس النتيجة....
عدت الى غرفتي اشعلت ضوئا خافتا واتجهت الى المرآة,, اي لون يتحدث عنه؟ عيناني هي كما هي ليل نهار.. ضحكت مع نفسي وقلت لها...يبالغ ليث شاكر السياب...


اطفأت الانوار ووضعت رأسي على مخدتي وأخذت اعد الخراف...........


في الصباح, صحوت باكرا جدا قبل الفجر...اردت ان ارى النور وهو ينتشر ببطء في كل مكان, اردت ان ارى الشمس تعانق السحب الخفيفة في ذلك الصبح, اردت ان انعم كليث بمنظر النور يتسلل فينشق ضوئا ممزوج بظلمة يكسوها جمال تاركا خلفه اسرار ليلة رحلت ليلبس الصبح ثوبا جديدا....


استمتعت بما رأيت, شعرت بعظمة الخالق الامتناهية, أحسست معه بالنور يتسلل الى نفسي وقررت ان لا ابقى في غرفتي ..عندما بدأ النور بالتزايد تسللت بهدوء الى خارج غرفتي واخذت حقيبيتي اخذت دراجتي بهدوء يمكن ان يخيل لمن يرى ذلك الهدوء ان يظن انني اسرق دراجتي ...

وفي اول الطريق وضعت الهدفونز وركبت دراجتي وكمن تطير الى الحقول طرت مع فيروز ...


اتجهت شمالا بين الحقول... كان الجو باردا ومنعشا.. ومع ارتفاع الشمس بدأت احس بالدفئ....ذهبت انوي الوصول الى "كاربي" التي تبعد عن مودنا قرابة الاربعين كيلومترا.....هناك اعرف مطعما ريفيا رائعا ذهبت اليه كثيرا مع عائلتي, ولكنني بعد ان قطعت اكثر من نصف المسافة بدأت ارى السحب تتجمع في السماء وشعرت بالخوف من ان تمطر السماء وأعود في جو بارد ماطر لا أعلم ما يواجهني فيه من مصاعب...


قررت العودة سريعا وقبل ان اصل الى البيت كان المطر قد اشتد بطريقة اصبحت اشك ان من السهل الوصول فيها الى البيت خاصة ان هواء قويا هب من ناحية الشمال....

عندما وصلت كانت الساعة تقارب التاسعة ,, وجدت "سيدة" تنتظرني خائفة وتكاد تبكي هلعا... أعتذرت منها لتسببي في هذا القلق وقلت لها انني لم اتابع اي نشرات جوية قبل ان اخرج وكانت هذه غلطتي...
اخبرتني ان ليث اتصل في الثامنة وانه ابدى قلقه لخروجي في هذا اليوم...

بعد ان ذهبت الى غرفتي وتخلصت من كل ملابسي التي تبدو وكأنني كنت اسبح في البحر بها لشدة بللها.... رن جرس الهاتف...

- برونتو,,
- بونجورنو نورا..

- بونجورنو ليث,,
- هل انتِ بخير؟

- سي, خرجت قليلا وعدت في الوقت المناسب...
- لم اعلم انك تنوين الخروج هذا الصباح,, كان يجب ان انبهك على اية حال لسوء الاحوال الجوية هذا النهار...

- لا تخف انا الان في المنزل,,
- الم تخرج اليوم؟

- لا فضلت البقاء في البيت في مثل هذه الاعاصير...
- اعاصير؟!

- نعم أعاصير.. ويمكن ان يحدث بعض الكوارث ولكن ليس في مودنا ....ربما اقرب الى الشمال الشرقي في فيرونا..
- يالهي.. كنت اتجه الى "كاربي".. وعدت خوفا من المطر فقط!

- كاربي؟! كيف تذهبين الى كاربي؟

- بدراجتي,,
- وهل تفعلين ذلك كثيراً

- لا, هي المرة الاولى وقد كنت احاول ان افعل شيئا مشابها لما تفعل,, ربما حاولت ان اجرب الرحلات بطريقة بدائية,,
- قراتسي ديو,, انك عدت في الوقت المناسب, كنت قد قررت الخروج للبحث عنك بقرب الجامعة لو تأخرت أكثر, لم يخطر ببالي انك قد بدأت الخروج خارج الحدود..

- تبحث عني؟!
- هل هذا غريب؟!

- اعتقد انه مفاجئ,,
- ليس بأغرب ولا اكثر مفاجأة من خروجك في يوم مجنون كهذا..

- اعتذر عن تسببي في كل هذا القلق,,
- لا داعي للاعتذار نورا, لم اكن قلقا في البداية, اتصلت هذا الصباح لأشكرك مرة اخرى على اليوم الجميل الذي قضيناه سويا, وكان هناك شعور مُلح لدي بأنني يجب ان انبهك لسوء الاحوال الجوية لم اكن اعلم انك صحوت قبل العصافير اليوم...

- لا يجب ان تشكرني كثيرا, لقد اشتركنا في الاستمتاع بهذا اليوم...الا اذا كنت تطلب مني كماً مماثلا من الشكر؟!
- لا لا, لا تحاولي شكري..لقد اقتنعت لن اشكرك مرةً اخرى..
- اذا لم تخرج اليوم في اي رحلة؟,,

- لا يمكنني ذلك سأحاول ان اجد شيئا اخر افعله..
- اتمنى ذلك,,

- استمتعي باجازتك, تشيفديامو دوماني..
- تشيفيديامو دوماني,,


"تشيفيديامو دوماني" "اراك غدا" "اراك غدا" ظللت اردد العبارة لمدة ليست بالقصيرة, لا اتذكر الى متى ولكنني اتذكر بعد ان اغلقت الهاتف ذهبت الى غرفتي وجففت شعري وانا لا ازال اكرر العبارة بطريقة اتوماتيكية... لم افهم لماذا تكررت على لساني كل هذا الوقت, ربما لشعوري بأن هذا الاحد بدأ باكرا جدا ويبدو انه سينتهي متأخرا جدا.. ربما خطر ببالي للحظة ان وجود ليث اصبح يومياً, لهذا حضرني شعور بطول هذا اليوم.....

مكالمة ليث لم تمر كأي مكالمة عادية,, هذه هي المرة الاولى التي يتصل بها وفي هذه المكالمة الاولى يتصل ليتأكد انني لم اصب بمكروه؟!...

تعودت خلال الاشهر الاخيرة الماضية ان اهتم بنفسي, ان اجيب اسئلة سيدة التي لم تسألها اذا تأخرت خمس دقائق عن مواعيدي...اليوم وفجأة وجدت اهتمام من نوع غريب, من شخص لم استطع في لحظة ما ان احدد ان كان صديق ام مازال لا يتعدى كونه زميل في الجامعة...

قبل اشهر قليلة كان الاهتمام يضايقني, كنت اشعر بالضيق من اسئلة امي ووصايها العشر في كل مرةً استأذن للخروج... اكره ان تذكرني الاشياء نفسها, اتذمر اذا عاملتني بخوف من التأخير او الخروج في نزهة صغيرة.. عندما اعود وتسألني ماذا حدث اشعر ان الشرح لا يعني شيئا والتوضيح احيانا ينقص من سنيني, اشعر بأنها تسألني لانها مازالت تشعر بأنني طفلة ولست قادرة بعد على حماية نفسي...

اليوم ومع اهتمام هذا الغريب احسست بالخجل عندما نظرت في داخلي فإذا هذا الاهتمام يفرحني, رايت فيه شعورا لا يشبه شعوري بالضيق بإهتمام امي ... اكتشفت فيه اهتماما لم يعني ابدا انني احتاج من ينتبه لي خارج البيت لانني مازلت طفلة, ولا يعني انني لا استطيع ان اتحمل مسؤلية نفسي...

ولكن ماهذا الفرح وماذا يعني اصلا هذا الاهتمام؟!

حاولت ان افسر هذا الاهتمام, ولم احاول ان اصل الى التفسير, شيئا ما يقصيني عن الفهم وشيء آخر يلح عليّ ان ادنو من الفهم, بقيتُ طوال اليوم ابحث عن ما يلهيني عن هذا التفسير, فيغلبني التفكير في الامر فأعود لاصل الى نقطة ذاتها.....

بعد الظهر تمنيت ان استطيع النوم ولو لساعة واحدة, ولكن ما كان في رأسي من هواجس بقى اقوى من ان يغلبه النوم....

مر الوقت بطيئا, نظرت الى الهاتف عدة مرات وكأنني اشتاق ان يرن فيصلني من خلاله صوت يخرجني من كل هذا...

ولم يكن ليسحبني من هذه الدوامة الا صوت من ادخلني بها, اعترفت بيني وبين نفسي انني تمنيت ان اسمع صوت ليث مرةً اخرى وفي نفس اليوم...

لماذا لم يحاول الاتصال؟! هل وجد شيئا ما يفعله بهذه السهولة؟ الم تراوده وساوس تشبه وساوسي؟ الم يشعر بنفس الرغبة التي شعرت بها بأن اسمع صوته؟ مالذي يمنعه من ان يتصل مادام يقول ان ليس لديه اصدقاء ولا اي شيء يشغله في هذه المدينة؟! ولماذا اجزم ان ليس لديه اي نشاط؟ ربما نسيت ان اسأله ان كان يشارك في اي صالة العاب مغلقة كالتي تنتشر في كل حي هنا بجانب الكنائس كنوع من الملتقى الخاص بأهل الحي, يلتقون فيها مساءاً للسباحة او للعب الرياضه واحينا للاحتفال بالاعياد....

بعد ان فكرت بليث طوال المساء وصلت لنتيجة واحدة, انني ابالغ التفكير وانني اشغل نفسي بأمور شخص غريب عني, وانني احاول ان احصر تحركاته كمن يعمل في التجسس...


لم يخيل الي ان يصبح هذا اليوم طويلا ومملا الى هذه الدرجة, حاولت تمضيتَ الوقت في اي شيء, حاولت ان اجد تسلية في التلفاز او في سماع بعض الاغاني, عدت الى ما دونته بالامس من صفحات في درس الكمبيوتر...

بدأت أقرأ مادونته بالامس من معلومات في درسي الاول, مع كل كلمة قرأتها وكل رسم توضيحي اراجعه وجدت نفسي ودون سابق اصرار تسترجع يوم الامس بكل تفاصيله, اكتشفت انني لم انسى كل شيء فعله ليث وكل كلمة قالها....

تذكرت اين جلس واخذت اكتشف انه تعمد اشياء لم انتبه لها الا عندما راجعتها مع نفسي, وتبين لي انه قرر ان يفعل بعض الاشياء مسبقا وانها لم تكن محض صدفة... قرر الجلوس على يميني وقت الدرس!
اكتشف بنفسه انني لن استعد فأحضر قلما وورقا لأكتب الدرس فأحضرها!

وأحضر القلم مميزا جميلا رخيص الثمن!
كان الدرس مرتبا والشرح محضرا مسبقا, وقدم ما اراد في خلال ساعة لم يزد عليها وربما نقصت دقائق!

لم يثق بنوع اللحم ولكنه لم يشك به كثيراً!
لم يحاول ان يسأل عن سيدة كثيرا!

اشياء عديدة خطرت ببالي, ربما كنت ابالغ ولكنني جزمت ان بعض ظنوني على الاقل كانت صحيحة..
في السادسة تقريبا كان شعوري بالضيق مسيطرا بشكل تام, اشعلت التلفاز وتابعت الاحوال الجوية في قناة الاخبار الايطالية, فوجدت ان الاجواء اصبحت آمنة ويمكنني الخروج في نزهة قصيرة...

اخذت دراجتي واخبرت سيدة انني لن أتاخر, خرجت في نزهة قصيرة, لم احاول ان اتجه الى الجامعة ولو ان شعورا قويا كان يلح بأنني ربما ارى ليث, ولكن نوعا من العناد لازمني فقررت ان اعاند رغبتي في روئيته وبقيت في محيط الحي وبقيت اتمشى بهدوء في المكان لمدة لم تطل لان الجو كان باردا جدا, فتوجهت الى البيت في وقت لم يتعدى الساعة...

كانت عيون سيدة تنم عن رضى تام عن عودتي السريعة, ساعدتني في حمل الدراجة وهي تبتسم بفرح وسألتني ان كنت اشعر بالجوع...
لم يكن لدي رغبة في الاكل ولكن الشعور بالبرد الذي سيطر على اطرافي جعلني اطلب كوبا من الحليب الساخن...

في غرفتي شربت الحليب وادخلت قدماي تحت الاغطية لاسيطر على ذلك التجمد الذي سكن اصابعي, وأخذت كتابا لأقرا بعض السطور ولكنني نمت قبل ان أقرأ اي سطر....

في الصباح صحوت بنشاط شديد في وقت باكر جدا, حاولت ان اهمل الوقت حتى لا أشعر بطوله حتى اخرج الى الجامعة, لم استطع فتح النوافذ كان الجو باردا, اخذت حماما ساخنا ببطئ شديد ولبست ملابسي بهدوء تام وكأنني اخدع الوقت كي يجري ويحاول ان يسبقني..
تناولت فطورا بسيطا امام شاشة التلفاز, وشربت عصيرا واخذت دراجتي قبل الوقت المعتاد بربع ساعة, كان لدي الوقت الكافي للتتحرك ببطئ وسماع احب اغاني فيروز في هذا الصباح البارد...


يتبع.... :غمزه:
توقيع سمارا
 كنت فقيرا حين كنت من العشاق

ولإخفاقي في منح الهدايا

كنت أمنح الكلمات ..

شاعر الفقراء _ أوفيد _ رومانيا.
سمارا غير متصل  
   
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05 : 01 AM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية