العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات العامه > العــــــــــــام
   
 
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : [1]  
قديم 13 / 08 / 2008, 16 : 12 AM
أبو ياسر
 


Lightbulb قصتي.. مع الطفل الضرير!!

من عادتي عند إرادة الكتابة أن أقصد مجامع الناس كالحدائق العامة و المنتزهات المأهولة فأجد في صخب الناس و ضجيجهم من الأنس ما لا أجده في الوحدة و الاعتزال ، وهذا الأمر خاص فيما إذا أردة كتابة مقالة عامة موضوعها المجتمع .. فلما قررت قبل أيام السياحة في ربوع المملكة اقتنيت دفتراً و قلماً يسهل حملهما في الجيب و إخفائهما ، و كان لي ما أردت ..
استقر بنا المقام في عاصمة الورد – و المثير أني لم أرى الورد فما رأيكم أن أغير مسماها إلى عاصمة البرشومي بأي حال هذا ما أراه – و لما أن غمر الليل الأرض بجلبابه الأسود الحالك و بزغة النجوم احتفالاً بنصر الظلام و بدأ القمر يرمي أشعته الواهنة إرادة الانتصار للشمس من ظلمة الليل البهيم ، اقتنصتها فرصة سانحة و قصدت و خليلي حديقة الملك فيصل ، دخلت الحديقة و استويت في مكان تغمره الأعشاب الخضراء و بضع شجيرات هنا و هناك و نسائم الهواء البارد تدلك جسدي، وحفيف الأشجار و صراخ الأطفال يملأ المكان وهو أحب إلى قلبي من معازف الدنيا بأسرها، و عن يميني و شمالي بسائط مبعثرة حوت أسراً محتشمة في أغلبها ..
ومما أثارني في هذا الجمع الصاخب طفل ساكن دون حراك و يجلس لوحده على سجادة حمراء و من بعيد تراقبه خادمة آسيوية ، الأطفال من حوله يلعبون و هو ينظر إلى السماء نظرات بلهاء تنم عن حيرة و قلق ، بحق أثارني منظر هذا الطفل ورحت أتأمل محياه عن كثب لأصدر عن إجابة تغذي فضولي ، و فجأة قام هذا الطفل من محلته و استند على عصى بيضاء تتأرجح أمامه يميناً و شمالاً ، فانطلقت نحوه الخادمة مسرعة و أمسكته من يده وبدأ يجولان بالقرب منا فأشرت على الخادمة أن تأتي فاقتربت و الطفل بيدها ، فلما وقفا قبالتي أدركت يقيناً أن الطفل أعمى فقلت للخادمة منذ كم وهو أعمى فقالت: من ولادته، مددت يدي نحوه و قبلته قبلة ملئها الأسى و مفعمة بالحب و الرحمة ، وبدا مستاءً مني جداً! وبوده لو سارت به الخادمة عني، ويبدوا أنه شعر بأني أرثي لحاله و هذا ما تأباه نفس هذا الطفل الزكية، ابتعدا عني و أنا أعالج ألماً في فؤادي وبودي لو جلست مع هذا الطفل هنيهة أحادثه و أسمع منه ..
أجهدني هذا المنظر الإنساني و أسلمت نفسي للأرض و أغمضت عيني و تخيلت لو كنت مكان هذا الأعمى ، رأيت فلم أرى سوا الظلام ، تحسست بيدي الأرض علي أن اعرف عظمها فلم أباشر سوى ما تسعه يدي، أسمع الأصوات فأحاول ان أضع لها أشكال في مخيلتي ، لكني أستطيع لما رأيته من صور و لكن ماذا عن هذا الطفل الذي لم ير مذ خلقه الله غير الظلام!! ، فتحت عيني فلاح لي القمر في الأفق فحمدت الله على نعمة البصر، و أسأل الله ان يعوض هذا الطفل بحبيته الجنة هي خير مقام ..
ياسادة! يا سيدات! هل أدركنا هذه النعمة العظيمة وكم نحن في غفلة عن شكرها ، جرب الآن أن تغمض عينيك!
لماذا لم تغمضها!!، بأي حال أرأيت كم هي مأساة أن تكون أعمى لا ترى سوى الظلام .. فاشكر الله على هذه النعمة فشكر النعم أذان ببقائها و كفرها أذان بزوالها ...
أستأذنكم للعودة لخليلي فقد ملني كثيراً !!!






رد مع اقتباس
   
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 26 : 03 AM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية