[align=justify]
الماركسيه ادبية ايضا!!!!
كيف هذا؟؟؟
دعونا نبحر وبتصرف في بعض افكار ومقالات لنستخلص المعنى الادبي الماركسي...
وقبل هذا...وقبل ان نبحر..تجدر الاشارة..الى انه علينا ان نتخلى عن بعض عواطفنا وان نبحر بتجرد مقصود لفهم المغزى...وبعد ان تنتهي جولتنا..يمكن لكل فرد منا ابداء وجهة نظره ووضع تصوره الخاص به...
==========================================
الماركسية الادبية..
.
تقوم على افتراض مفاده...ان الادب يجب فهمه من خلال علاقته بالواقع التاريخي والاجتماعي...اي ان الادب لا يعكس فانتازيا خيالية حالمة او رومانسية مفرطة...بل هو اقرب الى الواقعيه وان غلفته ارهاصات الفكر المشوش او الخائف او المشتت...
وتظل القاعدة الاقتصادية للمجتمع هي المحددة للبنية الايدولوجية والممارسة المؤسسية بشكل عام..وتؤكد الماركسية الادبية على وجود السببية في كل نص ادبي ينشر ويذاع...اي السبب والنتيجه هي معادلة النص الادبي ..
والاديب والمفكر عندما يكتب ويبدع..فانه ينطلق من حتمية تاريخية ومجتمعية ذات علاقة وثيقة بحتمية اقتصادية هي المحفز له للكتابه ...فالواقع التاريخي والاقتصادي يشكل الصبغة المجتمعية والسلوكية التفاعليه بين افراده..وما الكاتب والاديب الا نموذجين لتفاعل الافراد ..
[color=497418
]وكما هو معروف...فان العلاقات المجتمعية تحددها علاقات الانتاج..وكذلك فسلطة النص الادبي ليست مجردة..وانما هي علاقة من نوع فوقي بين فكر ومجتمع...والسؤال المباشر لايكون بصيغة تقليديه مثل: ما علاقة النص والعمل الادبي بالمجتمع..؟؟ بل ان السؤال المفروض والرئيسي هنا هو: ما نوع العلاقه بين الانتاج الادبي والانتاج المجتمعي بشكل عام...؟؟ وهنا يجدر بنا التساؤل..حول ماهية النص وعلاقته بالوضع القائم..ويكون السؤال على النحو التالي...ما موقف النص الادبي ومدى تفاعله مع الفكر المجتمعي باعتبار النص الادبي ليس الا احد انواع الممارسات الثقافيه الاخلاقيه الفوقية بين الاقتصاد وعلاقات الانتاج والصراع الطبقي في البنية التحتية..؟؟
[/color]
وهنا تؤكد الماركسية الادبية على التالي:
يجب ان لا تدرس النصوص الادبية من منظور وحدتها الوهمية والزائفة..بل تدرس من منظور التفاوت والتفاعل مع بنية المجتمع والنسق التاريخي..
ويجب النظر وبتمعن شديد الى علاقات التناقض التي انتجها النص الادبي باعتبارها مسالة مهمة تعتمد التسلسل التاريخي كمحدد والتفاوت الطبقي المجتمعي كسبب لها...واكتمال النص الادبي ( في النظرة الماركسية) لا يكون باغلاق المعنى والوصول للنظرة الشخصية فقط...بل بمدى التفاعل بين جزئيات النص ..والتفاعل بين سلطة النص وسلطة القاريء وعموم المجتمع...وعليه يتحول النص الادبي من ممارسة شخصية الى وثيقة اجتماعية او اقتصادية لا تحاسب فقط على مدى صدقها او كذبها من ناحية وصفها للواقع..بل وتفتح الباب على مصراعيه امام الخطابات والنصوص الاخرى في البنية الفوقية الفكرية ليجري تحليلها وفهمها وليس تفسيرها..وذلك حسب المعايير الثقافية المتوفرة...
[color=#000000]
كان هدف الماركسية الادبية ولازال ..هو ملء الفجوة بين الادب والتاريخ..وبذلك فان الادب او النص الادبي لا يتوقف عند جماليات الشكل والمعنى...بل يتعدى ذلك ليتداخل مع بنية المجتمع وتسييره وتوجيهه..فالنص والمجتمع وبحسب النظرية الماركسية وجهان لعملة واحدة هي حتمية التاريخ المادي..
ان المادية الثقافية منهج للتعامل مع الادب والنص الادبي...وهي ذات جذور ماركسية..وهي تؤكد على ضرورة التفاعل بين الابداعات الثقافية مثل الادب وبين سياقاتها التاريخية بما فيها العناصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...وقد بدات الثقافية المادية في بريطانيا في اواخر السبعينيات معتمدة على ارضية ماركسية تنطلق من خلالها...
ومن سؤء حظ التجريديين انهم لا يستطيعون فصل الادب والفن عن الانواع الاخرى من الممارسات الاجتماعية!!!
ان المادية الثقافية...تتطلب انماطا من المعرفة لا يمتلكها النقد الادبي الكلاسيكي او الرومانسي...لذلك كانت ولا زالت الماركسية الادبية ترفض المقولة المتداولة ..بان الامر في النهاية نص ادبي لا اكثر!!!!
ولذلك فان كتابة النص وقراءته اضافة الى عملية تداولها وتحليلها وتصنيفها تجري وتحدث باعتبارها اشكالا من العمل الثقافي يحددها التاريخ وتحدده..وتفسر القضايا الجمالية والاكاديمية الواضحة في تلك النصوص على اساس ارتباطها العضوي البسيط والمركب بالخطاب الاجتماعي والممارسات الاجتماعية الاخرى..
وتكون المهمة التفسيرية العظيمة والناجحة هي الفهم الدقيق لنتائج العلاقة المتبادلة بين الحضور الاجتماعي في عالم النص الادبي وبين الحضور الادبي في قلب المجتمع والعالم..وهي بهذا ( اي الماركسية الادبية) تلغي سلطة النص الادبي وترفض استقلاليته عن القوى التاريخية والثقافية التي انتجته من ناحية وعن الخطابات الاخرى الادبية وغير الادبية والتي انتجتها القوى التاريخية والثقافية نفسها...
ان الماركسية الادبية.. ترى ان الادب والثقافة لا يمكن فصلهما عن سياسة العلاقات الطبقية..
وان من يملكون الثروة في المجتمع يتحكمون ايضا في وسائل تحقيق الثروة..من المصانع والمدارس والمؤسسات الخاصة..والتي تفصل هؤلاء المقدر لهم النجاح في العمل الذهني كالقانون والطب عن اولئك المقدر لهم شغل الوظائف اليدوية المتدنية الاجر..
واذا ما حصل خلاف وصراع بين صناع الادب والثقافة وبين مالكي الثروات فاما انه يتم اسكات افكارهم او التعامل معهم في عنف لفظي من جانب الاجهزة الثقافية والتي يتحكم فيها اصحاب القوة الاقتصادية المشار اليهم سلفا.......
وفي مجال الثقافة..فان الصراع الطبقي بحسب النظرية الماركسية...يكون صراعا من اجل المعنى...بحيث تحاول الطبقات المهيمنة جعل المعاني التي تخدم مصالحها جزاء من المعاني العامة للمجتمع ككل...بينما تقوم الطبقات الخاضعه بمقاومة ذلك بشتى الطرق وبدرجات متفاوتة محاولة تحقيق معان تخدم مصالحها هي ايضا...
لقد تحول النص الادبي المجرد..من مجرد نص ادبي شخصي..الى وثيقة اجتماعية تعكس القيم الايدولوجية والسياسية السائدة من ناحية...وتتخذ من لها نقطة انطلاق لاعادة تصور تلك القيم واعادة بنائها في ظل صراع طبقي ثقافي لا يتوقف من ناحية اخرى......
وفي اللحظة التي حمل فيها النص الادبي كل تلك السلطات والصراعات ...ضربت سلطته كنص ابداعي مجرد في الصميم....
==========================================
المقال \ بتصرف من كتاب..الخروج من التيه ( د.عبدالعزيز حموده)
تحياتي..........
[/align]
الماركسيه ادبية ايضا!!!!
كيف هذا؟؟؟
دعونا نبحر وبتصرف في بعض افكار ومقالات لنستخلص المعنى الادبي الماركسي...
وقبل هذا...وقبل ان نبحر..تجدر الاشارة..الى انه علينا ان نتخلى عن بعض عواطفنا وان نبحر بتجرد مقصود لفهم المغزى...وبعد ان تنتهي جولتنا..يمكن لكل فرد منا ابداء وجهة نظره ووضع تصوره الخاص به...
==========================================
الماركسية الادبية..
.
تقوم على افتراض مفاده...ان الادب يجب فهمه من خلال علاقته بالواقع التاريخي والاجتماعي...اي ان الادب لا يعكس فانتازيا خيالية حالمة او رومانسية مفرطة...بل هو اقرب الى الواقعيه وان غلفته ارهاصات الفكر المشوش او الخائف او المشتت...
وتظل القاعدة الاقتصادية للمجتمع هي المحددة للبنية الايدولوجية والممارسة المؤسسية بشكل عام..وتؤكد الماركسية الادبية على وجود السببية في كل نص ادبي ينشر ويذاع...اي السبب والنتيجه هي معادلة النص الادبي ..
والاديب والمفكر عندما يكتب ويبدع..فانه ينطلق من حتمية تاريخية ومجتمعية ذات علاقة وثيقة بحتمية اقتصادية هي المحفز له للكتابه ...فالواقع التاريخي والاقتصادي يشكل الصبغة المجتمعية والسلوكية التفاعليه بين افراده..وما الكاتب والاديب الا نموذجين لتفاعل الافراد ..
[color=497418
]وكما هو معروف...فان العلاقات المجتمعية تحددها علاقات الانتاج..وكذلك فسلطة النص الادبي ليست مجردة..وانما هي علاقة من نوع فوقي بين فكر ومجتمع...والسؤال المباشر لايكون بصيغة تقليديه مثل: ما علاقة النص والعمل الادبي بالمجتمع..؟؟ بل ان السؤال المفروض والرئيسي هنا هو: ما نوع العلاقه بين الانتاج الادبي والانتاج المجتمعي بشكل عام...؟؟ وهنا يجدر بنا التساؤل..حول ماهية النص وعلاقته بالوضع القائم..ويكون السؤال على النحو التالي...ما موقف النص الادبي ومدى تفاعله مع الفكر المجتمعي باعتبار النص الادبي ليس الا احد انواع الممارسات الثقافيه الاخلاقيه الفوقية بين الاقتصاد وعلاقات الانتاج والصراع الطبقي في البنية التحتية..؟؟
[/color]
وهنا تؤكد الماركسية الادبية على التالي:
يجب ان لا تدرس النصوص الادبية من منظور وحدتها الوهمية والزائفة..بل تدرس من منظور التفاوت والتفاعل مع بنية المجتمع والنسق التاريخي..
ويجب النظر وبتمعن شديد الى علاقات التناقض التي انتجها النص الادبي باعتبارها مسالة مهمة تعتمد التسلسل التاريخي كمحدد والتفاوت الطبقي المجتمعي كسبب لها...واكتمال النص الادبي ( في النظرة الماركسية) لا يكون باغلاق المعنى والوصول للنظرة الشخصية فقط...بل بمدى التفاعل بين جزئيات النص ..والتفاعل بين سلطة النص وسلطة القاريء وعموم المجتمع...وعليه يتحول النص الادبي من ممارسة شخصية الى وثيقة اجتماعية او اقتصادية لا تحاسب فقط على مدى صدقها او كذبها من ناحية وصفها للواقع..بل وتفتح الباب على مصراعيه امام الخطابات والنصوص الاخرى في البنية الفوقية الفكرية ليجري تحليلها وفهمها وليس تفسيرها..وذلك حسب المعايير الثقافية المتوفرة...
[color=#000000]
كان هدف الماركسية الادبية ولازال ..هو ملء الفجوة بين الادب والتاريخ..وبذلك فان الادب او النص الادبي لا يتوقف عند جماليات الشكل والمعنى...بل يتعدى ذلك ليتداخل مع بنية المجتمع وتسييره وتوجيهه..فالنص والمجتمع وبحسب النظرية الماركسية وجهان لعملة واحدة هي حتمية التاريخ المادي..
ان المادية الثقافية منهج للتعامل مع الادب والنص الادبي...وهي ذات جذور ماركسية..وهي تؤكد على ضرورة التفاعل بين الابداعات الثقافية مثل الادب وبين سياقاتها التاريخية بما فيها العناصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...وقد بدات الثقافية المادية في بريطانيا في اواخر السبعينيات معتمدة على ارضية ماركسية تنطلق من خلالها...
ومن سؤء حظ التجريديين انهم لا يستطيعون فصل الادب والفن عن الانواع الاخرى من الممارسات الاجتماعية!!!
ان المادية الثقافية...تتطلب انماطا من المعرفة لا يمتلكها النقد الادبي الكلاسيكي او الرومانسي...لذلك كانت ولا زالت الماركسية الادبية ترفض المقولة المتداولة ..بان الامر في النهاية نص ادبي لا اكثر!!!!
ولذلك فان كتابة النص وقراءته اضافة الى عملية تداولها وتحليلها وتصنيفها تجري وتحدث باعتبارها اشكالا من العمل الثقافي يحددها التاريخ وتحدده..وتفسر القضايا الجمالية والاكاديمية الواضحة في تلك النصوص على اساس ارتباطها العضوي البسيط والمركب بالخطاب الاجتماعي والممارسات الاجتماعية الاخرى..
وتكون المهمة التفسيرية العظيمة والناجحة هي الفهم الدقيق لنتائج العلاقة المتبادلة بين الحضور الاجتماعي في عالم النص الادبي وبين الحضور الادبي في قلب المجتمع والعالم..وهي بهذا ( اي الماركسية الادبية) تلغي سلطة النص الادبي وترفض استقلاليته عن القوى التاريخية والثقافية التي انتجته من ناحية وعن الخطابات الاخرى الادبية وغير الادبية والتي انتجتها القوى التاريخية والثقافية نفسها...
ان الماركسية الادبية.. ترى ان الادب والثقافة لا يمكن فصلهما عن سياسة العلاقات الطبقية..
وان من يملكون الثروة في المجتمع يتحكمون ايضا في وسائل تحقيق الثروة..من المصانع والمدارس والمؤسسات الخاصة..والتي تفصل هؤلاء المقدر لهم النجاح في العمل الذهني كالقانون والطب عن اولئك المقدر لهم شغل الوظائف اليدوية المتدنية الاجر..
واذا ما حصل خلاف وصراع بين صناع الادب والثقافة وبين مالكي الثروات فاما انه يتم اسكات افكارهم او التعامل معهم في عنف لفظي من جانب الاجهزة الثقافية والتي يتحكم فيها اصحاب القوة الاقتصادية المشار اليهم سلفا.......
وفي مجال الثقافة..فان الصراع الطبقي بحسب النظرية الماركسية...يكون صراعا من اجل المعنى...بحيث تحاول الطبقات المهيمنة جعل المعاني التي تخدم مصالحها جزاء من المعاني العامة للمجتمع ككل...بينما تقوم الطبقات الخاضعه بمقاومة ذلك بشتى الطرق وبدرجات متفاوتة محاولة تحقيق معان تخدم مصالحها هي ايضا...
لقد تحول النص الادبي المجرد..من مجرد نص ادبي شخصي..الى وثيقة اجتماعية تعكس القيم الايدولوجية والسياسية السائدة من ناحية...وتتخذ من لها نقطة انطلاق لاعادة تصور تلك القيم واعادة بنائها في ظل صراع طبقي ثقافي لا يتوقف من ناحية اخرى......
وفي اللحظة التي حمل فيها النص الادبي كل تلك السلطات والصراعات ...ضربت سلطته كنص ابداعي مجرد في الصميم....
==========================================
المقال \ بتصرف من كتاب..الخروج من التيه ( د.عبدالعزيز حموده)
تحياتي..........
[/align]
تعليق