العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات الأدبية > واحة الأدب
   
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : [1]  
قديم 01 / 04 / 2005, 35 : 05 PM
جهاد غريب جهاد غريب غير متصل
-= كاتب مميز=-
 





جهاد غريب will become famous soon enoughجهاد غريب will become famous soon enough

افتراضي طفلتي آرامُ .. وطنٌ وشجنٌ

[align=center:f5b2dd5358]ملامحُ غربةٍ .. في وجهِ زمنٍ ..
يُقلّبُ ألفَ ساعةٍ .. في تربةِ الاحتضارِ اليومي ..
ُبعداً عن الوطنِ
ويبقى أملُ العودةِ .. يصرخُ
في وجهِ الناقوسِ .. حتى أجراسَ الشجنِ
دفقةُ تفاؤلٍ .. من صدرِ الغيمةِ
تَدِرُّ حليباً .. وأخرى نحيباً
ترسمُ على وجهِ الطفلةِ .. حزناً
طفلةٌ برئةٌ .. قدِمتْ إلى الدنيا
ُتقاومُ الريحَ .. وتبحثُ عن وطنٍ
عن مسحةِ حنينٍ .. والقلبُ يملؤهُ أنينٌ
:
يبقى الأملُ مع النبضاتِ .. يصرخُ
والآهاتُ تُلبسُ الصبرَ .. رداءَ التعبِ
ويذوبُ في وجهِ الزمنِ .. كل العتبِ
وملامحُ الغربةِ .. تسافرُ مع أمواجِ الصخبِ
إلى حيث جزيرةِ الأحلامِ .. والرؤىَ في كبدِ الأيامِ
جراحٌ .. ويأسٌ مجنونٌ ..
يصلُبُ الشرايينَ .. ويبتُر يدَ الأمِ الحنونِ
يدقُ المسامعَ .. بمعولٍ قاسٍِ .. لاذعٍِ
والصمتُ هناكَ .. على مدادِ الشاطئِ .. قابعٌ
في جوفهِ غربةٌ .. والصورةُ رسمت ملامحَ ..
لا تتعدى حدودَ .. أوراقِ الطوابعِ
:
قلبٌ ينبضُ حنيناً ..
وثلةَ مشاعرٍِ .. وأخرى أصابعٍ
تحملُ قلماً .. تحمل ألماً ..
تضخُ على مدادِ البوحِ .. حسرةً
في إناءِ العناءِ
في وعاءِ الشقاءِِ
في قصاصةِ ورقةٍ ..
ملامحُ
تحكي القصةَ .. وتكبرُ الطفلةُ
اسمها آرامُ .. عمرُها أيامُ
تعيش كالأيتامِ
تغزلُ الحروفَ .. من صوفِ المشاعرِ ..
أنسجةً ..
بلونِ السكراتِ !!!
وعلى السطورِ .. عبرةٌ ..
ترصفُ الكلماتِ
:
مقاومةٌ في حضنِ النازحينَ .. وأخرى
على أرضِ الوطنِ
والتقاطعُ بينهما .. تنهيدةٌ ..
كالشلالِ انفلقَ .. من قبةِ الصخرةِ ..
من أزقةِ عمرٍ .. تسكنُ الظلمةَ ..
حائرةً في الصدرِ .. تنتظرُ القدرَ
هناك ..
تفوحُ الشهادةُ .. بـ عزةٍ
على أرضِ بلادي .. لا إذلالَ .. لا علةَ
هي الجنةُ .. من أقدامِ شعبي الفدائي ..
على بُعد خُطواتٍ .. على امتدادِ صرخاتِ
والحكايةُ تضطربُ في صدرِ الطفلةِ
حكايةُ سرابٍ من "البلاستيك" ..
تملؤهُ الدموعُ .. تحملهُ على ظهرها كالآلامِ
طفلتي آرامُ .. تغسلُ الحيرةَ
وتنفضُ بقايا غبارٍ .. سكنَ الملامحَ ..
تبكي .. تشكي .. تصمد .. تجمد ..
تقولُ :
" أنا لاجئةٌ .. هذا قدري فاقرأوه "
:
ما أجملَ كرامةً ..
ترتوي بالدماءِ .. تُكفنُ الشهداءَ
بطُرحِ الأمهاتِ .. لا صيحاتِ .. لا ويلاتِ
إذ الزغاريدُ تلقحُ الفرحَ .. وبويضةُ محبةٍِ ..
كلها سرورٌ .. تمسحُ الحزنَ من الوريدِ
ستعودُ يا وطني .. ورب الألفِ واللامِ والميمِ ..
ستعودُ .. رغمَ الحسرةِ .. والعذابِ الأليمِ
هو حلمُ .. " العودةِ إلى الوطنِ "
إلى صدرِ الأمِ الحنونِ .. وعناقيدِ الشجنِ
:
طفلتي آرامُ
تُعودُ من جديد .. تستنهضُ .. بملابِسِها العيدَ
بها ملامحُ .. كالريشةِ .. من قسوةِ التنهيدِ ..
وعلى خارطةِ غُربةٍ .. رغوةُ زمنٍ .. بلونِ الكفنِ
جعلتَ الروحَ .. تركعُ أمام الجروحِ
وتنحني للتكبيرِ ..
وعلى بساطِ الرحمةِ .. انكساراتٌ وقروحٌ
ولا تزالُ الروحُ .. تُزهقُ على أرصفةِ الشوارعِ ..
والمدامعُ .. ترسمُ على خدودِ الطفلةِ .. ذبولَ الوردةِ ..
و تغسلُ في القلوبِ .. كل مساراتِ الشجنِ ..
بعداً عن الوطنِ ..
مربطُ الفرسِ .. وجوادُ العلةِ
:
تبقى الأمانيُّ .. على رفوفِ الأممِ
زيفاً .. بقناعِ الحممِ
وعلى العربِ .. كل الهممِ ..
فقط ! متحدةٌ
والمسرحُ العالميُ .. تمساحٌ صامتٌ
قرر .. من غيرِ مطاردةٍ
كسب الرهانِ ..
كالنيرانِ .. مكانها تربضُ ..
على عنقِ الغنيمةِ .. وتلتهمُ رأسَ الشهابِ ..
وجوف البُعدِ عن الوطنِ .. يُنبتُ أشواكَ العتابِ
فأصبحَ الوطنُ .. هدفَ المصادرةِ
هو الضحيةُ .. هو الفريسةُ
تعبثُ به ولا تزالُ .. أناملَ الخديعةِ
:
فلسطينُ .. سُلبت بلا جريمةٍ ..
والعقربُ المشاغبُ ..
يتجهُ نحو الدنيا .. بصوتٍ عالٍ ..
يُخفي دونهُ .. ضخَ الفؤادِ ..
ونبرةَ النبضِ
تئنُ في الصدرِ .. حسرةً وألمً
تُعاني المرَ .. وتتكسرُ .. من شدةِ القبضِ
والعمرُ يمضي على شماعةٍ ..
بنتها قروضُ التحالفِ ..
تنحني أمامَ موازينها الثقيلةِ .. قلةُ الحيلةِ
وشجرةُ العائلةِ .. تواصلُ المسيرةَ
فوقَ رأسِها تنبتُ .. سنابلُ ..
بعداً عن الوطنِ .. هناكَ تُثمرُ ..
لكنها ! .. لا تشبعُ البلابلَ ..
تحلق الآن .. بين القنابلِ
هي خارجُ الخريطةِ .. وحدودُ الوطنِ
تلومُ ملامحَ .. نمت في شقوقِ الزمنِ
:
تفاصيلُ القصةِ .. تثيرُ الدهشةَ
طفلتي آرامُ .. تصارعُ الأوهامَ
تغمضُ العتمةَ .. تحيكُ الغربةَ
الضوءُ قاتمٌ .. والكرمُ حاتمٌ
كرمُ عطاءها .. كرمُ حبها ..
للأرضِ .. للوطنِ
ما أجملُ نبضُكَ في القلبِ يا وطني
اللونُ الأبيضُ .. أملُ العودةِ إليكَ
والأسودُ .. حدادُ البعدِ عنكَ
أرجوحةُ الطفولةِ .. حنيناً
والشهيدُ يذبحُ .. أمامَ العالمينَ
شقوقُ الزمنِ .. فوهة بركانِ ..
دخانهُ العتابُ .. وبيدها كتابُ ..
يحكي أنشودةَ وطنِ .. " كان يا مكان "
فلسطينُ الحرةُ .. ليس لي بها مكانُ
لا أمنَ لا أمانَ .. لا سكنَ لا عنوانَ
:
دقّّتِ الساعةُ .. تفاصيلَ الحكايةِ
ما أجملَ دياراً .. أنبتتنا ..
فيها البئرُ .. يجمعنا ..
كـ السباعِ .. نطاردُ الغربةَ ..
نُعيدُ كحلَ العينِ .. إليكَ يا وطني
من جرارِ الحبرِ .. نملؤ الماءَ
ومن بطنِ القلمِ .. نستنزفُ الشقاءَ
:
كانت لحظةُ .. غابت فيها الحكمةُ
صدر قرارٌ .. جاب القضيةَ
من فوقِ السماءِ .. حتى الوراءِ
طفلتي آرامُ ..
سكنتَ الغبارَ .. شهِدت الحِصارَ
في العراءِ .. في حضنِ الصحراءِ
هو ملجأوها .. بعدَ اللهِ
هو جسرُ الوصولِ إلى الوطنِ
:
لا زالتْ على سفرٍ ..
غباراً سكنَ الجوانحَ .. والغربةُ تمضي ..
عاماً بعد عامٍ .. دمعةً خلف شمعةٍ
النبضُ .. شعلةٌ
والأملُ .. عودةٌ
الشمعةُ تذوبُ .. والشعلةُ تحترقُ
إلى الصدرِ تقفزُ .. هناك تستقرُ
لوعةٌ .. تلتهمُ الفتيلَ ..
وصمتٌ .. غلبَ عليه العويلُ
والحنينُ .. يوقظُ في صدرِ طفلتي
صوتُ الوطنِ .. كان حزيناً
:
تمّولُ الشمعةُ .. خزانَ وقودٍ
وتضيءُ الشعلةُ .. صبيةً ودوداً
الحلمُ بالعودةِ طارَ .. والملامحُ ألفتْ الغبارَ
عادت حيث أتت
سفراً في سفرِ
إرثُها .. غربةُ وطنٍ
كُحْلُها .. دمعةُ جفنٍ
:
طفلةٌ .. عُمرُها دميةٌ وخاتمانِ ..
بريئةٌ ..
جريئةٌ ..
تستفزُ في الأشياءِ .. سُكونِها
تضيءُ مصابيحَ النجومِ .. بعُيونِها
تقلبُ البسمةَ .. على الأدراجِ ..
تدغدغُ السحابَ .. وتداعبُ الأمواجَ
ترسمُ بأقدامها السلمَ .. بسرعةٍ تتعلمُ
تنظرُ إلى النجاحِ
البصرُ شاخصٌ .. يعبرُ السماءَ ..
وعلى الأرضِ نملةٌ ..
تحملُ المتاعَ .. تنشدُ الفلاحَ
على ظهرها .. حبةَ أرزٍ ..
هي قصتها ..
هي حكايتها ..
هي كل القضيةِ
:
:
:
غربةُ زمنٍ .. على خارطةِ وطنٍ
حبيبتي / طفلتي آرامُ
لا تملكُ فيه هويةً [/align:f5b2dd5358]
   
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 34 : 06 AM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية