تعود بي الذاكره لاحداث وشخوص, ارها كأنني ارى اطيافا وخيالات, منذ ذلك الزمن البعيد حيث كنت اخرج من الجامعه(University di Modena) واتجه مشيا الى ذاك الكرسي الذي ظننت يوما انه يمنع الجميع من الجلوس عليه سواي لانني لم اجده يوما الا شاغرا, كنت احب تلك المسافه.. كانت اجمل طقوس يومي تحدث خلالها اردد اغنيات طفولتي, اضع الهدفونز لاسمع فيروز وهي تتغنى بعيون عليا
سقا الله تلك الايام الجميله إنني انظر اليها اليوم كمن ينظر الى البعيد البعيد , لاأدري إن كنت سعيده ام حزينه وانا أراجع ذكرياتي القديمه, لا أعلم من يراجع الاخر انا ام ذكرياتي؟, واراها تداعب مخيلتي, الذكريات هنا تصبح الوقود الذي يجعلني استطيع اكمال مشوار هذه الرحله الصعبه,, بالرغم من ما تثيره في نفسي لتعيدني الى اشجاني التي تلتهب بقلبي كالنار التي لم تخمد الا خداعا.
في ذلك الصباح حيث اتجهت الى طاولتي, وطلبت "الكافي كون لاتي " واخرجت كتابي اللذي حملته ذاك اليوم حين قررت ان انتصر على تلك المادة الصعبه, وضعت الفتاة الحليب وقالت لي بهمس احدهم يسأل عن جنسيتك منذ اسبوع, لم يصدقني حين قلت انني اعرفك ايطاليه, ابتسمت لها وقلت له حق فأنت مخطئه,
استغربت "مارلا" ضحكت لعينيها الطفوليتين وقلت لها دعيه لست مهتمه لأمره.
استمر صوت الاكواب والكراسي وصخب مارلا عندما تشكر احدهم على مئة ليره او خمسين اضافيه تعتمد عليها كثيرا في تغطية مصاريف دراسة طفلتها.
واستمر تركيزي في كتابي اللعين, الان اعترف ان ما نكرهه في بداية حياتنا يستمر ليصبح كالمرض لنزرع كرهه في اطفالنا.
رفعت نظري الى مارلا لتفهم اني اطلب مزيدا من القهوه, لكنني وجدت احدهم يحمل كرسيا ويحجب مارلا عني ويبتسم ليقول لي بعربية جميله هل تسمحين لي ان اشاركك الطاوله لا اجد طاولة شاغره, عرفت جيدا انه يختبر جنسيتي بخبث, استمر نظري مسمرا به ببلاهه وكأني اطلب منه الحديث بطريقة مفهومه.
لا اعرف لماذا فعلت ذلك, ربما لاني اكره الالتوائيه, وربما لانني احببت ان اهزم احلامه في سماع "صباح الخير" بالعربيه. لماذا ايضاً تمنيت هزيمة حلمه...لا أدري ربما مارلا السبب لانها اخبرتني انه يسأل عني قبل ان يسألني... ربما
شاب طويل يبدو في الثانيه و العشرون من عمره له شارب مميز وعينان حادتان اسمر البشره يلبس قميصاً ابيض ويضع على كتفيه بلوفرا ازرق كلون البحر يحمل حقيبة ثقيله على ظهره علمت فيما بعد انه جهاز حاسوب شخصي لا يستطيع العيش بدونه.
تجاهلت وجوده بعد أن سمحت له بالجلوس, ورفعت رأسي لاطلب قهوتي, رأيت مارلا تغمزني من بعيد فأبتسمت لها, أحضرت مارلا قهوتي والشاي لمن يشاركني الطاوله, قالت "buon giorno Laith" اجابها "buon giorno Marlla" سألها عن صحة ساره الصغيره ثم مضت. أحسست بعينين تحملقان بي ولم ارد أن ارفع راسي قررت أن لا أفعل ايضا لا تفسير عندي لهذا التصرف ككثير من تصرفاتي منذ تلك اللحظة الاولى التي قرر فيها "ليث" ان يشاركني طاولتي.
غريب ان ترى عربياً واحداً في تلك الجامعة, ولن تجد عربا يعملون في تلك المدينة في ذلك الوقت الا من المغرب العربي هاجرو للعيش بطريقة افضل ولم يحدث ذلك. الرجال عملو في الشوارع والورش والنساء صاحبن الليل,, فبقى منظرهم بائسا ملابسهم تدل على فقر عربي, فالعربي عندما يفقد المال يفقد الامل فيكون اقل اهتماما حتى بما يملك...
أنهيت كوب "الكافي كون لاتي" الثاني وحملت كتابي وحقيبتي بعد ان اخرجت الهدفونز ووضعتها في اذني, وقفت نظرت اليه وابتسمت ودعته قائلة "ciao"
نظر اللي وقال لي شكرا يا آنسه بالعربية ايضاً, كررت بلاهتي المصطنعه فترجمها للايطاليه اجبته "prego" وانصرفت وانا اشعر بأن شيئا ما يضايقني.
كان يجب ان اصل الى الجامعه في خلال 15 دقيقه قبل ان تبدأ محاضرة الساعه الحاديه عشره, الطريق من "كافيه أليقرو" الى الجامعه يستغرق مشيا 10 دقائق. قررت الوصول قبل ان يصل الجميع لأراجع مرةً اخرى ما قرأته دون تركيز, انتبهت الى ان ظلا يحاول الوصول اليّ وانا امشي بمحاذاة البنايات القريبة من المقهى, لم احاول الالتفات خوفا ما منعني من ذلك, لكنني لم احتج الى التفكير كثيرا فقد سبقني الظل واصبح صاحب الظل بجانبي, رفعت نظري اليه وانا امشي بنفس السرعه واعدت نظرى الى الامام, هو ليث ......
لماذا اعادتني الذاكرة الى الوراء, لماذا رايت الفيحاء امامي, كيف بدأت اشتم رائحة الفجر في جبل قاسيون, كيف عدت الى شقاوة المدرسة, شريط طويل مر امامي حتى اخالني خرجت من "مودنا" ونسيت الجامعه وعدت اركب دراجتي الحمراء واحمل في شنطة على ظهري الماء وساعتي التي يصر ابي ان أحملها حتى لا أنسى نفسي في اللعب.
عدة من غفوتي لاراني لم اخرج من واقعي ومازال من حرض الذاكره يمشي بجانبي وكأنه ينتظر ان اصحو ليكلمني بالعربية مرة أخرى.
قال: مازلت أصر انك عربيه.
قلت"بصوت لم يسمعه ذلك اليوم": مازلت اصر على البلاهه.
قال: حسنا سأحدثك بهذه اللغة البلهاء.
قلت "ومازال لايسمعني": حبذا لانني قررت ان اكمل اللعب.
استرسل بايطالية طلقه...
هل تذهبين الى الجامعه,
نعم..
رائع, فنحن زملاء,
حقا..
ادرس في قسم الاقتصاد,
جميل..
وأنت,
نظم تعليم اطفال..
غريب,
لماذا..
اعتقدت ان اهتمام الايطاليات بعيدا عن هذا النوع من الدراسه,
نظرت الى ساعتي واستأذنت, ذهبت جريا لمحاضرتي. ووجدتني اغني لنفسي دون ان اشعر ودون ان اعرف ما سبب حنيني لهذه الاغنيه "من زمان كان في صبي يجي من الحراش ألعب انا وياه كان اسمو شادي, انا وشادي غنينا سوا,,,,"
دخلت القاعه الساعه الحاديه عشرة تماما ولم اذكر اني حضرت تلك المحاضره, لا أذكر من كان يجلس بجانبي هل حقا كنت هناك؟!, فقد كنت بعيدا جدا جدا في رحلة عتيقه في سكك صغيره من الحجر ابحث عن قبر لصلاح الدين انظر للزوار يقبلون الضريح واضحك.
في مثل هذا الوقت من كل يوم وهو وقت الغداء يذهب الجميع الى الكانتين لتناول وجبة الغداء, ولانني اذهب الى ”كافي إليقرا" فقط قبل هذا الوقت بساعه فلا اكون قد شعرت بأي جوع فقررت منذ اول اسبوع لي في هذه الجامعه ان استغل هذا الهدوء في قراءة القليل من الكتب لأعوض ضعف لغتي, حملت حقيبتي وتوجهت الى المكتبة لاستلم كتابا طلبته يوم امس من عامل المكتبه واتجهت الى آخر طاوله على اليمين , قررت ان انسى عيون حارس ضريح رأس الحسين وهو يزجرني لاكف عن الضحك على زائر يعلق شريط ستاناً احمربعد ان بكى وانتحب يطلب من رأس الحسين ان يسهل له سداد دينه, وامتنع عن الاستهتار بما يعتبره مصدر رزقه..
واستطعت ان ابتعد عن ضريح الحسين لأصل الى ضريح سيدنا داوود..يالهي وهل سأظل يومي كله اتسكع في ازقة قديمه تعيدني الى حضن امي.
فتحت الكتاب وقررت الرحيل عن دمشق الى مكتبة جامعتي لاستفيد من هذه الساعة الهادئه, قرأت سطرا واحد لاكتشف اني اخترت كتابا صعب بمراحل عن ما تصورت.. أحسست بالملل وقررت ان اذهب لاقرب رف وأختار كتاب عشوائيا لان هدفي هو القراءة لاكتسب تحسننا في كلمة او قاعدة لغويه واحده على الاقل في اليوم. اخذت اتصفح الكتب القريبه وجدت كتابا يبدو مناسبا, عدت الى طاولتي لاجد ان احدا ينتظرني واقفا لاسمح له ان يشاركني الطاوله مرةً اخرى وفي نفس اليوم, نظرت حولي في محاولة لإبلاغه رسالةً تقول هذه المره المكان كله ملكا لك! لماذا هذه الطاولة القصيّة, ولماذا تبحث عن من يزعجك في مكتبه!!
لم يكترث وظل مسمراً نظره وكأنه يقول انتظر موافقةً على اي حال, أشرت له بالجلوس وانا أهز كتفي فالمكان ليس ملكا لي, لم اتضايق من اصراره ولم ابدي سعادةًً. سمرت نظري في كتابي وبدأت اقرأ لاحقق هدف يومي, احسست بانه يسحب كرسيّه ليقترب من مكاني فعلمت انه اراد استكمال حديث هربت منه في الصباح ولكي لا يرفع صوته فينبهه أمين المكتبه اقترب تلك المسافه..
لم أعرف اسمك..-
(حمدت المولى ان اسمي يمكن ان يكون عربيا كما هو اجنبي لأستكمل اللعب العبثي الذي بدأته دون سبب واستكملته لسبب يلده كل لقاءاً لنا بعد هذا)
رفعت رأسي وقلت بصوت خفيض..نورا
نظر الي وقال بطريقة غريبه..
نوره... بهاء واضحه
استغربت تحريف اسمي كإيطالية تستنكر على عربي ان يحرف اسمها
نو سنيور " ن و ر ا"
تجاهل غلاظتي..
الا تتناولين" الباستا" في هذا الوقت ككل الايطاليين؟
كدت اضحك لخبث السؤال
ولكنني سيطرت على الضحك وقلت بابتسامة ابت الا ان تغلبني..
لا..
انا اتناولها في البيت عندما اعود بعد الرابعه,,
اسمي ليث..
سمعت مارلا تناديك ,,
ظننت انه لم يكن واضحا.. (خبث عربي يعلم بغرابة اسمه على اوروبيه)
مارلا تنطق بوضوح بالغ,,
اسمكِ جميل, يعني الكثير في لغتي..
أي لغة؟
العربيه..
ظننتك من امريكا الجنوبيه,,
انا عراقي..
وانا من اعتقد انني عربية الاصل, امي تذكر شيئا كهذا في كل مناسبةً ترى فيها شيئ جميلا عن العرب..
(اكذب, ولكنني لم اقصد اي اساءه, فقط اردت العبث)
نظر الي ثم قال:
-اعتقد انه جدك الاول وربما هي امك,,
-ماذا تعني؟..
-اعني انني اعتقد ان امك هي العربيه واضنها تتكلم العربية ايضا,,
-اها..(كان يجب ان اعطي اعتقاده هذا اهمية واشرح له ذلك ولكنني قررت ان لا اتعمد سرد القصة التي ألفتها الا اذا سألني, وسيسأل عن جنسيتي عندما أتحدث اليه اكثر فيكتشف "الاكسون" لان لغته الايطاليه كانت طلقه).
-هل استطيع مساعدتك في ما تقرأين؟
(تناول الكتاب من يدي وابتسم)
-هل تهتمين بهذا النوع من الكتب,,
-لا, اهتم باللغة التي كتب بها الكتاب فقط..
-اللغه؟
-الايطاليه..
-أولستِ ايطاليه؟
-لا
-اذا؟؟ (وكأنه يقول لي اخبرتك انك عربيه فأنكرتِ ذلك)
-اسبانيه..
-دا اقلتش عربيه, دا تقولين امي تقول انها عربيه وتش عيني اقسم باللي خلق عيونتش امتش و ابوتش عرب(قالها بصوت خفيض ولهجة عراقيه قويه تنم عن غضب).
كدت اضحك من ردة فعله الحانقه وكأنه يعاتب امي التى لم تعلمني كيف احقق رغبة عربي يعيش غريباً.
-مي اسكوزي؟!
-لا كنت فقط اقول انني رأيتك عربيه فإن لم يكن فأنت اسبانية ذات جذور عربية..
كانت مشكلتي القادمه المغامرة التي خضتها دون ان اعلم مدى قوة لغته الاسبانيه.
جميل جداً ياسمارا 000 القصه أحداثها حصلت في إيطاليا ؟؟ أعتقد أنها كذلك 0
بالمناسبه هذه القصه سحبتني للوراء ردهاً من الزمن 000 إييييه أيام الجامعه 0 وأيام بوفيه عم صالح اليماني وصحون الكبده 0 وتسكرين على الموضوع بواحد شاهي تلقيمه حضرميه أطلق من الكافي لاتيه مليون مره0
- اللي فهمته من قصتك إنه في واحد عربي يدرس معاك في الجامعه وحب يشبك وإنتي ماعطيتيه وجه صح أو لا؟
إذا كان أنتي اللي كتبتي هذه الروايه فأعتقد إنك شاميه 000 يامال الشام يالله يامالي0 يامال القوم0
وأعتقد إنه فيه مناظر في إيطاليا تشبه ديرتكم 0 وهي السبب اللي خلتكي تتذكرين أمك وفيروز0ترى والله أعتقد إن تحليلاتي من جنب القده يمكن الجامعه في دمشق المحروسه0
أعتقد أن الروايه ليست لكي وعرضتيها لنا بخبث عربي لترين مدى تقبلنا 0
وأعتقد أن الحلقه الرابعه ليث سيدخل البيت وبابه مفتوحاً على مصراعيه0
وأعتقد أن روايتك لم تأت بجديد 000 محاوله من شاب000 تمنّع من جميله000 إعجاب الجميله بعدم يأس الشاب 000 يأخذ مايريد 0000 وثم أنتي تعرفين الباقي فأنتي صاحبة خبره على مايبدو0
سئمنا رواياتكم 00 ومللناه ولا رادع لكم أتعلمين لماذا ؟؟؟؟
لأنه سيحضر بعدي كمّ هائل من المغفلين ويطبلون لعفتكي ياصاحبة العفه ويسفهون ماكتبت 000 وعجبي0
عدت الى كتابي بعد ان التقطته بعفوية من يده وكأني ابلغه انني ارغب في استكمال ما بدأت قراءته, التقطه مني بكل هدوء واناقه وقال لي حسنا هذا الكتاب لا يناسب ما تحتاجينه على حد فهمي, هل تسمحين لي ان اساعدك؟
-لامانع لدي اذا كان ذلك لا يزعجك,,
-حسنا هل تملكين جهاز حاسوب؟..
-او.. لا ,
هل ذلك ضروري؟
-يمكنك استخدام جهازي..
-كيف؟
-انا لا استخدمه ساعتين في اليوم من الساعه الثانيه عشره الى الثانيه, احضر حيث تجلسين كل يوم في هذا الوقت واتركه لك لتستخدميه..
-سوف افرض انني فهمت ان لديك ما تقدمه لي لتقوية لغتي من خلال حاسوب, وانني ايضا اعرف كيف اتعامل مع هذا الجهاز, وانك سوف تقدم لي جهازك الخاص لأستخدمه ساعه او ساعتين في اليوم, هل افترضت انني افهم لماذا كل هذا؟
لم يكن ليث من النوع السريع الحرج, كان هادئ الطباع وبطيء الانفعال شديد الثقة بنفسه, صعب الاستفزاز, الا في ما يخص العراق والعروبه..
ابتسم بهدوء ابتسامة اوحى لي خلالها انني ابالغ في سوء فهمه وقال:
-سنيوريتا نورا, نحن العرب نقدم احيانا اشياء دون مقابل, لن اكذب كثيرا واقول انني اقدم جهازي كل يوم لاي طالب في هذه الجامعه ولكنني اقدمه لك لسبب واحد هو نفس السبب الذي جعلني اتجرأ في التطفل على قهوة صباحك قبل.... ساعتين ,, هل اعرفك فقط منذ ساعتين؟ (لم ينتظر اجابتي وكأنه يكلم نفسه) كنت اقول لسبب واحد ..لونك وملامحك آنستي..
قال ذلك وهو يحملق في وجهي وكأنه يقرأه مرةً اخرى وكأنه يبحث عن ملامحي الغير عربيه, لانه قد اقسم باني عربية ولم يصدق انني لست كذلك..
-ماذا تعني؟
-اعني انني اشتاق للعراق فأراها في عينيكِ العربيه, اشتاق للغتي وكنت اظن انني سأسمعها منك ولكنني اخطأت, ولكنني سأقدم جهازي واساعدك في استخدامه لكي اشتم رائحة بغداد..
احسست بأن حديثه يعيدني الى ما حدث لي هذا الصباح حين عاد بي الى طفولتي, احسست بأنانيتي وانا آخذ كل هذا منه بكل وضوح ويأخذه مني بكل شك وثم خيبة امل حين لم يسمع "صباح الخير" بلغتي ولغته الام هذا الصباح.. كِدت اقول له اعذر كذبي و سامح عبثي .لكن شيئأ ما منعني..فقلت له:
-اقبل العرض, ومازلت ارى فيه عرضا اكثر من كريم , ولابد ان اقدم شيئا مقابله, هل تساعدني لتقترح ما استطيع عمله؟
-فقط اعلمك كلمات عربيه بسيطه لتستخدميها وقت لقائنا احياناً..
(مازال يذكرني بأنانيتي..)
-لا, ذلك يضل في صالحي, فأنت تقدم ايضا,,
-لا .......هو في صالحي..
سأسمع كلامات تمنيت ان تكوني تملكيها حين رأيتك..
-سامحني لن اقبل,,
-حسنا اقترحي انتِ
-أعرفك بالسيده التي تعيش معي في البيت, وتتناول الغداء معنا مساء السبت من كل اسبوع , هي سيدة طيبة جداً تعيش مع عائلتي منذ سنين, عربية من مصر, وعندما اتيت الى "مودنا" أصر والدي أن تأتي معي لكي لا أبقى وحدي,,
رفع حاجبيه استغرابا, فذلك غريب في مجتمع وعائلة اوروبية, ان تعيش معهم سيدة عربية وان يرسلو تلك السيده مع ابنتهم الى ايطاليا من اسبانيا لكي تهتم بها, في سن تخرج فيه الفتاة لتعيش وحدها, ربما شفع لي عنده ان المجتمع الاسباني مازال يحتفظ ببقايا من تراث اجتماعي عربي محافظ, ولكن ذلك لم يفسر ان تعيش معي "حقة مصريه" في شقة في ايطاليا.
-طبعا اوافق..واحس بسعادة تامه لهذه الثقة سنيوريتا...
-حسنا.. مالمطلوب مني كتلميذه؟
-الحضور غدا صباحا في وقتك المحدد لشرب قهوة الصباح في "اليقرا" ..
(انتظرت ان يكمل ولكنه توقف وكأنه يضع نقطة لحديث انتهى)
-فقط؟
-سي سنيوريتا
-ألورا
-غدا اخبرك إن سمحت لي ان اشاركك الطاوله ....