** وكم تبلغ أعدادهم "التقديرية" في حي منفوحة وحده؟
يتزايدون باستمرار، وفي "منفوحة" وما جاورها وحدها وصولوا إلى حدود 700 ألف أو 750 ألف إثيوبي، أغلبهم متخلف لا يحمل إقامة نظامية، وهم يسكنون في أي مكان وبأي طريق، ويسكنون عند أقاربهم ومعارفهم ممن يحملون إقامات أو ممن يزورون إقامات ويستأجرون بطريقة نظامية ومن ثم يؤجر على أقاربهم من بعد، وهم يتواجدون في حي منفوحة كاملاً من الشارع 20 حتى شارع 60 وشارع الطيف، والأعداد أكثر مما يتوقع بكثير في أحياء غبيراء، وعتيقة المجاورة وما حولها، لكن أغلبهم في منفوحة وبلا أوراق رسمية، وبعضهم هارب من كفيله.
** كيف بدأ "الشغب" وهل كان منظماً أم حالة عشوائية؟
كان عشوائياً.. بدأ بعد صلاة الظهر من شارع 20 مع تقاطع الفريان عند بنك الراجحي، وبدؤوا عمليات الشغب بقذف الحجارة، وتكسير زجاج أي سيارة سعودي يمر من الشارع، وإن وقف ونزل ضربوه ضرباً مبرحاً، واستمر الوضع حتى صلاة العصر، ثم وسعوا النطاق على شارع الفريان إلى شارع 60 والطيف، وجميع من مر عليهم من السعوديين تصبح حياته في خطر، وكانوا لا يتعدون على الأفارقة بل كل من لونه أبيض ينهبون أمواله ويعتدون عليه، وبعد صلاة العشاء تدخلت الجهات الأمنية، وسيطرت على الشغب، وحاصرت شوارع ومداخل الحي، وأعادت الأمور لوضعها الأمن المعتاد، وقد عالجت الجهات الأمنية الوضع بشكل حكيم، وفتحوا المجال للمتخلفين ليأتوا بأنفسهم ويسلموا للترحيل دون أي إجراءات قانونية، بل أصبح الأثيوبيون يطالبون بذلك، ويريدون السفر لبلادهم، والحقيقة كان هناك أعداد كبيرة منهم يريدون أن يصححوا أوضاعهم، ويسلمون أنفسهم لكن الزحام الكبير على الجوازات حال دون أن يتمكنوا من ذلك.
** يقال إنهم اعتدوا على سكان الحي السعوديين داخل بيوتهم.. أليس كذلك؟
لا.. لم يعتدوا عليهم داخل بيوتهم، بل السعوديون هم من اعتدى على "الأحباش" في منازلهم، وهذا خطأ، والشرع يحرم على المواطن ضرب أو التدخل للاعتداء على من لم يؤذه.
** لكنه كان دفاعاً عن النفس كما يتردد؟
ليس دفاعاً عن النفس، بل السعوديون أتوا من أحياء أخرى فزعة لمن في منفوحة، وهذا خطأ شرعاً، ولا يجوز لأي إنسان ذلك إلا الجهات المخولة أمنيا، وفيها الكفاية، وهي تقوم بعملها، وبعض المواطنين اعتدى على "الأحباش" في حين أن دورهم التبليغ فقط، وليس مهاجمة المنازل بحثاً عن الإثيوبيين، وليس دور المواطن مد اليد على الآخرين.
** هل وصول الإثيوبيين لمرحلة اليأس من تصحيح وضع إقاماتهم وعدم وجود عمل دفعهم لهذا التصرف؟
نعم.. استثارهم توقف العمل، والخوف من الشرطة، ووصولهم لمرحلة اليأس ولم يستفيدوا من هذه المرحلة.. وبالتالي أصبحت الحياة في بلادهم وفي السعودية واحدة، وأصبح الموت واحداً، وكما نقول بالعامية "ما عاد تفرق معهم"، فالموت تحت الأشجار بإثيوبيا يرعبهم، كذلك منهم من هو مجند من قبل جماعة "الحوثيين" اليمنية التي تهربهم إلى السعودية، فتخيل أن بعضهم يسكن الحي بمنزل فيه 60 إثيوبياً متكدسين بشكل مأساوي، والمنزل لا يحتمل ستة أشخاص، فالغرفة الواحدة يسكنها 3 أسر إثيوبية، وكانوا يوزعون أنفسهم بحيث منهم من ينام، وآخر يستيقظ للبحث عن عمل، وهكذا.
** ما هي الجرائم المعروفة عنهم في الحي؟
الدعارة، تصنيع الخمور، المضاربات، القتل والخطف، السرقة والهروب، وانتشار تعاطي الخمور، والسحر، والدعوات إلى مذاهبهم المنحرفة، وتنتشر بينهم جرائم القتل، والتصفيات الجسدية التي تبدأ في بلادهم وتنتهي في بلادنا، وآثار هذه الجرائم على أمن بلدنا كبيرة جداً.
** لماذا لم يتحرك المجلس البلدي طوال هذه الفترة لدرء خطر هؤلاء المتخلفين؟
لم نسكت، اتخذنا الكثير من المبادرات، وقدمنا الكثير من التقارير، وحذرنا في العديد من وسائل الإعلام، وأبلغنا الجهات الأمنية، والجهات الأمنية تحولها إلى وزارة العمل التي للأسف أفرزت قراراتها ثلاث مشاكل، هي أن الأعمال تتوقف، وتشويه سمعة السعودية والمضايقات التي قد يتعرض لها السعوديون في الخارج، وتأثر هؤلاء المرحلين من أعمال في معيشتهم ودخلهم، ونظام العمل في رأيي يجب أن يحمي صاحب العمل والعامل، وكثير من رجال الأعمال أصبح يفتح المصانع خارج السعودية في دبي وغيرها بسبب سوء أنظمة وزارة العمل، وعدم وضوحها.
** هل تتوقع حدوث أعمال شغب مماثلة؟
طالما لا يزال هناك متخلفون فالأحداث قد تتكرر، والحل في رأيي هو فتح باب الاستقدام لرجال الأعمال لجلب من يريد للعمل لديه فقط وفي تجارته حتى لا يضطر المواطن لتشغيل العمالة المتخلفة، والأفارقة يعانون من الجوع والفقر في بلادهم، ولا يمانعون من المخاطرة من أجل حياة أخرى قد يحصلون خلالها على عمل ودخل مالي، سواء وضعنا احتياطات أمنية أو لم نعمل.
** حذرت سابقاً من شغب منفوحة، الآن مما تحذر؟ وأين تعتقد أن الأمور قد تتكرر وفي أي الأحياء؟
الخطر موجود حالياً في وسط الرياض وجنوبها، فهي مليئة بالمشاكل والعمالة من السعوديين وغيرهم من العمالة المتخلفة، كحي العزيزية والدار البيضاء، حيث يوجد شباب كثير بلا أعمال، وينبغي إيجاد فرص عمل كريمة لهم وليس فرص "مهينة" برواتب متدنية لا تتجاوز 3 آلاف ريال لا تكفي للمعيشة.
** كلمة أخيرة.. ماذا تقول؟
أطالب بمحاكمة وزير العمل ونائبه "الحقباني" على قرارات وزارتهما غير الموقفة التي استفزت العمالة، ولم تحفظ حقوق الطرفين، العامل السعودي وغير السعودي وصاحب العمل، وساعدت على تشويه سمعة السعودية أمام العالم، وفي وسائل الإعلام الدولية، وجعلتهم يبحثون الآن عن أخطاء السعودية والسعوديين.