لقد قضي دينكم يا أهل جاش!

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :فقد وصلني كتاب الصديق الأريب و المؤرخ النجيب / مسعود بن فهد المسردي ، الذي عنون له بـ( جاش عبق الماضي و إنجاز الحاضر)، فألفيته منذ الصفحة الأولى آخذ بمجامع القلب، لا تهدأ نفس مطالعه إلا بإتمامه ، أتى بعرض مستفيض على مآثر جاش الجغرافية و الأدبية و المجتمعية ، تعرض لكل ما يخفى على جيل أبناء جاش القريب ، فأوضح كل مخبأة و أبان عن كل مكنوز ، و يبرز لكل متصفح للكتاب عظيم جهد المؤلف - وفقه الله - و عنايته الفائقة بكل دقيقة، حتى أصاب من الجهد سنامه، ومن العناية رأسها ، فطريقة تصفيفه للنصوص وضبطها و اهتمامه بإسنادها إلى رواتها أمارة أمانة زاكية و حرفية عالية ، و تدعيم المؤلَف بالصور أخرج الكتاب بحلة قشيبة تداني عبق جاش و أصالة حاضره ، وبهذا المؤلف أدى أستاذنا مسعود - أسعده الله - ديناً ثقيلاً علق برقاب أبناء جاش أجيالاً مديدة، إذ شمر عن ساعد الجد وساقه، و جمع بين نهار اليوم و مساءه ،ليصف لنا جاش ماضيها و حاضرها ، بقلم أديب مسدد جمع بين صدق القصد و جمال العبارة ليظهر لنا جاش غانية تسر الناظرين، حقاً أقول أن مسعود ضرب أروع الأمثلة في الوفاء و النبل، إذ قدم هذا الجهد هدية للأرض التي تربى على ذراها و فيها نشر أيام صباه وطواها، و عبرها انطلق إلى فضاء الحياة، نعم مسعود أنت مثال يحتذى و قدوة شماء إيقاظ للمعرضين و سلوة للمخلصين .
فأتقدم بالأصالة عن نفسي و بالنيابة عن أهل جاش جميعاً بالشكر و الامتنان للأستاذ الكريم / مسعود بن فهد المسردي و أدعو من كل قلبي أن يوفقه الله في قادم أعماله وان لا يحرمه أجر هذا العمل .
غلاف الإصدار

المؤلف