الطريقة الاكيدة ليصبح لك اعداء
باستطاعتك أن تخبر الشخص الآخر انه مخطئ من خلال نظرة او نبرة او حركة… تماما مثلما تستطيع الكلمات… إن أخبرته انه مخطئ كيف تريد منه أن يوافقك الرأي؟؟؟ لن يفعل ذلك لأنك وجهت ضربة مباشرة الى ذكائه وحكمته وغروره واعتداده بنفسه الأمر الذي سيدفعه الى التصلب برأيه ولن تغير رأيه لأنك جرحت مشاعره… لا تبدأ أبدا بقول: "سأبرهن كذا وكذا لك" هذا أسلوب سيئ لان ذلك يماثل قولك: "أنا أذكى منك، لذا سأخبرك بشيء يغير رأيك" إن هذا رهان وهو يثير
العداء ويدفع الشخص الآخر الى القتال قبل أن تبدأ بحديثك وهذا أمر صعب حتى في الظروف العادية أن نغير رأي الآخرين فلماذا نعقد الأمور؟ لماذا نعوّق أنفسنا؟ إذا أردت أن تبرهن شيئا لا تدع الآخرين يعرفون ذلك بل افعل ذلك بصمت وذكاء كي لا يشعر أحد بذلك
"يجب أن تعلم الناس وكأنك لم تعلمهم" كن اكثر حكمة من سائر الناس إذا استطعت لكن لا تخبرهم بذلك...
قلما اصدق اليوم أي شيء كنت اصدقه منذ عشرين سنة- ما عدا جدول الضرب وبدأت اشك بمعلوماتي حتى حين اقرأ عن اينشتاين وبعد عشرين سنة أخرى ربما لن أعود اصدق ما ذكرته في الكتاب والآن لست متأكدا جدا من كل شيء كنت متأكدا منه
… قال سقراط: "الشيء الوحيد الذي اعرفه هو أنني لا اعرف شيئا"
حسنا، لا نأمل أن أكون أذكى من سقراط لذلك ابتعدت عن إخبار الآخرين انهم على خطأ ووجدت أن ذلك يجدي… إذا قال إنسان عبارة تعتقد أنها خطأ- مع انك تعلم أنها خطأ- أليس من الأفضل أن تبدأ بالقول: "حسنا، انظر الآن، أظن أن لي فكرة أخرى وربما أكون مخطئا إذ طالما كنت كذلك وإذا كنت مخطئا أريد أن أصحح خطأي… فلنتحرى الوقائع.. إن هذا السحر سحر إيجابي يكمن في مثل هذه العبارات: "ربما كنت مخطئا، طالما كنت كذلك، لنتحرى الوقائع"
ليس من أحد في السماء او على الأرض او في الماء او تحت الأرض سيعارض قولك: "ربما كنت مخطئا… لنتحرى الوقائع" وصدقني حين نكون مخطئين ربما نعترف بذلك في قرارة أنفسنا لكن إذا عوملنا بلطف وكياسة ربما نعترف بذلك أمام الآخرين ربما نفتخر بصراحتنا ورحابة صدرنا ولكن الأمر يختلف حين يحاول الآخرون انتزاع الحقيقة منا انتزاعا
… يقول فرانكلين: "اتخذت لي قاعدة وهي أن أتحمل كل انتقاد كدت أتوجه به نحو الآخرين وتوجيه الثناء المخلص بدلا من ذلك حتى أني منعت نفسي من استخدام أية كلمة او تعبير في اللغة يوحي برأي محدد مثل كلمة "بالتأكيد" و "من دون شك" وتبنيت عوضا عن ذلك كلمات"اعتقد" "افترض" "أتصور" أن يكون الأمر كذا وكذا
… او "يبدو لي في الوقت الحاضر" وحين يؤكد شخص آخر شيئا اعتقد انه خطأ امتنع عن لذة انتقاده بسرعة وإظهار خطأ مقترحاته وابدأ الإجابة أن في بعض الحالات والظروف ربما يصح رأيه لكن الأمر يختلف في الوضع الحالي وسرعان ما وجدت نتائج فعالة من جراء تغيير أسلوبي وقد لاقت طريقتي المتواضعة قبولا جيدا وانتقادا اقل وبذلك استطعت أن اجعل الآخرين يتخلون عن أخطائهم والوقوف الى جانبي حين أكون على حق…"
إذن إذا أردت أن تستميل الناس الى طريقتك في التفكير ابد احترامك لآراء الآخرين ولا تخبر إنسانا انه مخطئ.
الطريق العام الى تفكيرالناس
إذا ثار غضبك وتفوهت بكلمة او اثنتين ستجد الوقت ملائما لتفريغ غيظك لكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك الراحة؟ وهل نبرتك القتالية وأسلوبك المعادي
يسهل عليك الاتفاق معه؟ قال وودرو ويلسون:
"إذا جئتني وقبضتك منكمشة أعدك أن قبضتي ستكون اشد من قبضتك وإذا جئتني تقول، دعنا نجلس ونتحادث وان اختلفت آراؤنا لنتفهم أسباب الخلاف عندئذ نكتشف أننا لا تختلف كثيرا وان النقاط التي لا نتفق عليها قليلة بينما النقاط التي نتفق عليها كثيرة وان كان لدينا الصبر والأناة والنية على الاتفاق فإننا سنتفق"
إذا كان قلب الشخص الآخر مليئا بالضغينة والسخط نحوك لن تتمكن من إقناعه بوجهة نظرك ولو استخدمت منطق الدنيا فالآباء الناهرون والرؤساء والأزواج المسيطرون والزوجات المتذمرات يجب أن يعلموا أن الآخرين لا يرغبون في تغيير آرائهم وليس باستطاعة أحد أن يحملهم على القيام بذلك ولكن بالإمكان اقتيادهم لفعل ذلك إذا كنا لطفاء وودودين اكثر مما نحن في الواقع قال "لنكولن" ذلك قبل اكثر من مئة سنة،إليك كلماته:
"هناك قول قديم حقيقي يقول:"إن قطرة عسل تجذب ذبابا اكثر من غالون علقم" والأمر كذلك بالنسبة للناس فإن أردت أن تجذب الشخص الآخر الى وجهة نظرك أقنعه أولا انك صديقه المخلص وسيكون ذلك قطرة العسل التي تجذب قلبه وبالتالي تفكيره"
قرأت ذات يوم قصة خرافية عن الشمس والريح فقد اختلف الاثنان أيهما أقوى فقالت الريح للشمس:"سأبرهن أنني الأقوى،هل ترين هذا الرجل العجوز الذي يرتدي المعطف؟أراهن أن باستطاعتي أن اجعله يخلع معطفه أسرع منك.. وقفت الشمس وراء غيمة وبدأت الريح تهب حتى كادت تكون عاصفة وكلما اشتدت الريح كلما ازداد الرجل تمسكا بمعطفه
… واخيرا هدأت الريح واستسلمت ثم خرجت الشمس من وراء الغيمة وابتسمت برفق للرجل وسرعان ما مسح جبينه وخلع معطفه عندئذ قالت الشمس للريح إن اللطف والصداقة هما دائما أقوى من العنف والقسوة
إذن حين ترغب أن تجذب الناس الى طريقة تفكيرك ابدأ الحديث بطريقة ودية
سر سقراط
أثناء التحدث الى شخص ما لا تبدأ بمناقشة الأشياء التي تختلفان حولها …بل ابدأ بالتأكيد –وثابر على التأكيد- على الأشياء التي تتفقان بشأنها …استدرج الشخص الآخر ليقول:"اجل،اجل" منذ البداية واجعله يتجنب قول"كلا" يقول البروفيسور "اوفرستريت" في كتابه"التأثير بالسلوك الإنساني":
"إن الجواب السلبي هو اصعب معضلة يمكن التغلب عليها حين يقول إنسان"كلا"، جميع كبريائه يتطلب منه أن يبقى مصرا على رأيه وربما يشعر فيما بعد أن "كلا" هي الجواب الخطأ بالإضافة الى وجوب اخذ كبرياءه بعين الاعتبار فحين يقول شيئا يجب أن يلازم قوله وهكذا من المهم جدا أن